21 آذار 2020 | 19:15

منوعات

أمهات السينما العربية في عيد الأم:أيقونات فنية من جيل العملاقة

برعن في تجسيد دور "الأمومة"(٢/٢)

زياد سامي عيتاني*

في الحادي والعشرين من شهر آذار كل عام، يحتمل العالم بأسره بأعظم عيد على الإطلاق ألا وهو عيد الأم، التي تعجز كل الكلمات في توطيف عظمة هذه المناسبة الجليلة...

ومع هذا الإحتفال المجيد نذتذكر أيقونات فنية من جيل العمالقة من أبرع وأبرز الممثلات اللواتي جسدن دور الأم في تاريخ الأفلام والدراما العربية، واللواتي أصبحن مثالاً للأمومة بما تختزن وترمز إليه من عطاء وتضحية وحنان بلا حدود...


وتجسيد دور الأم على الشاشة ليس بالأمر البسيط كما يعتقدالكثيرون، فمشاعر الأمومة ليس من السهل أن تجسدها فنانة لم تذق طعمها، لكن الغريب أن أمهات السينما المصرية لم يذقن طعم الأمومة في حياتهم الخاصة، ومع ذلك إستطعن أن يجسدن دور الأم ببراعة، مما جعلهن يحصلن على لقب أمهات السينما المصرية، فمشاعر الأمومة الجياشة التي كانت تؤديها كل منهن على حدى كانت تجعلك تشعر وكأنها والدتك الحقيقية التي تخاف عليك، وتبكي عليك وتسهر على راحتك.

وبمناسبة عيد الأم، نوجه تحية وفاء وتقدير لأبرع الممثلات اللواتي أدينا بصدق وحنان متدفق دور الأم، من خلال الإضاءة على أعمالهن، عبر جزئين متتاليين:

•زوزو ماضي: الأم الأرستقراطية:

(14 كانون الأول 1914 - 9 نيسان 1982)

تعتبر الفنانة الراحلة زوزو ماضي أشهر من قامت بتقديم دور الأم الأرستقراطية في السينما العربية على الإطلاق، التي أجادتها بإقتدار وذلك بسبب ملامحها التي توحي بإنتمائها إلي هذه الطبقة، فلم تقدم أي دور لأم من الطبقة العاملة أو الفقيرة.

وكان من أشهر أعمالها "نادية"، "الأبرياء"، "يحيا الحب"، "غرام وانتقام"، "بنات الريف"، "شباب في العاصمة"، "مضي قطار العمر"، و"العقاب".



•هدى سلطان "الأم القوية":

(5 آب1925 - 5 تموز 2006)

إستطاعت الفنانة الراحلة هدى سلطان، أن تنضم إلى الفنانات اللواتي إشتهرن بتقديم أدوار الأم المثالية والقوية - المؤثرة و"الجدعة" التي تعكس صورة المرأة المصرية بأنماطها المختلفة شولء الشعبية أو الأرستقراطية.

ومن أشهر أعمالها «الوتد»، الذى قدمت من خلاله دور «فاطمة» وهي أم ترغب فى إستقرار عائلتها، حيث تتدخل الأم في جميع إختيارات أولادها المختلفة، وتحاول هذه الأم توسعة ممتلكات وأراضي العائلة، لكنها تسيطر على العائلة وزوجات أولادها، ولعل مشهد مرضها وخوف أبنائها عليها من أقوى المشاهد تأثيراً.

‫كما جسدت دور الأم الحنونة فى مسلسل أربيسك بطولة الفنان القدير صلاح السعدنى، ومرت حياتها الفنية بأكثر من مرحلة، جسدت فى المرحلة الأخيرة منها دور الأم الذى أجادته بشكل كبير، لكنها نجحت فى تقديمه بشكل مختلف، إذ عبرت من خلاله عن نموذج آخر للأم الطيبة التى تغلف أمومتها هذه بالقوة، ومن أشهر أعمالها "الليل وآخره" و"زيزينيا" و"ليالي الحلمية".‬

‫ ومن أفلامها "إمرأة فى الطريق"، و"جعلوني مجرماً".‬



•عزيزة حلمي "أم فقدت ابنها":

(6 آب 1929 - 18 نبسان 1994)

لعل المأساة التي عاشتها الفنانة عزيزة حلمي، التي رزقت بطفل واحد فقط ولكن الموت اختاره مبكرًا، جعلها تبرع فى تقديم أدوار الأم ومشاعر الحنان والاحتواء من خلال أدوارها، وساعدها فى ذلك ملامح وجهها الهادئ...

