20 تموز 2019 | 00:00

منوعات

50 عاماً على أول قدم تطأ سطح القمر.. مهمّة "أبوللو 11" حدث إعلامي عالمي

50 عاماً على أول قدم تطأ سطح القمر.. مهمّة

تغزّل به كثيرون وكان حلماً يقبع في خيال البشرية، إلى أن أصبح حقيقة ملموسة في 20 يوليو (تموز) عام 1969. فقبل 50 عاماً وطئت قدم رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ سطح القمر.

خطوة أرمسترونغ كانت حسب وصفه، «خطوة صغيرة لإنسان وعملاقة للبشرية»، حينها هبط هو وباز ألديرن على سطح القمر وقضيا ساعتين ونصف الساعة يستكشفان المكان، في حين دار مايكل كولينز بمركبة الفضاء في مدار حول القمر. أكثر من 600 مليون إنسان من حول العالم تابعوا التغطية المباشرة على شاشات التلفزيون، وحرص الإعلام أينما كان على توثيق مهمة «أبوللو 11».

أخيراً، أصبحت الأقمار الصناعية مستعدة لنقل صور إلى الأرض عام 1969. في الوقت الذي تابع الحدث نحو 600 مليون شخص على الهواء مباشرة.

وبينما كان نيل أرمسترونغ وبز ألدرين ومايكل كولينز يصنعون التاريخ بالأعلى، كان مخرج الأخبار التلفزيونية، جويل بانو يضطلع بدوره على الأرض، ذلك أنه تولى قيادة الفريق المعني بتغطية رحلة «أبوللو 11» لحساب قناة «سي بي إس نيوز»، أثناء وقوفه على قدمه على نحو جعله يبدو أشبه بمايسترو داخل دار أوبرا.

بوجه عام، تولى بانو الإشراف على 32 ساعة من البرامج خلال يومي 20 و21 يوليو (تموز)، حسبما ذكر خلال مقابلة أجريت معه، ما يعني أياماً من التدريب ومتابعة عمل فريق من المراسلين والمنتجين بلغ درجة من الضخامة لدرجة أن قائمة أسماء المشاركين في العمل التي ظهرت في النهاية استغرق عرضها سبعة دقائق.

وكان ذلك واحداً من أكبر التغطيات الإخبارية العالمية للحدث. وأوضح المخرج أنه استعد للمهمة من خلال معاونته في تغطية رحلات «أبوللو» السابقة والعديد من الرحلات التي انطلقت إلى عطارد.

وفي الـ20 من يوليو (تموز) 1969. وفي العاشرة و56 دقيقة مساءً، ظهرت صورة مهتزة بالأبيض والأسود على الشاشة لأرمسترونغ وهو يهبط درجات سلم. وعندما وطأ بقدمه سطح القمر، جلس بانو على مقعده أخيراً.

وعن هذا العمل، قال بانو الذي يبلغ اليوم 84 عاماً: «شعرت بالفخر لكوني جزءا من هذا العمل، لكنني كنت مندهشاً كذلك من نجاح «ناسا» في فعل ذلك دون الوقوع في خطأ. لقد نجحنا. نجحنا. وأضفى علي هذا شعوراً بالارتياح».

وقد شاهد نحو 600 مليون شخص، ما يعادل خمس سكان العالم، أرمسترونغ وهو يطأ بقدميه القمر، في معدل قياسي للمشاهدة ظل قائماً حتى حفل زفاف الليدي ديانا سبنسر والأمير تشارلز عام 1981.

وتولت جميع الشبكات الأميركية الثلاث الكبرى ـ «سي بي إس» و«إن بي سي» و«إيه بي سي» ـ تغطية رحلة «أبوللو 11».

أما الأشخاص الذين لم يكونوا يملكون جهاز تلفزيون أو وجدوا أنفسهم بعيداً عن منازلهم، فقد حرصوا على متابعة الحدث داخل المقاهي والميادين الكبرى والمتاجر الضخمة، حسبما ذكر ديفيد ميرمان سكوت، الذي شارك في تأليف كتاب «تسويق القمر» الصادر عام 2014.

