14 تموز 2020 | 19:46

أخبار لبنان

فوشيه: مستقبل لبنان على المحكّ.. والاصلاحات تسمح باستعادة الثقة

فوشيه: مستقبل لبنان على المحكّ.. والاصلاحات تسمح باستعادة الثقة

أقامت السفارة الفرنسية في لبنان حفلا افتراضيا بمناسبة "العيد الوطني الفرنسي" تحت شعار ‏‏"التضامن لتكريم العاملين اللبنانيين في الرعاية الصحية الملتزمين في مكافحة وباء كورونا".‏

والقى السفير برونو فوشيه كلمة من على ادراج قصر الصنوبر حيث وضعت منصة رفع ‏بجانبها اعلام الإتحاد الأوروبي، فرنسا ولبنان وقال فيها: "إنني سعيد جدا بالتوجه إليكم اليوم في ‏الرابع عشر من تموز بمناسبة العيد الوطني الفرنسي. وإن يؤسفني طبعا عدم استقبالكم شخصيا، ‏كما هي العادة، في قصر الصنوبر هذا العام الذي يصادف الذكرى المئوية لإعلان لبنان الكبير. ‏إننا في وضع لا سابق له. لقد توجب علينا كلنا التأقلم مع ذلك. فالظروف الاستثنائية تفرض ‏تنظيما استثنائيا. من هنا، فكرنا باحتفال "افتراضي" لمناسبة الرابع عشر من تموز، على أمل أن ‏يشعركم هذا الاحتفال بمدى قرب بلدينا وبغنى العلاقات الثنائية التي تجمعهما، على الرغم من ‏التباعد الجسدي الذي فرضته أزمة فيروس الكورونا".‏

اضاف: "كانت هذه السنة مضطربة بشكل استثنائي. فالأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي ‏تعصف بالبلد منذ أشهر تؤثر بحدة على اللبنانيين، على حياتهم اليومية وكذلك على مشاريعهم. ‏إننا نعي ذلك ويهمني أن أقول لكم كم نشعر في صميمنا بوطأة هذا الوضع الرهيب الذي يثير قلق ‏سلطاتنا العليا. أود أيضا أن أتوجه إلى الرعايا الفرنسيين في لبنان الذين يواجهون الصعوبات ‏نفسها. كنا وسنبقى إلى جانبكم في هذه المحنة. تعمل القنصلية الفرنسية مع مستشاريهم القنصليين ‏من أجل تعزيز آليات المساعدة الخاصة بكم. فالأزمة التي يواجهها البلد ونموذجه الاقتصادي ‏والمالي عميقة وذات جذور متأصلة".‏

وتابع: "لقد رسمت الحكومة مخرجا لهذه الأزمة من خلال الخطة التي اعتمدتها في 30 نيسان ‏ومع انطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. الطريق شاق وليس هناك من بدائل. كانت ‏الخطوات الأولى مشجعة وأقر صندوق النقد الدولي بأن التشخيص المقدم كان جيدا. ستقف فرنسا ‏دوما إلى جانب لبنان على أن تطبق الإصلاحات الضرورية. من الملح والأساسي اعتمادها لكي ‏يتمكن البلد من استعادة النمو واسترجاع الاستقرار. كررت ذلك مرارا هذه السنة أمام محاوري: ‏يجب العمل الآن قبل أن يفوت الأوان. فما هو على المحك هو مستقبل لبنان والأجيال الصاعدة ‏التي ينبغي لها أن تنشأ في بلد تسخر فيه طاقاتها لمنفعة الجميع. قيل ذلك في باريس خلال ‏اجتماع مجموعة الدعم الدولية الذي انعقد في 11 كانون الأول 2019. وذكر بذلك وزير أوروبا ‏والشؤون الخارجية. كل ذلك معروف تماما".‏

واردف: "إنني على يقين بأن تطبيق المسؤولين السياسيين اللبنانيين للاصلاحات سيسمح للبنان ‏باستعادة ثقة اللبنانيين أولا وثقة المجتمع الدولي أيضا. هذه الثقة أساسية للمضي قدما وللخروج ‏من الأزمة. تتعالى منذ أشهر الصرخات في الشارع مطالبة بذلك. فاللبنانيون يعانون الأمرين. ‏على السياسيين، مهما كانت انتماءاتهم، أكانوا في الحكومة أو في مجلس النواب أو ضمن القوى ‏المشكلة للأغلبية أو في المعارضة، عليهم جميعا أن يسمعوا الدعوة الموجهة إليهم. يمر لبنان ‏بأسوأ أزمة شهدها منذ نهاية الحرب الأهلية. لا يمكن لأحد أن ينكر ذلك. يجب العمل. يجب ‏العمل من دون تأخر".‏

وأوضح أنه "على الرغم من هذه التحديات، تمكنت فرنسا من المحافظة خلال هذه السنة على ‏علاقاتها الوطيدة مع لبنان في كافة القطاعات. في القطاع التربوي الفرنكوفوني، حشدت فرنسا ‏جهودها من أجل الحفاظ على شبكة المدارس الفرنكوفونية ودعم التعليم ذات الجودة. تم الإعلان ‏عن مشاريع دعم تؤكد على التزامنا في هذا المجال. لا ننسى التعليم الجامعي. فيما نواصل دعمنا ‏للجامعات في لبنان، نتمنى استقبال عددا أكبر من الطلاب اللبنانيين في فرنسا. في القطاع ‏الثقافي، تم إلغاء العديد من المناسبات هذه السنة. لكن يجب ألا تتم التضحية بالثقافة مهما ساء ‏الوضع. علينا أن نبتكر وسائل جديدة من أجل دعمها وإحيائها".‏

