14 آب 2019 | 00:00

عرب وعالم

هل يشكل "الصاروخ الروسي" تهديدا للولايات المتحدة؟

هل يشكل

الاختبار الروسي الفاشل لصاروخ جديد، يُفترض أنه يُدفع بالطاقة النووية، والذي أدى إلى مقتل 7 أشخاص على الأقل يوم الخميس فتح الجدل من جديد حول سباق نووي أميركي-روسي.



ورغم أن المعلومات التي نشرتها روسيا حول الاختبار كانت شحيحة، إلا أن مقتل علماء عاملين على الصاروخ وارتفاع نسبة الإشعاع النووي في المناطق المجاورة دفعا الخبراء إلى الاعتقاد بأن روسيا تختبر "سكايفال" وهو صاروخ مبرمج ذو مدى غير محدود ومدفوع بمُفاعل نووي صغير وقادر على إصابة أي هدف على الكرةِ الأرضية وتفادي الدفاعات الأميركية. هذا الصاروخ قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعرض فيديو تصوري له خلال خطاب له العام الماضي.



فهل يشكل هذا الصاروخ تهديدا للولايات المتحدة؟ للإجابة على الأسئلة المحيطة بهذه المسألة، أجرت "العربية.نت" مقابلة مع مايكل المان، كبير خبراء قضايا الدفاع الصاروخي في "معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية" في واشنطن.

العربية.نت: ما مدى تطور الصاروخ الروسي وهل يُشكل تهديدا على الولايات المتحدة؟



مايكل المان من "معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية": الكثير من المعلومات غير واضحة بعد، لكن الروس أجروا ما يزيد على 14 اختباراً فاشلاً للصاروخ، وعلى الأغلب سيواصلون العمل عليه لسنوات. أما التهديد للولايات المتحدة فهو ليس أكثر من أي من الصواريخ النووية الأخرى التي تمتلكها روسيا والتي توجهها ضد الولايات المتحدة وحلفائها. لا أرى تغيراً في الميزان الاستراتيجي هنا. فهو مشروع هدفه إشفاء غرور بوتين، لا أكثر.

هل يمكن للصاروخ بالفعل تفادي الدفاعات الأميركية؟



الصاروخ مُصمم ليقطع مسافات طويلة لساعات، ويمكن أن يستمر تحليقه لأيام، فلديه طاقة غير منتهية وهو قادر على تفادي الدفاعات الجوية، لكن هذا لا يغير المعادلة الاستراتيجية، فالصواريخ البالستية الروسية الحالية قادرة على تجاوز أي دفاعات جوية موجودة في الفترة الحالية. وفكرة الصاروخ ليست جديدة، فالولايات المتحدة عملت على مشروع مشابه في الستينيات وهو مشروع "بلوتو"، لكن تكلفته كانت عالية وفوائده لم تكن كبيره، فتم إهمال المشروع.

هناك من يشكك في قدرة روسيا على صنع صاروخ مدفوع بقوة نووية؟ ما فرص صناعة صاروخ من هذا النوع؟



إنها فكرة بعيدة المنال، ربما من الخيال العلمي. هل من الممكن دفع صاروخ بقوة نووية؟ نعم ولكن هذا لا يعطي روسيا أي بعد استراتيجي جديد، وفرص حدوث كارثة كبير جدا. تخيلي ما سيحدث في حال اصطدام مفاعل نووي متحرك ينشر معه الإشعاع النووي؟ ستكون هناك الكثير من الاختبارات الفاشلة التي قد تعرض العاملين عليها والمناطق المحيطة للخطر.

خروج الولايات المتحدة من معاهدة الحد من الأسلحة النووية متوسطة المدى مع روسيا والتخوفات من عدم تمديد معاهدة "ستارت" الجديدة للحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية بين البلدين أقلقت الخبراء حول إمكانية اندلاع سباق تسلح نووي جديد. هل هذا ممكن؟



في حقيقة الأمر لا يخالف هذا الاختبار الروسي أيا من هتين المعاهدتين. فمداه أطول من الصواريخ متوسطة المدى، أما "معاهدة الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية" فهي تحدد عدد الرؤوس النووية التي من المسموح لكل من الدولتين نشرها، وتجربة صاروخ جديد ليس ضمن الاتفاقية. لا أعتقد أن الصاروخ هذا سيؤثر على فرص تجديد معاهدة "ستارت" الجديدة، فالعراقيل سياسية. إن بطل العمل بالمعاهدة فستكون أول مرة لا تلتزم فيها روسيا والولايات المتحدة بضابط للسباق النووي منذ عام 1972 وإنهاء لحقبة الحد من الأسلحة النووية بشكل عام.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 آب 2019 00:00