صدر أمس الكتاب المنتظر للدكتور الفرنسي ديديه راوول الذي فجّر قنبلة العصر بتحديه كل مختبرات وشركات الأدوية في العالم، واعتماد دواء بسيط يستند الى مادة الكلوروكين لعلاج كورونا.
الكتاب الحامل عنوان : Épidémies vrais dangers et fausses alertes ( الأوبئة مخاطر حقيقية وانذارات مُضللة) يعرض بالتفصيل تاريخ الفيروسات والأوبئة. يُشرّح أسبابها وكيفية انتقالها. يُفصّل مخاطرها الحقيقية والوهمية. يسخّفها عبر مقارنتها مع امراض تقتل الملايين عبر العالم ولا يجري الحديث عنها. ينتقد بذكائه المعهود وجرأته الاستثنائية تلك الآلة الجهنمية الإعلامية والاحتكارية وتلك المختبرات والمصانع التي تغالي في تخويف الناس لدفعهم الى أحضان اللقاحات والأدوية . ويصل الى نتيجة مفادها ان فيروس كورونا لن يكون أكثر أو اقل خطرا من ٢٠ فيروسا سبقوه ...
البروفسور الأكثر اثارة للجدل في العالم هذه الأيام، يؤكد ان هذه الأوبئة لا تشبه أبدا الأمراض المعدية ومنها مثلا الأيدز او حتى السل الذي لا يزال يقتل حتى يومنا هذا ١،٢ مليون شخص كل عام، بينما نرى ان الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي تراجعت من ٤ ملايين في العام ١٩٩٠ الى ٢،٦ مليون في العام ٢٠١٩.
لكن ماذا عن فيروس كورونا ؟
يتعجّب البروفسور راوول كيف ان الفيروسات التاجية " كورونا فيروس" "المنتشرة بكثرة بين الطيور والثدييات والتي قد تنتقل أيضا الى الانسان، كان يتم تجاهلها تماما في الصحف ومن قبل معظم السلطات الصحية في العالم، وهذا مثير فعلا للغرابة، ذلك لان هذه الفيروسات التاجية تشكل ثالث سبب للالتهابات الفيروسية التنفسية في العالم ونظرا لارتباطها ب ARN وليس ب ADN، فإنها تحدث تحولات دائمة، وهذه الفيروسات عُرفت منذ فترة طويلة عند الانسان كمسببة للالتهابات التنفسية الحادة، برونشيت ( التهاب القصبة الهوائية) واسهال"
وخلافا للاعتقاد السائد بحداثة الفيروسات، فإن البروفسور راوول يقول ان تاريخ هذا الفيروسات التاجية بدأ في العام ١٩٦٥ وتم اكتشافها عند طفل مصاب بانفلونزا، ثم ظهرت لاحقا عند حيوانات مختلفة. وظهر "سارس" ثم فيروسان من عائلة كورونافيروس في العام ٢٠٠٤ باسمي NL63و NKU1 ، ثم فيروس كورونا آخر في المملكة العربية السعودية باسم "Mers-corona "في العام ٢٠١٢ حين تم إدخال مريض الى مستشفى في جدة، ثم في الصين في العام ٢٠١٩، ما يعني أننا أمام عائلة واسعة .
فيروس ووهان الصيني
يكشف البروفسور راوول أن " كورونا فيروس الصيني" (هكذا يسميه) ظهر في شهر كانون الاول/ديسمبر ٢٠١٩ في ووهان، وكان لتوصيف الفيروس من قبل الصين أن أحدث موجة هيستيريا عالمية، بالرغم من انه تبيّن لاحقا أن عدد المتوفين بسبب الفيروس كانت أقل من المعلن.
ثم يشرح راوول الأمور التالية المهمة:
• الأطفال هم أكثر نقلا للعدوى واقل تعرضا للمرض
• كبار السن أكثر تعرضا وأقل نقلا للعدوى
• من عادات الصينيين أنهم يبصقون على الأرض، والبصقة تنقل العدوى
وتحمل الكثير من الفيروسات، قد يكون هذا ساهم في الانتشار.
• ليس كل انسان ناقل للعدوى وانما هناك أشخاص ينقلونها يُسمون
• رغم المآسي الدرامية المتعاقبة التي تُحكى حول هذه الأوبئة التنفسية الجديدة، الا ان نسبة الوفاة المرتبطة بها تستمر بالتراجع، من ٤،٥ مليون الى ٢،٦ مليون عبر العالم في أقل من ٣٠ سنة، وذلك بفضل تحسين شروط النظافة واستخدام المضادات الحيوية وتخفيض الالتهابات القاتلة واللقاحات الرئوية التي تعطى للأطفال التي تحمي أيضا المسنين.
• إذا كانت هذه الفيروسات تأتي من آسيا، فهذا لا يمنع ان تلك المنطقة تضم أكثر الناس الذين يعيشون طويلا، بينما كانت نسبة متوسط الاعمار الأعلى سابقا في أوروبا.
• سرعة الصينين في إدارة الوباء كانت مذهلة وكذلك قدرتهم على استخلاص الجزئيات المضادة للالتهاب.
• اثبت الصينيون سريعا ان الكلوروكين، أي الدواء الأكثر استخداما في العالم، والأكثر بساطة، يمكن ان يكون افضل علاج لفيروس كورونا والأفضل للحماية منه، وهذا ما يجعل الفيروس الجديد الأكثر بساطة من ناحية الاحتراز منه ومعالجته.
• ان هذا الوباء أي الكورونافيروس الصيني سيصبح سريعا نموذجا آخر للتشويش (او التضليل)
• هذا الوباء قتل اقل من ٤ آلاف شخص حتى ٥ آذار/مارس ٢٠٢٠، أي انه يشبه نسبة الوفاة في الفيروسات الأربع السابقة.
• ان خطر ان يغيّر كورونافيروس الصيني معدلات الوفاة في فرنسا او العالم معدوم
• ان مصالح المختبرات التي تبيع الأدوية للأوبئة السارية كبيرة (مثلا Gilead حققت أرباحا هائلة في البورصة)، هناك أيضا مصالح منتجي اللقاحات، وهناك كذلك من يفرحون بأن يظهروا على التلفزات ليتحدثوا كخبراء افتراضيين ويحققون نسبة عالية من المشاهدة بفعل التخويف، وهذا ما يؤكد بالنسبة لي فكرة التضليل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
• ان كورونافيروس الصيني قد لا يكون الا الرقم ٢١ بين الفيروسات الموجودة في العالم، ولن يكون لا اكثر ولا اقل خطورة، وقد يختفي مؤقتا كما اختفى سارس منذ اكثر من ١٧ عاما او يختفي نهائيا، وقد يستمر مرتبطا بحالات معينة لها علاقة بالحيوانات ( مثل ميرس كورونا في السعودية) . ان المستقبل سيقول كلمته.
والمستقبل سيقول حتما ان البروفسور راوول كان الأكثر جرأة بين كل أطباء وعلماء الفيروسات والميكروبات في العالم في تحديه لكل الآلة الجهنمية التي ترمي الهلع في قلوب الناس من أجل مصالح تجارية وسياسية واقتصادية. فمنذ أعلن ان الكلوروكين يُشفي وانه دواء موجود وبسيط ورخيص، قامت القيامة عليه ولم تقعد، لكن يبدو أنه سيربحها. حتما يربحها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.