" كل يغني على كوروناه". لبنان مهدّد بأن يتحول إلى بلد من البلدان الموبوءة بفيروس "كورونا" كإيران وايطاليا وغيرها بعد الإستخفاف الرسمي بالإجراءات المتخذة بحق من وصلوا إلى لبنان، يتصرفون باستهزاء يترافق مع إجراءت "غير جدية وأقل من عادية" واستهتار من المعنيين في تطبيق إجراءات حازمة في موضوع "الحجر الصحي المنزلي"، الذي يفترض الزامه لكل الوافدين من البلدان التي سجلت فيها اصابات.
استنفار الجهات المعنية لطارئ مُستجد "لم يكن لا عالبال ولا عالخاطر" جاء هزيلاً ، والحجر المنزلي غير موجود فعليا، وهو مجرد "كلام" لم يدخل حيّز التنفيذ، فغالبية الوافدين لم يمتثلوا لتعليمات وزارة الصحة التي يتوجب عليها أن تكون أكثر صرامة في التعاطي مع أزمة يؤمل ألا تتفاقم جراء "اللا مسؤولية" في التعاطي، مع ضرورة البحث في سبل تعزيز ثقافة الحجر والوقاية، تحسباً لاحتمال ازدياد حالات الإصابة التي تأكد وجود واحدة رسميا والاشتباه بأربع حالات لا تزال تخضع للحجر الصحي في "مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي ".
"خرجنا بلا إجراءات خاصة!"، هكذا تم أمس تسريب خبر من أحد الوافدين على متن إحدى الطائرتين القادمتين من إيران حيث ينتشر الفيروس، ما يزيد من ضرورة التعاطي بجدية مع الكشف على الوافدين و ضرورة اخضاعهم للحجر المنزلي وتفعيله، وسط تأكيدات من وزارة الصحة بأن الإجراءات الإحترازية اتخذت، الا أن الواقع يطرح تساؤلات حول قدرة الوزارة والبلديات على فرض سلطتها على كل الوافدين، في ظل معلومات عن رفض البعض الامتثال ممن كانوا على متن الطائرة الإيرانية بالخضوع للحجر المنزلي و عدم الإختلاط، ولم يتجاوب بعض المشتبه في إصابتهم مع مندوبي الوزارة الذين لا"سلطة" لديهم لإجبار هؤلاء على الدخول في مرحلة الحجر، مع ضرورة "تخطي مرحلة التطمينات" إلى مرحلة البحث الجدي في كيفية تأمين أفضل الوسائل العلمية للوقاية وسبل حماية المواطنين و المرضى والجسم الطبي، في بلد لا يمتلك قدرة المواجهة في حال تفشي المرض .
يُشدّد أخصائي الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الجامعي بيار أبي حنا لـ"مستقبل ويب"، على ضرورة تطبيق الحجر المنزلي الذي تتولى الإشراف عليه وزارة الصحة بالتعاون مع البلديات، لتطبيق إجراءات العزل الذاتي للمواطنين العائدين من المناطق التي سُجّلت فيها إصابات، والذين لم تظهر عليهم عوارض الإصابة، لافتا إلى" أن الحجر الصحي في المستشفى يكون للأشخاص الذين تبين الفحوصات أن لديهم عوارض كسعال و حرارة مرتفعة، فيتم عزلهم للتأكد من عدم اصابتهم، أما الحجر المنزلي فيكون للأشخاص الذين كانوا في بلدان أو مناطق فيها الفيروس و لا عوارض لديهم فيبقون لمدة تتراوح بين 10 أيام إلى اسبوعين للتأكد من عدم ظهور أي عوارض".
"لا داعي لوضع الكمامات فالفيروس لا ينتقل بالهواء بل بالاحتكاك المباشر أو الرذاذ والمطلوب الحذر و الإستنفار من كل المجتمع في مرحلة الإحتواء لعدم انتشار الفيروس"، هذا ما يؤكد عليه أبي حنا، مع التشديد على ضرورة اتباع إرشادات الوقاية في هذه المرحلة.
تحوّل مستشفى رفيق الحريري الجامعي إلى "خط الدفاع الصحي الأول" في البلد بحسب ما يوضحه أبي حنا، مشيرا إلى أنه "يجب التعاطي بحذر جدي مع الموضوع، ولذلك تم عزل طابق في المستشفى وبات هناك مستشفيان في مستشفى واحد، الأول لتقديم الخدمات الطبية والثاني المعزول بغرفه كاملا لمتابعة الحالات المشتبه بإصابتها منعا لأي احتكاك مباشر مع الآخرين وانتقال الفيروس".
وكان المستشفى قد استقبل في الـ24 ساعة الماضية 34 حالة في الطوارئ المخصصة للحالات المُشتبه في إصابتها بالفيروس، خضعت كلها للفحوصات اللازمة وأُدخل ثلاثة منها إلى الحجر الصحي، فيما جاءت نتائج الفحوص المخبرية للبقية حتى يوم أمس سلبية، وغادر ثلاثة مرضى المستشفى بعد توصيتهم بالإقامة تحت الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوماً، بعد تزويدهم بالإرشادات اللازمة.
لارا السيد
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.