من جانبها، عكست تغطية «بي بي سي» البريطانية للحدث قدراً أقل من التوقير عن نظيراتها الأميركية، ذلك أنها أذاعت «سبيس أوديتي»، في إشارة إلى أغنية كان قد أطلقها للتو المغني الشهير ديفيد بوي، أثناء نقل فعاليات الحدث. وخلال استراحة قصيرة، بثت «بي بي سي» أغاني حية من داخل الاستوديو.

في المقابل، حرصت الشبكات الإعلامية داخل الولايات المتحدة على أن ترفق مع تغطيتها للحدث ساعات من التحليل والمواد الترفيهية المرتبطة بالقمر. على شاشة «إيه بي سي»، تبادل الروائي المتخصص في أدب الخيال العالمي، إيساك أسيموف، في حديث مع رود سيرلينغ، مؤلف مسلسل «ذي توايلايت زون» التلفزيوني. كما تعاقدت الشبكة مع ديوك إلينغتون لتقديم عمل جديد بهذه المناسبة. وبالفعل، قدم أول أغنية له أمام شاشات التلفزيون وشدى صوته على الهواء بأغنية من تأليفه بعنوان «مون ميدين».

أما كتاب العناوين الإخبارية، فحاولوا إضفاء صبغة شعرية على العناوين. على سبيل المثال، كان مانشيت «ذي كوكومو تريبيون» الصادرة في إنديانا: «رواد فضاء يحفرون أسمائهم بجانب أعظم مستكشفي التاريخ». أما «ذي أولد سيتي ديريك» في بنسلفانيا فاختارت أن يكون عنوانها الرئيسي: «الأميركيون يهبطون على القمر». أما العنوان الكبير لـ«ذي نيويورك تايمز» فجاءت صيغته مباشرة للغاية ـ «الإنسان يسير على القمر» ـ وطبعته الصحيفة في أكبر حجم على الإطلاق يستخدم بمجال الصحف. أما في موسكو، جاءت التغطية ضعيفة.

داخل الولايات المتحدة، قضت «ناسا» سنوات في محاولة رسم صورة لرواد الفضاء العاملين لديها كشخصيات أسطورية، ومنحت مجلة «لايف» حق حصري للتواصل معهم في إطار محاولتها لتشكيل الرأي العام.

ودخلت صناعة الإعلانات على الخطة، أيضاً. في أحد الإعلانات، أظهرت شركة «باناسونيك» رواد فضاء على سطح القمر يشاهدون تلفزيون، وفي الأسفل كتبت عبارة: «الآن يمكنك رؤية الروس وهم قادمون حتى ولو كنت على بعد 250.000 من الديار». أيضاً، ظهرت أفكار مرتبطة بالفضاء في إعلانات شركات أخرى بارزة مثل «سوني» و«فورد» و«يونايتد» و«موتورولا».

ظلت رحلة «أبوللو 11» حية لفترة طويلة على الساحة الإعلامية. وكسر أرمسترونغ نهجه المألوف بتجنب وسائل الإعلام خلال السنوات التي أعقبت سيره على القمر بظهوره في إعلان لسيارات «كرايسلر» عام 1979.

أما ألدرين، الذي كان أقل نفوراً من وسائل الإعلام، فظهر في فيلم «ذي ترانسفورمرز» ونافس في برنامج «دانسينغ ويز ذي ستارز» وشارك مع سنوب دوغ في أغنية «روكيت إكسبرينس». واعترف بأن وجوده في دائرة الضوء أسهم في انهيار زيجاته وتورطه لسنوات في إدمان الكحوليات والمعاناة من الاكتئاب.

جدير بالذكر أن رواد فضاء لدى «ناسا» هبطوا على القمر ستة مرات بين عامي 1969 و1972. لكن الاهتمام العام كان قد تراجع بحلول وقت هبوط فريق آخر من رواد الفضاء على القمر للمرة الثانية.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 تموز 2019 00:00