أكد مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران ان " الأزمة الإجتماعية والإقتصادية فاقت تحمل المواطن اللبناني فأصبح في مهب الريح" ، مطالباً المسؤولين بالإسراع في لملمة هذه الأزمة ولجم المصارف والمتلاعبين بقوت الفقراء ، وداعياً السياسيين للتعاون مع الحكومة من اجل تنفيذ الخطة الإقتصادية. مخاطباً اياهم " اتقوا ثورة الجياع " . كما دعا المفتي عسيران ابناء المجتمع بكل فئاته الى التظاهر السلمي وأن لا يكون العنف هو السائد ، ولأن يضعوا يدهم بيد الجيش اللبناني مستنكراً الإعتداء على عناصره ومعتبراً ان هيبة الجيش هي من هيبة كل مواطن لبناني .
وفي كلمة وجهها في أجواء شهر رمضان المبارك وتناول فيها الأوضاع الراهنة في البلاد واعلن فيها عن تقديمات دار الافتاء الجعفري للعائلات المحتاجة قال المفتي عسيران: " في هذا الوقت العصيب من هذه السنة في هذا الشهر المبارك ، يقع لبنان في مجموعة ازمات كبيرة ، الأزمة السياسية الواسعة والتجاذب السياسي الذي يعيشه المجتمع أكثر وأكبر من ان يتحمله المواطن . ويظهر ان مجموع الساسة في لبنان غير مكترثين بالشكل الجدي لما يحل بالوطن والمواطن . التجاذب السياسي افسد البلد واصبح التعدي على الأملاك العامة والخاصة امر مستساغ عند قسم من ابناء المجتمع . ونحن ندعو المجتمع بكل فئاته الى التظاهر السلمي . ندعو المجتمع لأن يتحلوا بالصبر وأن لا يكون العنف هو السائد بين ابناء المجتمع لأن العنف يولد المأساة ويزيد من الأزمة والخراب . فالأزمة السياسية قائمة وجاءنا والعياذ بالله هذا البلاء الواسع " كورونا ". كان تعاطي الناس والدولة مع مكافحة كورونا جيدأ عاد على البلد بالمصلحة وانحسار هذا الوباء لأن الناس سمعت من المسؤول فبدأ الوباء بالإنحسار ".
وقال" أما موضوع الأزمة الإجتماعية والأزمة الإقتصادية فقد فاقت تحمل المواطن اللبناني واصبح في مهب الريح ، المصارف سرقت اموال المودعين وحولت الدولار الى سلعة نادرة لا بل حولت اموال المودعين الى جيوبها والى مصالحها ، بينما كان المواطن عنده بعض المدخرات لأن اكثر ابناء المجتمع يسمون صغار المودعين ، عندهم بعض المال البسيط مدخرات يعيشون منها . والغلاء الذي لحق سعر السلعة اكثر من ثلاثة اضعافه ، فكيف يمكن للمواطن ان يعيش عيشا كريماُ".
وتابع المفتي عسيران " نقول للسياسيين ما قاله الإمام علي (عليه السلام ) : "عجبت للجائع كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه ". اتقوا ثورة الجياع ، اتقوا ثورة الجياع ، المجتمع في حالة غليان لا نعلم ولا ندري متى يخرج هذا المجتمع وتحل الفوضى . لذلك عليكم بالإسراع في لملمة هذه الأزمة السياسية ليعود الإقتصاد الى شيء من استقراره ، ليعيش ابناء المجتمع ، وإلا سنكون كما ورد في الحديث " جماعة خرجوا في سفينة فقام احدهم ليخرقها ، فإن تركوه يخرقها غرقوا جميعاً وان أخذوا على يده سلموا جميعاً ".. خذوا على يد الفتنة ، خذوا على يد الأمور السياسية والاقتصادية والجموا المصارف والجموا المتلاعبين بعيش المجتمع وقوت الفقراء كي يبقى لبنان ويعود الى عهده السابق منارة لكل هذه المنطقة ".
واضاف " كما وأننا نأمل من السياسيين الكبار أن يبقوا كباراً لأنهم هم المؤيدون من المجتمع ، نطالبهم بالحاح بالتعاون مع الحكومة لجهة الخطة الإقتصادية خاصة، لأن الخطة الإقتصادية تُخرج ولو جزءاً من الاقتصاد الهائج وتعيده الى رحابه الأساسية . بالتعاون يمكن ان نصل الى تهدئة البلد . لأن الحالة التي نعيشها صعبة جدا اقتصادياً وكذلك اجتماعياً وأمنياً . نحن نقول لكل ابناء المجتمع عليهم ان يضعوا يدهم بيد الجيش اللبناني لأن الجيش عماد الوطن والجيش هو المؤسسة الوحيدة التي اجمع اللبنانيون على وجودها وبقائها لتحمي لبنان . اننا نربأ بأي مواطن لبناني أن يعتدي على الجيش . الجيش أخواننا وأبناؤنا علينا ان نضع أيدينا بأيديهم لإنقاذ البلد ".
واستنكر المفتي عسيران ما حصل عدة مرات في مدينتي صيدا وطرابلس من رمي "مولوتوف او حجارة او تفجير او مفرقعات" على عناصر الجيش اللبناني وقال " لا يجب أن تعاد هذه الأعمال لأن الجيش هو ركن الوطن وهو اساس الحماية للبنان . فعلينا ان لا نكسر هذا الطوق . ان هيبة الجيش هي من هيبة كل مواطن لبناني . نقول لكل ابناء الوطن أن حافظوا على الجيش اللبناني ليبقى لبنان بلد الحرية وبلداً يعيش فيه كل المواطنين في مستوى واحد، ولا يمكن ان ننعم بالأمن الا تحت راية الجيش اللبناني ".
وأعلن المفتي عسيران ان "دار الافتاء الجعفري في صيدا تعاطت منذ بداية شهر رمضان المبارك مع الفقراء كعادتها في الشهر الفضيل الى جانب ما تؤمنه شهرياً لكثير من العائلات المحتاجة" . وقال" نحن لدينا 116 أسرة تقوم دار الافتاء الجعفري بتأمين رواتب شهرية لها . وفي شهر رمضان يكثر الطلب ويكثر الفقراء وخاصة في هذه الظروف ، لذلك نقوم منذ بداية الشهر المبارك بتوزيع قسائم شرائية غذائية وتوزيع حصص تموينية جاهزة . وقد وزعنا لغاية الآن منذ بدء شهر رمضان وحتى الآن حوالي 500 حصة غذائية على عائلات صيداوية فقيرة داخل المدينة . وسنكمل ان شاء الله بتوزيع هذه الحصص لتشمل مزيداً من العائلات المحتاجة حتى نهاية شهر الخير . مع العلم ان كل الجهات التي وزعت في مدينة صيدا أعطت لكل الفرقاء ولم تذكر هذه الدار بشيء على الإطلاق" .
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.