عقد وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب مؤتمرا صحافيا في مكتبه في الوزارة رد فيه على كل ما قيل ونشر وطاول عمل المؤسسة العسكرية، وقال: "أحببت اليوم ان اتطرق الى موضوع المعابر غير الشرعية، مع انني اوضحت اكثر من مرة العمل الذي نقوم به في شأنها. كما انني قمت بأكثر من زيارة ميدانية لهذه المعابر وتحدثت مع عدد من النواب في هذا الموضوع ومنهم في لجنة الادارة والعدل، ولكن، للاسف، نسمع دائما كلاما غير دقيق وغير واقعي في هذا الاطار عن العمل الذي نقوم به وتقوم به المؤسسة العسكرية والجيش . وفي مرحلة لاحظت انه هجوم في السياسة اكثر ما هو في الوقائع وهو مركز على وزير الدفاع وعبره، شاؤوا او لم يشاؤوا، يتهجمون على المؤسسة العسكرية لأن الجيش هو المعني بتنفيذ القرارات التي اتخذها المجلس الاعلى للدفاع وفي مجلس الوزراء وسأعود واتطرق لها. والتهجم على وزير الدفاع وكأن الوزير في السياسة لا يعمل الذي عليه فعله ولا يقوم بواجباته وهو يختبئ وراء الجيش والمؤسسة العسكرية، على اساس ان الذي يتكلم يحب هذه المؤسسة ويقدر عملها ويحترمها وليس الهدف من كلامهم الهجوم على الجيش انما على الشخص الذي لا يقوم بواجباته. وبحسب ما هم يدعون وأتحدث هنا عن "القوات اللبنانية" تحديدا والذين يقولون ان وزير الدفاع مقصر في عمله، وقد ارتكزوا، وبحسب آخر مقابلة لرئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع واعتبروا انه وبحسب تقرير ورد على محطة "MTV" هو مدخل ليعيدوا فتح ملف اخذوا اجوبة مني عنه في السابق واخذت لجنة الادارة والعدل عبر رئيسها الذي هو نائب رئيس "القوات اللبنانية" الاجوبة التي يجب ان يسمعها وعقد مؤتمر صحافي وتحدث للاعلام النائب جورج عدوان وقال ما سمعه، ولكنهم وعلى الرغم من ذلك ارتكزوا على تقرير الـ"ام.تي.في".
وأضاف: "لقد قال جعجع انه لا يوجد قرار سياسي في هذا الموضوع، وكل ما يتطلبه الامر ان يتخذ قرار سياسي، وغدا يقفل الجيش كل المعابر غير الشرعية، ولكن اقول في الحقيقة ان هناك قرارات في ذلك وقد شرحتها له، وهو قرار المجلس الأعلى للدفاع في تاريخ 15/4/ 2019 الذي طلب من كل الوزارات المختصة اتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة لاقفال المعابر، وتلاه قرار مجلس الوزراء رقم 3 محضر 29 في تاريخ 24/5/2019 الطلب من الجيش والاجهزة الامنية كافة التشدد في ضبط الحدود وعندما اتخذ هذا القرار في مجلس الوزراء كان معنا وزراء "القوات اللبنانية"، وعندما يقول الدكتور جعجع انه لا يوجد قرار سياسي فهو طبعا "غلطان"، وهذه القرارات تظهر انه على خطأ. وبالامس قالوا انه يوجد قرار ولكن لا بد من تنفيذه، ومن يقصد الدكتور جعجع بهذا القول ومن سينفذ القرار، وهل على وزير الدفاع ان يذهب الى الحدود وينفذ القرار. مع العلم ان وزير الدفاع اثبت ان القرار اتخذ وقد أبلغه الى قيادة الجيش والتي اقرت اكثر من مرة بالعمل الذي تقوم به وهو لا شك عمل جبار تقوم به، وقد اجتمعنا مع لجنة الادراة والعدل ومع ضباط من الجيش المعنيين وشرحوا العمل الذي يقومون به، حتى ان قائد الجيش العماد جوزف عون تحدث منذ اسبوعين ومن الحدود عن هذا الأمر وقال: "انشأنا 4 افواج حدودية فبنينا 74 مركزا لضبط الحدود وعززنا قدرات الوحدات المنتشرة في هذه المنطقة تجهيزا وتدريبا بمساعدة عدد من الدول الصديقة، حتى بتنا نتحكم بنحو ثمانين بالمئة من الحدود، وما يحول دون قدرتنا على ضبط الباقي من الحدود هو مسألة عدم ترسيم الحدود والطبيعة الجغرافية المتداخلة والتي يتطلب تحصينها اعدادا مضاعفة من العسكريين، وفي ظل المهمات الامنية العديدة الموكلة الى الجيش ومنها حفظ الامن في الداخل والذي يتطلب جهوزا دائما، فضلا عن اقفال باب التطويع في المؤسسة العسكرية وخفض موازنة الجيش وما ينتج منها من صعوبات لوجستية تصبح هذه المهمة معقدة".
