3 نيسان 2020 | 21:17

تكنولوجيا

دراسة صادمة.. ليس بالسعال والعطس وحده ينتقل "كورونا"! ‏

أظهرت أبحاث أجريت مؤخراً أن فيروس كورونا لا ينتقل من خلال العطس والسعال فحسب، ‏بل أيضاً عن طريق الكلام، أو حتى مجرد التنفس‎.‎

وجاء في رسالة كتبها رئيس لجنة الأمراض المعدية الناشئة والتهديدات الصحية للقرن 21 في ‏الأكاديمية الوطنية للعلوم‎ (NAS) ‎في أميركا، الدكتور هارفي فاينبرغ أنه "في حين أن الأبحاث ‏الحالية الدقيقة حول الفيروس محدودة، إلا أن نتائج الدراسات المتوفرة تتسق مع انتقال من خلال ‏تحول الفيروس إلى جزيئات صغيرة يمكن أن تتطاير من خلال التنفس العادي‎".‎

رسالة فاينبرغ كانت رداً على استفسار من كيلفن دروغماير من مكتب البيت الأبيض لسياسات ‏العلوم والتكنولوجيا‎.‎

وحتى الآن تصر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ووكالات صحية أخرى ‏على أن الطريق الرئيسي لانتقال كورونا هو من خلال قطرات الجهاز التنفسي، التي يصل ‏عرضها إلى 1 ملليمتر، والتي تنتج عندما يسعل الشخص أو يعطس. وتسقط الجاذبية هذه ‏القطرات على بعد متر أو مترين، إلا أنها تودع الفيروس على الأسطح، بحيث يمكن للأشخاص ‏التقاطها وإصابة أنفسهم عن طريق لمس أفواههم أو أنوفهم أو عيونهم‎.‎

لكن إذا كان من الممكن وجود الفيروس التاجي في هواء الزفير، تصبح الحماية أكثر صعوبة، ‏مما يعزز الحجة القائلة إن على جميع الناس أن يرتدوا أقنعة في الأماكن العامة للحد من انتقال ‏الفيروس غير المقصود من ناقلات لا أعراض‎.‎

وبدأ النقاش عندما أفاد باحثون في وقت سابق من هذا العام في مجلة نيو إنغلاند الطبية بأن ‏الفيروس يمكن أن يطفو في قطرات الهواء بين شخصين لمدة تصل إلى 3 ساعات، وتظل ‏معدية‎.‎

في مراجعتهم، أشار فاينبرغ وزملاؤه في اللجنة إلى دراسات أخرى، بما في ذلك دراسة أخيرة ‏أجراها جوشوا سانتاربيا وزملاؤه في المركز الطبي بجامعة نبراسكا التي وجدت أدلة واسعة ‏النطاق على الحمض النووي الريبي‎ (RNA) ‎الفيروسي في غرف العزل للمرضى الذين يتم ‏علاجهم بكوفيد 19‏‎.‎

وظهر الحمض النووي الريبي الفيروسي على الأسطح التي يصعب الوصول إليها، وكذلك في ‏عينات الهواء على بعد أكثر من مترين من المرضى. وخلص سانتاربيا وزملاؤه إلى أن وجود ‏الحمض النووي الريبي يشير إلى أن الفيروس يمكن أن ينتشر عن طريق الهواء بين شخصين، ‏على الرغم من أنهم لم يجدوا جزيئات فيروسية معدية‎.‎

إلى ذلك أثارت طبعة سابقة أخرى استشهدت بها لجنة‎ (NAS) ‎مخاوف من أن معدات الحماية ‏الشخصية نفسها يمكن أن تكون مصدراً للتلوث المحمول جواً‎.‎

ووجد الباحثون بقيادة يوان ليو في جامعة ووهان في الصين أنه يمكن إعادة تعليق الفيروس ‏التاجي الجديد في الهواء عندما يقوم عمال الرعاية الصحية بإزالة معدات الوقاية الشخصية ‏الخاصة بهم، وتنظيف الأرضيات، والانتقال عبر المناطق المصابة‎.‎

وخلصت لجنة‎ (NAS) ‎إلى أن "وجود الحمض النووي الريبي الفيروسي في قطرات الهواء بين ‏شخصين يشير إلى احتمال انتقال الفيروس عبر هذه المسارات‎".‎

كما استشهدت ببحث مسبق لنانسي ليونغ من جامعة هونغ كونغ وزملائها، حيث قاموا بجمع ‏قطرات التنفس من المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي الناجمة عن الفيروسات. ‏وكان بعض المرضى يرتدون كمامات‎.‎

وخلص الباحثون إلى أن "النتائج تقدم دليلاً على أن الكمامات يمكن أن تمنع انتقال عدوى ‏فيروسات التاجية وفيروس الإنفلونزا البشرية إذا ارتداها أشخاص يعانون من أعراض‎".‎

ولا يتفق جميع الخبراء على أن الهواء بين شخصين هو مسار انتقال محتمل، إلا أن موجزاً ‏علمياً صادراً عن منظمة الصحة العالمية بتاريخ 27 مارس قال إن انتقال الفيروس عبر الهواء ‏بين شخصين "قد يكون ممكناً في ظروف معينة‎".‎

ومع ذلك، يقول خبراء منظمة الصحة العالمية إن تحليلاً لأكثر من 75000 حالة فيروس ‏كورونا في الصين لم يكشف عن حالات انتقال عن طريق الجو‎.‎

رغم هذا، يبدو أن مركز السيطرة على الأمراض في أميركا‎ (CDC) ‎على وشك أن يوصي ‏جميع الأشخاص في الولايات المتحدة بارتداء أقنعة من القماش في الأماكن العامة للحد من انتشار ‏الفيروس‎.‎


العربية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

3 نيسان 2020 21:17