6 نيسان 2020 | 16:58

ثقافة

إبداع برغم كورونا... الجائزة الأدبية الفرنسية "Nouvelles Avancées" لطالب الجامعة اللبنانية طارق بو عمر

حلّ الطالب طارق بو عمر من الجامعة اللبنانية فائزًا بين العشرة الأوائل في المسابقة الأدبية باللغة الفرنسية "Nouvelles avancées" الّتي أطلقتها المدرسة المتعددة التكنولوجية "Ecole polytechnique" والمدرسة الوطنية للتقنيات المتقدمة ENSTA Paris Tech في باريس، في مشاركة نحو 750 متبارياً حول العالم.

بو عمر (23 سنة)، ابن منطقة الهري في شمال لبنان، يتابع بالتوازي تخصّصين جامعيين في الهندسة (سنة خامسة كهرباء وإلكترونيك في كلية الهندسة-الفرع الأول) واللغة الفرنسية وآدابها (سنة ثالثة في كلية الآداب والعلوم الانسانية- الفرع الثالث)، أنعش خبر فوزه الأجواء الّتي تعاني منذ شهور شحًا في البشائر السعيدة. لكن كورونا يأبى ألا تتحكّم بالمصائر ولو بلمسة صغيرة تنغّص أو تؤجّل. يقول بو عمر لـ"النهار": "كان من المفترض أن تجتمع لجنة التحكيم في فرنسا في 18 آذار لتنهي تصنيف الفائزين العشرة. لكن حالة الطوارئ الصحية حالت دون ذلك، فتأجل انعقادها لنهاية الصيف". وجرى تأخير تسليم الجوائز الى 8 تشرين الأول المقبل في حفل سيقام في قصر البانتيون Panthéon في باريس.

رسائل مصادفة وأمل

حول تفاصيل المسابقة، يضيف الفائز أنّها فُتِحَت لكل الأعمار والجنسيات وانقسمت الى "فئة الثانويين، وفئة طلاب التخصصات العلمية، مخصصتان للفرنسيين. أنا شاركت في فئة الفرنسية لغة أجنبية Français Langue Etrangère)). وهناك فئة العموم Le grand public للجماهير الباقية". وتتنوع الجوائز بين مكافأة مالية من 1500 الى 500 أورو، ورحلات إلى اليونان وفرنسا.

الأقصوصة تضمّنها نصّ من ثمانية صفحات تناول موضوع "المصادفة". ويكشف بو عمر لـ"النهار" فكرة القصّة الّتي يصحّ أن تكون قصّة كل إنسان معاصر استنزفه الروتين السيزيفي، فعاش حياة يشعر أنها باتت فارغة من المعنى: "بطل الأقصوصة رجل أربعيني يعمل موظفاً في البنك، تملّكه الاكتئاب بعدما شعر أنّ لا هدف له سوى كسب معيشته اليومية من خلال واجبات يؤدّيها بطريقة أوتوماتيكية من دون التفكير بالغد. ذات يوم، يخرج للفسحة في أحد المنتزهات، حيث تتسارع أحداث وليدة المصادفة، تقتاده للقاء يغيّر مجرى حياته". وتهدف الغاية الأبرز من القصة، حسب بو عمر، لحضّ النّاس على عدم الاستسلام للّاجدوى، "إذ ثمّة مصادفة غير متوقعة تنتظر دوماً حدوثها لنبدأ معها مرحلة مشرقة".

سجلّ حافل بالجوائز

هذه ليست الجائزة الأولى التي يفوز بها طارق بوعمر. عمره قد يوحي بأنّه لا يزال في بداية التّجربة، لكن لا يمنعه من مراكمة نجاحات تؤكّد ملكته اللغوية والأدبية، لا سيما بالفرنسية. فمنذ أقل من سنة، حصد الجائزة الكتابيّة Prix Energhia الّتي استلمها في روما في أيلول الماضي. يخبرنا عن سلسلة نجاحات بدأت منذ عشرة سنوات "البداية كانت مع مسابقة للطلاب الثانويين من تنظيم جامعة LAU، فزت بمرتبتها الثالثة سنة 2012 عن مقالة حول "النجاح". وفي السنة التي أعقبتها، فزت مجدداً بهذه المسابقة عن أقصوصة باللغة العربية". الى الموهبة الأدبيّة، تكرّست مهارات طارق الللغوية بإملاء الفرنكوفونية التي فاز بها ثلاث مرات سنة 2018، وفاز عن مرتبتها الثانية عام 2019.

النجاح من فشل

تبدو كتابات الأديب الشاب عن المثابرة والنجاح انعكاساً لتجربته: "قد أجنح للقول أنّ أهم تجربة خضتها هي تلك التي لم أفز بها، ضمن المسابقة الدولية للكاتب الشاب "Le prix international du jeune écrivain" الّتي اهتمّت لجنتها بإرسال النتيجة مع ورقة قراءة تشير الى نقاط القوة ونقاط الضعف في النصّ. هذه التجربة كشفت نقاط قوتي وعلّمتني أين أصبّ اهتمامي لمعلاجة نقاط الضعف"، مضيفاً أنّه يأخذ آراء أساتذته وزميلاته في العديد من كتاباته ويُجري تعديلات.

وعن سرّ آخر للتميّز، يختم: "نعيش في بلاد لا تولي المواهب الأدبية حقّها. لذلك أنصح الشباب بأن يتسلّحوا بإيمان قوي بمواهبهم ليستطيعوا التقدّم بعزيمة وثبات. والقراءة أيضاً أساس لتطوير الكتابة. لاحظتُ كيف يتحسّن مستوى نصّي حين ترافق كتابته قراءات مكثفة، تجعل المخزون اللغوي غنياً، فنألف الكلمات ونكتب بانسياب وتماسك"، مضيفاً أنّه لا يستغني عن دفتر ملاحظات يدوّن عليه العبارات الجميلة والمفردات الجديدة أو أي خاطرة تعتريه خارج أجواء الكتابة.

النهار- جودي الأسمر

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

6 نيسان 2020 16:58