هايد بارك

من "كشافة المستقبل" إلى بيروت .. "كلنا حدك" - هدى علاء الدين

تم النشر في 14 آب 2020 | 00:00

كتبت هدى علاء الدين

تحوّلت صورة بيروت عشية الثلاثاء المشؤوم إلى صورة سوداوية ومأساوية بعدما أسقطوها بانفجار كارثي، فشردوا أهلها وناسها وقطعوا أوصالها وجعلوا أبنيتها ركاماً ودماراً... لتصبح بدقائق معدودة عاصمة منكوبة مضرّجة بدماء شهدائها وجرحاها...


ولأن بيروت تلك المدينة التي بناها الرئيس الشهيد رفيق الحريري حجراً وبشراً تأبى الظلم والانكسار والانصياع لأداوت القتل والإجرام، كان لا بد من خلق صورة معاكسة لتلك التي أرادوها لها. صورة أرادت كشافة لبنان المستقبل بتوجيهات من الرئيس سعد الحريري والقائد العام السيدة بهية الحريري أن تحمل في طياتها الكثير من المعاني الإنسانية النبيلة والقيم والمبادىء الأخلاقية من أجل المساهمة في كل ما من شأنه أن يخفف من حدة المعاناة والألم.



فعلى طريق التطوع والانسانية، وتحت شعار القانون الكشفي "الكشاف نافع ويساعد الآخرين"، سار قادة ومتطوعو كشافة المستقبل من كافة مفوضيات لبنان تحت إشراف المفوض العام القائد جلال كبريت في شوارع بيروت بالتعاون مع منسقية بيروت ومصلحة الشباب في تيار المستقبل للملمة جراحها ومساندة أهلها بأعمال الإغاثة وإزالة الركام ورفع الأنقاض وتأمين الوجبات الغذائية. 


وإيماناً منها بضرورة التضامن والتكافل الاجتماعي والتزاماً بواجبها الوطني، أطلقت المفوضية العامة حملة إغاثة بعنوان "بيروت... كلنا حدك" من أجل توفير الاحتياجات وتقديم المساعدات العاجلة للمصابين والمنكوبين ولكل من عانى من هول وقسوة هذه الفاجعة.



من القنطاري ورأس النبع والمصيطبة وبلدية بيروت وصولاً إلى الجميزة ومارمخايل والكارنتينا والأشرفية ومستشفى الروم، عكست كشافة المستقبل رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري الاعمارية والإنمائية ورسالته السامية التي تقدّس فعل الخير والعمل الانساني وحب الوطن من دون أي تمييز طائفي أو مناطقي، عبر سواعد قادتها ومتطوعيها التي اتحدّت للتأكيد بأن رسالة الحياة والإعمار في مدينة لا تعرف الاستسلام أقوى من الموت والدمار، وبأن بيروت أمانة وطنية وأخلاقية يُحتم صونها وحمايتها من كل من يريد العبث بها وبأمنها تنفيذاً لوصية الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي لم يتركها يوماً وحيدة في محنها.