صيدا – رأفت نعيم

24 أيار 2019 | 00:00

خاص

صيدا .. بعيون "بهية"

صيدا .. بعيون

وأنت تتجول في صيدا القديمة برفقة النائب بهية الحريري حتى وان كنت ممن زاروا المدينة القديمة مرارا، تجد نفسك تكتشفها وكأنك تزورها للمرة الأولى ليس فقط مما تستزيد منه من أمور لم تكن تعرفها عن تراث وتاريخ وحضارات تختزنها معالمها بل وأيضا مما تسمعه من الحريري نفسها وهي تتحدث عن مدينتها التي تعشق وتحب.

تجدها مسكونة بذلك الشغف النادر الذي تجده لدى انسان بالمكان الذي يحبه والذي يعني له الكثير كمكان ولادة وتراكم ذكريات مع أمكنة ومعالم وحرف ووجوه وأسماء ومسار طويل من العلاقة الانسانية والاجتماعية والتنموية التي نسجتها الحريري مع صيدا القديمة   .

من خلال ذلك البريق الذي يلمع في عيني "الست أم نادر" ونظرة الفخر والاعتزاز التي تطالعك بها وهي تتنقل من حي لآخر ومن معلم لآخر، تجد نفسك دون أن تدري منساقاً الى الإصغاء والاهتمام بكل كلمة او تفصيلة تبوح بها عن كنوز المدينة القديمة وعما ادخرته وتدخره لها من أفكار ومبادرات ومشاريع .. بل تجد نفسك ومن حولك مشاركين اياها ، شغفها بمدينتها .



 


خ



وعلى طريقة ابن البلد العارف بما تمتلك مدينته من مقومات، والمواكب لكل مبادرة من مؤسساتها الأهلية او التراثية بل والمتحمس والداعم لها، تصطحب الحريري ضيوفها في رحلة داخل تاريخ وخصوصية كل معلم ، تتقاسم والقيمين على تلك المعالم مهمة تقديمها للزائرين من الشخصيات والوفود والاجابة على استفساراتهم حولها.

وهي تتحدث عن صيدا القديمة في حضرة تاريخها وتراثها، تراها وبعفوية المحب وثقة العارف بالمكان والمنتمي اليه تعبر دائما عن فخرها واعتزازها بمدينتها وبكل مبادرة فردية كانت ام شبابية ام اهلية طالما انها تصب في الهدف الذي عملت وتعمل عليه منذ سنوات طويلة وهي اخراج ذلك المارد الذي اسمه " المدينة القديمة" من قمقمه ونفض الغبار عن ذلك الكنز المخبأ لتتوهج لياليها بألق الزمن الجميل وبركة الشهر المبارك.. 

مدينة الستة آلاف عام نجحت بمبادرة من الحريري وبجهود المجلس البلدي برئاسة المهندس محمد السعودي وبنشاط المجتمع المدني، في تقديم نفسها للبنان والعالم على انها ليست مجرد مدينة قديمة العهد على أهمية وفرادة مخزونها التاريخي والأثري والتراثي، بل على انها مدينة تعيش حاضرها وتستشرف مستقبلها بزخم تاريخها وعراقتها .



 


ن



 نجحت صيدا في تقديم نفسها أكثر من كونها فقط مدينة ترتدي حلة الشهر رمضان المبارك ، زينة واضواءً وتحيي تراثا ارتبط بذاكرة المدينة .. بل قدمت نفسها عاصمة للشهر الكريم بكل ما للكلمة من معنى.. مدينة تأبى السكون والعزلة وترفض أن تبقى على هامش الحياة منشغلة بمشاكلها غارقة بالإحباط والشكوى من الوضع الاقتصادي الذي تتجرع كأسه المرة كما باقي المناطق .

" صيدا مدينة رمضانية" نافذة ضوء وأمل فتحتها السيدة الحريري للمدينة كلها دون إغفال أو تجاهل ما تعانيه من مشكلات وضعت او توضع على سكك الحلول بالتواصل والتعاون مع البلدية والجهات الرسمية المعنية .

عرفت بهية الحريري كيف تحفز الناس على ارتياد صيدا القديمة وتحرك كل مرافقها السياحية والتراثية دون استثناء بعدما كان النشاط الرمضاني في صيدا يتركز على أماكن معينة في المدينة القديمة، بينما اليوم اصبح شاملا لكل احيائها ومعالمها وسوقها التجاري مع ما ينتج عن ذلك بالحركة التي يستقطبها من استشراف دور او وظيفة اساسية للمدينة كانت خامدة او غير مفعلة ، فكيف اذا نجحت صيدا في الانطلاق من حراكها الرمضاني الى نشاط دائم في باقي اشهر السنة!.



 


م



أيام ويودعنا شهر رمضان المبارك، لكن شغف بهية الحريري لا يتوقف، وها هي بدأت تعد العدة لمرحلة ما بعد رمضان وتضع نصب عينيها تفعيل كل المدينة إنطلاقا من عمقها التاريخي وإشراك كافة مكوناتها ومجتمعها المدني تحت مظلة بلديتها في الانطلاق نحو استنهاض اكبر لمدينتهم وابراز عناصر القوة في تحريك اقتصادها سياحة وتنمية ومبادرات ومشاريع وجذب أكبر للرواد والزوار من كل المناطق.. ليطلوا على صيدا التي لا يعرفونها .. ويكتشفونها.. بعيون "بهية " !

 



 


م

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

صيدا – رأفت نعيم

24 أيار 2019 00:00