19 أيار 2019 | 00:00

أخبار لبنان

الحريري يرفض خرق "النأي" وتقديم "فواتير" على حساب اللبنانيين

الحريري يرفض خرق

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن العمل على موازنة العام 2019 ليس عملا عاديا، ‏لأننا نعمل على وضع الأسس الكاملة لإصلاح مالي جدي للسنوات الخمسة المقبلة، ووضع ‏المبادئ التي يجب أن يتم اعتمادها في موازنات العامين 2020 و2021 أيضا، آملا أن يكون ‏الأسبوع المقبل، أسبوع إحالة مشروع الموازنة إلى مجلس النواب. وقال: "إن الأمور باتت ‏بحاجة إلى قرار، ومجلس الوزراء موجود ليأخذ قرارا، وليقول لكل اللبنانيين أنه "لدينا فرصة لن ‏تضيع، ولدينا خارطة طريق لوقف الهدر وضبط الإنفاق وتحقيق الإصلاحات".‏

ورأى الرئيس الحريري أن اقتصادنا دفع ثمن التأجيل والتردد والهروب من الإصلاحات، على ‏مدى سنين طويلة. والآن وصلنا إلى حائط لا مجال إلا أن نكسره، وندخل إلى إصلاحات جدية ‏وسياسات مالية واقتصادية، تساهم في تخفيض العجز ومعالجة الدين ووقف الهدر. هكذا نحمي ‏الاقتصاد، ونحمي ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى، وهكذا نحافظ على كرامة العيش لكل ‏اللبنانيين.‏

وشدد على أن كرامة كل لبناني هي من كرامة العرب، والإساءة لأي دولة عربية هي إساءة ‏للبنان. لافتا إلى أن التوافق على النأي بالنفس وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، كان ‏هدفه حماية لبنان من صراعات المنطقة. الإصرار على خرق النأي بالنفس دعوة مباشرة ‏لضرب مصالح لبنان واللبنانيين بالدول العربية. ‏



 


k



مواقف الرئيس الحريري جاءت خلال كلمة ألقاها غروب اليوم في حفل الإفطار المركزي الذي ‏دعا إليه "تيار المستقبل" في بيروت وكافة المناطق، واستهل خطابه بالقول:‏

‏"رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير. ‏

من حبيبتنا بيروت، نريد أن نقول أيضا رمضان كريم، لأهلنا في طرابلس وعكار والمنية ‏والضنية والقلمون وزغرتا والكورة والبترون. رمضان كريم للأهل والأحبة في الإقليم وصيدا ‏وكل الجبل والجنوب. ورمضان كريم للبقاع وأحبتنا في البقاع، غرباً وشرقاً ووسطاً. ‏

كنت قد خططت أن أمضي رمضان هذه السنة في المناطق، لكن ضغوط العمل قطعت عليّ ‏الطريق، وأنتم ترون أننا ما زلنا نعمل على إنجاز الموازنة ليل نهار، والعمل في الأساس هدفه ‏الانطلاق ببرامج التنمية والاستثمار وتطوير الخدمات في كل لبنان.‏

تيار المستقبل يشكل حجر الزاوية في هذه البرامج، لأنه إذا مع تحدثتم عن البيان الوزاري ‏وبرامج الإصلاح والتطوير وضبط الإنفاق، تستطيعون القول أن هذا هو برنامج تيار المستقبل. ‏وإذا ما تحدثتم عن مؤتمر سيدر والدعم المقرر لبرامج الاستثمار في البلد، فتستطيعون القول ‏ورأسكم مرفوع: هذا عمل تيار المستقبل. أنتم في صلب عملية النهوض الاقتصادي، وأنتم في ‏الخط الأمامي لتحقيق الإصلاحات، وتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين. ‏

‏٩٠% من جمهور تيار المستقبل، هم من الفقراء وذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى، والتيار ‏معني بأن يحمي حقوقهم بالدرجة الأولى، سواء كانوا موظفين في الدولة أو عاملين في القطاع ‏الخاص. ولنحمي حقوق الناس، لا يمكن أن نبقى نعيش في دولة "كل مين ايدو إلو". الدولة ليست ‏بقرة حلوب، مثلما كان يقول الرئيس الياس الهراوي، رحمه الله.‏



