9 نيسان 2020 | 09:48

صحافة بيروت

خطة "الإنقاذ" الحكومية.. تهدّد الودائع والنظام المالي‎!‎

خطة

لاحظت "النهار" أن التطور الأخطر ألذي برز في اليومين الأخيرين وبدأت ملامحه تتكشف تباعا ‏تمثل في معالم ما يسمى الخطة المالية ‏والاقتصادية الانقاذية التي تعكف حكومة الرئيس حسان ‏دياب على إنجازها في جلسات متواصلة في السرايا كان آخرها مساء امس ولم تعلن ‏بعدها أي ‏مقررات رسمية خلافا للأصول المعتمدة بحيث عزي السبب الى عدم انجاز الخطة التي تستلزم ‏مزيدا من الجلسات بعد عطلة الجمعة ‏العظيمة وعيد الفصح. ‏

واعتبرت "النهار" أن اخطر ما تتكشف عنه هذه الخطة انها قد تؤدي الى تهديد ما يناهز ال 64 ‏مليار دولار من ودائع اللبنانيين فضلا عن ‏إجراءات باتت تثير الخشية الكبيرة من حال انقلابية ‏موصوفة على المستويين المصرفي والمالي. ولا تحدد الخطة الطريقة الواضحة ‏لتعويض ‏المودعين‎.‎

وتوقفت الصحف عند ما أوردته وكالة "رويترز" أمس من أن مسودة الخطة الحكومية تظهر أن ‏لبنان يحتاج الى تمويل خارجي من عشرة ‏مليارات الى 15 مليار دولار على مدار السنوات ‏الخمس المقبلة لمساعدته على اجتياز أزمته المالية. وأشارت الى ان الخطة المذكورة ‏طويلة ‏وتفصيلية ولكنها تحمل في طياتها الكثير من التساؤلات حول كيفية تنفيذها وتبدو كأنها ‏وضع لليد على القطاع المالي كما على المودعين ‏المستقلين بل هي اشبه بانقلاب مالي وسياسي ‏اذا ما اعتمدت كما وردت.‏

ولفتت "النهار" إلى أن مسودة الخطة التي يعكف مجلس الوزراء على مناقشتها مؤرخة في ‏السادس من نيسان، تصف نفسها بأنها "أساس ‏جيد" لمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ولا ‏تظهر صراحة نية لبنان اجراء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي حيث أبقت الموقف ضبابيا‎.‎

ونقلت الصحف عن مصدر لـ"رويترز" قوله إن مستشار لبنان المالي "لازار" هو الذي وضع ‏مسودتها، وهي لا تذكر صراحة أن البلاد ‏ستلجأ إلى صندوق النقد الدولي، وهو تحرك يتطلب ‏دعما سياسيا واسعا. لكنها تفترض وجود مستثمرين يتوقعون أن تسعى بيروت إلى دعم ‏من ‏صندوق النقد وهو ما سيتيح مزيدا من التمويل‎.‎

وبينما ترصد المسودة خسائر في الاقتصاد بقيمة 83.2 مليار دولار، أشارت إلى أن "صفقة ‏إنقاذ كاملة للقطاع المالي ليست خيارا". كما ‏تتضمن المسودة تفاصيل إعادة هيكلة للمصرف ‏المركزي والبنوك التجارية لتشمل "مساهمة استثنائية عابرة من كبار المودعين" وتحدد ‏الخطوط ‏العريضة لصندوق خاص لتعويض خسائر المودعين الناجمة عن إعادة الهيكلة‎. ‎

وأشارت الخطة، بحسب الصحف نقلاً عن "رويترز"، إلى تراجع سعر الصرف إلى 2607 ليرة ‏للدولار في 2021، وإلى 2979 في 2024، ‏فيما سعر الربط الرسمي للدولار محدد عند ‏‏1507.5 ليرة‎.‎

وقالت الخطة إن الدين العام سيتقلص إلى تسعين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول ‏‏2027 مقارنة مع أكثر من 170 بالمئة في نهاية ‏‏2019‏‎. ‎

وتفترض الخطة أن يستفيد لبنان بشكل فوري من دعم مالي خارجي وأن يطبق الإصلاحات ‏بنجاح. لكنها لم تذكر مصادر هذا التمويل الفوري ‏المفترض‎.‎

الى ذلك قدرت الخطة الخسائر البالغة 83.2 مليار دولار ناجمة عن انخفاض قيمة الأصول التي ‏في حيازة المصرف المركزي وانخفاض قيمة ‏محفظة القروض المصرفية وإعادة هيكلة الدين ‏الحكومي. وتقول إن السلطات ستضع تفاصيل إستراتيجية شاملة لإعادة هيكلة ‏الميزانيات ‏العمومية للبنوك‎.‎

وتقول أيضا إن إعادة هيكلة على مراحل لميزانيات البنوك التجارية العمومية ستتضمن عملية ‏إنقاذ كاملة من المساهمين الحاليين تتمثل في ‏شطب رؤوس أموال بقيمة 20.8 مليار دولار، في ‏حين تجري تغطية الباقي البالغ 62.4 مليار دولار من خلال "مساهمة استثنائية عابرة من ‏كبار ‏المودعين. قيم المساهمة بالضبط ستتحدد بمساعدة مستشارين خارجيين وفي سياق حوار واسع ‏وحسن النية مع البنوك التجارية‎".‎

وتقول الوثيقة، بحسب الصحف، إن صندوقا خاصا سيعوض خسائر المودعين من المبالغ القادمة ‏من برنامج سيرصد ويستعيد أصولا مكتسبة ‏بشكل غير مشروع. وتقدر الخطة خسائر المصرف ‏المركزي المضمنة بنحو 40 مليار دولار، وذلك نتيجة "سنوات من العمليات المالية ‏الخاسرة" ‏بهدف جمع احتياطات من النقد الأجنبي للحفاظ على الربط وتغطية فجوة تمويلية في ميزات ‏المدفوعات‎.‎

ورأت "النهار" بعض المعنيين يرى ان الإجراءات المالية على صعيد الإيرادات والنفقات في ‏الخطة تبدو طموحة للغاية اذ ليس مؤكدا انها ‏تحصل على توافق سياسي يضمن تنفيذها اذ سبق ‏ان طرحت مرات في السابق ولكنها لم تنفذ اطلاقا‎. ‎

وعلمت "الجمهورية" انّ مشروع خطة الحكومة سيشهد غداً جولة من النقاش عبر السكايب، بين ‏معنيّين بها من الجانب الحكومي، وبين ‏اللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة المال والموازنة، حول ‏عناوينها الاساسية‎:‎

‎•‎ الاول، إصلاح المالية العامة، بهدف تحقيق فائض مالي في المَديَين المتوسط والبعيد‎.‎

‎•‎ الثاني، اعادة هيكلة الدين العام، بهدف بلوغ مرحلة يكون فيها مستوى الدين أقل من ‏‏100% من الناتج المحلي‎.‎

‎•‎ الثالث، اعادة هيكلة القطاع المصرفي (المصارف الخاصة ومصرف لبنان)‏‎.‎

‎•‎ الرابع، السياسة النقدية، وكيفية حماية سعر صرف الليرة، وتثبيته بالشكل الذي لا يكون ‏فيه عبئاً على المواطنين، كما على المالية ‏العامة‎.‎

‏•‏ الخامس، إجراء اصلاحات بنيوية موازية لتحفيز النمو الاقتصادي.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

9 نيسان 2020 09:48