14 حزيران 2020 | 08:18

أخبار لبنان

على ركام تخريب بيروت.. دياب يهرب إلى التصعيد!

المصدر:النهار


وسط تفاقم التداعيات السلبية لكل ما قامت به الحكومة وأدى إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية وغليان الشارع، وفي الوقت الذي انفجرت فيه الأزمة المشبوهة للدولار في لبنان ربطاً بتهريبه إلى سوريا، وفي حين كانت عصابات الرعاع المعروفة المصدر والوجهة والهدف تمعن في حرق قلب بيروت وتتحدى مشاعر اَهلها والكثير من اللبنانيين وتقف الحكومة والعهد ومكونات الحكومة بمعظمها متفرجة ساكتة متواطئة...

وسط كل هذا فاجأ رئيس الحكومة حسان دياب اللبنانيين مرة جديدة بكلمة أقل ما توصف به بانها تنطوي على هروب منهجي من الاعتراف بفشله وفشل الحكومة في كل مزاعم الإنجازات التي دأب على تردادها دعائياً. وبدا واضحاً أن خشية دياب من تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تسببت بها أخيراً وخصوصاً فضائح انخراطه مع حلفائه في صفقات التعيينات الأخيرة ومن ثم لجوئه مع حلفائه أيضاً إلى الضغط على مصرف لبنان لاعتماد وسائل مشكوك في جدواها لوقف ارتفاع الدولار دفعته إلى استباق التداعيات الاحتجاجية التي تطالب بإسقاط الحكومة الفاشلة واللجوء إلى وسيلة دعائية جديدة تعتمد الهجوم على المعارضين والخصوم وتحميلهم تبعات الاأمات والانهيارات والفساد وتبرئة ذمة حلفائه وشركائه وتجاهل الفتنة التي كاد أنصارهم يشعلونها في بيروت وقبلها في عين الرمانة وكورنيش المزرعة. تكبير الهجوم وتضخيمه على المعارضين لم ينجح إطلاقاً في حجب الحدث البالغ الخطورة الذي تعامت عنه الحكومة ورئيسها حتى ساعات الظهر أمس بعدما استفاقت بيروت على صدمة إحراق أحياء واسعة في وسطها وتحديداً في حي اللعازارية ومحيطه بعدما شهدت المنطقة ليل الجمعة وحتى فجر السبت غزوات عصابات عملت على حرق وتخريب وتحطيم المحلات والإملاك العامة والخاصة. وأثارت عمليات الشغب والتخريب ردود فعل غاضبة عارمة كان أبرزها للرئيس سعد الحريري والرئيس تمام سلام ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وشخصيات وجهات سياسية عديدة حذرت من الانزلاق الخطير إلى ما لا تحمد عقباه خصوصاً أن معالم الغضب لم تقف عند أعمال الشغب بل تناولت التقصير الأمني في منع الغزوات والتخريب وأثارت تساؤلات وشكوكاً عميقة حول مسؤولية الحكومة والعهد والقيادات العسكرية والأمنية مما جرى .

ولذا بدا واضحاً أن حشرة الحكومة في هذا المنزلق الجديد الخطير دفع رئيسها حسان دياب إلى الهروب الأسهل إلى الهجوم على المعارضين لحجب اتساع حالة انعدام الثقة الشعبية بحكومته. وفي وقت كانت فيه ساحات الانتفاضة من بيروت إلى طرابلس وصيدا والزوق وكفررمان تشهد تجدد التظاهرات والاعتصامات راح دياب يصعد هجماته على معارضيه وخصومه واستعادة نغمة الإنجازات المزعومة التي حققتها حكومته. ولجأ هذه المرة إلى التهديد بامتلاك وثائق عن "هيكل الفساد" متوعداً بكشفها متحدثاً عن عملية "إزالة الركام الذي تركوه وغادروا على عجل" طبعاًَ من دون أن يسمي إسمًا واحداً. وتحدث عن "سقوط محاولة الانقلاب" في أزمة ارتفاع الدولار وعن امتلاك الحكومة تقارير أوامر عمليات داخلية ومشتركة واعدًا بكشف ما يلزم في الوقت المناسب. وإذ قال "إننا لسنا مثلهم ولن نكون" من دون تسمية أي طرف أو اسم تطرق إلى الأزمة المالية متعهداً "بأننا لن نسمح ببقاء ودائع الناس أرقاماً في المصارف وحقوقكم محفوظة عند المصارف وعند المصرف المركزي بضمان الدولة".

وكانت تداعيات هجمة التخريب والحرق الواسعة التي تعرضت لها مناطق في وسط بيروت شكلت تطوراً بالغ الخطورة وأثارت أصداء سلبية للغاية خصوصاً لدى القيادات المعنية ببيروت. وقام الرئيس الحريري بجولة على المناطق المتضررة قائلاً "يا عيب الشوم منطلع على وسط بيروت كأنو ما في جوع إلا بوسط بيروت". وشدد على ضرورة أن "يقوم الجيش وقوى الأمن الداخلي بواجب أكبر لحماية أهالي بيروت لأننا نريد الدولة ولا شيء أكثر ". وغرّد الحريري في ذكرى استشهاد النائب والقاضي وليد عيدو قائلاً أن "الذكرى تمر فيما العهد وحكومته يضربان عرض الحائط باستقلالية القضاء ويتفرجان على تخريب أسواق بيروت وإحراق قلبها والاعتداء على دورها وكرامتها".

كما صدرت ردود للرئيس سلام الذي هاجم “جيش الرعاع وشذاذ الآفاق الذي استباح الممتلكات الخاصة والعامة" وللمفتي دريان الذي غمز من قناة غياب الدولة مشدداً على "اننا لن نسكت" فيما هدد النائب نهاد المشنوق بأخذ الحقوق بأيدي أهل بيروت نفسها. وغرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط متسائلاً "لماذا استباحة بيروت مدينة الفكر والتنوع والكتاب والمسرح؟ بيروت التلاقي والحوار والصمود والثورات وملجأ المضطهدين ومعبر الحضارات ...بيروت يا بيروت".

أما التطور الأمني الآخر الذي برز أمس فتمثل في صدامات أدت إلى جرح نحو 29 شخصاً في طرابلس بينهم أكثر من خمسة جنود من الجيش اللبناني بعدما قامت مجموعات من المتظاهرين بمحاصرة شاحنات كبيرة تنقل مواد غذائية ومتجهة إلى سوريا. وتبين لاحقاً وفق بيان أصدرته مديرية الجمارك اللبنانية أن هذه الشاحنات تعود إلى برنامج الأمم المتحدة وتنقل وفق اتفاق بين لبنان والأمم المتحدة شحنات المواد الغذائية إلى العاملين في الأمم المتحدة في سوريا عبر مرفأ بيروت .وحصلت اشتباكات بين الجيش والمتظاهرين لدى محاولة الجيش فك الحصار عن الشاحنات لإكمال طريقها . وبعد إطلاق الشاحنات ومرور فترة هدوء محددة عادت المناوشات بين الجيش والمتظاهرين الذين راح قسم منهم يرشق الجنود بالحجارة.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 حزيران 2020 08:18