11 تموز 2020 | 20:05

إقتصاد

‏ "موظفو الإدارة": لإعطاء سلفة غلاء معيشة لا تقل عن 50% من الراتب

‏

وجهت رابطة موظفي الإدارة العامة رسالة إلى مجلس الوزراء، طالبت فيها بـ"إعطاء سلفة ‏غلاء معيشة للعاملين في الإدارة العامة ومتقاعديها، تتناسب مع انخفاض القدرة الشرائية لليرة ‏اللبنانية، ولا تقل عن 50% من الراتب لحين استقرار سعر صرف الليرة مقابل الدولار، وتعديل ‏الدوام الرسمي"، وأهابت بالحكومة "العودة عن التعيينات غير القانونية التي حصلت في العديد ‏من مراكز الفئة الأولى‎".‎

وجاء في نص الرسالة‎:‎

‎"‎اعتدنا تحمل الألم والظلم، واعتادت الدولة كل الدولة السكوت عن معاناتنا ومعاناة عائلاتنا، ‏ودائما بانتظار انتهاء أزمات الدولة المالية، اعتادت استسهال إبقائنا دائما وعاء لامتصاص نتائج ‏كل معضلات البلد، وعلى كيل الصفعة تلو الصفعة لنا، لجدوى يبتغيها أولو الأمر أو بدون ‏جدوى، ولعل تخفيض عدد أيام إجازتنا السنوية، الأكثر انخفاضا في الدولة من بين كل ‏القطاعات، رغم مردودها السلبي على الموظف والدولة معا، هو مثل بسيط‎".‎

أضافت: "كنا بانتظار مسارعة الدولة لرفع الغبن الذي لحق بشرائح عديدة من العاملين في ‏الإدارة العامة، في جداول رواتبهم وفي حرمانهم من درجات، وفي مواد قانونية خرقت جدار ‏العدالة والمنطق: رفع الحد الأدنى لسن التقاعد، خفض الإجازات، تسوية مشكلة تهالك سنوات ‏الأقدمية لفئة دون سائر الفئات. كنا بانتظار إصلاح اداري شامل لطالما وعدنا به وانتظرناه ‏طويلا. إصلاح يبدأ بفرض تطبيق القانون، فإذ بنا نرى حكومة تلو الأخرى تصر على خرق ‏القوانين وعلى العلن، وعلى سبيل المثال لا الحصر التعيينات الإدارية لموظفي الفئة الأولى التي ‏يسبب خرق القانون فيها، المزيد من انهيار الإدارة العامة وبالتالي المزيد من الخلل في كل ‏مفاصلها وفي عجلة تسيير شؤون الدولة والمواطن‎".‎

وتابعت: "تكرر طلبنا لموعد من دولتكم لشرح واقع الإدارة العامة والموظف فيها، وعرض ‏شؤون الوظيفة العامة وشجونها، كما يجب أن تعرض وليس كما يتداولها ويسوق لها ‏المتضررون من قيام الإصلاح، تمهيدا لإيجاد الممكن من الحلول، للأسف لم نحصل على دقائق ‏من وقتكم. وعليه، وفي خضم الأزمة المعضلة، في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعانيه ‏الوطن بكل المقاييس، وبظل انخفاض القيمة الشرائية للعملة الوطنية وعجز رواتب أصحاب ‏الدخل المحدود بالليرة اللبنانية عن مواكبة جنون الأسعار المترجمة لسعر الدولار في أسعار السلع ‏الاستهلاكية كافة، لدى التاجر، لدى أصحاب المهن الحرة، لدى الصناعي والزراعي، في كلفة ‏النقل في المستشفيات، لدى الأطباء وفي كل المرافق، الكل يرفع أسعاره لمواجهة الضائقة، وحده ‏صاحب الراتب بالليرة اللبنانية الميتة لا يستطيع مواكبة وتحمل نتيجة ارتفاع سعر صرف ‏الدولار بشكل جنوني. ولكون الموظف القابع في أسفل سلم الرواتب، في القطاع العام، هو ‏المتضرر الأكبر، لما لكل ذلك من انعكاس مباشر على حياته ومعيشته، وانطلاقا من حق ‏الموظفين بحد أدنى من العيش الكريم، ومن واجبنا كرابطة لموظفي الإدارة العامة، نعرض عليكم ‏عينات من معاناة تشكل معالجتها الحد الأدنى الضروري للاستمرار الموقت للموظف ولعائلته ‏ولمهامه الوظيفية الموكلة إليه، وللادارة العامة‎:‎

