جورج بكاسيني

17 حزيران 2019 | 00:00

كتب جورج بكاسيني

مملكة النهوض

مملكة النهوض

في غمرة العصف التخريبي الذي يزنّر المنطقة من محيطها الى خليجها، والرسائل المتفجّرة الموقّعة من أصحابها براً وبحراً وجوّاً، تقف المملكة العربية السعودية على تقاطع خيارات، في خط الدفاع الأول عن استقرار الإقليم وهويته ومستقبله.



"لا نريد حرباً في المنطقة.. لكننا لن نتردّد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ووحدة أراضينا.." قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

رسالة واضحة.. أو ربّما إجابة واضحة على رسائل واضحة المنشأ. وفي الحالتين تعبير عن موقف سعودي ثابت: تمسّك بسياسة الاستقرار، وجهوزيته لمواجهة أي اعتداء في آن.



وإذا كان الصراع العربي والدولي مع إيران مفتوحاً على أكثر من احتمال، كما بدا من كلام ولي العهد ومن الوقائع المتنقّلة في أكثر من ساحة، فإن مقاربته لأمراض المنطقة ومسبّباتها تضع الإصبع على جروحها النازفة من مثلّث قوامه "التطرف والطائفية والإرهاب". مثلّث يمثِّل باختصار "عدة شغل" سياسة "تصدير الثورة" والمنظمات الإرهابية أمثال "داعش" و"القاعدة" ومن يعادلهما.



في حوار ولي العهد السعودي محاور كثيرة حول شؤون ‏‏المنطقة وشجونها تسّتحق القراءة والنقاش اما أهمّها فيبقى إحتفاظه بسلّم أولويات لم يطرأ عليه أي تعديل رغم ما استحد من تطوّرات أمنية نوعية وخطيرة في المنطقة.



ففي عز ّ انخراط المنطقة في مزاج قلق، وقرع طبول الحرب من هنا ومن هناك، ما زال محمد بن سلمان يقرع أجراس  ‏النهوض الاقتصادي لمملكته ولدنيا العرب. ‏يتحدّث بثقه وثبات ‏عن رؤية 2030، عن تحدّياتها وخارطة طريقها، مفاخراً بأنها انتقلت من مرحلة ‏التصميم إلى مرحلة التنّفيذ. يبتعد عن الشعارات ويغوص في لغةَ الأرقام. يطمح إلى اقتصاد "منافس" عالمياً، ‏وإلى منافسة بين اقتصادات العرب "من اجل حياة افضل للمواطن"..

حتى إذا ما تلقّى سيلاً من الشكوك بإمكانية التغيير سارع الى الردّ بأن الشباب السعودي اليوم أصبح يقود مسيرة التغيير.



‏في زمن مضى كان إذا أقدم حاكمٌ عربي على مبادرة، حفلت بسيل من الشعارات والوعود الفارغة، وخَلَت من أي فكرة أو خطّة لها صلة باهتمامات المجتمع و أولوياته. ‏أما اليوم فقد صار للعرب، وفي مقدّمتهم المملكة العربية السعودية، "رؤية" وبرامج على تماس مباشر مع العصر ومقتضياته. اصبحوا معنيّين بنسب النمو وسرعة "الإنترنت" وفرص العمل والاستثمار والتخصيص والانضمام إلى مؤشرات الأسواق العالمية.



كان العرب جزءاً من التاريخ وأصبحوا اليوم جزءاً من المستقبل. وما زال بعضهم يسأل: ما هي خلفيات السياسة التوسعية الإيرانية في دنيا العرب؟


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

جورج بكاسيني

17 حزيران 2019 00:00