27 تموز 2020 | 11:55

فن

‏ ٤٠ عاماً على رحيله‎.. ‎‏ ويبقى رشدي أباظة "دونجوان" السينما المصرية

‏ ٤٠ عاماً على رحيله‎.. ‎‏ ويبقى رشدي أباظة

زياد سامي عيتاني‎*‎


رشدي أباظة "دنجوان" السينما المصرية وأحد فرسانها، رغم رحيله منذ ٤٠ عاماً (٢٧ تموز ‏‏١٩٨٠)، ما زال يشكل نموذجاً لفتى الأحلام في مخيلة الكثير من الفتيات، بوسامته، وخفة دمه، ‏وملامحه الرجولية المتكاملة‎.‎

‎ ‎فرشدي أباظة الذي ولد في العام ١٩٢١ لأب مصري وأم إيطالية الجنسية، تحمل جمال ورقة ‏ونعومة الأوروبيات، كان توليفة من هذا المزيج بين الشرق والغرب، ‏

فجاء جذاباً رقيقاً وخشناً في آن معاً، ما جعل الفتيات يتهافتن على لفت نظره والفوز بحبه، دون ‏أن يتأخر في الإستجابة لهذا التهافت‎.‎

لكن هذه المواصفات الجذابة التي تميز بها أباظة، لم تكن وحدها جواز سفره نحو النجومية، بل ‏جاءت مكملة أو متزامنة مع موهبته وإمكانياته التمثيلية المشهود لها بالكفاءة والإبداع، فنجاحه في ‏عالم السينما، وقدرته على الإستمرار لسنوات، ووصول ١٢ فيلماً من أفلامه لقائمة أفضل مئة ‏فيلم في تاريخ السينما المصرية، يؤكد أنه صاحب موهبة ثرية، وبالتالي من الخطأ حصرها في ‏‏"كاريزماتيته"، لأنه تمكن بالفعل أن يجمع بين هذه المواصفات وبين موهبة فنية مترسخة، ‏ترجمها بكل جدارة من خلال تقديمه على مدار مشواره الفني في أكثر من ١٥٠ فيلماً، مما جعله ‏يصنف واحد من أفضل الممثلين في تاريخ السينما المصرية، وأكثرهم إثارة للجدل‎.‎

‎**‎

‎•‎معارضة "الأباظية الأرستقراطية" دخوله الفن‎:‎

طريق رشدي أباظة دخول عالم الفن، لم يكن بالأمر السهل، فهو إبن عائلة أرستقراطية، وهو ‏واحد من أنجال الأسرة "الأباظية" الشهيرة في مصر، لم توافق في البداية إنجذابه لعالم السينما، ‏خصوصاً وأن والده اللواء السعيد أباظة كان ضابطاً مرموقاً في الشرطة، وكان يرغب في أن ‏يلتحق مثله بالمجال العسكري‎.‎

وحين أخبر والده بأنه ينوي العمل كممثل، رفض ذلك بشدة، وقاطعه على أمل أن يتراجع عن ‏قراره ويبتعد عن التمثيل، لكن رغم أن القطيعة إستمرت ثماني سنوات، ظل الشاب متمسكاً ‏بخياره وقراره، خاصة عندما لمس المساندة والتشجيع من أمه الإيطالية‎. ‎

‎**‎

‎•‎إكتشافه في صالة "بلياردو‎":‎

قصة دخول أباظة إلى عالم السينما فيها كثير من الغرابة والمصادفة، إذ من المعروف أن من ‏أبرز هوايات أباظة كانت الرياضة وركوب الخيل ولعبة "البلياردو"، فبينما كان في إحدى الليلي ‏متجهاً كعادته إلى المكان الذي يمارس فيه هوايته المفضلة لعبة "البلياردو"، رآه المخرج كمال ‏بركات فسأله إن كان يحب العمل في السينما، فرحب أباظة، ومن دون أن يكون بينهما سابق ‏معرفة‎.‎

وبالفعل عرض عليه المخرج القيام بدور البطولة في فيلم "المليونيرة الصغيرة" أمام فاتن حمامة، ‏التي كانت وقتها مجرد وجه جديد على الشاشة، فوافق أباظة دون تردد، لأنه وجد في هذا ‏العرض فرصته الذهبية لتحقيق حلمه‎.‎

‎**‎

‎•‎أدوار محدودة وسوء حظ وفشل في إيطاليا‎:‎

وبالفعل عرف رشدي أباظة من خلال فيلم "المليونيرة الصغيرة" طريقه لعالم الفن، حيث لفت ‏الفتى أنظار المخرجين والمنتجين، وبدأ ينطلق في أدوار صغيرة، ولكنها مؤثرة‎.‎

إلا أنه في بداية مشواره الفني تعرض إلى ما يمكن وصفه بالإنتكاسة في ثلاثة أفلام متتالية ‏شارك فيها، هي: ذو الوجهين» و«أمينة» و«إمرأة من نار»، إذ لم تكن على المستوى، الذي ‏يضمن له تثبيت أقدامه على طريق الشهرة التي يحلم بها‎.‎