ومضى قائلا: "على الصعيد الأمني، تمكنت القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي اللبنانية، التي ‏أحيي جهوزيتها الدائمة في كل لحظة، من التكيف بشكل ملحوظ مع كافة الأوضاع ومن الحفاظ ‏على أمن البلاد واستقرارها. أود إذا أن أحيي إلتزامها هذا. إن دعمنا للقوى الأمنية اللبنانية دعم ‏دائم لا سيما في مجالات الحماية المدنية ومكافحة الإرهاب ودعم الدورات التدريبية. يهدف ‏تعاوننا في مجال الدفاع إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني، الذي يشكل عنصرا أساسيا لضمان ‏إستقرار لبنان. إسمحوا لي كذلك أن أحيي الدور الذي تقوم به قوات اليونيفيل، علما أن فرنسا ‏تساهم في مهامها من خلال كتيبتها التي تضم حوالى 700 عنصر، وهو دور أساسي لتهدئة ‏التوترات التي تظهر في المنطقة المعنية من وقت لآخر. وهذا ما شهدناه هذه السنة. إن اليونيفيل ‏تؤدي دورا حاسما في الحفاظ على سلام هذه المنطقة وأمنها. ونحن سنبذل كل ما بوسعنا لنحافظ ‏على ولايتها ولكي يتم الإبقاء على الإمكانيات التي تخولها الاضطلاع بمهامها".‏

وتابع: "أود أن أتطرق إلى أزمة فيروس كورونا، وهي أزمة لا سابق لها بالنسبة إلى الجميع كما ‏أنها أضعفت إقتصاد دولنا وأنظمتنا الصحية وزعزعت ما كنا نعتبره يقينا مؤكدا. مع إنتشار ‏الوباء، توقف الإقتصاد العالمي توقفا شبه كامل وأعرف كم كانت الإنعكاسات مأساوية بالنسبة ‏إلى لبنان، فثمة وظائف فقدت ومحال أغلقت أبوابها وأشخاص وجدوا أنفسهم في وضع هش ‏للغاية. لا يسعني إلا أن أشجع الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لوضع شبكات أمان إجتماعية ‏يستفيد منها الجميع. أعرف أنها تعمل على تحقيق ذلك غير أن الأزمات المختلفة التي شهدها ‏لبنان هذا العام تؤكد أن مساعدة الأشخاص الأكثر عوزا تشكل أولوية ملحة. كما أنني أود أن ‏أحيي إدارة الأزمة من قبل الحكومة اللبنانية والإلتزام الذي تميزت به الفرق الطبية من دون كلل ‏أو ملل، سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص. لقد قام لبنان بخيار إنساني، شأنه شأن ‏فرنسا، إذ أعطى الأولوية للصحة على الإقتصاد عندما طلب من الشعب اللبناني البقاء في ‏المنزل. إنما هذا يعبر عن حس بالمسؤولية لا غبار عليه، الأمر الذي أتاح الحد من تفشي الوباء. ‏أشكر بالطبع الرعايا الفرنسيين الذين تصرفوا بشكل مثالي في هذا الظرف الإستثنائي، كما أشكر ‏فريق العمل في السفارة على إلتزامه الدائم".‏

وذكر بأن "فرنسا وقفت إلى جانب لبنان منذ بداية الأزمة وقدمت على نحو عاجل معدات حماية ‏للفرق الطبية وفرق الدفاع المدني والقوات المسلحة اللبنانية. إنني أعتقد بكل صدق وأمانة أن هذا ‏التعاون وهذا التضامن خير دليل على روابط الصداقة العميقة في ما بيننا. أود أيضا أن أؤكد أنه ‏على الرغم من الصعوبات التي يعاني منها اليوم إقتصاد دولنا، إزداد دعمنا هذه السنة للمؤسسات ‏الإنسانية والتنموية والمنظمات غير الحكومية والمنظمات المنبثقة من المجتمع المدني. نحن نعلم ‏أن الإحتياجات ضخمة، سواء في مجال الأمن الغذائي أو الصحة أو التربية، وهي ستبقى كذلك ‏في المستقبل. إن هذا التضامن مع لبنان يشهد على إرادتنا في مساعدة الأشخاص الأكثر ضعفا، ‏أكانوا لبنانيين أم لاجئين، وهي مساعدة تساهم في تجنب بروز توترات بين المجموعات ‏المختلفة".‏

وختم قائلا: "أود أن أختم كلامي برسالة أمل وثقة أوجهها إلى الشعب اللبناني، هذا الشعب الذي ‏ما انفك يسحرني طوال فترة إقامتي في لبنان بإبداعه وكرمه وحيويته وقدرته على التأقلم. فهذه ‏المرة الثالثة التي أحظى فيها بشرف الإحتفال بالعيد الوطني الفرنسي في لبنان، وأود أن أقول لكم ‏كم سررت، خلال هذه السنوات الثلاثة، بأن أخدم ليس فقط بلادي بل وبدرجة أكبر فكرة معينة ‏عن الصداقة العميقة التي تجمع ما بين فرنسا ولبنان".‏

بعدها انشد ديبلوماسيون وعسكريون وموظفون فرنسيون يعملون في السفارة الفرنسية النشيد ‏الوطني اللبناني ثم انشد فنانون لبنانيون النشيد الوطني الفرنسي "المارسياز".‏

ثم اخذت صورة تذكارية للعاملين اللبنانيين في الرعاية الصحية من اطباء وممرضين من ‏مستشفيات: رفيق الحريري الحكومي، اوتيل ديو، المستشفى العسكري، الصليب الأحمر الدولي ‏والصليب الأحمر اللبناني الذين كرمهم السفير فوشيه اليوم.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 تموز 2020 19:46