3 آب 2020 | 06:58

أخبار لبنان

حكومة دياب.."تأكل أبناءها‎"!



المصدر :نداء الوطن


‎بينما يواصل البطريرك الماروني السير على "درب الجلجلة" الوطنية حاملاً لواء الحياد الناشط، وقد رسم ‏بالأمس خريطة "ثلاثية الأبعاد" لمعانيه وجوهر مفهومه في سياق "مترابط غير قابل للتجزئة" بما يقتضي "عدم ‏الدخول في محاور وصراعات سياسية وحروب إقليمية ودولية وامتناع أي دولة عن التدخل في شؤون لبنان أو ‏اجتياحه أو احتلاله أو استخدام أراضيه لأغراض عسكرية، والتعاطف مع القضايا الانسانية والعربية، وتعزيز ‏الدولة لتكون دولة قوية عسكرياً بجيشها تدافع عن نفسها بوجه أي اعتداء من إسرائيل أو من أي دولة سواها" ‏مؤكداً أنّ وحده من يرفض ذلك هو ذلك الذي لا "يعنيه حقاً خير لبنان وشعبه وضمانة وحدته وعودته إلى سابق ‏عهده المزهر"… يواصل في المقابل مركب العهد العوني وحكومته مسير الغرق والانحدار بالبلد نحو قعر ‏الانهيار الشامل اقتصادياً ومالياً واجتماعياً ومعيشياً وصحياً وبيئياً، على وقع أداء متخبط يتزايد تلاطماً يوماً بعد ‏آخر بين مكونات حكومة حسان دياب التي بدأت "تأكل أبناءها" في ظل استحكام حالة التشرذم والضياع على ‏أدائها، سواءً على مستوى فضائحها المتتالية، وآخرها فضيحة تناتش الصلاحيات والتصاريح بين وزيري ‏الصحة والداخلية إزاء تطبيقات التدابير الاحترازية في مواجهة "كورونا"، أو على مستوى انطلاق مرحلة القفز ‏من المركب الحكومي بخطوة استقالة وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي وما قد يعقبها تباعاً من "قفزات" ‏وزارية مماثلة ترمي إلى التنصل من وصمة الفشل والمكابرة التي باتت تدمغ إدارة دفة الحكم في البلاد‎.‎

‎ ‎

إذاً، حزم حتّي "حقيبته الديبلوماسية" وعزم على الاستقالة من حكومة دياب، وسط تأكيد أوساطه أنه "لا يناور ‏ولن يتراجع" ومن المرتقب أن يزور السراي اليوم لتقديم كتاب استقالته رسمياً وشرح موجباته ومسبباته. وإذا ‏كانت مصادر "السراي" عمّمت معلومات إعلامية مساءً تفيد بأنّ رئيس الحكومة سيدعو وزير الخارجية إلى ‏التريث في قراره، فإنّ مصادر "التيار الوطني الحر" سارعت إلى احتواء المشهد بإشاعة أنباء وأجواء مناهضة ‏تؤكد جهوزية البديل في وزارة الخارجية مع تسريب أسماء مستعدة لتولي المهمة من الدائرة العونية وأبرزها ‏المستشار الديبلوماسي في قصر بعبدا السفير السابق شربل وهبي، وذلك بالتوازي مع التلويح بإمكانية الاستفادة ‏من فرصة استقالة حتي لإجراء تعديلات وزارية تقطع الطريق على أي استقالات مشابهة محتملة‎.‎

