25 شباط 2020 | 16:02

خاص

المشتبهون بـ"كورونا" يتفلّتون من "الحجر المنزلي".. هل يبقى الفيروس تحت السيطرة؟‎!‎

المصدر: لارا السيد

‎" ‎كل يغني على كوروناه". لبنان مهدّد بأن يتحول إلى بلد من البلدان الموبوءة بفيروس "كورونا" ‏كإيران وايطاليا وغيرها بعد الإستخفاف الرسمي بالإجراءات المتخذة بحق من وصلوا إلى ‏لبنان، يتصرفون باستهزاء يترافق مع إجراءت "غير جدية وأقل من عادية" واستهتار من ‏المعنيين في تطبيق إجراءات حازمة في موضوع "الحجر الصحي المنزلي"، الذي يفترض ‏الزامه لكل الوافدين من البلدان التي سجلت فيها اصابات‎.‎

استنفار الجهات المعنية لطارئ مُستجد "لم يكن لا عالبال ولا عالخاطر" جاء هزيلاً ، والحجر ‏المنزلي غير موجود فعليا، وهو مجرد "كلام" لم يدخل حيّز التنفيذ، فغالبية الوافدين لم يمتثلوا ‏لتعليمات وزارة الصحة التي يتوجب عليها أن تكون أكثر صرامة في التعاطي مع أزمة يؤمل ألا ‏تتفاقم جراء "اللا مسؤولية" في التعاطي، مع ضرورة البحث في سبل تعزيز ثقافة الحجر ‏والوقاية، تحسباً لاحتمال ازدياد حالات الإصابة التي تأكد وجود واحدة رسميا والاشتباه بأربع ‏حالات لا تزال تخضع للحجر الصحي في "مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي‎ ".‎

‎"‎خرجنا بلا إجراءات خاصة!"، هكذا تم أمس تسريب خبر من أحد الوافدين على متن إحدى ‏الطائرتين القادمتين من إيران حيث ينتشر الفيروس، ما يزيد من ضرورة التعاطي بجدية مع ‏الكشف على الوافدين و ضرورة اخضاعهم للحجر المنزلي وتفعيله، وسط تأكيدات من وزارة ‏الصحة بأن الإجراءات الإحترازية اتخذت، الا أن الواقع يطرح تساؤلات حول قدرة الوزارة ‏والبلديات على فرض سلطتها على كل الوافدين، في ظل معلومات عن رفض البعض الامتثال ‏ممن كانوا على متن الطائرة الإيرانية بالخضوع للحجر المنزلي و عدم الإختلاط، ولم يتجاوب ‏بعض المشتبه في إصابتهم مع مندوبي الوزارة الذين لا"سلطة" لديهم لإجبار هؤلاء على الدخول ‏في مرحلة الحجر، مع ضرورة "تخطي مرحلة التطمينات" إلى مرحلة البحث الجدي في كيفية ‏تأمين أفضل الوسائل العلمية للوقاية وسبل حماية المواطنين و المرضى والجسم الطبي، في بلد لا ‏يمتلك قدرة المواجهة في حال تفشي المرض‎ .‎

يُشدّد أخصائي الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الجامعي بيار أبي حنا لـ"مستقبل ‏ويب"، على ضرورة تطبيق الحجر المنزلي الذي تتولى الإشراف عليه وزارة الصحة بالتعاون ‏مع البلديات، لتطبيق إجراءات العزل الذاتي للمواطنين العائدين من المناطق التي سُجّلت فيها ‏إصابات، والذين لم تظهر عليهم عوارض الإصابة، لافتا إلى" أن الحجر الصحي في المستشفى ‏يكون للأشخاص الذين تبين الفحوصات أن لديهم عوارض كسعال و حرارة مرتفعة، فيتم عزلهم ‏للتأكد من عدم اصابتهم، أما الحجر المنزلي فيكون للأشخاص الذين كانوا في بلدان أو مناطق ‏فيها الفيروس و لا عوارض لديهم فيبقون لمدة تتراوح بين 10 أيام إلى اسبوعين للتأكد من عدم ‏ظهور أي عوارض‎".‎

‎"‎لا داعي لوضع الكمامات فالفيروس لا ينتقل بالهواء بل بالاحتكاك المباشر أو الرذاذ والمطلوب ‏الحذر و الإستنفار من كل المجتمع في مرحلة الإحتواء لعدم انتشار الفيروس"، هذا ما يؤكد عليه ‏أبي حنا، مع التشديد على ضرورة اتباع إرشادات الوقاية في هذه المرحلة‎.‎

تحوّل مستشفى رفيق الحريري الجامعي إلى "خط الدفاع الصحي الأول" في البلد بحسب ما ‏يوضحه أبي حنا، مشيرا إلى أنه "يجب التعاطي بحذر جدي مع الموضوع، ولذلك تم عزل طابق ‏في المستشفى وبات هناك مستشفيان في مستشفى واحد، الأول لتقديم الخدمات الطبية والثاني ‏المعزول بغرفه كاملا لمتابعة الحالات المشتبه بإصابتها منعا لأي احتكاك مباشر مع الآخرين ‏وانتقال الفيروس‎".‎

وكان المستشفى قد استقبل في الـ24 ساعة الماضية 34 حالة في الطوارئ المخصصة للحالات ‏المُشتبه في إصابتها بالفيروس، خضعت كلها للفحوصات اللازمة وأُدخل ثلاثة منها إلى الحجر ‏الصحي، فيما جاءت نتائج الفحوص المخبرية للبقية حتى يوم أمس سلبية، وغادر ثلاثة مرضى ‏المستشفى بعد توصيتهم بالإقامة تحت الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوماً، بعد تزويدهم ‏بالإرشادات اللازمة‎. ‎


لارا السيد 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 شباط 2020 16:02