7 آب 2020 | 14:05

خاص

حصيلة أولية بالأرقام لخسائر إنفجار مرفأ بيروت

حصيلة أولية بالأرقام لخسائر  إنفجار مرفأ بيروت

خاص- مستقبل ويب


كتب باسل الخطيب

يعجز اللسان عن وصف حجم الكارثة التي أصابت لبنان واللبنانيين بعد تفجير مرفأ بيروت يوم الرابع من آب أغسطس 2020.

فالجريمة كبيرة وتعدّ أكبر من مصيبة، بين خسائر بشرية قاربت الـ 154 شهيداً وما يزيد عن 5 آلاف جريح ومصاب وشهداء لا زالوا مدفونين تحت الركام حتى هذه الساعة، إضافة الى مرفأ مدمّر كلياً، ودمارٍ لحق بالإهراءات ومديرية الصيانة والأبنية الأمنية ومستوعبات ومستودعات أصبحت ركاماً.

في حين أن كافة الشوارع والأبنية والمحلات والمكاتب والمؤسسات المجاورة بمساحة قطرها 10 كيلومترات قد تضرّرت.

لبنان المديون والذي يشهد أزمة اقتصادية واجتماعية ونقدية وصحية، كانت السلطات فيه تحاول الحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي لإنقاذ جزءٍ من اقتصاده، ولكنها لم تنجح بعد 17 اجتماعاً فاشلاً، إلا أن لبنان اليوم، بات بحاجة الى مساعدات أضخم وأكثر من تلك المطلوبة للاقتصاد المنهار فهي ضرورية لمساعدة من تهدّمت منازلهم ومؤسساتهم ولإعادة الإعمار مرفأ بيروت ومحيطه.

الأرقام بالمليارات. فرئيس نقابة المقاولين اللبنانيين مارون حلو يكشف لـ "مستقبل ويب"، يكشف لنا أن كلفة إعادة إعمار مرفأ بيروت والبنى التحتية والأرصفة والإهراءات وإزالة الركام، تبلغ 500 مليون دولار اميركي، كما أن هناك خسائر لبضائع كانت للتجار والمورّدين في المرفأ تبلغ 500 مليون دولار اميركي.

ويشير الى أن بناء العنابر مكلف جداً ودقيق ويحتاج الى تقنيات عالمية، وهذه التقنيات العالمية غير الموجودة في لبنان، مطلوبة ايضاً للإهراءات، وتحتاج لشركات اجنبية للتصميم وشركات لتواكب المتعهدين المحليين لإحضار قوالب من الخارج متخصصة وحديثة لبناء هذا النوع من الإهراءات.

ويرى حلو أن الإهراءات تعد من أهم الإنجازات التي بنتها الدولة منذ 50 سنة تقريباً، حيث أن اتمام الأعمال فيها استغرق 10 سنوات، وبلغت كلفتها نحو 60 مليون دولار اميركي، وإعادة بنائها اليوم يتطلّب 150 مليون دولار.

وحسب محافظ بيروت فإن هناك 50 ألف مسكنٍ متضرّرٍ في المناطق القريبة من المرفأ وهي الجميزة ومار مخايل والأشرفية والمكلّس والمنصورية والزلقا والحازمية وسوليدير وفردان والمصيطبة وغيرها من المناطق المجاورة، حيث يتطلّب ترميم كل منزل ما يتراوح بين 50 و 100 ألف دولار، فهناك أكثر من 100 منزل تم هدمها ولا يمكن ترميمها، فهدم وإعادة ترميم وبناء المنازل وتدعيم المساكن الأثرية يكلِّف نحو 3 مليارات دولار اميركي حسب نقيب المقاولين مارون حلو.

ولا ننسى أن خسائر البنى التحتية وخسائر المؤسسات التي توقف عملها يتطلّب نحو 300 مليون دولار اميركي حتى تعود الى العمل كالسابق.

من هنا ضرورة تحديد من المسؤول عن هذه النكبة من أجهزة الدولة والمسؤولين عن الادارات الذين أهملوا ولم يقوموا بواجباتهم ولم يتحمّلوا المسؤولية بالحد الأدنى، في حين أن الحد الأقصى يتمثّل بفساد وتواطؤ بعضهم، فالتراجع في لبنان أسبابه سياسية ولا بدّ من وضع حدّ لذلك لأنه تسبّب بنكبة ، وبات اللبنانيون ينتظرون طائرات المساعدات التي تأتي من الدول الصديقة والشقيقة وكل ذلك بسبب السياسات الخاطئة المتّبعة المستمرة منذ عشرات السنين.

