11 آب 2020 | 15:58

أخبار لبنان

خطر "كورونا" داهم والقلق يتنامى.. أبو شرف: لا لقاح في لبنان قبل عام

خطر

لم يكن توقيت انفجار مرفأ بيروت ملائماً على الاطلاق إن لجهة استعداد القطاع الاستشفائي ‏لتحمّل تداعياته، أو لناحية الوضع الصحي العام حيث كانت الجولة الثانية في المعركة ضدّ ‏‏"كورونا" حديثة الانطلاق وتسجّل النقاط لصالح الفيروس هذه المرّة بعد أن هزمه المجتمع ‏اللبناني في الجولة الأولى. ووسط هول الكارثة لم يفكّر المصابون بالانفجار الا بإنقاذ حياتهم ‏وحياة الآخرين، فكان التفلت من الإجراءات الوقائية واضحاً مع ما اعقبه من حملات تطوعية ‏للملمة حطام بيروت وكذلك احتجاجات واعتصامات شعبية. ويسجّل عداد "كورونا" يومياً ما ‏يقارب الـ 300 إصابة مع تضاعف الوفيات في أقلّ من شهر‎. ‎

‎ ‎نقيب الأطباء شرف أبو شرف اوضح لـ "المركزية" أن "حجم الكارثة التي ألمّت بنا كان كبيرا ‏لدرجة أنه احتل أولوية الاهتمامات وفاقم أزمة "كورونا" وكانت الناس تفكّر كيف تنقذ نفسها قبل ‏التفكير بوضع الكمامة وسط الخيار بين الحياة والموت. وكانت لي جولة على المستشفيات ليلة ‏الحادثة وفي اليوم الذي تلاها ولفتني التزام عدد كبير من الموجودين بارتداء الكمامات ليس فقط ‏بسبب "كورونا" بل أيضاً في ظلّ التخوف من إمكانية انبعاث غازات سامة، وهذه المرحلة ‏تخطيناها لكن هناك أخرى متمثّلة بالتجمعات مع عدم التزام قسم من الناس بتفاديها وهذا أمر ‏سلبي لأنه يؤدي إلى زيادة أعداد الإصابات، بالتوازي حوالي 20% من المواطنين مستهترون ‏كلياً بالإجراءات الوقائية وهذه النسبة قادرة على إعادتنا إلى المربع الأوّل مع غياب إمكانية ‏الحصول على لقاح قبل سنة"، مؤكداً أن "حتى لو بات هناك لقاح مثلما يتم التداول اليوم بعد ‏إعلان روسيا عنه، لن يصل إلى لبنان سريعاً لأن العديد من الدول حجزت أعداداً كبيرة مسبقاً، ‏ولا إمكانية مادية أو طبية لاستيعاب تفاقم سريع في الإصابات من هنا ضرورة الوعي المجتمعي ‏لدقة الموضوع‎". ‎

أما عن تضاعف عدد الوفيات، فاعتبر أبو شرف أنه "يفسّر بارتفع الإصابات، وعلى رغم ذلك ‏لا يزال متدنيا نسبياً حيث لم تتجاوز 1,6% مقارنةً مع الأعداد التي شهدتها دول أخرى إذ ‏تراوحت النسبة ما بين الثلاثة والخمسة في المئة‎". ‎

ولفت إلى أن "التطورات التي نشهدها منذ الأسبوع الفائت ستزيد الأعداد بطبيعة الحال، إلا أن ‏أكثرية الإصابات تعاني عوارض طفيفة أو تكون غير موجودة أساساً ونسبة الحالات الخطرة ‏التي تتطلب عناية فائقة لا تزال 1,5% هذا العدد إن كان قليلاً لا يمنع التنبه إلى خطورة ‏المرحلة. وضع لبنان راهناً ليس خطيراً لكن استمرار ارتفاع الإصابات على هذه الوتيرة يدعو ‏للقلق‎". ‎

وتابع "لا تزال هناك اسرّة فارغة في العناية الفائقة، وعدد من المستشفيات كان يستقبل حالات ‏كورونا لم يعد صالحا بعد الإنفجار، ووزّع مرضاه على مستشفيات أخرى إلى جانب الجرحى ‏فامتلأت بدورها ولذلك وصل مستشفى الحريري تقريباً إلى قدرته الاستعابية، من هنا ضرورة ‏تعاون المواطنين عبر التقيد بالإرشادات الوقائية لأن عكس ذلك يضعنا في وضع سيئ لا سيما ‏وأننا اقتربنا من الخط الأحمر وقد نصل إليه خلال أسابيع قليلة في حال عدم الوقاية‎". ‎

وعما إذا كان يجب أن يكون البلد مقفلاً لولا وقوع الإنفجار وما فرضه من مستجدات، أجاب أبو ‏شرف "لكنا ملزمين على اتخاذ احتياطات أكثر لا سيما في الأماكن العامة‎". ‎

وفي ما خصّ المساعدات الخارجية، اشار إلى أن "أكثرها له علاقة بالحادثة وطالبنا بإرسال ‏فحوص‎ PCR ‎ومواد تعقيم ومعدات وقائية واعتقد أنها تصل إلى وزارة الصحة على أمل أن ‏توزّع في المكان المناسب‎". ‎



المركزية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

11 آب 2020 15:58