20 أيار 2020 | 09:49

أخبار لبنان

سبحان "مغيّر" مواقف "حزب الله" من صندوق النقد ..و"البرامج المنهوبة"!

سبحان

خاص-"مستقبل ويب"

من يستمع الى تصريح مساعد الامين العام ل"حزب الله "الشيخ نعيم قاسم على محطة "او تي في "مساء امس ، يعتقد ان أمراً جللاً قد وقع في الحزب ، أو ان الحريرية السياسية والاقتصادية تمكنت من تحقيق خرق تنظيمي وصل حدود الانقلاب على توجهات الحزب ومواقفه المعلنه تجاه قضايا اساسية .

فجأة تبدلت المواقف من صندوق النقد الدولي ومن مؤتمر "سيدر "، وبتنا نسمع قيادياً بارزاً في "حزب الله" يدعو الى الاستفادة من العلاقة مع الدول العربية والمجتمع الدولي .

قبل اشهر قليلة سبقت بايام ثورة السابع عشر من تشرين ، كان "حزب الله "وبلسان الشيخ نعيم قاسم يعتبر المطالبة بالذهاب الى صندوق النقد مؤامرة على السيادة وانصياع للارادة الاميركية والغربية في تسليم قرار لبنان الاقتصادي .

وقبل اشهر ايضاً كانت الشكوك تحوم حول مؤتمر "سيدر "، باعتباره مخططاً للاستدانة سيرتب على اللبنانيين مليارات جديدة تضاف الى سجل الدين العام .

اما العلاقة مع الدول العربية ، فكانت على الدوام موضوعاً للطعن والسياسي والاعلامي ، وهدفاً للتطاول على قيادات الدول المعنية بدعم لبنان ومساعدته مالياً واقتصادياً .

الان بتنا نسمع من قيادات الحزب ، ومن قيادات سياسية حليفة للحزب وتتقاطع معه في الرؤى الاقتصادية ، بتنا نسمع او نقرأ بين سطور المواقف بعض الادبيات التي تصنف في خانة الحريرية الاقتصادية ، ربما بداعي استنفاد الحلول البديلة او بسبب التكليف الشرعي الايراني بامكانية التعاون مع صندوق النقد تحت ضغط الحاجة .

يقول الشيخ نعيم قاسم في حديثه للOTV :"نحن نؤيد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على مجموعة اجراءات تكون فيها مصلحة للبنان ولا تجعلنا خاضعين سياسيا لأي جهة في العالم" .

ويضيف : "لا يوجد قرار دولي بتحطيم لبنان، فصحيح ان هناك رغبة أميركية بابقاء لبنان في غرفة انعاش، لكن لا أحد يفكر بأن لبنان يجب ان يسقط لذلك أتوقع ان يحصل تفاهم ما مع الصندوق".

ولفت قاسم إلى انه "يجب ان نسير في مسارين متوازيين في موضوع الخطة الاصلاحية، مسار المناقشة مع صندوق النقد والاستفادة من "سيدر "والعلاقة مع الدول العربية والدولية ،ومسار آخر هو المباشرة بالحلول التي نعتقد انها تنفعنا وبامكاننا ان نقوم بها على المستوى المحلي الداخلي إن كان عبر مشاريع قوانين أو انجاز بعض المشاريع " .

هذا الجانب من كلام الشيخ نعيم بقدر ما يعبر عن تبدل ظاهر في التوجهات الاقتصادية ، واستطراداً السياسية ، فانه يعكس ارادة في التعامل البراغماتي مع الواقع الذي آلت اليه أحوال البلاد ، وهو واقع اقتصادي ومعيشي مرير ، تهرّب المحور الذي يمثله الحزب من التعامل معه بمسؤولية على مدى سنوات طويلة .

قبل ثلاثة اشهر اطل مساعد الامين العام في احتفال من برج البراجنة ليقول : اننا سنتابع دعم هذه الحكومة بكل إصرار، ومسؤوليتنا الشرعية الوقاية لان وضع لبنان المالي صعب ومعقد، ولكنه ليس مستحيلا ولا يجوز عندما نريد أن نضع الحلول أن نخضع للتهويل ولضغط الصناديق الدولية ولضغط الدول الكبرى، فيجب أن نعمل بحكمة وبحسب استطاعتنا بالطريقة المناسبة".

وتابع: "لا أحد ينظر إلى أن لبنان في حالة فوضى وهو يعيش مرتاحا وهم يعلمون ذلك، ولا يمكن أن نترك المجال للارهابيين التكفيريين أن يجولوا تحت حجة حماية الناس اقتصاديا أو اجتماعيا ثم يكون العالم في مأمن، لا، من هنا يجب أن ننتبه أن الحلول يجب أن تأخذ بعين الإعتبار قدرة لبنان ومستقبله، لا أن نأخذ لبنان إلى الوصاية".

واردف الشيخ قاسم قائلاً : "لفتني بعض من كان في الحكومة السابقة وخرج منها، كقوى سياسية وكأفراد أنهم متحمسون جدا لصندوق النقد الدولي، وبدأنا نشك بالأهداف التي يسعون إليها، هم يعلمون أن رفع تعريفة "الواتساب" أطاحت بالحكومة السابقة وأوجدت حراكا لا زالت تداعياته مستمرة حتى الآن، فكيف يمكن أن نسلّم رقبة لبنان لصندوق النقد الدولي ليشرف على رفع ضريبة القيمة المضافة إلى 15%، ورفع ضريبة على البنزين وهو إستهلاك يومي، وتخفيض المعاشات التقاعدية، وسن ضرائب مختلفة من مجموع المواطنين، واحدة من هذه الإجراءات تفجر البلد مجددا".

وقال: "بدأنا نفهم أن هؤلاء الذين يدعون إلى تسليم صندوق النقد الدولي رقبة لبنان بعد أن عجزوا عن عدم منح الحكومة الحالية الثقة، وبعد أن عجزوا عن تعطيلها حتى الآن، هم يريدون الدخول من صندوق النقد الدولي حتى يفجروا الوضع الاجتماعي من أجل إسقاط الحكومة في الشارع، على قاعدة أنها لم تتصرف بطريقة صحيحة، وبذلك يكونوا قد حققوا هدفهم بأن أسقطوا حكومة ليسوا فيها ولا يعملون من دونها.

سبحان مغير الاحوال والمواقف والقناعات . لقد تبدلت النظرة الى صندوق النقد من اداة للتفجير الاجتماعي والاستيلاء على القرار السيادي الى نافذة للانقاذ الاقتصادي ووصول المال النظيف الى الخزينة اللبنانية ... وصدرت الفتوى من الحزب بالانقلاب على الذات واعتماد النهج الحريري في مقاربة الحلول الاقتصادية ، بعد ان باءت سائر الحلول بالفشل والسقوط .

وعلى خطى الحزب مشت الحكومة وانبرت رئيساً ووزراء ومستشارين لتنظيم المدائح بمؤتمر" سيدر" وصندوق النقد واستنساخ الخطط الحكومية السابقة وتبنيها والعمل بعناوينها كما لو انها ولدت وتربت في أحضان حسان .

حكومة متخصصة بالافكار والبرامج المنهوبة قبل ان تكون قادرة على استرداد" الاموال المنهوبة".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 أيار 2020 09:49