7 تموز 2020 | 07:26

أمن وقضاء

القضاء يتقصّى ملايين الدولارات جاءت جواً من تركيا

القضاء يتقصّى ملايين الدولارات جاءت جواً من تركيا

 كتب يوسف دياب في صحيفة " الشرق الأوسط ": ‎كثّفت الأجهزة القضائية والأمنية اللبنانية تحقيقاتها غداة ضبط تسعة ملايين دولار أميركي مع أشخاص أتراك ‏وسوريين قادمين إلى لبنان على متن طائرتين خاصتين. وتركّز التحقيقات على مصدر هذه الأموال وكيفية ‏إخراجها من تركيا ووجهة استعمالها في لبنان، في ظلّ تضارب في أقوال الموقوفين الذين زعموا بأن الأموال ‏مخصصة للعمل في مجال الصرافة، وهو ما استدعى التوسّع في الاستجوابات بعد مخاوف من إمكانية استخدام ‏تلك الأموال في مجالات أمنية‎.‎

‎ ‎

وكان وزير الداخلية اللبنانية محمد فهمي كشف، في تصريح صحافي، "توقيف أربعة أشخاص قادمين من تركيا ‏على متن طائرة خاصة، وهم تركيان وسوريان، كانوا ينقلون مبلغ أربعة ملايين دولار، وصرّحوا بأن لديهم ‏شركة للصرافة". وقال فهمي: "لا ندري هل هذه الأموال للتهريب والتلاعب بالدولار أم لتغذية تحركات عنفية في ‏الشارع اللبناني"، مشيراً إلى وجود "تعليمات تصل من تركيا عبر تطبيق (واتساب) لبعض أطراف الحراك ‏الشعبي". وسأل فهمي: "ماذا أتى بهؤلاء إلى لبنان وهم يحملون هذه الأموال؟‎".‎

‎ ‎

وفي ظلّ تضارب المعلومات، أعطى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات توجيهاته للأجهزة الأمنية ‏للتوسع بالتحقيق مع الأشخاص الموقوفين، للتثبّت من مصدر الأموال و"وجهة استعمالها في الداخل اللبناني". ‏وكشف مرجع قضائي لـ"الشرق الأوسط" أن الأشخاص الموقوفين زعموا بأن هذه الأموال استقدمت لصالح ‏شركتين كبيرتين متخصصتين في نقل الأموال بين لبنان والخارج، إحداها عائدة لرجل أعمال معروف، لكن بعد ‏الاستماع إلى إفادات مسؤولي الشركتين تبين أن الأموال ليست لهما، وهذا ما أثار الشكوك حول وجهتها‎.‎

‎ ‎

ولفت المرجع القضائي إلى أن "ما يثير الانتباه هو استقدام تسعة ملايين على دفعتين وعبر طائرتين خاصتين من ‏تركيا إلى بيروت، حيث زعم ناقلو هذه الأموال أن مصدرها تجارة الذهب في تركيا، علماً بأن السلطات التركية ‏تمنع إخراج الأموال النقدية من أراضيها بأي حال من الأحوال، وهو ما يعزز المخاوف أن تكون لها أهداف ‏أخرى، منها تمويل مجموعات على الأراضي اللبنانية‎".‎

‎ ‎

وأوقفت الأجهزة الأمنية خلال الأسبوعين الماضيين ما يزيد على عشرين شخصاً ممن اشتركوا في أعمال الشغب ‏حصلت في وسط بيروت، وأدت إلى تحطيم محال تجارية وممتلكات عامة وخاصة. وأفادت مصادر متابعة ‏للتحقيقات بأن عدداً من الموقوفين "اعترفوا بقبض بعض الأموال للقيام بمثل هذه التحركات". وأفادوا بأن مصدر ‏هذه الأموال شخصية لبنانية مقيمة في مدينة إسطنبول التركية‎.‎

‎ ‎

وتترافق هذه التطورات، مع ضخّ معلومات تحذّر من تداعيات أمنية خطيرة، قد تشهدها مناطق لبنانية عدّة ‏خصوصاً في الشمال. إلا أن مصدراً أمنياً قلل في تصريح لـ"الشرق الأوسط" من صدقية هذه المعلومات، ‏خصوصاً ما يتعلّق منها ببناء معسكرات تدريب لمجموعات يجري تمويلها من تركيا. لكنه قال إن "الأجهزة ‏الأمنية تأخذ كل هذه المعلومات التي تردها على محمل الجدّ وتتعقبها بدقة، خصوصاً أن الساحة اللبنانية تشكل في ‏هذه المرحلة أرضاً خصبة لأي تدخلات خارجية في الشأن اللبناني". وشدد المصدر على أن "الأوضاع ‏الاقتصادية الصعبة، وتفاقم الوضع الاجتماعي والمعيشي، قد يستهوي الكثير من الشباب اللبناني للانخراط في أي ‏مشروع أمني مقابل تلقيه الأموال، خصوصاً إن كانت هذه الأموال بالعملة الصعبة". وطمأن المصدر نفسه إلى أن ‏‏"الوضع الأمني ممسوك بشكل جيد في شمال لبنان وفي البقاع كما في بقية المناطق اللبنانية‎".‎

الشرق الأوسط

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

7 تموز 2020 07:26