9 تموز 2020 | 06:53

أخبار لبنان

"حزب الله" يعيد لبنان إلى زمن ما قبل الكهرباء

كتبت أنديرا مطر في "القبس":

تتسارع وتيرة الانهيارات المتتالية في مجمل القطاعات بلبنان جرّاء فقدان العملة الصعبة، وتراجع القدرة الشرائية للمواطن واتجاه الكثير من المؤسسات إلى الإقفال التام، في حين إن البلد عاد إلى عصر ما قبل اكتشاف الكهرباء، رغم أنه بعد توماس إديسون كان ابن مدينة النبطية في الجنوب اللبناني حسن كامل الصبّاح من أبرز المخترعين في مجال الكهرباء.

رغم محاولات الإنعاش الأخيرة لحكومة حسان دياب، فإن هذه الحكومة لا تزال قاصرة عن اتخاذ خطوات إنقاذية، في حين أثار أمين عام «حزب الله» سخرية اللبنانيين، لا سيما من بئيته الحاضنة، عندما دعا إلى «الجهادَين الزراعي والصناعي»، فجاءت التعليقات على موقعي تويتر وفيسبوك بأن الناس يريدون أن يعملوا بشهاداتهم واختصاصاتهم، ويريدون أموالهم المحتجزة في البنوك ويريدون محاربة الفساد، وليست الزراعة التي هي مسؤولية الدولة، التي يجب أن تنمّي هذا القطاع المهم وتدعم المزارعين على حساب جشع التجار المحسوبين على الزعماء.

وبدا حاسماً أمس كلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة لا تقبل أن يتحوّل لبنان إلى دولة تابعة لإيران وتدعم اللبنانيين للحصول على حكومة نزيهة، مجدداً وصف «حزب الله» بأنه منظمة إرهابية، داعياً كل الدول إلى تصنيفه إرهابياً. وأكد أن الولايات المتحدة ستساعد لبنان على الخروج من أزمته.

ولم تعد الأزمة تهدِّد المواطن في لقمة عيشه وعمله فحسب، بل وصلت إلى القطاع الاستشفائي بعد إعلان نقيب أصحاب المستشفيات أن المستشفيات مرغمة «في المرحلة المقبلة على حصر الاستقبال فقط بالحالات الطارئة، وستعطي مدة أسبوعين أو ثلاثة للمسؤولين، لتدارك الوضع قبل الانتقال إلى الخطوة الثانية، وهي إقفال المستشفيات، ما عدا حالات غسل الكلى وعلاج السرطان». ولا تختلف الصورة السوداوية عن القطاع السياحي، الذي يئنّ كسائر القطاعات.

وأمس، فنّد اتحاد نقابات المؤسسات السياحية هواجسه ومطالبه، إلا أنه أرفقها بصرخة تحذيرية وبلهجةٍ أشدّ صرامة، ممهلاً الحكومة والسلطات المعنية مدة شهر حتى 3 آب المقبل للإعلان عن تاريخ «اليوم الأسود» «للسياحة في لبنان، وإلا فإن قرابة نصف مليون لبناني يستفيدون من هذا القطاع سيكونون من كثير الثوّار الجائعين على الأرض».

كل ذلك وسط أزمة تقنين كهربائي قاس بحيث لا تتجاوز التغذية بالكهرباء ساعة واحدة في اليوم في ظل شح مادة الوقود المستخدم لتوفير الطاقة والناجم عن عدم توافر السيولة الأجنبية. فلبنان يعود لعصر ما قبل الكهرباء، والحل في إيقاد الشّموع، والعودة إلى قنديل سراج الزيت.

وفي حين كان الأجداد يعقدون جلسات السمر والفرح على ضوء السراج، بات اللبنانيون اليوم محبطين يتأففون ويتذمرون ويتضورون جوعاً نتيجة سياسة الافقار المتواصلة وعدم قدرتهم على تخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية، اما لعدم توافر السيولة لشرائها او لعدم توافر الكهرباء لحفظها بعيداً عن التلف.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

9 تموز 2020 06:53