15 حزيران 2019 | 00:00

صحافة بيروت

وقائع من التحقيق في عملية "ذئب طرابلس"‏‎   ‎

وقائع من التحقيق في عملية
المصدر: اسعد بشارة - الجمهورية

كتبت صحيفة الجمهورية: بعد أيام على جريمة طرابلس، بدأت التحقيقات تسلك طريقها ولو ‏بصعوبة لفك لغز وملابسات الجريمة الارهابية وخلفياتها ودوافعها، وما إذا كان هناك من محرّك ‏او محرّكين للانتحاري عبد الرحمن المبسوط. التحقيقات تُجرى مع 14  شخصاً ما زالوا موقوفين ‏على ذمّة التحقيق، منهم من عَرِف ومنهم من تقاعس عندما عَرِف بوجود نيّة إجرامية لدى ‏المبسوط، ولكل من هؤلاء حيّز في التحقيق الذي يُستكمل قبل إحالة الملف الى القضاء‎.‎

تشير المعطيات المتوفّرة إلى بعض من الملابسات التي سبقت الجريمة وأحاطت بها ونوجزها ‏بالآتي‎:‎

ـ أولاً، كانت زوجة المبسوط اول من شعر بوجود نيّة جرمية لديه، فهو باع أثاث منزله وبدأ ‏يتصرّف على انه سيطلّقها، ووصل به الأمر الى تنفيذ ما عزم عليه، فما كان منها الّا الالتجاء ‏الى ذويها، وهناك توجّس الأهل مما قد يُقدم عليه المبسوط، فأبلغ احد جيران ذويها أحد عناصر ‏مديرية المخابرات في الجيش اللبناني. وعند توجّه الزوجة إلى احد الفروع العسكرية لتدلي بما ‏لديها، ولسوء الحظ، كان ذلك بالتزامن مع بدء المبسوط عمليته، ولم يسعف الإبلاغ وقف التنفيذ ‏لأنه كان قد شرع بالأمر‎.‎

ـ ثانياً، يشمل التحقيق من اشترى الأثاث من المبسوط، ومدى معرفته بنية المبسوط بنواياه ‏الارهابية، وكان يتوجب على هذا الشخص إبلاغ أي جهة أمنية بالأمر، ولكان أيضاً أُمكن ‏استدراك العمل الارهابي. كذلك يشمل التحقيق الاشخاص الذين اشترى منهم المبسوط سلاح ‏الكلاشنيكوف ومخازنه الثمانية التي استعملها أي 240 رصاصة، وثلاث قنابل (رمانات) يدوية، ‏وقد استعمل بعضها في عملية القتل المركّبة بمراحلها الأربع، فيما بقي عدد منها معه عندما لجأ ‏الى الشقة، حيث تمّ دهمه وقتله، وكان لا يزال يمتلك رمانة يدويّة وكميّة من الرصاص المتفجّر‎.‎

ـ ثالثاً، يملك المبسوط الفكر التكفيري، الذي سبق ان استلهمه من رفاق له في تلك ‏التنظيمات،عندما غادر إلى سوريا وخضع لدورة شرعية. وقد تطلبت عملية المبسوط جهداً كبيراً ‏في التحقيق، باعتبار انه نفّذ عمليته بمفرده، وهذا النوع من العمليات من الصعب التحقيق فيه، ‏على عكس العمليات التي تُنفّذ من قبل الخلايا التي تضمّ مجموعة من الأفراد، وربما تستعين ‏القوى الأمنية بخبرات دول نُفّذت فيها عمليات «الذئب المنفرد» للمساعدة في استكمال التحقيق ‏الذي لم يُحسم بعد‎.‎

ـ رابعاً، لم يحمل المبسوط حزاماً ناسفاً، بل اكتفى بالاسلحة التي اشتراها، وبعد قتله العسكريين ‏تحصّن في الشقة المعروفة، حيث حاصرته قوى الجيش والامن الداخلي، فيما تولّت قوة خاصة ‏في الجيش عملية الدهم، وتمّ تفجير باب الشقة بعد الاشتباه بتلغيمها‎.‎

وعلى الرغم من أنّ الاوامر البديهيّة كانت القبض عليه حياً، فإنّه قُتِل نتيجة رمي قنبلة يدوية، في ‏حين انّه كان لم يزل حتى مقتله يحتفظ برمانة وبكميّة من الرصاص، ولو قُبِض عليه حياً لكان ‏التحقيق سلك طريقاً اسرع، لأنّه سيكون مصدر المعلومات الاساسي‎.‎

ـ خامساً، تتولّى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني التحقيقات، وتتعاون مع فرع المعلومات في ‏قوى الأمن الداخلي، ومن المفترض أن لا تطول فترة التحقيق، قبل إحالة الملف الى القضاء. ولا ‏تستبعد المصادر الأمنية ان يُكشف عن كل ملابسات الجريمة، وهي تشير الى أنّ الأمن مضبوط، ‏وانّ التفاعل الايجابي لأهل طرابلس مع القوى العسكرية والأمنية كان له الأثر الكبير في تطويق ‏الجريمة الإرهابية، وفي الاستعداد الوقائي لمنع تكرارها، مع الأخذ في الاعتبار أنّ هذا النوع من ‏الارهاب لا يمكن أي دولة أن تدّعي القدرة على استئصاله، فالارهاب المنفرد، أخطر من ‏الإرهاب الذي تمارسه الخلايا المنظمة‎.‎

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 حزيران 2019 00:00