27 أيار 2020 | 13:03

أخبار لبنان

المراد: لإقرار "قانون عفو" يطوي صفحة إختلط فيها الألم والظلم

المراد: لإقرار

عندما كتب أهالي الموقوفين الإسلاميين في طرابلس كلمة "العفو العام" على شاكلة الأرزة، على ‏جدار مبنى الغندور في ساحة النور الذي صار أيقونة للثورة، كانوا يؤكدون أنهم يريدون عفواً ‏عاماً وطنياً شاملاً، وليس مشروطاً وهم ينتظرونه منذ سنوات. ونفّذوا إعتصامات عدّة، لا سيما ‏أمام سراي طرابلس، للمطالبة بإقرار قانون عفو عام، وأن يشمل هذا الموقوفين الإسلاميين.‏

قال رئيس نقابة المحامين في الشمال، التي تواكب الملف، محمد المراد لـ"نداء الوطن": "قد يكون ‏هناك فهمٌ خاطئ على المستوى العام بأنه يُحكى عن قانون عفو عام. حقيقة الأمر هو ليس بقانون ‏عفو عام، أي يطاول كل الجرائم وجرائم الجنايات وجميع الموقوفين. كل قوانين العفو التي ‏صدرت على عقود في لبنان لم ترقَ إلى مفهوم العفو العام الذي أشرت إليه ومنها قانون العفو ‏العام الذي صدر العام 1991.‏

هناك استثناءات وهناك تخفيضات حتى بقانون العفو العام. لكن المختلف في أيامنا الراهنة، أنه ‏بطبيعة الخلافات التي كانت قائمة، الجو العام الذي صدرت عنه جرائم متعددة ومتنوعة ومن ‏بيئات مختلفة جعلت النظرة إلى هذا القانون مختلفة، لكن اعتمد الإستثناء. إذاً، هناك تقسيم ونتيجة ‏ذلك هناك عملية يتم السعي إليها لتكون نظرة تكاملية من حيث شمولية التشريع. وكنقيب ونقابة ‏محامين، كان لنا رأي ودور في إبداء الإقتراحات ووجهات النظر في ما يتعلق بالاقتراح وما ‏وصل إليه اليوم.‏

وأعددنا أكثر من صيغة وهذه مسألة بغاية الدقّة والأهمية، لأننا ننظر إلى مسألة العفو العام نظرة ‏موضوعية شمولية. الإقتراح مقّسم إلى أقسام: فمنه ما يتعلق بالعفو العام الكامل عن الجُنح التي ‏ليس فيها ادّعاء شخصي، ومنها مشروطة بالإسقاط إذا كان فيها إيذاء أو حّق شخصي، وكذلك ‏جرائم الجنايات. العفو العام بهذا المعنى يطاول ليس فقط القضايا المحكوم فيها، إنما الجرائم التي ‏لم يُنظر فيها بعد، وحتى الجرائم قيد النظر وطبعاً جرائم الحقّ العام.‏

هذا الإقتراح يقتضي بأن يتمّ التعامل معه بعد كل هذا الوقت الذي استُغرق للوصول إلى هذه ‏النتائج، أن ننظر إليه نظرة مختلفة عن السابق، وقد تكون جائحة "كورونا" من الأسباب التي ‏دفعت بالقوى السياسية والسلطة الإشتراعية الى التسريع بعملية إقرار قانون العفو العام".‏

وختم: "لست متشائماً بل حذراً بعض الشيء، وما أدعو إليه هو أن يتحلّى النواب بكثير من ‏الموضوعية والنظرة الشمولية، بعيداً من أي اعتبارات أخرى. فهذا التحلّي يُسهم إلى حدٍّ بعيد في ‏تضييق المسافات لإقرار قانون عفو عام، تُطوى من خلاله صفحة، اختلط فيها الألم والظلم".‏

وعن أهالي الموقوفين الإسلاميين، تحدّث الشيخ عمر الرفاعي لـ"نداء الوطن" وقال: "القانون ‏المعدّ ليس أكثر من عفو مشروط من أهل السلطة لإخراج من يريدون من السجون، على حساب ‏الموقوفين المظلومين. يُقال إنه سيتم الإفراج عن أشخاص أنهوا مدّة سجنهم، أو لم يبق عليهم ‏أكثر من شهرين أو ثلاثة، وهذا الأمر لا يتطابق مع مقولة العفو العام. نحن كأهالي الموقوفين ‏الإسلاميين، وبالتزامن مع الجلسة التشريعية، سيكون لنا تحرّك سلمي مواكب لجلسة الخميس في ‏بيروت، ولن نقبل بهذا القانون كما هو مطروح الآن، فإما عفو عام شامل، وإلا لن نقبل".‏



نداء الوطن – مايز عبيد

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 أيار 2020 13:03