17 أيار 2020 | 10:00

أخبار لبنان

‏"حروب إلغاء" جديدة على مشارف رحيل "العونية السياسية" !‏

‏

خاص - مستقبل ويب


ليس غريباً على التيار " الوطني الحرّ" أن يلجأ مرة جديدة الى سياسة الهروب الى الأمام ‏ويخوض "حروب إلغاء" جديدة ضد الآخرين .‏

وليس غريباً، على مشارف انتهاء "العونية السياسية"، مع تكرار لازمة "طار العهد" على لسان ‏العونيين أنفسهم، أن يهذي كتّاب المقالات على صفحات موقع التيار المذكور بأوهام "إنهاء ‏الحريرية السياسية والاقتصادية".‏

وليس غريباً أن يطمح التيار نفسه الى "إلغاء" الحريرية والى فتح "سوق مشرقية" نقطة ارتكازها ‏سوريا بشار الأسد في آن، لأن نجاح الطموح الأول شرط لتحقيق الطموح الثاني . ‏

أما الغريب فهو اقتناع أصحاب هذه الإرهاصات بأن تحقيق هذين الشرطين كفيل بإنقاذ العهد ‏الذي اعترفوا أنه بحاجة الى "إنقاذ".‏

والأغرب اقتناع هؤلاء بأن إلغاء الحريرية وإعادة الوصاية السورية المقنّعة الى لبنان يعفيهما من ‏صندوق النقد الدولي ومن الإصلاحات المطلوبة في الكهرباء وغيرها من الحقول التي عاثوا فيها ‏فساداً وتعطيلا .‏

أما الأغرب أكثر وأكثر فيبقى أن التيار "الوطني الحرً" صاحب شعاري "السيادة والحرية ‏والاستقلال" و"استعادة حقوق المسيحيين " بات يستلهم أفكاره وسياساته من مدارين:‏

‏- الحزب "السوري القومي الاجتماعي" المتمثّل بـ"صديق" كاتب المقال غسان الشامي.‏

‏- وفتات الوصاية السورية لصاحبها حزب "البعث"المتمثلة بوئام وهاب الذي بشّر هو الآخر ‏بشعار "السوق المشرقية" من أمام مكتب رئيس الحكومة حسان دياب في السراي الحكومي.‏

هذه باختصار من علامات "آخرة" العونية السياسية التي لم تمعن في الإطاحة بخيارات ‏المسيحيين التاريخية (والسيادية) وحسب، وإنما هي تجتهد بكل ما أوتيت من قوة من أجل ‏الإطاحة بالنموذج الاقتصادي الحرّ الذي ولد على أيدي المسيحيين من ميشال شيحا وصولاً الى ‏العميد ريمون إدة رحمهما الله .‏

أما "سالفة" إنهاء الحريرية فتبقى برسم تجارب أصحاب "حروب الإلغاء" السابقة التي سقطت ‏الواحدة تلوَ الأخرى، لأن أحداً في لبنان، حسب دروس "التاريخ والجغرافيا" التي استند إليها ‏كاتب الإرهاصات، لا يمكنه إلغاء أحد. أما وفقاً لدروس الواقع اللبناني، فإن القوى التي شُطبت ‏من المعادلات السياسية هي تلك التي ألغت نفسها بنفسها، وقد نجح التيار "الوطني الحرّ" أخيراً ‏بذلك وحقّق تقدّماً ملحوظاً.. والحمدلله .‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 أيار 2020 10:00