6 حزيران 2020 | 13:19

أخبار لبنان

صفر مكعب!

- الفونس ديب -


كلما تقدم الوقت بتضح أكثر فأكثر عجز هذه الحكومة عن انقاذ البلد من أزمته الاقتصادية والمالية، لا بل يتأكد من خلال آدائها وتعاطيها مع الملفات بإن الاوضاع تزداد تعقيداً وتأزماً وتراجعاً.

في تسلسل الاحداث ومنذ تشكيل الحكومة أواخر كانون الثاني الماضي، نرى كيف انقلبت الامور من سيء الى اسوأ، فعلى المستوى السياسي كان هناك قرار من قبل مختلف الأطراف وحتى المعارضة بدعم خطوات الحكومة وتسهيل عملها من أجل الإنقاذ، لكنها هي نفسها أخذت الجميع خصوماً لها، بإدخال نفسها في اللعبة السياسية الداخلية وتصفية الحسابات.

أيضاً، فإن فشل الحكومة لم يقتصر على قطع الجسور مع الجهات المعارضة إنما أيضاً في تضارب المصالح بين مكوناتها والخلافات التي نشبت حول كل الملفات الحساسة وحتى العادية، ومنها على سبيل المثال التعيينات على اختلافها والكهرباء وحتى خطة الإنقاذ المالي والاقتصادي.

لم يقتصر الضياع والتخبط الذي إتسم به اداء هذه الحكومة في عجزها عن اتخاذ القرارات، إنما ما ميّز هذه الحكومة عن جميع سابقاتها، إنها قامت ومنذ انطلاقتها بممارسة الشعبوية والتضليل ورمي التهم جزافاً لإدعاء انتصارات وهمية وللتستّر على فشلها وعجزها.

إن اخطر ما قامت به هذه الحكومة في هذا الاطار، هو الاستهداف الممنهج للقطاع الخاص ما يؤشر الى وجود نوايا مبيتة لتغيير هوية لبنان الاقتصادية ونظامه الاقتصادي الحر.

فمن المصارف ومحاولة رمي مسؤولية الانهيار المالي عليها، الى التجار والمستوردين والسوبرماركت واتهامهم برفع الاسعار، الى الصرافين وتحميلهم مسؤولية ارتفاع سعر صرف الدولار، الى المقاولين والاستدعاءات الجمعية للمثول امام القضاء.

فعلا، إنها ألاعيب خفة لا تنطلي على أحد.

يا حضرة رئيس الحكومة

الامور تقاس بالنتائج، والنتيجة للأسف صفر مكعب للأسف.

وقد حصدها البلد جراء أداء هذه الحكومة، حصد\ها بالمزيد من التراجع لا سيما ارتفاع سعر صرف الدولار، والمزيد من التراجع والتعثر والافلاسات والبطالة والفقر، المزيد من الاختناق والخوف والقلق على المستقبل، وحتى ربطة الخبز خفض وزنها من 1000 غرام الى 900 غرام.

فعلاً، دخل لبنان مرحلة "ريجيم" .. "ريجيم قاسٍ".. وأكيد بهذا النهج والممارسات ذاهبون لا محال الى الفقر والجوع.

بحسب المثل القائل: المكتوب يقرأ من عنوانه، فمنذ البداية كان التخبط والاخفاق يرافق عمل هذه الحكومة وعلى هذا الأساس .. الله ينجينا من الأعظم.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

6 حزيران 2020 13:19