20 نيسان 2020 | 23:20

إقتصاد

‏ "الاثنين الأسود" وانهيار النفط التاريخي.. ماذا حدث ومن الخاسر؟

شهدت أسواق النفط يوما تاريخيا، الاثنين، عندما انهارت أسعار الخام الأميركي الخفيف إلى ما ‏دون الصفر، في واقعة لم يسبق حدوثها من قبل وسيتذكرها العالم طويلا، وهو ما يثير علامات ‏استفهام عديدة عن كيفية حدوث ذلك والمتضريين منه.‏

وبعد جلسة تداول عاصفة، تدهور سعر برميل النفط تسليم أيار المدرج في سوق نيويورك إلى ما ‏دون الصفر، لأول مرّة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، مما يعني أن المستثمرين مستعدّون ‏للدفع للتخلّص من الخام. ‏

ونظرا إلى انقضاء مهلة عقود أيار الثلاثاء، توجب على المتعاملين العثور على مشترين في ‏أقرب وقت ممكن.‏

لكن مع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أجبر ‏المتعاملون على الدفع للناس للعثور على مشترين، ما تسبب ببلوغ سعر برميل خام غرب تكساس ‏الوسيط 37.63 دولارا تحت الصفر، مع انتهاء التعاملات.‏

براميل "ورقية"‏

وقال الخبير النفطي أنس الحجي لموقع سكاي نيوز عربية إن السبب الأساسي للانهيار التاريخي ‏‏"هو أن التجار الذين يتعاملون بالعقود الورقية، انتهت عقودهم، وأن المضاربين بالسوق اشتروا ‏العقود ولم يستطيعوا تصريفها.. وحتى لو استلموا شحنات النفط، لا توجد أماكن لتخزينها، وهذه ‏الجزئية لها علاقة طبعا بكورونا".‏

وتسبب تفشي فيروس كورونا بانهيار الطلب العالمي على النفط ومشتقاته، بسبب توقف إنتاج ‏الطاقة وحركة المواصلات حول العالم.‏

وأشار الحجي إلى أن الوضع مؤقت، ولن يستمر لشهر حزيران المقبل، قائلا :"لو نظرنا إلى ‏عقود شهر يونيو فهي مازالت فوق العشرين دولار، ليس لدينا مشكلة في هيكل الأسعار ‏المستقبلية، لكن الأمر حاليا له علاقة بالمضاربين اليوم وغدا، وهو موعد إغلاق العقود".‏

أضاف: "عدد كبير من المتداولين لا يعرفون حتى رائحة النفط، هم فقط مستثمرون على الورق".‏

ووفقا الحجي فإن "المضاربون على الورق، الذين يتداولون في النفط ، هم الخاسرون حتما، ‏فعليهم الآن استلام الشحنات النفطية، وبما أنه ليس هناك أماكن تخزين متوفرة، فسيضطرون إلى ‏بيع الخام بالسالب وتكبد الخسائر".‏

وأوضح المضاربين "صدقوا كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن أسعار النفط سترتفع، ‏وأن الأمور ستعود لطبيعتها بسرعة كبيرة، ولكن كل هذا لم يحدث".‏

البراميل العائمة

وتنبأ المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي، محمد الصبان، بأن ترتفع عقود يونيو ويوليو بشكل ‏طبيعي، لأن الاقتصاد العالمي سيستعيد شيئا من عافيته.‏

وقال الصبان: "الانهيار الذي حدث في أسعار الخام كانت متوقعة لأن الفائض الكبير الذي تعيشه ‏أسواق الطاقة الأميركية كبير جدا، هناك أكثر من 100 مليون برميل مخزون عائم حول ‏الشواطئ الأميركية".‏

وتابع: "هناك بعض المصافي التي أبطأت إنتاجها نتيجة تراجع الطلب على النفط بسبب كورونا، ‏كما أن اتفاق منظمة أوبك + لم يأت بتأثير كاف مع الخسارة الكبيرة التي حصلت في الطلب، ‏وعقود مايو التي سيتم تسليمها في مايو قريبة جدا، مع وصول الخزانات إلى حدها الأقصى".‏

‏"ما حصل هو أن المضاربين فوجئوا بأن المعروض كبير جدا، وأن الخزانات لا تستوعب شراء ‏كثير من النفط للسوق الأميركية، وفوجئوا بعدم وجود تخفيض طوعي من الولايات المتحدة ‏للتجاوب مع أزمة أسعار النفط".‏

ورأى المستشار في شؤون الطاقة والنفط، مصطفى بازركان، أم الحل الأمثل لتجنب مزيدا من ‏تدهور الأسعار في العقود المقبلة، هو إجبار الحكومة الأميركية شركات النفط على وقف الإنتاج.‏

وقال بازركان: "النفط الأمريكي يتحمل المسؤولية لأنه تمادى في الإنتاج، لم يكن هناك أي مؤشر ‏على التعاون بخفض الإنتاج الأميركي مع دول أوبك وروسيا".‏

أضاف: "هناك هبوط شديد في الطلب، والشوارع خالية من السيارات، وانخفاض الاستهلاك، ‏وتوقف الشحن البحري والطيران المدني، والشركات الكبرى تنهار.. وأمام كل ذلك لم تستجب ‏الصناعة النفطية لهذه التغيرات، فحدث الانهيار".‏


سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 نيسان 2020 23:20