4 آذار 2020 | 07:38

إقتصاد

لبنان نحو خيار نهائي بإعادة هيكلة الدين!‏

لبنان نحو خيار نهائي بإعادة هيكلة الدين!‏
المصدر: النهار

بدا في حكم المؤكد أن الحكومة شارفت على اتخاذ قرارها النهائي المفصلي في ‏موضوع ‏‏"الاوروبوند" الذي قد يعلن في الايام القريبة وقبل عطلة نهاية الاسبوع وربما عقب ‏جلسة ‏مجلس الوزراء غداً في قصر بعبدا. ‏

واذا كانت الاوساط الحكومية والوزارية المعنية لا تزال ‏تلمح الى أن القرار لم يتخذ بعد، فإن ‏مجمل المعلومات والمعطيات التي توافرت لـ"النهار" ‏عقب الاجتماعات والمشاورات الكثيفة التي ‏طبعت حركة السرايا وبعض مقار المراجع ‏الرسمية أمس، تؤكد أن الخيار النهائي للحكومة ‏سيكون عدم تسديد السندات التي ‏ستستحق في 9 آذار الجاري واجراء مفاوضات مع حملة ‏السندات لاعادة برمجة التسديد ‏وفق آجال جديدة معدلة بما يعني ان لبنان سيدخل واقعياً ورسمياً ‏في مسار اعادة هيكلة ‏دينه بما ينطوي عليه هذا الخيار مالياً ومعنوياً من سلبيات وايجابيات على ‏الصعيدين ‏الداخلي والخارجي‎.‎‎ ‎

كما اتخذت حركة المشاورات الرسمية قبيل التوصل الى القرار النهائي في شأن هذا الملف ‏المالي ‏الحيوي طابعاً سياسياً ومالياً دقيقاً للغاية بما عكس تهيب أركان الدولة والحكومة أي ‏قرار أو ‏خيار قد يتخذ ويرتب تداعيات ليس سهلاً اطلاقاً، عدم التحسب لها بدقة بكل ‏تفاصيلها الاستباقية ‏سواء كان الخيار عدم دفع المليار و200 مليون دولار في موعد ‏الاستحقاق أم اطلاق ‏المفاوضات مع حملة السندات المحليين والخارجيين لاعادة برمجة ‏التسديد‎.‎

وبرز في السياق لقاء جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء حسان دياب ‏في عين ‏التينة بعيداً من الاعلام بعد ظهر أمس، سبق حركة اللقاءات الكثيفة التي شهدتها ‏السرايا الحكومية ‏بعد عودة دياب من عين التينة. واجتمع رئيس الوزراء على الاثر مع مجلس ‏جمعية مصارف ‏لبنان ومن ثم مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمستشارين الماليين ‏والقانونيين وتركزت ‏مجمل هذه اللقاءات على موضوع "الاوروبوند". ‏

وعلمت "النهار" ان ‏القرار النهائي سيتخذ خلال عطلة نهاية الاسبوع، وتحديداً في 7 آذار ‏الجاري. وما بات أكيداً ‏هو أن لبنان لن يغطي استحقاق 9 آذار، الأمر الذي سيؤدي حتماً الى ‏اعتبار الدولة متعثرة ‏صباح الاثنين المقبل. ذلك أن إجتماعات عدة عُقدت في الايام الأخيرة في ‏لبنان والخارج مع ‏المستشارَين المالي "لازار" والقانوني "كليري غوتليب" وممثلين لحمَلة ‏السندات اللبنانية ‏وعلى رأسهم مجموعة "اشمور" لإدارة الاستثمار في الأسواق الناشئة التي تحمل ‏أكثر من ‏‏300 مليون دولار من السندات الاجنبية من استحقاق آذار، وقيمته الاجمالية 1.2 مليار ‏دولار، ‏اضافة الى امتلاكها نحو 190 مليون دولار من استحقاق نيسان و180 مليوناً من ‏استحقاق ‏حزيران المقبل. كما شملت الاجتماعات ممثلين لصندوق "فيدلتي" الذي يحمل ‏سندات ‏أجنبية بقيمة 180 مليون دولار من استحقاق 9 آذار ونحو 53 مليون دولار من ‏استحقاقي ‏نيسان وحزيران. وتؤكد المعلومات ان المستشارين المالي والقانوني بدآ فعلاً ‏التحضيرات ‏المالية والقانونية لإدارة عملية إعادة هيكلة الدين توازياً مع المفاوضات التي يقومان ‏بها ‏مع حملة السندات الاجنبية لتأمين "تعثّر" منظم بأقل ضرر ممكن‎.‎

‎ ‎وطرحت الجهات المالية على المصارف تقديم اقتراحاتها لكيفية تعاملها مع أي تعثر مالي ‏قد ‏تعلنه الدولة اللبنانية، خصوصاً لجهة التعامل مع استحقاقاتها وكيفية الاستمرار بتأمين ‏السيولة. ‏وطلب من المصارف إتمام عملية شراء سندات أجنبية من الاسواق ما يرفع حصة ‏هذه ‏المصارف من مجمل قيمة استحقاقات "الأوروبوند" الى 75%، ويسهل عملية التفاوض ‏خلال ‏مرحلة التعثر بعدما وصلت حصة المستثمرين الاجانب الى 71% نتيجة عملية البيع ‏التي قامت ‏بها مصارف لبنانية عدة في نهاية العام 2019 لجزء من سنداتها الاجنبية لهذه ‏الصناديق ‏الاستثمارية. واعتبرت المصارف في اجتماعها أمس مع رئيس الوزراء والذي ‏إستمر أكثر من ‏ساعة إن إتمام العملية التي تساهم في رفع حصتها من سندات "الاوروبند" ‏غير ممكن لكون هذه ‏العملية ترتب عليها تبعات قانونية إستناداً الى الاستشارة القانونية ‏التي حصلت عليها الجمعية من ‏مستشاريها القانونيين. ‏

في المقابل، أكدت الجميعة وضع ‏كل إمكاناتها في تصرف الحكومة لمواجهة المرحلة الدقيقة ‏الحالية مع تأكيدها مرة جديدة ‏أن ودائع المودعين مؤمنة ولا خوف عليها، وان الاجراءات الحالية ‏مؤقتة. وأبدت المصارف ‏استعدادها للتعاون مع الحكومة في إعادة هيكلة الدين بعد حسم الموقف ‏الرسمي من ‏الاستحاقات المقبلة، كما أوصت المصارف بضرورة إتمام عملية التفاوض قبل ‏إقرار أي ‏تعثر مالي، على ان تلتزم المصارف أي قرار تتخذه الحكومة في السياق‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 آذار 2020 07:38