2 تموز 2020 | 16:41

أخبار لبنان

طفح كيل دياب من "خروقات ديبلوماسية للأعراف الدولية": سكتنا كثيراً حرصاً على العلاقات ‏‏.. ولكن

طفح كيل دياب من

أشار رئيس الحكومة حسان دياب الى جهات محلية وخارجية تعمل على محاصرة اللبنانيين ‏وإدخال لبنان في صراعات المنطقة وتحويله إلى ورقة للتفاوض عليه على طاولة المصالح ‏الدولية والإقليمية، مؤكدا ان الحكومة لن تقبل بمحاصرة اللبنانيين وتجويعهم، لافتا الى انها تعمل ‏على فك الارتباط بين سعر الدولار وبين كلفة المعيشة. وهي في المرحلة الأخيرة من إنجاز هذه ‏المهمة. واكد ان الحكومة ليست معطلة، ولن يمنعها قطع الطرق من تأمين الحد الأدنى من ‏مقومات الحياة للبنانيين. وأوضح ان لعبة الدولار اصبحت مكشوفة ومفضوحة.‏

كلام دياب جاء في كلمة ألقاها خلال جلسة مجلس الوزراء في السراي جاء فيها: "عندما شكلنا ‏الحكومة، أطلقنا عليها إسم حكومة مواجهة التحديات، لأننا كنا نعلم أننا سنواجه تراكمات كبيرة ‏وأزمات ضخمة. لم نكن خائفين من خوض هذه المعركة لإنقاذ البلد. وكنا نعلم أيضا أن ‏التضحيات ستكون كبيرة، وأننا سنخسر الكثير. طبعا لكل واحد منا مقياسه الخاص للخسارة. مع ‏ذلك، لم نتردد، وكنا مقتنعين أننا نقوم بمهمة إنقاذية وطنية للبلد والناس ومستقبل أولادنا".‏

اضاف: "ومن البداية، قلنا إننا سنبتعد عن السياسة. ليس لدينا أي طموح سياسي. لا رغبات ‏انتخابية لدينا. ألغينا أنفسنا، وغرقنا بالعمل. من ورشة إلى ورشة، من أزمة إلى أزمة، سلسلة ‏طويلة من المشاكل المتراكمة على مدى عشرات السنين، انفجرت بوجهنا دفعة واحدة مع أزمات ‏مستجدة. مع ذلك، قلنا إننا سنكمل الطريق. سنخوض هذه التحديات، ونحاول التخفيف من سرعة ‏الانهيار وحجم الصدمة والأضرار التي ستصيب البلد".‏

وتابع: "اليوم، نحن في لحظة الاصطدام. لكن، وبكل أسف، خلال الأسابيع الماضية، وحتى ‏اليوم، هناك جهات محلية وخارجية، عملت وتعمل حتى يكون الاصطدام مدويا، وتكون النتيجة ‏حصول تحطم كبير، وخسائر ضخمة".‏

ومضى قائلا: "بكل أسف، هناك جهات في الداخل لا تهتم لمستقبل البلد، ولا يهمها إلا دفتر ‏حسابات المصالح الشخصية المغلفة بحسابات سياسية وطائفية. هذه الجهات إما هي أدوات ‏خارجية لإدخال لبنان في صراعات المنطقة وتحويله إلى ورقة تفاوض، أو هي تستدرج الخارج ‏وتشجعه على الإمساك بالبلد للتفاوض عليه على طاولة المصالح الدولية والإقليمية".‏

وأردف: ان "كل ذلك يطرح علينا مجموعة من الأسئلة: هل أصبحنا عاجزين عن التعامل مع ‏التحديات؟ هل خسرنا المواجهة؟ هل انتهى دور الحكومة؟ بالنسبة لي، الصورة واضحة، ‏والأجوبة واضحة". وقال: "هناك سؤال أساسي مطروح على كل واحد منكم: هل كان أحد يعتقد ‏أن دخوله إلى الحكومة هو "بريستيج"، وأنه لم يتوقع مواجهة تحديات صعبة؟ طبعا، أنا على ‏يقين أن كل واحد منكم كان يدرك إلى أين أتى، ويعلم ما ينتظرنا".‏

اضاف: "اخترنا مواجهة التحديات. وسنكمل بمواجهتها. نعلم جيدا أن هناك قرارا كبيرا بحصار ‏البلد. هم يمنعون أي مساعدة عن لبنان. حصار سياسي ـ مالي لتجويع اللبنانيين، وفي الوقت ‏نفسه، يدعون أنهم يريدون مساعدة الشعب اللبناني. يطالبوننا بالإصلاح، وفي المقابل يمنحون ‏حماية للفساد ويقدمون حصانة للفاسدين ويمنعون حصولنا على ملفات مالية لاستعادة الأموال ‏المنهوبة.‏