من جهته يكشف رئيس الغرفة الدولية للملاحة إيلي زخور لـ "مستقبل ويب"، في حديث خاص، أنه يمكن في المرحلة الراهنة لمرفأ طرابلس أن يشكِّل بديلاً عن مرفأ بيروت لكن مع بعض المعاناة والجهود الكثيفة.

فهناك مرفأيْن لبيروت المرفأ القديم والمرفأ الجديد، فالمرفأ القديم وقد دُمِّرَ 100 في المئة وبعد إزالة الردم ستتَّضِح الصورة أكثر لمعرفة متى يمكن عودته الى العمل، وهو يستقبل البواخر العادية التي تحمل الحديد والقمح والشعير وهناك المرفأ الجديد لبيروت Container Terminal اي محطة الحاويات وهي التي تشكِّل الأعمال فيها ما نسبته 70 في المئة من عمل مرفأ بيروت، وهي التي لم تُصّب بأضرار سوى إنقطاع التيار الكهربائي عنها، كما تتم معاينة الرافعات للتأكد من عدم تصدُّعها وتفكّكها بفعل الانفجار.

ويرى زخور أن هناك محطة حاويات في مرفأ طرابلس على رصيف طوله 600 متراً، تحوي رافعتيْن جسريتيْن اثنتيْن فقط أي أنها تستقبل باخرة واحدة في الوقت نفسه، وقد يحتاج الأمر لـيوم كامل لتفريغ الباخرة، مقابل 15 رافعة جسرية في مرفأ بيروت يمكن أن تستقبل في الوقت نفسه 3 بواخر ضخمة أو 5 أصغر على أمل ان تكون هذه المحطة تعمل كالمعتاد، مع الإشارة الى أن طول الرصيف في مرفأ بيروت 1100 متراً فيها 15 رافعة جسرية تعمل على تنزيل المستوعبات من الباخرة.

كلفة كل باخرة تتراوح يومياً بين 20 و60 ألف يورو حسب حجم الباخرة.

وفي الوقت الذي تعد فيه الخسائر كبيرة جداً رأى زخور أنه يجب إعادة إعمار المرفأ على طريقة BOT .

أما عن القمح الموجود في الإهراءات فلا يُعدّ حجمه كبيراً وهو ما يوازي 10 آلاف طن فقط، فهو متوفر في المطاحن ويكفي حاجة اللبنانيين لشهر ونصف، كما ان هناك 4 بواخر محملة بالقمح متواجدة خارج مرفأ بيروت وهي بإنتظار اكتمال فتح الاعتماد المخصص لها وتكفي حمولتها لثلاثة أشهر، وبالتالي لا أزمة للطحين والقمح.

وسيتأثر مرفأ بيروت بتوقف العمل فيه في حال لم يعمل الـ Container Terminal وسيتم تحويل البواخر الى مرفأ طرابلس، ما يضطر البواخر الى انتظار دورها، فمحطة الحاويات في مرفأ بيروت فيها رصيف لتتوقف الباخرة وخلفه ساحة يضعون فيها المستوعبات وتقوم الرافعة بتنزيل المستوعبات لتضعها على الشاحنة التي تضعها على محطة الحاويات وهو أهم أمر يتميّز به مرفأ بيروت.

وقد أعلن رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي أن خسائر القطاع السياحي تفوق المليار دولار اميركي من دمار وركام.

أرقام بالمليارات باتت التقديرات غير الرسمية لها تشير الى خسائر بما يتراوح بين 5 الى 10 مليارات دولار لكل الأضرار التي تسبّبت بها هذه الجريمة، فلبنان الغريق بات منكوباً والمساعدات مطلوبة لكن الحل يبقى برحيل الحكومة وتأليف حكومة وطنية ترضي الشعب والمجتمع الدولي المانح وتعيد العلاقات الى مسارها الجيد مع الدول الشقيقة والصديقة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

7 آب 2020 14:05