 


l



هناك مشكلة في القطاع العام يدفع ثمنها باقي اللبنانيين.  نعم هناك مشكلة في القطاع العام، ولم ‏يعد باستطاعتنا أن نختبئ وراء إصبعنا، والرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، تحدث عنها ‏بالتفصيل سنة الـ1999. ‏

من يرغب أن يتذكر، ومن يرغب أن يعرف، ومن يتحدث اليوم عن المشاكل الاقتصادية والمالية ‏والهدر والفساد وضرورة الإصلاح الإداري، نقول له عد إلى الأرقام والوقائع التي قدمها الرئيس ‏رفيق الحريري. في كتيب أعده الشهيد عنوانه "الحكم والمسؤولية"، طلبت أنا إعادة طباعته، لأن ‏الكلام نفسه الذي نقوله اليوم في مجلس الوزراء ومجلس النواب، قاله رفيق الحريري قبل ‏عشرين سنة. في حينه، لم يكن أحد يرغب بالسماع، وكثر كان كل همهم كيف "يحرتقوا" على ‏رفيق الحريري.‏

لكن اليوم لا مجال إلا أن يسمع الجميع ويرى ويشارك في القرار. نحن لسنا راكضين لأخذ ‏أفضلية بالحديث عن حل للمشاكل، رأينا معروف ومكتوب، واقتراحاتنا واضحة وموجودة على ‏الطاولة. المهم أن نتفق على إجراءات لم تعد هناك إمكانية للتهرب منها. وللأمانة، هناك إجماع ‏على توصيف المرض، وهناك شبه إجماع على العلاج، فالكل يقول بضرورة تخفيض الهدر ‏والإنفاق. وهناك أيضا اقتراحات جريئة ومسؤولة تطرح على الطاولة، لكن لا بد من اتخاذ ‏القرار. نحن كتيار مستقبل نعرف ماذا نريد، نريد أن نضع يدنا بيد الجميع، لأنني أقول لكم بكل ‏صراحة، إذا اعتقد أحد أن تيار المستقبل وحده يستطيع أن يحل هذه المشكلة، فلا. الجميع ‏مجتمعون يستطيعون أن يحلوا المشكلة.‏

البعض يرى أننا تأخرنا في إقرار الموازنة، وأن مناقشات مجلس الوزراء تكرر نفسها. بكل ‏صراحة، يهمني أن يعرف الجميع أن العمل على موازنة العام 2019 ليس عملا عاديا. فنحن ‏نعمل على وضع الأسس الكاملة لإصلاح مالي جدي للسنوات الخمسة المقبلة، ووضع المبادئ ‏التي يجب أن يتم اعتمادها في موازنات العامين 2020 و2021 أيضا وما بعدهما.‏

أملي كبير أن تعطي جلسة اليوم دفعا بهذا الاتجاه، وأن يكون الأسبوع المقبل أسبوع إحالة ‏مشروع الموازنة إلى مجلس النواب. الأمور باتت بحاجة إلى قرار، ومجلس الوزراء موجود ‏ليأخذ قرارا، وليقول لكل اللبنانيين أنه لدينا فرصة لن تضيع، ولدينا خارطة طريق لوقف الهدر ‏وضبط الإنفاق وتحقيق الإصلاحات.‏



 


م



هناك مثل يقول: "وجع يوم، ولا وجع كل يوم". وما نستطيع القيام به الآن يجب ألا يتم تأجيله. ‏اقتصادنا دفع ثمن التأجيل والتردد والهروب من الإصلاحات، على مدى سنين طويلة. والآن ‏وصلنا إلى حائط لا مجال إلا أن نكسره، وندخل إلى إصلاحات جدية وسياسات مالية ‏واقتصادية، تساهم في تخفيض العجز ومعالجة الدين ووقف الهدر. هكذا نحمي الاقتصاد، ونحمي ‏ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى، وهكذا نحافظ على كرامة العيش لكل اللبنانيين.‏

