4 تموز 2020 | 10:49

أخبار لبنان

اليوم الأسود في عهد ميشال عون

اليوم الأسود في عهد ميشال عون

كتب عوني الكعكي‎:


مواطنان بريئان، فارقا الحياة أمس الجمعة بسبب الجوع الذي بات يهدد كل لبناني، حيث وجد ‏اللبنانيون أنفسهم أمام غول الغلاء الفاحش، والضائقة الاقتصادية المرعبة والجوع الذي ألقى ‏بثقله ولم يسلم منه الصغار ولا الكبار‎.‎

المواطن الأول هو المدعو «ع.هـ.» من مواليد 1959 والذي أقدم على قتل نفسه بإطلاق النار ‏على رأسه في شارع الحمراء، وقد عثرت بحوزته ورقة مكتوب عليها «أنا مش كافر... بس ‏الجوع كافر» إشارة الى أنّ الإنتحار في الإسلام يعتبر كفراً، يُدْخِل صاحبه النار، لذلك ولكي لا ‏يكون كافراً اتهم الجوع بالكفر‎.‎

أما المواطن اللبناني الثاني فهو الذي شنق نفسه في جدرا قرب صيدا جنوب لبنان، معتبراً أنّ ‏الجوع هو سبب قتله. فالمواطنان ركّزا على الجوع الكافر الذي راح يلتهم المواطنين... رسالة ‏هذين المواطنين موجهة الى فخامة رئيس الجمهورية تبلغه ان عهده فاشل. فالعهد الذي يوصل ‏أبناءه الى الجوع يعتبر وبكل بساطة عهداً فاشلاً مهما حاول البعض تزيينه وتجميله والإيحاء بأنّ ‏لا علاقة للعهد بهذه الضائقة الاقتصادية، وبأنّ ما خلفته تركة 30 سنة من أعباء، هي المسؤولة ‏عما آلت إليه الأمور‎.‎

تبرير غير صحيح بالمطلق. والدليل ان الإنجازات التي تحققت في عهد المغفور له الرئيس الياس ‏الهراوي مرئية ولا تخفى على أحد، ويكفي ان الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري وخلال ‏خمس سنوات، أي من عام 1993 ولغاية 1998 حقق الإنجازات التالية‎:‎

‎1- ‎إعادة إعمار القصر الجمهوري في بعبدا بعد تهدمه بفضل عصيان رئيس الحكومة يومذاك ‏ميشال عون، الذي عيّنه الرئيس أمين الجميّل نكاية بالنظام السوري الذي رفض التمديد له. وبعد ‏‏«اتفاق الطائف» بقي ميشال عون رافضاً تسليم القصر الجمهوري حتى قام الجيش اللبناني ‏بمؤازرة القوات السورية باقتحام القصر الجمهوري. بالمناسبة كان قائد فرقة القوات الخاصة ‏السورية العميد علي ديب وهو الذي دخل القصر بينما هرب القائد ميشال عون كما يقولون ‏بالبيجاما الى السفارة الفرنسية في الحازمية علماً أنه قبل لحظات من هروبه أعلن في ڤيديو ‏خاص انه سيبقى مدافعاً عن قصر بعبدا، وسيكون آخر شخص يترك القصر، وبالفعل كان الأول ‏هرباً، وللتاريخ فإن العميد علي ديب طلب من إيلي حبيقة تسلّم بنات ميشال عون الثلاث وزوجته ‏واعتبرها رد جميل لميشال عون عندما أنقذ إيلي حبيقة وجماعته في المجلس الحربي‎.‎

‎2- ‎إعادة بناء المطار. طبعاً كان هناك الكثير من الإنتقادات، وشعارات الحجر والبشر والبشر قبل ‏الحجر، أما اليوم فقد أصبح المطار صغيراً نسبياً، ولكن هناك إمكانيات لتوسيعه. اننا نقدّر اليوم ‏أعمال ونظرة الرئيس الشهيد، فكم كان بعيد النظر في مشاريعه‎.‎

‎3- ‎إعادة بناء المدينة الرياضية التي أصبحت معلماً من المعالم التي يفتخر بها لبنان‎.‎

‎4- ‎شبكة الطرق والأوتوسترادات، ومنها طريق المطار والأوزاعي وأوتوستراد الجنوب من ‏بيروت الى صيدا وصور‎.‎

‎5- ‎الأوتوستراد العربي الذي يربط صوفر بظهر البيدر، والذي ضربته إسرائيل خلال عدوان ‏‏2006‏‎.‎

كل هذه الأعمال كلفت 5 مليارات من الدين ومعها الكهرباء 24/24... لا أريد أن أطيل ولكن ‏يجب أن يتذكر الناس والإنتهاء من اسطوانة: ان العهد الحالي غير مسؤول عن الأوضاع المالية ‏التي وصلنا إليها، وأنّ سببها يعود الى التراكمات السابقة‎.‎

