30 آذار 2020 | 10:16

صحافة بيروت

عودة النازحين السوريين بين "الدلع" و"شو عدا ما بدا": "فتْح الحدود لا الحوار‎"!‎

في موازاة الجهود المنصبة على إعادة اللبنانيين المنتشرين في بلاد الاغتراب، رغم اقرار البعض ‏بصعوبة اعادتهم سريعاً لأسباب تقنية، سيبقى السؤال: ماذا عن إعادة النازحين السوريين؟ ‏خصوصاً بعد قرار وزارة الداخلية السورية الاخير بإغلاق المعابر كافة أمام حركة القادمين من ‏لبنان بمن فيهم المواطنون السوريون، وذلك في اطار تدابير الحد من انتشار فيروس "كورونا‎".‎

مطالبة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بحوار جريء مع الحكومة السورية ‏لإعادة النازحين الى بلادهم، حرّكت ملف تطبيع العلاقات مع النظام السوري مجدداً، علماً انه ‏ملف خلافي لبناني ـ لبناني، يُطرح في هذه اللحظة، في ظل ازمة صحية غير مسبوقة، تلت ‏ازمة مالية ونقدية حادة، لم تنفع المحاولات الجارية حتى اليوم في الحدّ من تداعياتها. واثارة هذا ‏الملف في هذا الوقت سيثير حتماً خلافات جديدة، لتُضاف إلى المشاكل التي تُواجهها الحكومة، ‏مع استمرار الانقسام العمودي بين فريق يؤيد التطبيع لحل مسألة النازحين السوريّين، وفريق ‏يعارضه، وآخر يطالب بفتح الحدود لعودتهم وليس الحوار مع النظام الذي يرفضهم‎.‎

حمادة: "شو عدا ما بدا"؟

يؤكد النائب مروان حمادة لـ"نداء الوطن" ان "كل انواع المزايدات باسم كورونا وتحت غطاء ‏الوباء لتجاوز كل الاعتبارات الانسانية والمواثيق الدولية غير مقبول". ويضيف: "على كل حال، ‏عندما كانت الحدود مفتوحة لم يقبل النظام بعودة اهله من لبنان، ولم يقبل النازحون بالعودة الى ‏جحيم هذا النظام، فـ"شو عدا ما بدا؟‎".‎

درباس: للاستجابة لخطة لبنانية

ولا يعتقد وزير الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس ان "احداً استفاد او اتّعظ من كل ‏التطورات" ويأسف بشدة "كون قضية اللاجئين لا تزال موضع تجاذب سياسي محلي فيما يجب ‏ان تكون قضية وطنية لبنانية تتّحد عليها جميع الآراء"، ويذكّر عبر "نداء الوطن" بأن "للحكومة ‏اللبنانية سياسة واضحة اسمها سياسة النزوح السوري أُقرّت في حزيران 2014، وبروتوكولاً ‏تنفيذياً أقرّته الحكومة في الشهر الاول من العام 2015، وبالتالي كان من المفترض ان تقوم ‏الحكومة، باجماع ارادة اللبنانيين، بمناشدة الحكومة السورية بان تفتح حدودها لمواطنيها من دون ‏استعمال لغة المصافي والتدقيق الامني، علماً ان اكثر من 55 في المئة من اللاجئين هم من ‏النساء والاطفال وهؤلاء لا ملفات امنية عليهم". وبسبب كورونا، يرى درباس ان "الاوان الآن ‏لكي تناشد الحكومة اللبنانية، الامين العام للامم المتحدة، وهو مفوض سابق لشؤون اللاجئين، ‏والاتحاد الاوروبي والدول ذات النفوذ في سوريا والجامعة العربية ان يستجيبوا لخطة لبنانية ‏عملية واقعية من خارج اطر التجاذب والتشاطر والسجال السياسي‎".‎

‎"‎حزب الله": لماذا الدلع؟

مسؤول ملف النازحين السوريين في "حزب الله" نوار الساحلي يؤكد لـ"نداء الوطن" ان ‏‏"موضوع مواجهة "كورونا" ملحّ ويستوجب سرعة في التعامل"، لكنه يستدرك بالقول في الوقت ‏نفسه "ان هناك دولة سورية تسيطر على اكثر من 90 في المئة من اراضيها ومن حلم يوماً ‏بتغيير ما، حلمه لم يتحقق. فهناك امر واقع فرضته الدولة السورية وانتصرت فيه على الارهاب ‏وعلى احلام البعض. وحتى اكثر من ذلك، سمعنا عن اتصال اجراه ولي عهد الامارات بالرئيس ‏السوري بشار الاسد، فلماذا هذا الدلع والترف من قبل اللبنانيين ونحن بأمسّ الحاجة الى التخفيف ‏من عبء النزوح السوري الذي اصبح يكلّفنا الغالي ويشكّل في ظل الـ"كورونا" اليوم خطراً، ‏خصوصاً ان مخيمات الاخوة السوريين ينقصها الحد الادنى من الامور الواجبة في مواجهته. ‏لذلك، نرى وجوب الاتصال بالحكومة السورية وبسرعة قصوى، ولو عن طريق تكليف احد ‏الوزراء بشكل رسمي من مجلس الوزراء لتنسيق عودة محترمة للاخوة السوريين‎".‎

