16 نيسان 2020 | 17:11

عرب وعالم

هل يغير "كورونا" موازين قوى العالم؟ ‏

عندما لاحقت الطائرة الروسية "سو 35" نظيرتها الأميركية "بي 8 أيه"، لمدة 42 دقيقة، ‏الأربعاء، لم يكن الأمر "مناورة" اعتيادية من العدو الروسي، لكنها مثلت لقطة مصغرة لمشكلة ‏حقيقية يواجهها الجيش الأميركي.‏

لكن يبدو أن المشهد مثل استهدافا مكررا من الخصوم، الذين يحاولون استغلال الأزمة التي تمر ‏بها القوات الأميركية بسبب تفشي فيروس كورونا.‏

وسجلت القوات الأميركية أكثر من 2486 حالة إصابة بفيروس كورونا بصفوفه، بينما تواجه ‏القوات الأميركية تحديات أخرى من الخارج.‏

وبعد ساعات من مناورات الطائرة الروسية "الخطيرة" بجانب الطائرة الأميركية، الأربعاء، ‏ذكرت قيادة الفضاء الأميركية أن الجيش الروسي اختبر صاروخا قادرا على تدمير الأقمار ‏الاصطناعية الأميركية، في مدار أرضي منخفض.‏

وبعدها بوقت قصير، قال بيان للجيش الأميركي إن 11 زورقا تابعا للحرس الثوري الإيراني ‏نفذت عمليات "اقتراب ومضايقة خطيرة" لسفن للبحرية الأميركية في الخليج العربي.‏

وبينما تنشغل واشنطن بحربها الخاصة ضد تفشي فيروس "كوفيد 19" في البلاد، حيث تشهد ‏الولايات المتحدة الوضع الأسوأ عالميا بمعدل الحالات المصابة والوفيات، تزيد التحديات على ‏القوات الأميركية، ويتم اختبار "زعامتها" العالمية بشكل حقيقي.‏

وتأتي المناوشات العالمية المتسارعة من روسيا وإيران، بينما تفرض واشنطن توقفا على ‏تحركات القوات الأميركية بكل قطاعاتها، خوفا من انتشار فيروس كورونا، حسبما أشارت مجلة ‏‏"تايم" الأميركية.‏

وقال تشاك هاغل وزير الدفاع الأمريكي السابق والسيناتور الجمهوري من نبراسكا: "عندما ‏يكون العالم وأميركا غير متوازنين، فإن ذلك يمثل فرصة لخصومنا".‏

‏"سيواصلون بذل قصارى جهدهم لتأكيد أنفسهم في هذا الوقت. لا أعتقد أننا مستعدون بشكل ‏ملائم لأحداث مثل ما نعيشه الآن، خاصة جائحة صحية عالمية".‏

وتسعى إستراتيجية الجيش الأميركي الموحدة لردع القوات العدوة منذ الحرب العالمية الثانية، ‏بإبراز القوة من خلال نشر الآلاف من القوات على الفور، أو التحليق في قاذفات قادرة على ‏حمل الأسلحة النووية، أو إرسال مجموعات قتالية لحاملات الطائرات إلى مناطق صعبة.‏

هذه الإستراتيجية اكتسبت أهمية متزايدة في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب، الذي يحتمي بأجهزة ‏عسكرية دفعت لها ميزانية إدارة وزارة الدفاع (بنتاغون) التي تبلغ قيمتها 700 مليار دولار.‏

لكن إستراتيجية فرض الهيمنة العالمية تواجه توقفا غريبا الآن، بينما تستمر القوات المعادية ‏بفرض التحديات المستفزة للأميركيين، في تحد واضح لسيطرة واشنطن العسكرية العالمية.‏

وتقول "تايم" إنه "وسط جائحة كورونا، فإن خيارات إبراز القوة محدودة جدا".‏

واستجاب البنتاغون حتى الآن لسلسلة التهديدات بالخطابات، وحذر مرارا وتكرارا "الأعداء" علنا ‏من اعتبار الوقت الحالي للأزمة الوطنية "نقطة ضعف".‏

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، للصحفيين يوم الثلاثاء في البنتاغون: ‏‏"سنواصل تنفيذ مهامنا حول العالم في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، وما إلى ذلك. استعدادنا لا ‏يزال مرتفعا. استعدادنا لا يزال قويا. نحن قادرون على ردع وهزيمة أي تحديات قد تسعى إلى ‏الاستفادة من هذه الفرص في هذه المرحلة من الأزمة".‏

ويأتي الهدوء العسكري الأميركي بمواجهة تحركات "جريئة" ومعادية من خصوم الولايات ‏المتحدة العالميين، مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية، حليفة الصين.‏

واتخذت روسيا، أقدم خصم لأميركا، تحركات عسكرية جريئة تسللت إلى ما وراء قارة أوروبا، ‏فحلقت طائراتها فوق البحر المتوسط، وطار صاروخ مدمر للأقمار الصناعية فوق ساحل ‏ألاسكا.‏




وفي 8 نيسان، أطلقت القوات الجوية الأميركية مقاتلات "إف 22" لاعتراض طائرات روسية ‏ترصد الغواصات فوق بحر بيرينغ، على بعد 50 ميلا قبالة ألاسكا.‏

في غضون ذلك، أجرى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، المقرب من بكين، تدريبات ‏عسكرية خاصة به.‏

وبعد إيقاف إطلاق الصواريخ طواعية العام الماضي، أطلقت بيونغيانغ مجموعة واسعة من ‏الصواريخ في الأسابيع الأخيرة.‏

وينظر إلى عمليات الإطلاق على أنها "محاولة لإثبات القوة والردع، داخليا وخارجيا" وسط ‏جائحة كورونا، وفقا لمحللين بمعهد الولايات المتحدة للسلام.‏

ويحذر خبراء في تصريحات لمجلة "تايم"، من أن أزمة كورونا قد تنتهي قريبا، لكن تأثيرها ‏سيكون طويل الأمد على قوة الجيش الأميركي خاصة اقتصاديا، فالشعب الأميركي سيحتاج ‏لمعالجة اقتصادية طارئة، والأنظار كلها ستتوجه لوزارة الدفاع لتقليص المليارات التي تنفق على ‏القوة العسكرية.‏

سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

16 نيسان 2020 17:11