وقال: "سأشرح هذا الامر، وبالتالي اذا لم يريدوا ان يصدقوا كلامي فان قائد الجيش يقول لهم ماذا يفعل الجيش وماذا يمكن ان يفعل وماذا يجب ان يعمل وما هو المطلوب لكي ينفذ الجيش اعماله، وبالتالي اذا لم يكن الهجوم على الجيش بل على وزير الدفاع، فهل يجب ان اذهب الى الحدود واقفل هذه المعابر؟ طبعا كلا، وانتم تعرفون جيدا على من توجهون وتعرفون بمن تشككون، اذ يجب الا ان نختبئ وراء اصبعنا، ولا يفكر احد انني مضطر في لحظة من اللحظات الى ان اختبئ وراء المؤسسة العسكرية لكي اخفي شيئا عملته، ابدا. انا هنا لأتحمل كل شيء قبل ان تتحمله المؤسسة العسكرية وسأشرح ما فعلته هذه المؤسسة، واتمنى ولكي لا نعيد الكلام في هذا الموضوع، فانا اطلقت اولا ملف الحدود غير الشرعية قبل ان تتحدث فيه "القوات اللبنانية" بشهرين، ولقد قمت باول زيارة في 24/4/2019 وثاني زيارة في 30/4/2019 على الحدود الشرقية كما قمت بزيارة في 8/6/2019 وقد صرحت من منطقة القصر تحديدا بضرورة اقفال كل المعابر، كما انني دخلت الى مجلس الوزراء واوضحت المهمات التي يقوم بها الجيش، كما انني زرت النائب جورج عدوان وشرحت له عمل الجيش، ولا يجب على احد ان يأتي ويقول هذا الملف يهتم به اللبنانيون، فلنقم بتبنيه ونقول نحن معركتنا هي معركة اقفال الحدود غير الشرعية، ويكون بهذا يقضي على كل عملنا وجهدنا، ويظهر هو وكأنه البطل الذي يطالب بهذا الملف. وهنا نتمنى ان تشركونا وتضعوا يدكم في يدنا، لا ان تنسوا ان هذا الملف نحن امه وابوه، وقد بدأنا به، وان تضغطوا لاقفال المعابر غير الشرعية، هذا ظلم، ضعوا هذا الامر جانبا، لانني اعتبر ان الكلام الذي يحكى في الاعلام هو تشكيك في عمل الجيش، وهذه المرة يعملون هذه الاعمال بطريقة مقنعة، اي علينا ان نحيد الجيش ولكن وزير الدفاع هو المسؤول، واقول ان الجيش هو المسؤول عن اقفال الحدود وهو يقوم بعمله ويتقدم فيه كل يوم".
