إنتشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي رسالة تعبر عن الخوف والقلق الذي يعتري معلمة من المجهول والمستقبل بسبب الوضع الحالي الذي تسبّب به فيروس "كورونا"، وهي تستهجن قرار وزير التربية بالتعليم عن بعد في خضم هكذا أوضاع صعبة.
وجاء في الرسالة:
"معالي وزير التربية صحيح أن القاعدة "ما لا يدرك كله لا يترك جله"... ولكن معاليك ما يقرر في الطابق الـ١٥...أغفل الطوابق السفلى والمظلمة .. والازقة ... والحارات والشوارع الضيقة.. واكثر طلاب المدارس الرسمية ينتمون لهذه المناطق .. ومن هنا بإمكاننا أن نطرح عليك الاسئلة التالية:
-هل أخذتم بعين الاعتبار الحالة الاقتصادية العامة؟
-هل تعرفون ان كل البنى التحتية مهترئة؟
-هل تعلمون ان النت بلبنان حاله بالويل؟
-هل تعلمون ان الكهربا بكافة مصادرها لا تتوفر لنسبة لا يستهان بها من اللبنانيين؟
-هل تعرفون ان الازمات المتتالية اوصلت اكثر من نصف الشعب اللبناني الى خط الفقر؟
-هل تعلمون ان الطبقة الفقيرة بعد هذه الازمات وصلت الى العدم والفقر المدقع؟
-هل تعلمون ان الشعب بفقرائه وطلابه خاصة يعيشون حال من القلق المميت؟
-هل تعلمون ان الموت يحيط بالجميع ويتسبب بحالة من الهلع الذي انتفت بعده الدلع بدولة مهترئة ؟
-هل تعلمون ان طلاب كثر من مدارسكم جياع وفقراء وزاد وضعهم سوءً؟
-هل تعرفون ان اهل وطلاب مناطق شاسعة من لبنان لا يجدون حتى لقمة خبز يقتاتون بها بظل الحجر المفروض بسبب الوباء؟
-هل تعلمون ان العديد من طلاب مدارسكم كفروا بالعلم عن قرب وعن بعد ؟
-هل تعلمون ان شريحة واسعة من طلاب مدارسكم لا يمتلكون وخاصة في هذا السجن الالزامي القدرة على دفع فاتورة نت على هواتفهم ؟
-هل تعلمون ان العديد من طلاب مدارسكم لا يمتلكون ثمن ربطة خبز فكيف لهم ان يمتلكوا هواتف وحواسيب؟
-هل تعلمون ان كثرا من طلاب مدارسكم يخرقون الحجر بالرغم من المخاطر جريا وراء لقمة عيش يؤمنونها لعائلة فقدت معيلها او عجز او مرض؟
-هل تعلمون ان العديد من طلاب مدارسكم لا يرون نور الشمس الا من شبابيك بعض صفوف او في طريق الذهاب والاياب الى مدارسهم؟
-هل تعرفون ان السجن مقلق..وان القلق مخيف...وان الخوف مميت لطلاب لم يروا الا صلف العيش؟
-هل جربتم النوم جياعا؟
-هل عشتم تجربة العوز والفقر والمرض مجتمعة.
وتتكلمون عن التعلم عن بعد؟؟ ومن قال إن الاستاذ بأفضل حال؟ ومن قال إنه ليس قلقا على المصير؟؟ ومن قال إنه ليس عاجزا عن الإتيان بحركة؟.. لا أقول ذلك استسلاما ولكن المنتظر للمرض مريض.. والتوتر مرض... وعندما يبدأ نهار بدل الابتسامة بتعداد من أصيب ومن مات ومن بقي .. وأين انتشر وكم اصبح العدد عالميا... وأين وصلت التجارب... فلا تسأله عن أي شيء... فما من بارقة أمل بدواء تلوح الا وتأتي تجربة او معلومة لتطيح بها... وهل تنتظر من اللبناني أن يأمل وهو يعد وينتظر ومضة علم من دول فتك الوباء بها وتراها تدور حول نفسها في دائرة مفرغة...لا حول لهم ولا قوة...
وعهد مني وعلي كأستاذة أن أدرس طلابي حتى لو ذهبت الى بيوتهم كل لوحده ولو في آب فلن اتوانى ... ولكن عندما تزيح الغُمة .... ولا حول ولا قوة الا بالله".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.