25 أيار 2019 | 00:00

كتب عبد السلام موسى

"الحكي ماشي.. والموازنة ماشية"

بات واضحاً للجميع في لبنان، في ضوء ما شهدته جلسات نقاش موازنة العام 2019،  أن ما يهم الرئيس سعد الحريري أن يكون "الشغل ماشي"، مهما كان "الحكي ماشي"، بدليل أن الموازنة "ماشية".. أخيراً. 



ما دون الموازنة، لم يكن لدى الحريري مشكلة في أن يستمع إلى الكثير من الكلام، ولو كان مستفزاً. أن يراقب الكثير من الأفعال، ولو كان بعضها مفتعلاً. أن يتحمل الكثير من المزايدات، ولو استهدفته شخصياً. المهم أن لا يؤثر ذلك على خارطة الطريق الحكومية التي حددها لإنقاذ لبنان، وإعادته إلى سكة الانتظام الاقتصادي تدريجياً، واستعادة الثقة بدولته التي ما عاد يمكن أن تستمر "دولة كل من إيدو إلو"، كما أكد في الإفطار المركزي لـ"تيار المستقبل".



يُسجل للرئيس سعد الحريري أنه أمسك العصا من الوسط، وشكل "همزة الوصل" بين كل وجهات النظر، ومن ضمنها وجهة نظره، بحثاً عن النقاط المشتركة لـ"أكل العنب" لا "قتل الناطور"، وتمكن مع شركائه في عملية الانقاذ من تفكيك الكثير من الألغام، بحكمة ومسؤولية، أنقذت البلاد والعباد من "بركان الموازنة"، الذي كانت "حممه" السياسية والشعبية تتطاير داخل مجلس الوزراء نقاشات حامية، وخارجه احتجاجات وإضرابات تجاوزت في جانب منها "الخطوط الحمر"، على وقع معلومات مغلوطة كانت تغني على ليلى بعض المحاولات غير البريئة لافتعال أزمة جديدة، والاستثمار بها، فيما العمل يجري لإنقاذ البلاد من أزمته الاقتصادية التي استفحلت كالداء، وما عاد ينفع معها غير الكي كآخر دواء.



بهذا المعنى، وبإزاء "الشعبوية" التي تكاد تأكل الأخضر واليابس في هذه الأيام، يصح القول: "لكل داءٍ دواءٌ يُسْتَطَبُّ بهِ .. إلاّ "الشعبوية" أَعيتْ من يُداويها"، في ظل مسرحيات رديئة الاخراج، لم تفلح في الوصول إلى مبتغاها، وارتدت على أصحابها.



آثر الرئيس الحريري الاعتصام بحبل "مصلحة الشعب" لا بـ"الشعبوية"، لم ولن ينخرط في أي سجالات لا طائل منها، ما دام يضع نصب عينيه أن تنجز حكومته موازنة تؤسس لإعادة التوازن إلى واقع إدارة شؤون البلاد، وتفتح الباب على استفادة لبنان من الفرص المتوافرة، وفي مقدمها "الفرصة الذهبية" التي يؤمنها مؤتمر "سيدر" للنهوض الاقتصادي، بدل "تضييع الفرص"، وإبقاء لبنان في موقع من يدفع ثمن كل الأزمات من حوله، ولا يسخرها في خدمة مصلحة لبنان واللبنانيين، وتحصين مناعته السياسية والاقتصادية، كما تفعل باقي الدول في اقتناص الفرص.



"كلام الحريري من ذهب وبيساوي بلد"، جملة قالها الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، وفي حروفها اختصار دقيق لسياسة الرئيس الحريري التي تضع النقاط على حروف الحاضر والمستقبل الذي ينتظر لبنان، إذا ما سلمت النوايا، ونجح تدوير الزاويا، وباتت السياسة في خدمة مصلحة الشعب، لا "الشعبوية" في خدمة السياسة، وإن كانت "تراند" عالم اليوم.



هذا ما كانت عليه السياسة أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رغم كل المعوقات، وهذا ما يسعى الرئيس سعد الحريري لتأمين استمراريته، أن يكون هدف السياسة الإنجاز، وأن يكون الإنجاز في خدمة مصلحة الشعب.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 أيار 2019 00:00