علي الحسيني

15 شباط 2019 | 00:00

خاص

"حزب الله" يفتح النار على الشهداء والأحياء .. ويعتذر

لم يمر السجال الذي وقع بين النائب نوّاف الموسوي من جهة والنائبين سامي ونديم الجميل خلال جلسة الثقة داخل مجلس النوّاب مرور الكرام، ولا حتّى هو انتهى في لحظته على غرار بقيّة الإشكالات التي تحصل عادة بين السياسيين خلال المناقشات داخل مجلسي النوّاب والحكومة.



بالعودة الى أساس السجال الذي وقع منذ يومين خلال جلسة البيان الوزاري والذي افتتحه الموسوي بجملة اعتبر فيها أن "الرئيس ميشال عون وصل إلى قصر بعبدا ببندقية المقاومة التي تشرف كل لبنان ولم يصل عبر الدبابة الإسرائيلية كما هو الحال مع الرئيس بشير الجميل". الأمر الذي رد عليه النائب نديم الجميل بالقول "الرئيس الجميّل انتخب في البرلمان اللّبناني وهو رئيس لبنان"، فيتكشّف أن في لبنان ذهنية ما زلت تتحكّم بالحياة السياسية وقائمة على تصنيف الناس بين "مقاوم" و"عميل".



لم تستكن الأمور بعد بين الجهات المتناوبة على تصدير الكلام واستيراده خصوصاً بعد ان اتجهت الأمور نحو الأسوء من خلال الإستهداف الأمني أمس، لقسم "مار شربل" الكتائبي خلف سنتر ميرنا الشالوحي في سن الفيل، عبر رمي شبان يستقلون دراجة نارية قنبلة "مولوتوف" على المركز واحراق صورتين للنائب سامي الجميّل والوزير الشهيد بيار الجميّل. من هنا تداعت الأحزاب المسيحية اليوم والمؤلفة من "التيّار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب اللبنانية"، إلى اجتماع للتداول في ما ورد في مداخلة الموسوي لوضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بالكلام عن الرئيس عون، وللتأكيد ثانية على رمزية الشهداء سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.



من بوابة امتصاص الغضب الذي حصل على الساجة المسيحية بشكل عام بعد كلام الموسوي ومنع تفاقم الأمور نحو الأسوأ وتحديداً في الوقت الذي كانت تجتمع فيه الأحزاب والتيّارت المسيحية، أعلن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في مداخلة له خلال جلسة الثقة اليوم، انه "في جلسة أول من أمس حصل سجال غير مرغوب به بين بعض الزملاء وانطوى على كلام مرفوض صدر عن انفعال شخصي من احد اخواننا في الكتلة وتجاوز الحدود المرسومة للغتنا في التخاطب"، مضيفا: "استميحكم عذراً وأطلب باسم كتلة الوفاء للمقاومة شطب ذلك الكلام".



مصادر في "القوات اللبنانية" أكدت ل"المستقبل ويب" أن هذا "الكلام لا يمت أولاً بأي صلة إلى التاريخ المسيحي المقاوم المعروف والمشهود له، وما العودة الى زمن الحروب من باب نكء الجراح سوى دليل على افلاس البعض وافتقادهم الى اي رؤية مستقبلية. نحن في بلد تعددي ولكل جماعة فيه معتقداتها ومركزاتها ومقدساتها ورموزها، وطبعاً كل هذا يتم تحت سقف الدولة التي تُمثل كل هذه الجماعات ضمن قانون واحد ودستور واحد". 



وقالت: "من هذا المنطلق لا يجب على اي فئة ان تنتهك رموزاً من الفئة الاخرى. صحيح نحن مختلفون على عدد من الامور، لكن هذا الاختلاف يجب أن يظل في مكانه لا ان نذهب الى التخوين وشتم الرموز، مع العلم ان كل طرف في لبنان يستطيع ان يشتم رموز الاخرين، لكن الى اين سنصل في نهاية الامر. لذلك المطلوب احترام الشهداء والرموز"، كاشفة أن ما حصل شكّل إساءة كبيرة للطرف المسيحي وقد كشف "حزب الله" حجم هذا الفعل خصوصاً بعد الوقفة المسيحية الواحدة، ولذلك قرر الحزب أن يُعيد النظر واعترف بوضوح أن هذا الكلام لا يتبناه".


وختمت المصادر قولها: "كلام سليم خرج عن "حزب الله" مع الأمل بعدم تكراره وإبقاء المنافسة ضمن الخلاف السياسي. وهذه خطوة شجاعة ومقدرة، من هنا تكمن اهمية توحيد الرؤية المستقبلية لمواكبة الخطوات والتطلعات التي اعلن عنها الرئيس سعد الحريري بهدف الإنطلاق نحو الإنتجاج وليس نحو التخوين ووضع العصي في دواليب العهد والحكومة". 



أمّا على ضفّة "الوطني الحر"، فقد شددت مصادره ل"المسقبل ويب" ان كلام الموسوي لا يمكن القبول به، لا عن الرئيس عون ولا حتى الرئيس الشهيد بشير الجميل". وأضافت:" فليست بندقية المقاومة من اوصلت الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة، كما انه ليس مقبولا اتهام رئيس جمهورية سابق بالعمالة لاسرائيل. في العنوان الأول، فقد أخطأ الموسوي إذ أن تاريخ الرئيس عون النضالي هو من جاء به رئيساً، وفي العنوان الثاني التاريخ يشهد ان بشير الجميل جاء بأصوات المسلمين قبل المسيحيين".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

علي الحسيني

15 شباط 2019 00:00