‫فقد دخلت عزيزة حلمى الفن عن طريق إحدى جيرانها الفنانة زينب صدقى، التى عرفتها على المخرج حلمى رفلة، وكان أول أعمالها سنة 1946 فيلم "قبلنى يا أبى" وجسدت من خلاله دور أم، وهو أول دور لها على الشاشة، لذا حصرها المخرجون فى دور الأم خلال مشوارها الفنى لتصبح الفنانة عزيزة حلمى، "أيقونة" الأمهات على الشاشة.‬

‫فعرفها الجمهور بدور الأم الذى برعت فى تجسيده خلال أدوار عديدة إتسمت فيها بالطيبة وساهمت ملامحها الهادئة بشكل كبير فى أن تقدم الدور بصدق شديد، ورغم أنها كانت من أعظم الأمهات فى السينما.‬

وقدمت عزيزة حلمي العديد من الأفلام التي جسدت فيها دور الأم الحنون منها "ظلموني الناس" و"حماتي قنبلة ذرية"، و"سيدة القطار" و"بلال مؤذن الرسول"، "دهب"، و"أثار في الرمال" و"الملاك الظالم" و"أيامنا الحلوة" و"الوسادة الخالية"،و"المراهقات" و"هذا الرجل أحبه"، و"الشيماء"، و"أنف وثلاثة عيون"، وسقطت و"زمن حاتم زهران" و"الرقص مع الشيطان"، و"خادمة ولكن".

وبجانب عملها الفني، تطوعت عزيزة حلمي لخدمة المرضى ورعايتهم في المستشفيات.

•شاديا "الأم المحرومة من الأمومة":

(8 شباط 1931 - 28 تشرين الثاني2017)

دلوعة السينما المصرية كما أطلق عليها النقاد الفنانة شادية، قدمت أيضا دور الأم الذي لم تعيشه في الحقيقة، لأنها حرمت الإنجاب، فكانت تعتبر أولاد شقيقتها هم أولادها، خاصة خالد. لكنها تمكنت بكل جدارة وبراعة من تجسيد دور الأم بشكل رائع.

وقدمت شاديا نموذجاً آخر للأم رغم صغر سنها،  ودورها في فيلم "المرأة المجهولة"، سيظل علامة من علامات السينما المصرية وأغنيتها "سيد الحبايب"، رمزاً لعيد الأم... وتعد شاديا أول فنانة تقبل أن تستغنى عن جمالها وتظهر بمكياج المرأة العجوز في مرحلة من مراحل دورها على الشاشة في هذا الفلم.

أيضا أجادت شادية في فلم "لا تسألني من أنا" دور الأم المطحونة التي إضطرت لبيع إبنتها لإمرأة غنية، كي تستطيع أن تطعم باقي أبنائها، وفي الوقت ذاته عملت خادمة لإبنتها كي تظل بجوارها، فكان من أهم الأدوار التي قامت بها في آخر رحلتها الفنية.

•فاتن حمامة "الأم المضحية":

(27 آب1931 - 17 كانون الثاني2015)

تميزت فاتن مامة بأدائها الدرامي المميز، وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة في السينما العربية.

وبرعت الفنانة فاتن حمامة فى تقديم الأدوار الفنية الراقية ، ولكنها تفوقت فى أداء دور الأم على الرغم من أنها قدمتها وهى لم تكُن تجاوزت الـ٣٥ من عمرها، تحديداً في فيلم "الأم".

فقد تألقت فاتن حمامة، في دور الأم التي ترعي مجموعة كبيرة من الأبناء ولا تجد الفرصة لرعاية شؤونها وحياتها الخاصة، وذلك في فيلم "إمبراطورية ميم"، حيث عبرت عن تجربة الأم التي فقدت زوجها وترك لها سبعة أبناء فكانت نموذجاً للعطاء والتضحية.



•كريمة مختار "ماما نونا":

(16 كانون الثاني 1934 - 12 كانون الثاني2017)

‫"ماما كريمة" الإسم الذى كان يناديها به الجميع خلف الكاميرا، إذ تعد الفنانة كريمة مختار أهم من جسدن دور الأم على الشاشة، بتلقائية شديدة جعلت منها أماً للملايين سواء من جمهورها أو ممن تعاملت معهم داخل الوسط الفنى.‬

فبالرغم من صغر سنها، إلا أنها قامت بدور الأم ببراعة مع فنانات يقتربن من سنها في فيلم «الحفيد»، وهو الدور الذي حصرها فيه المخرجون طوال مشوارها الفني،

‫ وتعبرت كريمة مختار عن العديد من الأمهات داخل المجتمع المصرى، بكل التفاصيل المتعلقة بشخصية الأم، وبذلك تبقى كريمة مختار أصدق أم على الشاشة. وإشتهرت بأسماء عديدة منها "ماما نونة" وهو الدور الذى قدمته فى مسلسل "يتربى فى عزو" أم النجم يحيى الفخرانى، حيث إعتبر ‬من أروع أدوارها التى تميزت فيها بالبساطة والفرح الجاذب للجماهير من خلال روح الدعابة.

‫ولقبت أيضاً بـ"أم العيال" بسبب دورها فى مسرحية "العيال كبرت".‬

‫ويعد أشهر الأفلام التى قدمتها النجمة كريمة مختار "نحن لا نزرع الشوك" "وبالوالدين إحسانا" و"يا رب ولد"، "سعد اليتيم"، "مهمة صعبة"، و"الفرح".‬

‫-إنتهى.‬

‫*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.






يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

21 آذار 2020 19:15