25 أيار 2020 | 10:34

متفرقات

"بكرا بتشرق شمس العيد"!

إستيقظت فجراً قبل الشروق، أديت صلاة الصبح، أعددت قهوة الصباح، بعد إنقطاع رمضاني، قررت الخروج إلى الشرفة لأحتسيها، لأستمتع بتكبيرات العيد التي تعلو مئذنة جامع منطقتي "عين المريسة" ، مصحوبة مع شقشقة العصافير اللحنية، التي قررت عدم الهجرة، وكأنها تشاركنا الحجر والحجز "الكوروني"...

إنتابني شعورٌ غامضٌ من الحزن الشديد(!) خطف مني فرحة العيد الفطرية، التي تدخل القلب كنسمة ربيعية لتسعده وتشعل فيه قناديل الفرح، وتتفئ ما تراكم فيه من أحزان وهموم...



الطبيعة غاضبة؛ الأجواء مكفهرة؛السماء ملبدة؛ الرياح شديدة؛ البحر هائج، وأمواجه عالية؛ الأمطار غزيرة؛ أصوات الرعد صاخبة جاهرة؛ الأشجار متمايلة!!!

العيد ليس عيداً!!! أنوار الجامع خافتة؛ الشوارع خالية؛ لم يحضر من خارج محلتنا أهلها القاطنين خارجها، لتأدية صلاة العيد في جامعها، كما إعتادوا دوماً؛ لم نشاهد الجيران الساكنين حولنا مرتدين الجلباب الأبيض، مصطحبين معهم أولادهم بملابسهم الجديدة لتأدية الصلاة؛ شباب الحي لم يقفوا كعادتهم على مدخل الجامع لتوزيع معمول العيد على المصلين، الذين يتجمعون لتبادل التهاني، قبل التوجه للمقابر لتلاوة ثواب سورة الفاتحة على من فقدوهم من الأهل والأقارب؛ حتى المتسولون إختفوا عن مشهد العيد(!)



هدوءٌ قاتل؛ المحلات والدكاكين مقفلة؛ "الفوال" أبو وليد لا يتناول عنده أحدٌ "لقمة" العيد؛ ولا "الحلونجي" حمادة يصف أطباق الكنافة المرشوشة بالفستق الحلبي والمصببة بالقطر الساخن على واجهة محله؛ حتى "الفران" أبو كريم، لا تنبعث من عنده رائحة مناقيش الزعتر التي كانت تعطر الأرجاء ساعات العيد الأولى!!!



لا شيء يشعرنا بالعيد؛ كأنه عنا بعيد؛ الكورنيش البحري خالٍ من رواده؛ ممارسو رياضة الصباح غائبون؛ هواة ركوب الدراجات الهوائية في منازلهم محتجزون؛ لا أحد يحتسي فنجان قهوة الصباح، وهو يمتع نظره بزرقة البحر وينطرب "لفقش" الموج على صخره، مستنشقاً نسائمه!!!



فجأة... إنقشعت السماء، وهدأت الطبيعة الغاضبة، ورحلت الغيوم، وسطعت الغزالة، ناشرة أشعتها الذهبية؛ بعدما روى الغيث القلوب وغسل الذنوب، كأنها هدية ربانية صبيحة العيد، مبشرة مع تكبيراته أن شمسه ستشرق من جديد، وأن فرحه آتٍ لا ريب فيه...

زياد سامي عيتاني

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 أيار 2020 10:34