نقول لسيّد العهد: إنّ الكهرباء وحدها عندما تسلمها صهرك العزيز، أوصلت الدين الى 47 مليار ‏دولار، أي أكثر من نصف الدين، وأنت وفريق عملك مسؤولون عنها‎.‎

إنّ رفض صهرك الصناديق العربية، والأسباب معروفة، لأنّ الصناديق ترفض أن تعطي المال ‏لأي مسؤول، لأنها هي التي تتولى الدفع والتخطيط، بالاشتراك مع الجهة التي تطلب المشروع، ‏وهذا لا يناسب الصهر العزيز، بل يريد أن يأخذ من الخزينة اللبنانية ملياراً ونصف المليار ‏لمشاريع الكهرباء، أي أنه يريد بناء محطة توليد. لكنه لم يولّد شيئاً إلاّ الديون، ولا أحد يعرف ‏كيف صرف المبلغ‎.‎

هذا الملف وحده يكفي أن يكون أكبر عنوان للفساد في التاريخ، وسوف يأتي اليوم الذي سيحاسب ‏عليه كل مرتكب مهما طال الزمن ومهما ظن أنه يستطيع الإفلات من العقاب والمحاسبة‎.‎

أما ما غرّد به صهرك العزيز بقوله: خلصنا من التسوية يكفي لقد دفعنا ثمنها... كلام جميل فما ‏هو السعر الذي دفعه للتسوية؟ وهنا يجب أن نذكره بأنه حصل على رئاسة الجمهورية التي كانت ‏حلماً وأمنية صعبة التحقيق. وللتاريخ نذكّره أيضاً بأنّ الوطن بقي من دون رئيس لمدة سنتين ‏ونصف السنة، ولأول مرة في تاريخ لبنان ولولا «إتفاق معراب» الذي نعتبره اليوم غلطة ‏العمر، لما كان هذا الحلم ليتحقق، ونقول له إنّه لولا الدكتور سمير جعجع ولولا الرئيس سعد ‏الحريري، لما كان لهذا الحلم أن يتحقق. بالمقابل نبدأ بـ«اتفاق معراب»، الذي أخذ منه الرئيس ‏ميشال عون الرئاسة، ونسي ما جاء في الاتفاق حول مناصفة النواب ومناصفة الوزراء‎.‎

أما بالنسبة للرئيس سعد الحريري فإنه مقابل تأييده لانتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً، خسر ‏عدداً من النواب لأن البيئة التي ينتمي إليها رفضت أن يكون ميشال عون رئيساً، هذا أولاً‎.‎

ثانياً: شكل حكومة مع الصهر العزيز الذي طلب عشرة وزراء، أي ثلث الوزراء، وهذا غير ‏عادل خصوصاً أنه يريد أن يحسب بعض الوزراء من حساب رئيس الجمهورية والبعض الآخر ‏من حساب حزبه‎.‎

ثالثاً: ٣ سنوات من القهر والتعذيب استطاع الرئيس الحريري أن يحقق «مؤتمر سيدر» الذي ‏جمع ١١ مليار دولار كمشاريع للبنان، شرط تنفيذ الإصلاحات في الكهرباء، وهي تشكيل مجلس ‏إدارة والهيئة الناظمة. نعود الى القهر والتعذيب، فإنّ كل الذي فعله الصهر، هو الخلاف مع ‏وزراء «القوات»، وجدل من دون الوصول الى أي حل بأي ملف‎.‎

أخيراً، سيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه من أوصل الدولار من الـ١٥٠٠ الى ١٠.٠٠٠ ولأول مرة ‏في تاريخ لبنان. هذه وصمة عار لا يمكن أن يمحوها أحد، خصوصاً اننا بقينا ٢٧ سنة أي من ‏عام ١٩٩٣ يوم تسلم الشهيد رفيق الحريري الحكم، وعيّـن الاستاذ رياض سلامة حاكماً لمصرف ‏لبنان، ولا لزوم لنذكّر بما فعله ويكفي أنه استطاع أن يثبّت السعر طيلة هذه المدة بالرغم من ‏الحرب الاسرائيلية وتعطيل الدولة عامين ونصف عام لانتخاب رئيس، وتعطيل أي تشكيل لأي ‏حكومة فترة سنة لعيون الصهر‎.‎

إنّ التاريخ لا يرحم... وسيأتي اليوم الذي تنكشف الغيوم السوداء عن سماء لبنان ليبزغ فجر ‏الحقيقة التي لن يقوى أحدٌ على طمسها‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 تموز 2020 10:49