20 تموز 2020 | 20:04

مواقع إجتماعية

‏"تيك توك" والاتهامات.. مشرفون سابقون يكشفون المستور

ما زالت البلبلة حائمة حول موقع التواصل الاجتماعي "تيك توك"، مترافقة مع جدل واسع بشأن ‏ماهية عمل التطبيق.‏

والجديد اليوم، كشف عنه مشرفون سابقون في الشركة، وقالوا إن تيك توك كان أشبه بـ"سجن ‏رقمي" يركز على مراقبة الموظفين، وأن الشركة كانت تركز على حماية صورتها العامة، ‏منشغلة بذلك عن أدوات الحماية.‏

وكشفت المعلومات أيضاً، أن عشرات من المشرفين ممن استأجرتهم الشركة للتدقيق في المحتوى ‏الذي أثار جدلاً واسعاً خلال الفترة الماضية، كانوا أجبروا على مشاهدة ما يصل إلى 1000 ‏مقطع فيديو يومياً، خلال ساعات قليلة.‏

انتهاك خصوصية الأطفال

وحول اتهامات بشأن انتهاك خصوصية الأطفال التي فتحت حولها لجنة التجارة الاتحادية ‏ووزارة العدل في الولايات المتحدة تحقيقاً، أفادت مصادر لـ"صحيفة التيلغراف"، أن تيك توك ‏حثّ موظفيه على إعطاء الأولوية لرصد مقاطع الفيديو التي يمكن أن تضر بالصورة المناسبة ‏للعائلة، بينما ترك الرسائل الخاصة التي تم الإبلاغ عنها.‏

بالمقابل، تقول تيك توك إنها أدخلت العديد من التحسينات على سياسات سلامة الأطفال في ‏الأشهر الأخيرة، وأنها تتعامل مع رفاهية موظفيها على أنها "بالغة الأهمية".‏

وحصلت تيك توك على شعبية واسعة جداً بين الأطفال، ففي الشهر الماضي، أفادت الإحصائيات ‏بأن نصف الأطفال البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عاماً يستخدمون التطبيق ‏بانتظام، على الرغم من أن الحد الأدنى الرسمي لعمر المستخدم هو 13 عاماً، فقد انتشر بشكل ‏خاص بين الفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً.‏

كما أصبح لدى الشركة حتى اليوم ما يقارب مليار مستخدم في جميع أنحاء العالم، وسط تحذيرات ‏من أن التطبيق بات يجذب عددا من المجرمين من مغتصبي الأطفال الذين اعتبروا التطبيق وسيلة ‏للعثور على مبتغاهم من الأطفال والتواصل معهم.‏

إلا أن تحذيرات كثيرة كانت أطلقت تفيد بأن التطبيق أصبح أرضاً خصبة لتعليقات بذيئة انتشرت ‏مقاطع فيديو أظهرت رقص أطفال المدارس، فيما نما استعمال التطبيق بشكل كبير أثناء فترة ‏إغلاق الدول بسبب كورونا.‏

كيف تعاملت الشركة مع تدفق المستخدمين؟

في السياق أيضاً، كشف المشرفون السابقون في تيك توك، عن كيفية تعامل الشركة مع تدفق ‏المستخدمين الجدد والنشاط الذي نما بشكل كبير مؤخرا، موضحين أنه وفي عام 2018، دخل ‏تيك توك إلى المملكة المتحدة وبدأ بتوظيف جيش من العملاء خارج الصين، ومقرهم الرئيسي في ‏بريطانيا وأميركا.‏

أضافوا أنه عندما تم تعيينهم قيل لهم في البداية إنهم سيشاهدون ما بين 100 و400 مقطع فيديو ‏في اليوم، ولكن في الواقع كشفوا أنهم كانوا يشاهدون ما بين 1000 و1200، بهدف صارم هو ‏الوصول إلى كل مقطع فيديو في غضون 15 دقيقة من يتم وضع علامة عليه.‏

وأدى ذلك إلى قيام المشرفين بمشاهدة مقاطع الفيديو بسرعة مضاعفة أو أربع مرات فقط ‏للوصول إلى حصص الفريق، وفقًا للمصادر.‏

حسبة الشركة.. 1000 مقطع بـ 4 ساعات

فقد حسب التطبيق حسبة صغيرة، مفادها أنه بما أن مقاطع الفيديو الخاصة به في المتوسط 15 ‏ثانية، فإن 1000 مقطع فيديو تعادل حوالي 4 ساعات عمل، وهو ما يتماشى مع معايير عبء ‏العمل في صناعة التكنولوجيا.‏

كما أبلغ التطبيق المشرفين عن الحاجة إلى مشاهدة وإصدار أحكام على مقاطع الفيديو بلغات لم ‏يفهموها إذ لم يكن لدى الشركة قسم لذلك البلد بالتحديد.‏

وقال أحدهم: "لقد كان الأمر مروعاً لأنك كنت تشعر بالضغط طوال الوقت. لقد طلب منا ‏المسؤولون أن نخبر عما شاهدنا كل ساعتين أو ثلاث تقريبا، فكيف يمكننا ذلك؟"، مؤكداً أنهم ‏وفي نهاية يوم العمل لا يستطيعون النوم أبداً لأن أغاني البوب القوية التي كانت ترافق ‏الفيديوهات التي يراقبونها لساعات متتالية تبقى عالقة في أذهانهم، عدا عن مقاطع العنف التي ‏كانت تتضمن حالات انتحار أو تعذيب لحيوانات.‏

استشارات للتعامل مع الضغوط

بالمقابل، عرضت الشركة ما أسمتها خدمات استشارية للمشرفين للتعامل مع الضغوط، إلا أنها ‏بحسب المشرفين لم تكن ناجعة، مؤكدين أن بيئة العمل كانت موترة وكأنك تخضع لمراقبة طويلة ‏لساعات.، وشرح أحدهم أن كان عليه الإخبار في كل مرة يذهب فيها إلى المرحاض أو يأخذ ‏استراحة لتناول القهوة، وحتى في هذه الاستراحات البسيطة كانوا يبلغونهم أنهم ابتعدوا عن ‏مكاتبهم لفترة طويلة جداً، مضيفاً: "لقد كان سجن رقمي، لأنك لا تستطيع أن تفعل أي شيء دون ‏علم الناس".‏

فيما نفى تيك توك هذه الادعاءات، قائلاً إنه ليس من سياسة الشركة أن يسجل الموظفون ذهابهم ‏إلى دورات المياه واستراحات القهوة على نظام العمل.‏

اتهامات بالتقاعس

يذكر أن تيك توك يواجه اتهامات بأن التطبيق الصيني لمشاركة مقاطع الفيديو القصيرة تقاعس ‏عن الالتزام بالاتفاق المعلن في فبراير/شباط 2019، بخصوص حماية الأطفال.‏

إلى ذلك، كان "مركز الديمقراطية الرقمية"، وحملة "من أجل طفولة خالية من التجارة" وآخرون ‏قد طلبوا في مايو/أيار الماضي من لجنة التجارة الاتحادية النظر في مزاعم عدم قيام "تيك توك" ‏بحذف مقاطع الفيديو والمعلومات الشخصية لمستخدمين عمرهم 13 عاماً أو أقل كما تم الاتفاق ‏عليه سابقاً.‏




العربية.نت

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 تموز 2020 20:04