17 أيار 2020 | 08:43

أخبار لبنان

الحكومة توجّه صفعة لنفسها!‏

اعتبرت أوساطٌ واسعة الاطلاع أن المعركة الخلفية المستمرة من السلطة ضدّ حاكم مصرف لبنان ‏رياض سلامة تشكّل ما يشبه إطلاق رصاصة على القدم بما يعكس تعاطياً رسمياً خبط عشواء ‏مع ملف مصيري، لافتة في هذا الإطار إلى الانعكاسات السلبية للمناخات العدائية ضدّ مصرف ‏لبنان وحاكمه التي رافقتْ توقيف مدير العمليات النقدية في المركزي مازن حمدان بتهمة التلاعب ‏بسعر صرف الدولار من خلال عمليات بيع دولارات للصرافين وشرائها منهم، بالتوازي مع ‏تقارير إعلامية أشاعت وجود رغبة خارجية بالتخلص منه.‏

وأشارت المصادر لصحيفة "الراي" إلى أن المعركة بين الحكومة والقطاع المصرفي والتي قد ‏تتطوّر إلى استخدام المصارف ورقة مقاضاة الدولة على خلفية التخلف عن سداد استحقاقات ‏اليوروبوندز تشكّل تصدعاً خطيراً يمكن أن يسبب صداعاً مؤلماً للبنان في تَلَمُّسه طريق الخروج ‏من الحفرة المالية العميقة.‏

وتابعت: "ان محاولة لبنان الرسمي توجيه ما يفترض أنه إشارات ايجابية إلى المجتمع الدولي ‏عشية بدء المفاوضات مع صندوق النقد، خصوصاً في ملفيْ الكهرباء والمعابر غير الشرعية مع ‏سورية سرعان ما أُجهضتْ إما من داخلها أو بتعمُّد ربْطها بصواعق المنطقة".‏

في هذا السياق، لاحظت الأوساط المطلعة أن الحكومة وجّهت صفعة لنفسها في ملف الكهرباء ‏الذي يُعتبر مفتاح الدعم الدولي للبنان والمعيار الرئيسي لمدى جدية بيروت في التزام ‏الإصلاحات، وذلك عبر السياق الذي رسا عليه في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء لجهة التسليم ‏بترْك ورقة التفاوض مع شركات راغبة في إنشاء معامل إنتاج كهربائية في يد وزير الطاقة من ‏دون المرور بإدارة المناقصات، مع القفز حتى الساعة فوق تعيين هيئة ناظمة للقطاع، في ظل ‏معلومات عن أن هذا التطور خلّف انطباعات بالغة السلبية دولياً.‏

كما رأت الأوساط نفسها أن عنوان المعابر الشرعية وغير الشرعية مع سورية والذي انفجر بعد ‏كشْف أنها تحوّلت ثقباً أسود لتهريب المشتقات النفطية والمواد الغذائية وهي مواد يستوردها لبنان ‏من اللحم الحي أي بما تبقى من احتياطي دولار (بالسعر الرسمي أي 1515 ليرة) لدى البنك ‏المركزي، لم يتأخّر في الدخول على خط الاشتباك "الكبير في المنطقة، بعدما وضع الأمين العام ‏لحزب الله حسن نصرالله معالجته في جيب ترتيب العلاقة بين لبنان الرسمي والنظام السوري، ‏مع "نسْفٍ لقدرة الجيش اللبناني" على ضبْط هذه الحدود.‏


الراي الكويتية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 أيار 2020 08:43