‎- ‎انعدام القدرة الشرائية لراتب الموظف أوصله إلى مرحلة العوَز حيث أن الحد الأدنى للأجور ‏أصبح أدنى من ثمانين دولارا ويواصل انخفاضه، مما أدى إلى تفاقم المشاكل التي كان وما زال ‏يعانيها، ولطالما كانت الى ازدياد‎:‎

‎- ‎إرتفاع كلفة النقل من والى الوظيفة‎.‎

‎- ‎عدم قدرة الموظف دفع أجرة نقل أبنائه من والى المدارس‎.‎

‎- ‎عدم قدرة الموظف أو الموظفة على استخدام مساعدة منزلية لتعويض الغياب عن البيت‎.‎

‎- ‎عدم قدرة الموظف أو الموظفة على العمل خارج أوقات الدوام الرسمي وفقا لما تتيحه القوانين، ‏لاستكمال ضرورات معيشته، بسبب الدوام المجحف‎.‎

‎- ‎توقف كل أنواع البدلات الإضافية على الراتب الأساسي (التي كانت بالأصل حجة لخفض ‏الراتب)، الذي حرم الموظف من وسيلة تعويض عن انخفاض الراتب‎.‎

بناء عليه، وفي ضوء عدم اتخاذ المسؤولين أي تدبير لتدارك الحالة المأساوية التي وصل اليها ‏الموظف وعائلته، فإن الرابطة اذ تتوجه إليكم بطلب الإسراع في إقرار بعض الحلول الموقتة ‏والملحة (ريثما تستوي أحوال الدولة وتعود الأمور إلى نصابها، وذلك بعد استعادة المال العام إلى ‏خزينة الدولة) وهي التالية‎:‎

‎- ‎إعطاء سلفة غلاء معيشة للعاملين في الإدارة العامة ومتقاعديها، تتناسب مع انخفاض القدرة ‏الشرائية لليرة اللبنانية، ولا تقل عن 50% من الراتب لحين استقرار سعر صرف الليرة مقابل ‏الدولار ليبنى حينه على الشيء مقتضاه‎.‎

‎- ‎التسوية المناسبة لتعويضات صرف الموظفين غير الحاصلين على معاش تقاعدي بما يتناسب ‏والخسارة التي طاولتهم جراء انهيار العملة الوطنية‎.‎

‎- ‎تعديل الدوام الرسمي لينتهي عند الساعة الرابعة عشرة خلال أيام الأسبوع وحتى الساعة ‏الحادية عشرة يوم الجمعة في ظل الظروف الاستثنائية المعيشية التي تمر فيها البلاد، بهدف ‏تخفيف الالتزامات عن الموظف ولإتاحة المجال له ليمارس حقه في التعليم أو غيره من الأعمال ‏المتاحة قانونا، بشكل يعوض ولو بشكل بسيط عن انهيار سعر صرف العملة الوطنية‎.‎

‎- ‎إعادة الأيام المخفضة من الإجازة الإدارية السنوية إلى ما كانت عليه‎.‎

وإذ تأمل الرابطة في الحصول على هذه الحلول الموقتة والتي تشكل الحد الأدنى المقبول، بأسرع ‏وقت ممكن، تؤكد ان كرامة الموظف وعيشه الكريم، جزء لا يتجزأ من كرامة الوطن فلن تتهاون ‏في حمايتها وصونها تحت أي ظرف كان‎.‎

وإذ تؤكد مجددا أنها ستتابع مسيرة الإصلاح الحقيقي للادارة وحفظ حقوق الموظفين المادية ‏والمعنوية، تلفت المعنيين الى أن ملء الشواغر في المواقع القيادية الوسطى

‎(‎الفئتان الثالثة والثانية هي المدخل الأساسي لهذا الإصلاح)، وتهيب بالحكومة العودة عن ‏التعيينات غير القانونية التي حصلت في العديد من مراكز الفئة الأولى، سواء تلك التي تمت من ‏خارج الملاك الإداري أم تلك التي تمت من داخل هذا الملاك من دون توافر شروط التعيين ‏اللازمة لها، فما زال الوقت متاحا لاستدراك الخطأ، ولتكن مثالا يحتذى للموظفين، ولكل من ‏يتبوأ مسؤولية عامة‎".‎



المركزية 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

11 تموز 2020 20:05