خاص - مستقبل ويب
ليس غريباً على التيار " الوطني الحرّ" أن يلجأ مرة جديدة الى سياسة الهروب الى الأمام ويخوض "حروب إلغاء" جديدة ضد الآخرين .
وليس غريباً، على مشارف انتهاء "العونية السياسية"، مع تكرار لازمة "طار العهد" على لسان العونيين أنفسهم، أن يهذي كتّاب المقالات على صفحات موقع التيار المذكور بأوهام "إنهاء الحريرية السياسية والاقتصادية".
وليس غريباً أن يطمح التيار نفسه الى "إلغاء" الحريرية والى فتح "سوق مشرقية" نقطة ارتكازها سوريا بشار الأسد في آن، لأن نجاح الطموح الأول شرط لتحقيق الطموح الثاني .
أما الغريب فهو اقتناع أصحاب هذه الإرهاصات بأن تحقيق هذين الشرطين كفيل بإنقاذ العهد الذي اعترفوا أنه بحاجة الى "إنقاذ".
والأغرب اقتناع هؤلاء بأن إلغاء الحريرية وإعادة الوصاية السورية المقنّعة الى لبنان يعفيهما من صندوق النقد الدولي ومن الإصلاحات المطلوبة في الكهرباء وغيرها من الحقول التي عاثوا فيها فساداً وتعطيلا .
أما الأغرب أكثر وأكثر فيبقى أن التيار "الوطني الحرً" صاحب شعاري "السيادة والحرية والاستقلال" و"استعادة حقوق المسيحيين " بات يستلهم أفكاره وسياساته من مدارين:
- الحزب "السوري القومي الاجتماعي" المتمثّل بـ"صديق" كاتب المقال غسان الشامي.
- وفتات الوصاية السورية لصاحبها حزب "البعث"المتمثلة بوئام وهاب الذي بشّر هو الآخر بشعار "السوق المشرقية" من أمام مكتب رئيس الحكومة حسان دياب في السراي الحكومي.
هذه باختصار من علامات "آخرة" العونية السياسية التي لم تمعن في الإطاحة بخيارات المسيحيين التاريخية (والسيادية) وحسب، وإنما هي تجتهد بكل ما أوتيت من قوة من أجل الإطاحة بالنموذج الاقتصادي الحرّ الذي ولد على أيدي المسيحيين من ميشال شيحا وصولاً الى العميد ريمون إدة رحمهما الله .
أما "سالفة" إنهاء الحريرية فتبقى برسم تجارب أصحاب "حروب الإلغاء" السابقة التي سقطت الواحدة تلوَ الأخرى، لأن أحداً في لبنان، حسب دروس "التاريخ والجغرافيا" التي استند إليها كاتب الإرهاصات، لا يمكنه إلغاء أحد. أما وفقاً لدروس الواقع اللبناني، فإن القوى التي شُطبت من المعادلات السياسية هي تلك التي ألغت نفسها بنفسها، وقد نجح التيار "الوطني الحرّ" أخيراً بذلك وحقّق تقدّماً ملحوظاً.. والحمدلله .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.