18 أيلول 2019 | 00:00

كتب أسعد حيدر

ماذا بعد بقيق؟ 

ماذا بعد بقيق؟ 

 بعد ٤٨ساعة على قصف أرامكو في بقيق _السعودية ، كشف الرئيس دونالد ترامب المجهول من المعلوم  وذلك في معرض التاكيدالضمني بان ايران هي المسؤولة عن عملية القصف ومع تشديده بانه "لا يرغب بالحرب مع ايران " . الحوثيون لديهم الكثير من طائرات "الدرون" الايرانية ولكن ليس معهم صواريخ كروز الدقيقة الإصابة . 

نفي ترامب نيته بالحرب إلغاء لأي توجه للحرب وإعطاء ايران ضمانة عملانية  تستطيع ايران بها متابعة تنفيذ خططها المضادة للمقاطعة والحصار، لأن الخسائر المحدودة تشكل لها مكاسب مفتوحة.  توجد الولايات المتحدة الاميركية التي لا تريد الحرب وايران التي ليس لديها الكثير لتخسره بالعكس كلما قاومت ونجحت في توجيه ضربة بعد ضربة اضافت الى "كيس" انتصاراتها نقاطا جديدة ترفع من معنويات الشعب الايراني الذي يعاني من الحصار ويمنح النظام قوة إضافية في مواجهة خصومه في الداخل وعلى امتداد "جبهة الممانعة والمقاومة " والخارج معا.  

 في الأساس لم يصدق أحد أن الحوثيين هم الذين قصفوا حتى ولو انهم تبنوا العملية تخطيطا وتنفيذا. مهما كانت عملية البحث عن الجهة المعتدية مهمة، فإن الاهم هو: لماذا وقعت العملية ولماذا هذا التوقيت وما الهدف منها؟ 

إيران أنكرت بالثلاثة إقحامها بهذه العملية … العديد من القوى والدول نفت أو جهلت تحديد الفاعل. إذا "كان رب البيت" وهو ترامب لا يريد الحرب فلماذا يقرع طبولها الآخرون وهي تشكل خسارة للجميع. الى جانب ذلك إن البعض يريد ويعمل للعب دور الوسيط خصوصا الرئيس إيمانويل ماكرون والمدعوم بقوة من المستشارة الألمانية انجيلا ماركيل ومن بعيد وبصمت رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. أما الرئيس فلاديمير بوتين الذي من مصلحته حماية ايران التي فتحت له الأبواب في سوريا وقدمت موافقتها على منحه ميناء مد عبره "أرجله" في مياه البحر الابيض المتوسط محققا بذلك حلم القياصرة الروس فإنه اختار الاستشهاد بأية قرآنية تدعو الى الوئام، ثم مثل أي تاجر سلاح استغل الفرصة فعرض عقد صفقة صواريخ -S-400  

  السؤال الان ماذا بعد؟ 

بداية لا شك أن إيران تعلمت الكثير حول كيفية التعامل مع الولايات المتحدة الاميركية، لذلك هل يدفعها ذلك وبالنجاحات التي حققتها مباشرة في إسقاط الطائرة المسيرة وبالواسطة عبر الحوثيين وغيرهم الى الإقدام على ضربة جديدة انطلاقا من قاعدة ليس عندي ما أخسره أكثر مما خسرت فتتحكم أكثر فأكثر بالمنطقة عبر زرع الخوف ومفاعيل العجز وتقاعس الحليف دونالد ترامب الذي اصبح يقول علنا "انا لم أعد بالحماية … وأنا أنتج ما أحتاجه وأكثر من حاجتي من النفط والغاز "… ويمكن أن يقع هذا في أي مكان اخر وبنتائج قاسية أو موجعة لا فرق، خصوصا وأن ترامب اصبح جابيا لا يخجل  بالطلب من الجميع بما فيهم اليابانيين دفع كلفة الحماية عند باب المندب. بهذا تصبح ايران  وتهديداتها وعملياتها من كل الأنواع  حاجة "ترامبية" حتى إشعار آخر . 

إعلان المرشد اية الله علي خامنئي بأنه "لا مفاوضات مع أميركا لا في نيوورك ولا في غيرها"، يشكل ضربة مباشرة للرئيس حسن روحاني وفريقه وجهوده للتسوية بالتفاهم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليست خسارة روحاني  وحدها هي النتيجة المباشرة لعملية "بقيق". داخليا وضمن الصراع الداخلي على خلافة المرشد خامنئي، ربح "معسكر المتشددين" نقطة كبيرة، وإذا ما انتهت العملية بدون مواجهة مباشرة ولا خسائر حتى محدودة، فإن آية الله خامنئي يكون قد كرس نفسه صانعا أحاديا لخليفته، لتكون بصمته على مستقبل  ايران عميقة حتى يقال بعده: ثورة  الخميني ودولة خامنئي …!

يقال الآن إن قصف "بقيق" في ١٦ أيلول يكاد يماثل ١١ أيلول الأميركي . الصمت عن اشتعال النار في أرامكو كارثة، وإشعال حرب كارثة أكبر … المنطقة ومعها العالم يرقصان على حافة النار … كثيرون يرغبون بتأديب إيران وتوريط أميركا في وقت واحد وإن لأسباب مختلفة، وفي الحالتين يوجد خاسر كبير هو الشعوب العربية …

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 أيلول 2019 00:00