لكن ذلك لم يدفعه لليأس، بل تسلح بالإصرار والعزيمة، فقرر السفر إلى إيطاليا، ومكث هناك من ‏‏١٩٥٠ وحتى العام ١٩٥٢، وخلال هذه الفترة لم يشارك سوى في فيلم «أولادي‎».‎

‎ ‎وعندما فشلت مهمته في التميز والنجاح والشهرة في إيطاليا، تأكد أن عليه أن ينجح أولاً في بلده ‏قبل أن يسعى للعالمية، سيما أنه إستغل فترة وجوده في إيطاليا في دراسة الفن في أحد ‏استوديوهات روما‎.‎

‎**‎

‎•‎العودة إلى مصر والتربع على القمة‎:‎

وبعد عودته إلى مصر وتصميمه على النجاح، وعقب إختار المخرج كمال الشيخ له للمشاركة ‏في فيلم "المؤامرة" العام ١٩٥٣، جاءته فرصة العمر على طبق من ذهب عام ١٩٥٩، التي ‏شكلت نقطة تحول كبرى في حياته الفنية، وذلك حين رفض النجم أحمد مظهر دور (عصمت ‏كاظم) في فيلم "الرجل الثاني" أمام سامية جمال، وإنتقل الدور بشكل مفاجئ لرشدي أباظة، الذي ‏أبدع فيه إبداعاً لا مثيل له، وكتب شهادة ميلاده كنجم سينمائي تربع على القمة حتى آخر لحظة ‏في حياته، لينطلق سهم "الدونجوان" بسرعة كبيرة حتى كانت فترة الستينات والسبعينات في ‏السينما، التي كانت مرحلة رشدي أباظة دون منازع، حيث لعب في السنوات من ١٩٥٩ وحتى ‏‏١٩٧٢ بطولة ٨١ فيلماً من أصل ١٤٥ فيلماً قدمها على مدى مشواره السينمائي في مصر، ‏بخلاف عشرات الأفلام التي قدمها في سورية ولبنان وتركيا وإيطاليا‎.‎

يذكر أن سعاد حسني كانت صاحبة نصيب الأسد في عدد الأفلام التي شاركت فيها مع رشدي ‏أباظة، حيث بلغ عددهم ١٢ فيلماً، تلتها نجلاء فتحي التي قدمت معه ٩ أفلام، ثم فاتن حمامة ‏برصيد ٦ افلام معه‎.‎

‎**‎

‎•‎معشوق الفاتنات وبطلات أفلامه‎:‎

بموازاة نجموميته الفنية، كان رشدي أباظة معروفاً بعلاقته النسائية، لا بل كان مستجيباً مطواعاً ‏لتهافتن عليه، حيث أن مغامراته مع النساء كثيرة لا تنتهي، إمتدت طيلة مراحل حياته، وما ‏زيجاته من الفنانات تحية كريويا وساميا جمال وصباح والأميركية بربرا، وأخيراً إبنة عمه نبيلة ‏في آخر حياته، عدا علاقاته الواسعة مع كثير من الفتيات في مختلف البلدان التي كان يزورها أو ‏يقيم فيها، إلا دليلاً حسياً على أنه كان معشوق الجميلات، وأن بطلات أفلامه وقعن في غرامه‎.‎

‎**‎

‎•‎منافس الملك فاروق غرامياً‎:‎

إرتبط رشدي أباظة بقصة حب مثيرة للجدل مع الفنانة كاميليا، تعرض نتيجتها للتهديد بالقتل من ‏الملك فاروق، لتنتهي تلك القصة الغرامية نهاية مأسوية بمصرع كاميليا في حادث تفجير طائرة ‏بقيت أسبابه ودوافعه مجهولة حتى اليوم‎.‎

وفي تفاصيل القصة، أنه عند مشاركته في فيلم "إمرأة من نار" أمام فاتنة الشاشة كاميليا بدأت ‏قصة حب بينهما، رغم ما كان يتردد عن حبها للملك فاروق وحبه لها. ولكن قصتهما إنتهت ‏نهاية حزينة بوفاة كاميليا، فإنهار الفتى الأباظي ودخل في غيبوبة، وكان كلما أفاق يردّد إسمها، ‏ثم يدخل في غيبوبة مرة أخرى‎.‎

وذكر آنذاك أن الملك فاروق أحبّ كاميليا بجنون خاصة بعد أن علم أنها حملت منه، وتصوّر أنها ‏ستنجب له ولداً يكون ولياً للعهد لأنه كان سيتزوجها رسمياً لو أنجبت ولداً، ولكن أمله خاب لأن ‏كاميليا أجهضت في الشهر السادس عندما وقعت من فوق ظهر حصان‎.‎

‎**‎

إنه رشدي أباظة "دنجوان" السينما المصرية، الذي أحب الحياة بجنون، وجنت فتيات زمانه به، ‏حيث أن قصص حبه للجميلات والشهيرات فاقت سنوات عمره‎.‎

‎**‎

‎*‎إعلامي وباحث في التراث الشعبي‎.‎
























يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 تموز 2020 11:55