17 أيلول 2019 | 00:00

كتب خيرالله خيرالله

اليوم معامل "أرامكو"... غدا ماذا؟

كشفت العملية التي شنتها ايران مستهدفة النفط السعودي وشركة "أرامكو" بالذات ان "الجمهورية الإسلامية" اعتمدت خط التصعيد ردّا على العقوبات الاميركية التي تستهدفها. كشفت هذه العملية، في الوقت ذاته، إدارة دونالد ترامب. تبدو الإدارة الاميركية في حيرة من امرها في غياب خيارات أخرى غير متابعة فرض العقوبات وعرض حوار من دون شروط مسبقة على طهران.

ردت ايران على خيار الحوار من دون شروط مسبقة بعمل اقلّ ما يمكن ان يوصف به انّه اعلان حرب. نعم، انّه اعلان حرب بكل معنى الكلمة نظرا الى انّه يهدد "امدادات البترول العالمية وامنها، بما يشكل تهديدا للاقتصاد العالمي". هناك اعتراف بذلك من وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان الذي لم تنقصه الجرأة في الكلام عن الامور كما هي واصفا ما حدث بدقة وشفافية.

من الواضح ان ايران تشعر بالاختناق وتعتبر انّها تتعرّض لحرب وصفها احد ديبلوماسييها في بيروت  بـ"الموت البطيء"، مشددا على انّها "لن تقف مكتوفة امام هذا الموت البطيء وهذه الحرب".

اذا، اتخذت ايران قرارها. ما أقدمت عليه ردّا على العقوبات الاميركية يعتبر اشدّ خطورة من اغلاق مضيق هرمز الذي اكتشفت ايران انّه يصعب عليها اغلاقه... في حين من الاسهل ضرب اهداف حيوية في منطقة الخليج العربي. اليوم معامل لشركة "أرامكو". غدا، قد يكون هناك استهداف لمصانع تحلية المياه. باختصار، تمتحن ايران القدرة الاميركية على الصمود والردّ في وقت تعرف جيدا ان دونالد ترامب يخشى الدخول في أي حرب، خوفا من ان يؤثر ذلك على فرص العودة الى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية التي موعدها في تشرين الثاني – نوفمبر 2020.

الى أي مدى ستذهب ايران في ما تعتبره ردّا على الحرب الاميركية؟ الظاهر انّها ستذهب بعيدا في ظلّ إدارة أميركية قررت استبعاد الردّ العسكري ما دام الهدف دول الخليج العربي وليس الجنود الاميركيين والقواعد الاميركية في المنطقة.

تبيّن انّ "الجمهورية الإسلامية" تعيش في أجواء التصعيد في غياب إدارة أميركية قادرة على ردعها. تعرف تماما ان في استطاعتها تجاوز الكثير من الخطوط الحمر باستثناء قتل جنود اميركيين. كان اسقاط الطائرة المسيرة الاميركية فوق مضيق هرمز في حزيران – يونيو الماضي خير دليل على ذلك. في اللحظة الأخيرة، تراجع ترامب عن الردّ العسكري وتصرّف على طريقة باراك أوباما. تذرّع الرئيس الاميركي بان الردّ كان سيؤدي الى سقوط ضحايا إيرانية كثيرة، في حين اقتصرت الخسائر الاميركية على طائرة مسيّرة لا يتجاوز ثمنها 150 مليون دولار!!!


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 أيلول 2019 00:00