هايد بارك

سقط القناع! - خالد صالح

تم النشر في 15 تشرين الأول 2020 | 00:00



كتب خالد صالح (*)

لماذا يكرهون سعد الحريري لهذه الدرجة ؟ ..

هو كذلك لأنه لا يحيد قيد أنملة عن نصّ دستوري أو قانوني أو أصول أو أعراف، إضافة الى وطنيته التي لا غبار عليها، لا غبار مصالح خاصة أو وصولية ولا غبار قررات حرة مشكوك في حريتها ..

هو كذلك لأنه يُقدّم مصلحة البلد على ماعداها حتى ولو على حسابه الشخصي، يلتزم لبنان وطنًا ونهجًا، ويسعى بكل قوته إلى ما ينتشل وطنه من كل محنة، فالمسألة لم تكن يومًا مسألة مناصب ..

هو كذلك لأن المشكلة التي كان لها كلفة في السياسة، لم تأتِ يومًا من طريق من كان يواجههم الرئيس الحريري بشجاعة على ضفة الخصومات السياسية، فدائما التوازن في الكلفة كان لا يجعله يخسر، بل كانت تأتي ممن كان يعتبرهم الحريري حلفاء وأصدقاء، وعند مصالحهم يبيعون في أسواق شعبويتهم كل صداقة وإلتزام ..

هو كذلك لأن سعد الحريري أظهر لهم حكمة وحنكة وصلابة فاقت كل توقعاتهم، فانطلقوا بكل حاشيتهم من رأس الهرم " ساكن بعبدا " وأبواقهم وصغارهم ومأجوريهم، للنيل من عزيمته وهو يواجههم بصبره وابتسامته ..

مخطىء وواهم من يعتقد أن سعد الحريري الرجل الذي بوسعهم إحباط عزيمته، أو وضع شروطهم على نهجه السياسي ومدرسته التي تخّرج منها، هذا الرمز الذي دخل ميدان السياسة على جرح لم يندمل، فتحوّل من ضيف عليها إلى الركن الكبير والصلب الذي تستند عليه السياسة اللبنانية برمتها ..

قرأ آفاق الأزمة التي يترنح لبنان بداخلها، طرح بصدق مقاربته للأمور وأسلوبه للحل، كانوا يعملون لنهج او لشخص أو لمصلحة، وهو يعمل لوطن .. استمع لصوت الناس الموجوعة والمظلومة، لم يخدعهم بل كان صادقًا في خطابه لهم وتعاطف معهم، لأنه منهم وهم منه ..

تعامل برقي مع الحلفاء والأخصام كرجل دولة، واجه إنكارهم بصدقه وصراحته، فأحرجهم .. وأخرجهم من تحت عباءة الوفاء التي لا يعرفونها إلى مساحات الغدر والخيانة التي يتقنونها بكل دقة ..

هو سعد رفيق الحريري .. حامل الأمانة والراية والإرث الكبير والوطنية الحقّة .. وبمعزل أين هو في السياسة أو في قراءة التطورات .. يبقى المرجعية الكبرى التي يعرفها الجميع أنها من الثوابت .. التي ومهما حاولت أبواق الفتنة المتفلتة النيل من عزيمته وإيمانه لن يستطيعوا.. سيعرفون أن حضور رجل الدولة في شخص سعد الحريري يفوق قدرتهم على تطويقه ولو هطلت السماء خطابات وتغريدات ..

سعد الحريري رجلٌ حر .. كما كان والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري رجلًا حرًا .. واستشهد من أجل الحرية، حرية نفسه ووطنه وشعبه، سعد الحريري في أيّ موقع سيكون موجودًا فيه لن يكون فيه إلا لأنه سعد رفيق الحريري، الذي ما خلع يومًا عنه ثوب الوطنية ولا ثوب العروبة ولا تخلى يومًا عن الناس ..

الذي يتوهم أنه هو من يحدد لسعد الحريري أين يكون سيكتشف كم هو واهم، من يكون كـ " سعد الحريري " هو رجل إبن رجل، قوانين السلوك لديه ليست سوى قواعد الأخلاق والوطنية، ومن يتوهّم قدرته على رسم مستقبل سعد الحريري .. عليه أن يسأل ماضيه أولًا إن كان يبيح له الرسم وبعد ذلك فليتكلم ..

لله درّك أيها الحامل وطنك في قلبك كم صبرت عليهم .. وكم عملت على تدوير الزوايا بينهم حتى ظنّ الجميع انك من يعرقل لأهداف شخصية ..اليوم سقط القناع عنهم، فبدا صدقك وظهر دجلهم ..

سعد الحريري ليس زعيمًا فحسب .. إنه أكبر من ذلك .. إنه جميعنا ..

(*) مسؤول شؤون الاعلام في منسقية "تيار المستقبل" في البقاع الغربي وراشيا