30 حزيران 2020 | 17:53

أخبار لبنان

بين ماكرون ونظيره

بين ماكرون ونظيره

‏ قفا نحك


لم يكذب السيد حسن نصرالله حين خاطبنا أن إبنوا دولتكم لنر. فكان ان رأينا كيف يبني دولته، ‏و"يرسم" مساحتها ويوسع هيمنتها. فبينما دفع الضابط الطيار سامر حنا حياته حين حلق بطائرته ‏العسكرية فوق بلدة سجد، نجد اليوم طائرات الحزب التجسسية تمشط خط الساحل اللبناني لتراقب ‏المواطنين المتجمعين اعتراضا على الخراب الاقتصادي والمعيشي. ربما تتبُعهم جزء مخفي من ‏مواجهة اسرائيل التي نحتمي بالقرار 1701 منها، ليتفرغ الحزب للداخل والمنطقة. وفيما ‏يحرص رئيس "العهد القوي" على ألا يخلو بيان "لقاء بعبدا" من تأنيب شاتمي ولايته، لا نجد ‏قولا أو اشارة عتب على خرق الحزب هيبة الدولة جواً بعدما مسح فيها الأرض براً، وربما ‏بحراً. فالسيد يعلن بطائرته المسيّرة، في الداخل، انه استكمل بناء دولته، بينما لا تزال دولة ‏اللبنانيين تحت وصايته، كيفما اتجهت، ولم يعد ينقصه سوى تنظيم محاضر ضبط السير، لتأكيد ‏دقة الهيمنة.‏

ما لا نعرفه، ما اذا كانت طائرة الحزب عَبَرت في نقاشات "اللقاء الوطني"، لا سيما دورها في ‏‏"حماية الاستقرار والسلم الأهلي"، ومساهمتها في "الوحدة حول الخيارات المصيرية" التي ذكرها ‏البيان الختامي للقاءٍ بدا كمسعى من الثنائي الشيعي (ولو من دون حماسة رئيس مجلس النواب ‏بدليل صمته في الجلسة) الى تقديم دعم معنوي لعهد رئاسي يقترب من نهايته، من دون ان ‏نعرف متى بدأ.‏

دعم آخر قدمه "اللقاء الأبتر" ليس للعهد، بل لحزب الأمين العام، حين نسب رئيس الجمهورية في ‏كلمته الى فاعل مجهول، كل المخاطر التي تهدد السلم الأهلي، من "شحن النفوس والعودة الى لغة ‏الحرب..." وتجييش الطائفية والمذهبية" وفي ذلك جميعا تجهيل للفاعل الذي تعرّف به شعارات ‏الغوغاء، ممن ليسوا من جماعة هاري كريشنا، أو المورمون.‏

لم يكن للقاء مبرر غير تلميع الرئاسة وتبرئة من تشير الاصابع الى رغبته الدفينة في وأد ‏الانتفاضة. واللافت في البيان ان ما يعادل الخوف على الاستقرار، كان القلق من "شتائم" الثوار، ‏التي لحظ البيان "خطرها" على السلم الأهلي، فذكّر بالقانون لقمعها، مع ان الأجهزة المختصة لم ‏تنتظر، لتنفيذ عمليات تأديب لأصحاب "الألسن الطويلة"، ممن لديهم أوهام مبالغ بها عن ‏الديموقراطية اللبنانية.‏

للمناسبة، كتب المواطن الفرنسي الكسي دو رو في 21 أيار 2019 في موقع ويكيسترايك انه ‏امضى ليلة مجون سادية سنة 2013 مع رئيس بلاده ايمانويل ماكرون، في ناد للاثارة الجنسية. ‏لم يستفز الامر ماكرون، وقد يكون قاضى صديقه المزعوم، لكن لم يعقد "لقاء وطنيا" ولا أصدر ‏بيانا يذكر باللجوء الى القانون، بينما سلفه ساركوزي قرأ خلال رئاسته يافطة رفعها المتظاهرون ‏ضده تقول لزوجته: دعيه يضاجعك ويحل عن "مؤخراتنا".‏

يسمح القانون الفرنسي بمقاضاة من يسيء الى الرئيس، لكن الرؤساء، عادة، يعرفون انهم حين ‏انتخبوا ضمرت الأنا لديهم، أو هذا ما يجب.‏




النهار - راشد فايد

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 حزيران 2020 17:53