4 حزيران 2020 | 15:49

إقتصاد

‏"المركزية": المفاوضات بين لبنان و"صندوق النقد".. "مش ماشية"‏

‏

تأكّد بالدليل القاطع اليوم، ان المفاوضات بين لبنان الرسمي وصندوق النقد الدولي، "مش ‏ماشية"، وان تخبط الوفد الحكومي – المصرفي والتباينات الكبيرة في اوراق العمل والارقام التي ‏يقدمها الفريق المنقسم على ذاته، المفترض ان يكون يدا واحدة لينجح في مهمة اقناع الصندوق ‏بجدوى خطته، هذا التخبط بدأ يتهدد جديا، مستقبل المفاوضات الجارية‎..‎

الدليل اتى من قصر بعبدا، حيث استدعى التناقض الكبير اجتماعا عاجلا دعا اليه رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون "خُصص للبحث في مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ‏في شأن خطة الحكومة للتعافي المالي"، وفق ما جاء في البيان الرسمي الصادر عن القصر ‏الجمهوري ، حضره "رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، وزير المال غازي وزني، حاكم ‏مصرف لبنان رياض سلامة، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، المدير العام لوزارة ‏المال ألان بيفاني، والمستشارون شربل قرداحي وجورج شلهوب وهنري شاوول. وتم البحث في ‏الأرقام والمبالغ الواردة في التقارير الصادرة عن وزارة المال ومصرف لبنان والتي يتم الارتكاز ‏عليها خلال المفاوضات الجارية بين فريق عمل وزارة المال وصندوق النقد الدولي، انطلاقاً من ‏خطة التعافي التي أقرّتها الحكومة. وبعد التداول، واستناداً إلى جداول مقارنة، تم الاتفاق على ‏إلزامية توحيد الأرقام وفقاً لمقاربة واحدة، وسيُعقد اجتماع الإثنين المقبل لبت الأرقام، وذلك ‏تسهيلاً للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي‎".‎

بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، هذا اللقاء الطارئ اتى في اعقاب اصداء ‏سلبية جدا وصلت الى المعنيين بعملية التفاوض، من دوائر دبلوماسية ومالية دولية، تفيد بأن ‏التفاوت في ارقام الوفد اللبناني طال، وما عاد مقبولا وما لم يُصر الى معالجته سريعا، فان ‏المداولات قد تتوقف، خاصة وان التناقض لا تغطيه في المقابل مثلا اصلاحات حقيقية باشرت ‏فيها الحكومة، ولا تعيينات نزيهة، بل لا تزال تغرق اكثر فأكثر في ممارسات تفوح منها رائحة ‏الفساد والمحاصصة وسلعاتا نموذج‎!‎

فهل سيفعل هز العصا هذا، فعله لبنانيا ويوقظ ضمائر عرابي الحكومة ورعاتها؟ حتى الساعة، ‏وبناء على تجربة المئة يوم الاولى ونيف من عمر مجلس الوزراء، لا يمكن انتظار "معجزات". ‏والحال ان تأجيل الاتفاق على رقم بين المفاوضين اللبنانيين، الى الاثنين المقبل، بحد ذاته، يدل ‏الى ان الخلاف لا يزال عميقا بين المتخاصمين، وان كل الاجتماعات التي عقدت في السراي ‏وفي لجنة المال والموازنة، لم تتمكن بعد من ردم الهوة بين ارقام المالية وارقام المركزي وارقام ‏جمعية المصارف. وذلك بعد عقد 9 جلسات بين لبنان وصندوق النقد. فهل سيتم التوصل الى ‏ارضية مشتركة في غضون ايام قليلة؟

الاكيد أن الدولة تشعر بالسخن، ففشل مفاوضاتها مع الصندوق، معطوفا على دخول قانون ‏قيصر حيز التنفيذ بما يعرقل عليها حلمها بالتعاون والانفتاح على سوريا ومحور الممانعة كبديل ‏من المجتمع الدولي، سيعنيان انها اوصلت البلاد الى نقطة اللاعودة اقتصاديا ونقديا وماليا ‏ومعيشيا. وعندها سيتعين عليها مواجهة غضب الناس وجوعهم وثورتهم‎!‎


المركزية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 حزيران 2020 15:49