‎ ‎

أما في المعطيات المتوافرة حول الأسباب التي دفعت وزير الخارجية إلى الاستقالة، فتؤكد أوساط ديبلوماسية ‏لـ"نداء الوطن" أنها أسباب متعددة ومتشعبة، وتوضح أنّ "كيل حتي طفح من الممارسات السياسية الطاغية على ‏الأداء الحكومي"، مشيرةً إلى أنه "الأجدر بشرح أسبابه لكنّه على الأرجح بلغ مرحلة شعر فيها بانعدام الانسجام ‏بين موقعه الحالي وبين علاقاته السياسية وتاريخه الديبلوماسي". وقياساً على تقييمه لأكثر من محطة واجهته في ‏الحكومة وفي قصر بسترس حيث "استشعر بأن وزارة الخارجية أصبحت مهمّشة وتحولت إلى أشبه بالجزيرة ‏المعزولة عن كل عمل ديبلوماسي الأمر الذي راكم المآخذ لديه ودفعه إلى الاستقالة"، تشي المعلومات المستقاة من ‏مصادر موثوق بها بأنّ حتي بات أقرب إلى الخلاصة التي وصل إليها المجتمع الدولي وعبّر عنها من بيروت ‏وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان لناحية تأكيده أنّ الحكومة القائمة في لبنان لا تساعد نفسها ولا ‏تتجاوب مع متطلبات المرحلة وتحدياتها، بينما على المستوى الشخصي من القرار فإنّ المصادر تؤشر بالإصبع ‏إلى مسؤولية مباشرة يتحملها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في "تهشيل" خليفته عن كرسي ‏الخارجية عبر سلسلة من التدخلات الممنهجة في آلية عمل الوزارة وآخرها في ملف التشكيلات الديبلوماسية الذي ‏يريد باسيل بسط سطوته عليه بكامل تفاصيله، وهو في هذا المجال كان قد دفع باتجاه الخروج عن الآليات المعتمدة ‏لتعيين أكثر من إسم مقرب منه سفيراً لدى عواصم دول القرار لا سيما في واشنطن حيث يصرّ على استباق إحالة ‏السفير غابي عيسى إلى التقاعد بتعيين هادي هاشم خلفاً له‎.‎

‎ ‎

أما على صعيد مواقف حتي المتصاعدة في الآونة الأخيرة والتي بدت جلياً أنها تغرد خارج سرب المنظومة ‏الحاكمة وخصوصاً في مقاربة مسألة الحياد الإيجابي وغيرها من المسائل السياسية والسيادية والديبلوماسية، ‏فكشفت المصادر أنّ الصاعق الذي فجّر قنبلة الاستقالة تمثل بإقدام رئيس "التيار الوطني" على الاتصال بوزير ‏الخارجية إثر إطلالته التلفزيونية الأخيرة مع الإعلامي مارسيل غانم وتوجه إليه "بعبارات من التأنيب الصريح ‏على المواقف التي أطلقها بلغت مستوى التجريح، فكانت تلك "شعرة معاوية" التي قطعت بين الجانبين ليحسم ‏وزير الخارجية أمره باتجاه تقديم الاستقالة‎".‎

‎ ‎

أما على المقلب الآخر، فتنتقد مصادر ديبلوماسية مقربة من "التيار الوطني الحر" قرار حتي ولا تتردد باتهامه ‏‏"بالهروب إلى الأمام لتنفيذ أجندة خاصة ولطموحات شخصية"، وتقول لـ"نداء الوطن": "يعلم الجميع كيف دخل ‏وزير الخارجية إلى الحكومة وهو لم يحقق أي إنجاز يُذكر لا في الحكومة ولا في وزارته بل سجّل "صفر ‏انتاجية" وامتهن مسايرة الجميع من دون اتخاذ أي موقف في أي ملفّ، ليصبح لقبه وزير اللاموقف"، معتبرةً أنّ ‏مقابلته الملتفزة الأخيرة "إنما جاءت تمهيداً لخطوة الاستقالة بغية نفخ حجمه وبيع استقالته بأعلى سعر ممكن ‏وتقديم أوراق اعتماد بذلك لدى المجتمعين العربي والدولي، في حين أنّ خطوة الاستقالة لا تعدو كونها تجسّد تهرّباً ‏واضحاً من المسؤولية وتسجيلاً للبطولات الفارغة من أي مضمون‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

3 آب 2020 06:58