واضاف:" ان الانجازات والارقام تتحدث وسأوضح صعوبة العمل الذي يقوم به الجيش، فالمنطقة الممتدة من الطفيل حتى عرسال كلها فيها ابراج والجيش احكم السيطرة عليها بنسبة 95 في المئة ومن الممكن ان يمر افراد، ولكن بالتأكيد لا تمر شاحنات او غيرها، كما يوجد منطقة مساحتها 33 كيلومترا من المشرفة - مشاريع القاع وصولا الى حرف السماقة في جبل اكروم، وهذه المنطقة من الصعب ان تضبط مئة بالمئة لانها منطقة سهلية وفيها قرى وبيوت متداخلة ببعضها البعض، ويوجد شمالا النهر الكبير من عكار وصولا الى جبل اكروم، منطقة وادي خالد والعمل الاساسي للجيش هو السيطرة الكاملة عليها وخصوصا وانها صعبة، إذ تتداخل القرى ويوجد منطقة متنازع عليها بين لبنان وسوريا ولم تترسم الحدود لغاية الآن . اما في منطقة القصر حيث وجدت الشاحنة المسروقة، فان البيوت مبنية على الجهتين من الحدود ولا يمكن فصلها من دون ترسيم الحدود".
وتابع: "كما ان الجيش، ومنذ دخوله هذه المنطقة اي منذ 1/1/2019 اوقف 320 عملية تهريب، كذلك اوقف 488 شخصا من المهربين، كما ان القيادة نشرت 6 الاف عسكري على الحدود البرية من الافواج: الاول والثاني والثالث والرابع، وهناك التدخل الاول واللواء الثاني وواعداد كبيرة تنتشر في المواقع والمراكز كما انها تؤمن الدوريات الى الامور اللوجستية".
وقال: "لفتني الدكتور جعجع عندما قال ان الحدود بين تركيا وسوريا هي بحدود الالف كلم وهم يعملون عليها، اما عندنا في لبنان فالمسافة تصل الى 150 كلم او 170 كلم كما يقول الدكتور جعجع. واقول ان هذه المساحة تتطلب بضعة ابراج وعددا من العسكريين لتضبط كل عشرة كيلومترات، ولكن بعملية حسابية بسيطة تبين معنا انه اذا لدينا 170 كلم على ضبط حدود كل نقطة على 8 كلم تبين انه يلزمنا 28 نقطة وكل نقطة اربعة عسكريين، وبالنسبة الى الدكتور جعجع تبين انه يستلزمنا 88 عسكريا لضبط الحدود من الشمال لجبل الشيخ، وقد لفتني هذا التحليل، ولكي نعطي كل امر حقه يجب استعمال التكنولوجبا وقد بدأنا بها من خلال الهبات التي حصلنا عليها وقد سافرت الى انكلترا لجلب تكنولوجيا نقالة DYNAMIC OPERATIONS كالكاميرات الليلية و"الانفرا ريد" و"الليزر" وغيرها. وما اود قوله اننا ننشر زهاء 8800 عسكري، بينما يمكن ل88 عسكريا فقط ان يقوموا بهذه المهمة، وقد عرضت هذا الكلام على المعنيين وطلبت منهم رصد هذا الموضوع مع الخبراء الأجانب وفي انتظار الجواب من الممكن ان توجد حلول لم ننتبه لها".
وختم:"الجيش يقوم بمهماته في اقفال المعابر منذ فترة غير قريبة واصبح منتشرا على مناطق لم يصلها هو او الدولة منذ الاستقلال، والجيش لديه خطة ليكمل المهمة وسأرفع هذه الخطة قريبا الى مجلس الوزراء، واود القول ان معدل التهريب، ومهما، بلغ يبقى بمعدلات بسيطة ولا يجب ان نغطي هذا الموضوع بالتهريب في المرافىء الشرعية والمطار او مرفأ بيروت او طرابلس او الحدود الشرعية التي تستوجب ضبطا من الجمرك والبيانات الجمركية ، فلماذا يجب ان نخبئ الحقيقة ونقول ان مشكلتنا هي فقط في التهريب عبر المرافئ غير الشرعية، ولماذا التركيز على الجيش ما دامت النية ليست الجيش ولا وزير الدفاع، الا يوجد جمارك او امن داخلي او امن عام، ولكن الرأي العام يعلم جيدا ما هو عمل الجيش".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.