‎"‎القوات": فتح الحدود لا الحوار

‎"‎القوات اللبنانية" توضح لـ"نداء الوطن" انها لا تطرح الانفتاح على النظام او التطبيع او فتح ‏حوار معه، "فالمطلوب هو فتح الحدود وليس الحوار مع النظام، وبالتالي على حلفائه في لبنان ان ‏يضغطوا عليه ليفتح الحدود امام عودة النازحين، فموقفه من اقفالها اكبر دليل بانه لا يريد ‏عودتهم ويجب ان يُدان على تصرّفه، فلبنان اقفل حدوده ويريد اعادة ابنائه المنتشرين في العالم ‏لان مسؤولية الدولة ان تحافظ على جميع اللبنانيين في الانتشار بينما هذا النظام يقفل حدوده امام ‏شعبه ومن الواضح انه لا يريد عودتهم لاسباب سياسية‎".‎

وفي هذا السياق، قال الوزير السابق ريشار قيومجيان: "مسؤولية الحكومة أخذ الإجراءات ‏الصحية واللوجستية لعودة كل لبناني الى بلده. توازيا، مسؤولية حلفاء النظام السوري في لبنان ‏الضغط عليه لفتح الحدود أمام عودة السوريين الى بلادهم. إغلاق الحدود ومنع عودة النازحين ‏من قبل النظام جريمة قانونية وأخلاقية وضرب لحقوق الإنسان‎".‎

‎"‎المستقبل": موقفنا ثابت

نائب "المستقبل" محمد الحجار يذكّر بموقف "تيار المستقبل" الثابت من مسألة الحوار والتطبيع مع ‏النظام، ويشدد على ان "واجب النظام استقبال المواطنين السوريين الذين نزحوا الى الخارج". ‏ويؤكد لـ"نداء الوطن" ان "هناك محاولات وجهوداً مضنية للنظام وحلفائه في لبنان لفتح حوار ‏وتطبيع العلاقات قبل ايجاد حل للازمة السورية يرضى به السوريون اولاً والمجتمع الدولي ثانياً، ‏ومن دون هكذا حل لا يمكن لنا ان نقبل بحوار مع هذا النظام الذي تدور الكثير من الشكوك حول ‏شرعيته الشعبية في سوريا، علماً انه فاقد الشرعية بالنسبة لنا‎".‎

ويلفت الحجارالى ان "هناك زيارات دائمة لفريق العهد، وكذلك لـ"حزب الله" وحلفائه الى سوريا، ‏فاذا تمكّنوا عبرها من اقناع الحكومة السورية باستقبال النازحين ضمن شروط المجتمع الدولي ‏بعودة آمنة وكريمة، فنحن لن نمنع عودة من يرغب، لكن استغلال الوباء مثلما يفعلون اليوم ‏لتطبيع العلاقات مع النظام، فنحن لن نوافق‎".‎

‎"‎الكتائب": عودة ملحّة

‎"‎الحوار مع النظام السوري موضوع خلافي، وعلى الحكومة تقرير ما يجب فعله في ظل ‏الانقسام العربي، علماً انه لا يجب على لبنان الخروج من الاجماع العربي، مهما كان". هذا ما ‏يؤكده النائب الكتائبي الياس حنكش لـ"نداء الوطن" ويشدد في الوقت نفسه على ضرورة عودة ‏النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا لعدم قدرة البنى التحتية في لبنان على استيعابهم، ‏‏"فعودتهم اساسية ليس بسبب "كورونا" بل عودتهم ملحّة نتيجة كل الازمات التي يرزح تحتها ‏لبنان، فالاولوية تبقى للبنانيين، كما تعطي كل البلدان الاولوية لابنائها، وهذا ما لمسه اللبنانيون، ‏وانطلاقاً من ذلك، الدولة اللبنانية ملزمة بأن تهتمّ بمُصابيها، وعلى النازحين السوريين ان يعودوا ‏الى المناطق الآمنة ليتعالج من يُحتمل اصابته في بلده، وفي الوقت نفسه ليفسح المجال امام ‏معالجة اللبنانيين‎".‎

في الموازاة يشدد حنكش على "دور الدولة في الاهتمام برعاياها في الخارج وحمايتهم لا ان ‏تستفيق عليهم فقط عندما تحتاج الى دعمهم، فعليها العمل لاجلاء اللبنانيين من البلدان الموبوءة ‏على ان تتم عودتهم عبر اجراءات صحية لازمة‎".‎


نداء الوطن – ماجدة عازار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 آذار 2020 10:16