وعلى ذكر كرامة اللبنانيين، أريد أن أتحدث عن شعوري الشخصي، تجاه التعرض البشع ‏والمرفوض لروح بطريرك كل لبنان، الكاردينال المرحوم مار نصر الله بطرس صفير: بصفتي ‏مسلما، وفي شهر رمضان أيضا، شعرت بالإهانة كإخواني الموارنة، وربما أكثر. وبصفتي ‏لبنانيا، شعرت بالخجل، أن في بلدي أشخاصا يفكرون بهذه الطريقة، ويخرج منهم مثل هذا ‏الكلام. وبصفتي إنسانا، تذكرت أن من شروط الإنسانية إدراك معنى الموت، وحرمة الموت، ‏ومن شروطها أيضا، أن نحسب حسابا لشعور البشر تجاه ما نقوله، بالخاص أو بالعام. ‏

وأيضا على ذكر كرامة اللبنانيين، من الضروري أن نقول اليوم، أن كرامة كل لبناني هي من ‏كرامة العرب، والإساءة لأي دولة عربية هي إساءة للبنان. التوافق على النأي بالنفس وعدم ‏التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، كان هدفه حماية لبنان من صراعات المنطقة. الإصرار ‏على خرق النأي بالنفس دعوة مباشرة لضرب مصالح لبنان واللبنانيين بالدول العربية. ‏

جميعنا نرى أجواء التوتر في المنطقة، ونرى الاعتداءات التي تستهدف الإمارات والسعودية. لا ‏تنقص لبنان مواقف تهدد مصالحه الاقتصادية، وتهدد علاقاته مع أشقاء، كل تاريخهم معنا تاريخ ‏دعم واحتضان للبنانيين من كل الطوائف. ‏

الإهانة تجر إهانة، والتهجم يجر تهجما. هذه حلقة لا تنتهي، وإذا كان مطلوبا من أحد أن يقدم ‏فواتير لدول خارجية، ليقدمها من حساب هذه الدول وليس من حساب اللبنانيين. ‏



 


l



أنتم التيار الذي وقف دائما مع الرئيس الشهيد ومعي، وخاصة في الانتخابات الأخيرة. من هنا ‏أشكركم من كل قلبي على العمل الذي تقومون به، وأقول لكم أنه علينا أن نعمل أكثر، ونتواضع ‏أكثر، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، ونصبر ونعمل، وكلما واجهتم حائطا مسدودا، فإن هذا لا ‏يعني أنه نهاية الطريق، يمكنكم أن تلتفوا حول هذا الحائط وتجدوا طريقا آخر وتحاولون فتح باب ‏فيه، لكي نكمل كما كان الشهيد رفيق الحريري يفعل.‏

فمن أين بدأ رفيق الحريري؟ بالأمس، كان لدي شبان وأولاد من دار الأيتام وعدة مدارس. رفيق ‏الحريري ولد في أسرة بسيطة، ولم يكن لديه شيء، وأنتم رأيتم إلى أين وصل. أنا لن أخبركم، ‏فأنا ابنه وشهادتي فيه مجروحة، لكنكم أنتم رأيتم. كل واحد وواحدة فيكم يستطيع أن يجتهد، لكن ‏يجب أن نعمل سويا ونكون فريقا واحدا. علينا أن ننتهي من آفة أن كل شخص يريد أن يكون ‏زعيما. ليست هناك زعامة. القصة ليست قصة زعامة، القصة قصة بلد، الحكاية حكاية بلد. بعد ‏مائة سنة من اليوم، سيتذكرون حكاية عن رفيق الحريري الذي أنجز ما أنجز في لبنان. ‏سيتحدثون عن الشخص، كيف كان وكيف أصبح وماذا فعل، وكيف ألهم كل هؤلاء الشباب، لكن ‏هذا الإلهام لا يكون بأن يعمل كل منهم وحده. فرفيق الحريري لم يعمل وحيدا، بل هناك الكثير ‏من أصدقائه اليوم هنا، هذا نهاد وذاك محمد وعمتي بهية وريا ومحمد السماك والمفتي، جميعهم كانوا ‏يعملون مع رفيق الحريري، الذي لم يكن شخصا يعمل لوحده بل كان يعمل كفريق، وكل شخص ‏معه كان يحصل على تقدير لعمله. من هنا، كل ما أطلبه منكم هو ألا تعتبروا الأمر شخصيا لكم ‏ولا حتى لي أنا، بل المسألة هي مسألة لبنان وكيف سنعيد إعماره.‏



 


r



أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. وكل عام وأنتم بخير".‏

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

19 أيار 2019 00:00