يلعبون لعبة رفع سعر الدولار الأميركي، والمضاربة على الليرة اللبنانية، ويحاولون تعطيل ‏إجراءات الحكومة لمعالجة ارتفاع سعر الدولار. لعبة الدولار أصبحت مكشوفة ومفضوحة. ‏يطالبوننا بإجراءات مالية، ويهربون الأموال إلى الخارج ويمنعون التحويلات إلى البلد، ويعطلون ‏فتح الاعتمادات للفيول والمازوت والدواء والطحين، ليقطعوا الكهرباء عن اللبنانيين ويجوعونهم ‏ويتركونهم يموتون من دون أدوية. وفوق ذلك، يتحدثون عن حرصهم على لبنان ومساعدة ‏الشعب اللبناني".‏

وتابع: "سكتنا كثيرا عن ممارسات ديبلوماسية فيها خروق كبيرة للأعراف الدولية، ‏والديبلوماسية، حرصا على علاقات الأخوة والانتماء والهوية والصداقات، لكن هذا السلوك ‏تجاوز كل مألوف بالعلاقات الأخوية أو الديبلوماسية. والأخطر من ذلك، بعض الممارسات ‏أصبحت فاقعة في التدخل بشؤون لبنان، وحصلت اجتماعات سرية وعلنية، ورسائل بالحبر ‏السري ورسائل بالشيفرة ورسائل بالـ"واتس آب"، ومخططات، وأمر عمليات بقطع الطرقات ‏وافتعال المشاكل".‏

وسأل: "كيف تتعامل الحكومة مع هذه المخططات والمشاريع؟ هل تستسلم؟ هل تعلن فشلها؟ هل ‏تهرب لترتاح من هذا العبء وكفى الله المؤمنين شر القتال؟ هل تترك الساحة فارغة؟ هل ‏تواجه؟ هنا التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم كحكومة".‏

وقال: "الجواب لن ندلي به اليوم، لكن بالتأكيد سيكون هناك رد واضح وصريح وشفاف وتحديد ‏للمسؤوليات. لن نلجأ إلى أي رد انفعالي. نحن أم الصبي. هذا البلد بلدنا. وهذا الشعب شعبنا. ‏والناس أهلنا وناسنا. نحن حرصاء على علاقات الأخوة والصداقة. لكن بالتأكيد، لدينا خيارات ‏عديدة، وأوراق كثيرة نكتب عليها رسائلنا، وليس بالشيفرة. رسائلنا نكتبها بحبر واضح وبلغة ‏مبسطة وصريحة. لن نقبل أن يكون البلد والشعب اللبناني صندوق بريد داخلي لمصالح ‏ومفاوضات وتصفية حسابات خارجية".‏

اضاف: "لن نقبل بمحاصرة اللبنانيين وتجويعهم. أما بالنسبة الى قطع الطرق. ليس بالضرورة ‏الجائعون الفعليون هم من يقطعون الطرقات. قطع الطرقات هو ضد الناس، وليس ضد الحكومة. ‏قطع الطرق يزيد الضغط على الناس، ويزيد من عذاباتهم. حرق الدواليب لن يحرق الحكومة، بل ‏يحرق الأوكسيجين الباقي في البلد. قطع الطرق سياسي بامتياز، وهو بقرار صادر عن غرفة ‏عمليات مفضوحة الهوية والإدارة".‏

وقال: "الوضع صعب جدا. نعم. الأزمة الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية، كبيرة جدا. نعم. ‏لذلك، الحكومة تعمل على فك الارتباط بين سعر الدولار وبين كلفة المعيشة. ونحن في المرحلة ‏الأخيرة من إنجاز هذه المهمة".‏

واكد ان "الحكومة ليست معطلة، ولن يمنعها قطع الطرق من تأمين الحد الأدنى من مقومات ‏الحياة للبنانيين". وقال: "مستمرون بدفع المساعدات المالية للعائلات شهريا. ونرفع عدد العائلات ‏المستفيدة تدريجيا. مستمرون بخطة دعم الصناعة، والزراعة، والمدارس الرسمية والخاصة. ‏هكذا نكون قد خفضنا فاتورة السلة الغذائية والسلع الاستهلاكية. وأيضا الأعباء الأخرى على ‏المواطنين. سنواجه محاولة تجويع اللبنانيين بتدابير وإجراءات متدرجة في كل المجالات".‏



المركزية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

2 تموز 2020 16:41