14 أيلول 2019 | 00:00

تكنولوجيا

الثقب الأسود العملاق يزداد "جوعا وشراهة‎"‎

 الثقب الأسود العملاق يزداد
المصدر: وكالات

يقع "برج القوس أ"، وهو عبارة عن منطقة لامعة ومصدر راديوي قوي جدا، في مركز مجرة ‏درب التبانة، وهي جزء من منطقة أكبر تسمى "القوس أ"، ويحتوي برج "القوس أ*"، على ثقب ‏أسود فائق الضخامة‎.‎

وتصنف الثقوب السوداء غير المرئية بالفعل بين الظواهر الأكثر شرا في الكون، لذلك فإن الخبر ‏المرفق هنا قد يكون مثيرا للقلق‎.‎

فقد كشف علماء الفلك، الذين يراقبون الجسم الهائل في الفضاء، أن الثقب الأسود الهائل الموجود ‏وسط مجرة درب التبانة يزداد جوعا وشراهة في الشهور القليلة الماضية، وأنه استهلك "مادة" ‏قريبة منه بمعدل غير مسبوق، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية‎.‎

وقالت أستاذة مادة الفيزياء وعلم الفلك في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أندريا غيز، التي ‏قامت بتأليف البحث "لم نر أي شيء كهذا على الإطلاق خلال السنوات الأربع والعشرين ‏الماضية التي درسنا فيها الثقب الأسود الهائل.. عادة ما يكون هناك ثقب أسود هادئ، ولذلك لا ‏نعرف سبب شراهته مؤخرا‎".‎

ففي أحدث دراسة، قام فريق العلماء بتحليل أكثر من 13000 عملية مراقبة للثقب الأسود ‏العملاق تم رصدها خلال 133 ليلة منذ عام 2003، من خلال مرصدي "كيك" في هاواي ‏ومرصد "جنوب أوروبا" الأوروبي الكبير في تشيلي‎.‎

ووفقا لما ذكرته غيز فقد وجد الفريق أنه في 13 مايو، كانت المنطقة الواقعة خارج نقطة ‏اللاعودة للثقب الأسود تساوي ضعف السطوع أثناء عملية الرصد التالية، كما لاحظوا تغيرات ‏كبيرة في ليلتين أخريين هذا العام، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه التغييرات الثلاثة "لم يسبق لها ‏مثيل‎".‎

واستخدم الفريق أيضا تقنية تدعى "الهولوغرام" لإعادة تنشيط عملية الرصد القديمة المخيفة التي ‏تعود إلى 24 عاما، والتي خلصوا منها إلى أن مستوى السطوع الذي شوهد هذا العام لم يسبق له ‏مثيل في ربع القرن الأخير‎.‎

وتساءل أستاذ الفيزياء وعلم الفلك في الجامعة ذاتها والمشارك في الدراسة، التي نشرت نتائجها ‏في مجلة "رسائل مجلة الفيزياء الفلكية"، مارك موريس قائلا إن "السؤال الكبير هو ما إذا كان ‏الثقب الأسود يدخل مرحلة جديدة، فقد ازداد معدل انبعاث الغاز من الثقب الأسود لفترة طويلة‎".‎

إحدى النظريات تقول إن هذا السطوع الهائل عند الثقب الأسود العملاق قد يكون مرتبطا باقتراب ‏النجم  "أس 0-2" من الثقب الأسود خلال صيف العام 2018، وأن كميات الغاز الضخمة ‏المنبعثة من النجم ربما تكون وصلت إلى برج القوس أ* هذا العام‎.‎

أما النظرية الثانية المحتملة فتتضمن الجرم الفلكي الغريب المعروف باسم "جاي 2"، الذي يعتقد ‏أنه نظام ثنائي النجوم، الذي كان قد اقترب من الثقب الأسود عام 2014‏‎.‎

وبحسب غيز فإنه يعتقد أن الثقب الأسود عمل على تجريد "جاي 2" من طبقته الخارجية‎.‎

ثم نظرية ثالثة مفادها أن عددا من الكويكبات الكبيرة ربما سقطت داخل الثقب الأسود‎.‎

يشار إلى أن الثقب الأسود وسط برج القوس يبعد عن الأرض حوالي 26 ألف سنة ضوئية، ولا ‏تشكل تهديدا مباشرا للكوكب الأزرق‎.‎

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 أيلول 2019 00:00