29 أيار 2020 | 14:37

أخبار لبنان

الى المشرقية دُرّ

الى المشرقية دُرّ

المصدر : الفونس ديب


الى المشرقية دُر.. هذه الفكرة يجري الترويج لها منذ زمن بعيد في لبنان لا سيما من الجهات التابعة لمحور الممانعة على أساس ان استدارة لبنان نحو أسواق الدول المشرقية أي سوريا والعراق وايران تشكّل خشبة خلاصه من أزمته الاقتصادية والمالية.

للأسف، ان طرح هذه الفكرة في الآونة الاخيرة بقوة يخفي في طياته الكثير من الاهداف التي تتجاوز بكثير انقاذ لبنان اقتصادياً، فهي بطبيعة الحال تصب بإلحاق بلدنا نهائياً بمحور الممانعة وتغيير نظامه الاقتصادي الحر ونمط عيش اللبنانيين. وإلا كيف يمكن إقناع اللبنانيين بأن خلاصهم هو بالانفتاح شرقاً في وقت تعاني الدول الثلاث، أي سوريا والعراق وايران من أوضاع اقتصادية ومالية واجتماعية أشد واقسى مما يعانيه لبنان بكثير.

مما لا شك فيه، إن خلاص لبنان فعلياً يكمن في استعادة دوره الريادي كصلة وصل بين الشرق والغرب، كمركز ثقافي، مركز حوار عالمي، مركز اقتصادي ومالي مرموق.

ان ذلك يتحقّق بالعودة الى مفهوم الدولة المركزية القوية، ذات السيادة والمسيطرة على القوى العسكرية والمسلحة كافة وعلى كامل الاراضي اللبنانية.

إن ذلك يتحقق من خلال العودة الى الحضن العربي وإعادة العلاقة الى سابق عهدها مع الدول الخليجية التي تشكل صمام الامان السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبنان، ان ذلك يتحقق بالمصالحة مع كافة دول العالم.

نعم، ان ذلك يتحقق في ان يكون لنا سلطة سياسية تعلي شأن شعبها ومصالح وطنها على أي مصلحة اخرى، سلطة تقوم بواجباتها ومسؤولياتها الوطنية على أكمل وجه، وعلى الأقل تنفيذ الاصلاحات التي كما بات معلوماً لدى الجميع هي مفتاح الحصول على المساعدات.

حتى الساعة أصبح من الواضح انهم لا يخجلون ولا يخافون الله، فمن باريس 1 وباريس 2 وباريس 3 وبرنامج سيدر، المطلوب شيء واحد للحصول على التمويل والمساعدات، الاصلاحات. وأول الملفات المطلوبة ملف الكهرباء.

ماذا يريدون أكثر من ان كل سفراء الدول والمسؤولين الدوليين والمؤسسات الدولية المانحة وبيار دوكان ومنسق الامم المتحدة في لبنان، يناشدون ويطالبون بالإصلاحات لحصول لبنان على المساعدات كي ينجو من الغرق.

لكن للاسف، لا أحد يسمع حتى في زمن الافلاس والانهيار والفقر والجوع. وبات من الواضح ان الممانعة باتت في مواجهة تنفيذ الاصلاحات لا سيما اصلاح الكهرباء.

يا عيب الشوم


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

29 أيار 2020 14:37