14 آب 2020 | 07:53

أخبار لبنان

الدولة القاتلة من يحاسبها؟

كتبت صحيفة " النهار" تقول: ‏‎تحولت الدولة قاتلة. تقتل بوسائل فورية ومباشرة باطلاق النار ‏على المتظاهرين خلافا لكل ‏القوانين والاعراف والاتفاقات الدولية، كما تقتل مواطنيها والمقيمين ‏على ارضها بمواد ‏شديدة التفجير، او تعمد الى قتل الناس بالموت البطيء عبر السموم المنتشرة ‏في الاجواء ‏والنفايات في الانحاء، وعبر سرقة اموال الناس ومدخراتهم، واضعاف العملة، ‏وضرب ‏الاقتصاد وافقار الناس بضروب الفساد واهدار المال العام وصولا الى افلاس البلد‎.‎‎

ويبدو ان الدولة التي تحصنت في القصور والسرايا والمجالس، لم تكتف بالدماء التي ‏ارهقت في ‏انفجار المرفأ الكارثي، بل اكملت اجرامها باطلاق النار الحي والمباشر على ‏المتظاهرين‎.‎‎

وقد أعلنت امس مجموعة أطباء "القمصان البيض"، أن القوى الأمنية أطلقت الرصاص ‏الحي ‏‏"الخردق" مباشرة على المتظاهرين، خلال الاحتجاجات التي حصلت الأسبوع الفائت، ‏في محيط ‏مجلس النواب‎.‎‎

وقالت المجموعة، في مؤتمر صحافي، ان في الثامن من آب تدفق إلى المستشفيات ‏عشرات ‏المواطنين المفقوئي الأعين، بسبب الطلقات المباشرة، وكذلك المصابون في ‏صدورهم ووجوههم ‏أو في الجمجمة‎.‎

وانتشرت صور كثيرة وثقت كيفية إطلاق النار على المتظاهرين خلال تلك ‏الاحتجاجات، ‏وأظهرت أن حتى إطلاق الرصاص المطاطي كان يتم عن قرب وعلى مناطق ‏الرأس. ووثق ‏المتظاهرون حالات كثيرة لأشخاص أصيبوا بعدة كرات حديد صغيرة في مختلف ‏أنحاء ‏اجسادهم، ما يشير إلى استخدام القوى الأمنية مقذوفات مثل تلك التي تستخدم ‏لصيد ‏الخنازير والحيوانات البرية‎.‎‎

وأكدت مجموعة أطباء "القمصان البيض" أن وزارة الصحة أوقفت لساعات قليلة ‏ومنعت ‏المستشفيات أن "تطبب" المصابين بمظاهرات يوم السبت على حساب الوزارة. ‏لكن ‏المستشفيات والأطباء لم يقبلوا. وتم الضغط من قبل نقابة المستشفيات والأطباء على ‏وزارة ‏الصحة، فتراجعت عن قرارها خلال ساعات. وكانت تلك الليلة قد شهدت احتجاجات ‏كثيرة على ‏وسائل التواصل الاجتماعي، حول هذا التصرف من قبل وزارة الصحة، ما جعلها ‏تتراجع عن ‏قرارها، ونشرت بياناً تنفي فيه الأمر‎.‎

‎ ‎وعرضت مجموعة الأطباء في المؤتمر (وهم عبارة عن لجنة من الأطباء المتطوعين ‏لإسعاف ‏جرحى التظاهرات) عرضاً موثقاً بالفيديو والصور. وهو بمثابة دليل ملموس وإخبار ‏للقضاء، ‏لأن ما حصل يعتبر جريمة محاولة قتل وفق اي قانون محلي أو دولي. وشرحوا ‏بالتفاصيل ‏الطبّية لأنواع الأسلحة المستخدمة وتصنيفاتها، والمسافات التي أُطلقت منها ‏الأعيرة النارية، ‏والتصويب المتعمد، وعشوائية إطلاق الرصاص على المتظاهرين‎.‎

‎ ‎ووثق المتظاهرون العنف الذي مارسته القوى الأمنية يوم السبت الفائت، ووقع ضحيته ‏سبعة ‏جرحى، إصاباتهم بالعيون برصاص مطاطي، وبمقذوفات الخردق. وأصيب أحدهم ‏بالكبد وآخر ‏بالبطن، واستمر نزيف الدم داخل البطن لساعات، وكاد يموت. كما استخدمت ‏قنابل الغاز المسيل ‏الذي ألحق أذى بالعيون وحروقا بالجلد واضطرابات بالجهاز التنفسي، ‏وتوقف القلب‎.‎‎

وكان وزير الصحة السابق، محمد جواد خليفة، أكد أن الجرحى الذين عاينهم كانوا مصابين ‏بالبطن ‏والرأس بمقذوفات الخردق. وأحد المصابين فُتحت بطنه وكانت حالته خطرة‎.‎‎

من جهتها نفى المكتب الإعلامي لوزارة الصحة "الأخبار التي تم تداولها مساء السبت ‏الماضي ‏وتتكرر، أن الوزارة رفضت معالجة المصابين في أحداث بيروت على نفقتها‎".‎ 

وقد استنكرت مصلحة الأطباء في حزب "القوات اللبنانية" في بيان، "إطلاق النار الحيّ ‏على ‏المتظاهرين سيّما أنّ حقّ التظاهر هو حقّ من حقوق المواطنين المصان بموجب ‏الدستور، ‏وبالمقابل فإن إطلاق النار محظّر عالمياً بموجب المعاهدات الدولية ومواثيق الأمم ‏المتحدة ‏وشرعة حقوق الانسان، إضافة الى حصده عدد كبير من الجرحى جرّاء الإصابات ‏المباشرة ‏على الأعين من رصاص مطاطي وخردق والذي أدى الى إصابات بالغة، كما ‏نهيب ‏بمسؤولية القوى الأمنية للحفاظ على حق المواطنين في التظاهر السلمي وعدم التعرض ‏لهم ‏بالسلاح الحربي‎".‎‎

أضافت: "ندعو القضاء للتحرك فوراً وبشكل تلقائي لفتح تحقيق جنائي ومحاسبة ‏المرتكبين‎".‎



النهار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 آب 2020 07:53