17 أيار 2020 | 11:01

أخبار لبنان

الحكومة تبحث عن "كبش فداء".. والمصارف ترفض رمي كرة النار عليها!‏

الكباش القائم على جبهة الحكومة والمصارف على خلفية التلويح بتخفيض عدد المصارف إلى ‏النصف وتحميلها مسؤولية الأزمة النقدية التي تشهدها البلاد منذ 6 أشهر، لم تنته فصوله بعد، ‏وفيما المصارف ترفض رفضًا قاطعاً رمي كرة النار عليها، لا تزال الحكومة غير قادرة على ‏تحقيق اختراق حقيقي في معالجة ما يتراكم أمامها، وهي لذلك لا تزال تبحث عن كبش فداء، ‏بينما أزمات المواطنين تتفاقم كل يوم‎.‎

قد كشفت مصادر مصرفية عبر "الأنباء" أسباب هذه الأزمة المستمرة منذ أواخر العام 2010 ‏والهدر المدقع في قطاع الكهرباء وحده الذي كلّف الدولة حتى نهاية العام 2019 نحو 46 مليار ‏دولار، يضاف إليه الفوائد المستحقة ليصبح المجموع 56 مليارا، أي اكثر من نصف قيمة الدين ‏العام‎.‎

كما لفتت المصادر المصرفية إلى أن العديد من السلع كان يتم استيرادها الى لبنان بحجة حاجة ‏السوق اللبناني اليها، ويهرَّب القسم الأكبر منها الى خارج الحدود، مستغربة ان "تلجأ الحكومة في ‏مواجهة هذا الواقع الى محاولة خفض عدد المصارف الى النصف، في سابقة لم يشهدها لبنان منذ ‏بداية الخمسينات حين تحوّل لبنان إلى مصرف العالم العربي واستقطب كل الودائع المالية ‏العربية، وخاصة بعد حربي 1967 و1973 التي كانت تسمى بالمرحلة الذهبية في تاريخ هذا ‏البلد، وحتى في ظل الحرب الأهلية لم تتوقف المصارف عن دفع ما يتوجب عليها للدولة اللبنانية ‏لتبقى صامدة، وخاصة بعد الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 مروراً بحربي الالغاء والتحرير ‏ومرحلة ما بعد اتفاق الطائف والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة‎".‎

المصادر المصرفية إذ أعلنت معارضتها للعديد من بنود الخطة الاقتصادية "لأنها لا تستند الى ‏دراسة علمية دقيقة وواقعية وكل ما يراد منها ليس سوى التشفي وتحميلها مسؤولية الكارثة ‏الاقتصادية"، ذكّرت بتدخل مصرف لبنان مراراً لمنع ارتفاع سعر الدولار "يوم كان هناك ‏عصابات مافياوية تعمل على سحب الدولارات من الصرافين وتحويله الى الخارج‎".‎

واستغربت المصادر المصرفية أن تضمّن الحكومة خطتها الاقتصادية إنشاء 5 مصارف جديدة ‏فيما هي الآن تريد خفص عددها، متمنية لو تفصح للحكومة للرأي العام عن هذه المصارف ولمن ‏تعود ملكيتها وكيف سيتأمن رأسمالها. وسألت المصادر: "ماذا سيكون مصير 22 ألف موظف ‏في القطاع المصرفي في حال تم الاقدام على تنفيذ حرب الالغاء ضد المصارف عبر خفض ‏عددها؟‎".‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 أيار 2020 11:01