15 آب 2020 | 08:59

صحافة بيروت

إقرأ كل الصحف..عبر "مستقبل ويب"

خاص- " مستقبل ويب"

النهار

الاحتدام إلى الذروة: حكومة "قادرة" برئاسة الحريري؟

الجمهورية

المجتمع الدولي يملأ فراغ السلطة والملف الحكومي ينتظر مفاجأة

اللواء

"فيتو" أميركي على "حزب الله" بالحكومة .. و"المحور" يرفض الإملاءات مقابل المساعدات

الإستشارات إلى أجل غير مسمى ونصرالله ينتقد الحريري.. وصوان يباشر الاستجوابات

نداء الوطن

رسالة واشنطن إلى "العهد": لا مزيد من الوعود الفارغة والحكم غير الفعّال

"غارة" إيرانية على بوارج المرفأ... ونصرالله يضع الإصبع على "الزناد"!

الأخبار

هيل "يطلب" رئيسَ وزراء يحظى بدعم شعبيّ: اللعبة انتهت!

الشرق الأوسط

تطابق أميركي ـ فرنسي حول حكومة لبنان المقبلة

تحرّك في الكونغرس لكف يد "حزب الله"

الشرق

نصرالله يرفض حياد لبنان

الديار

السيد نصرالله يتحدث عن كل المستجدات ويعتبر التطبيع الإماراتي الإسرائيلي "خدمةً إنتخابية لترامب":

على جمهور المقاومة الصبر والإحتفاظ بغضبهم ليومٍ نحتاج إليه لمنع جر لبنان إلى حرب أهلية

-----------------

احتدام بارز لحركة الموفدين والمسؤولين الديبلوماسيين إلى بيروت

لاحظت "النهار" أن المشهد الداخلي في لبنان عكس امس مفارقة مذهلة تمثلت في فراغ سياسي ورسمي لبناني كان من علاماته الفارقة ان أي مؤشر لم يبرز بعد لتحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة، والمرجح ان تتأخر لفترة غير قصيرة، في مقابل احتدام بارز للغاية لحركة الموفدين والمسؤولين الديبلوماسيين التي استعادت عبرها بيروت وجها غالبا ما تشهده في عز الازمات. ذلك انه بعد نحو عشرة أيام من انفجار مرفأ بيروت بدت الحركة الديبلوماسية الكثيفة التي استقطبها كأنها تجاوزت تداعيات الانفجار الى الابعد، ولو ان التحركات الأمنية والعسكرية على هامش الحركة الديبلوماسية لا تقل أهمية بدلالاتها خصوصا من خلال مشاركة محققين فرنسيين واميركيين في التحقيقات الجارية في الانفجار كما في وصول قطعة حربية فرنسية كبيرة هي حاملة طوافات امس الى مرفأ بيروت. ورأت "النهار" أن الحركة الديبلوماسية المحمومة اكتسبت ابعادا مثيرة لاهتمام الأوساط الداخلية والخارجية اذ بدا واضحا ان كلا من الولايات المتحدة وفرنسا تتوليان تحركا على جانب واسع من التنسيق حيال الاستحقاقات الداهمة في لبنان بما فيها الاستحقاق الحكومي، فيما لم تتأخر ايران عن اثبات حضورها ولفت الأنظار الى مواقفها للدلالة على نفوذها وعدم اسقاطه من كل ما يحضر من سيناريوات للمرحلة المقبلة.

وتوقفت الصحف عند الحضور الديبلوماسي الثلاثي الأميركي والفرنسي والإيراني امس في بيروت من خلال جولات كل من وكيل وزارة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل في اليوم الثاني من زيارته لبيروت ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي.

"الشرق": زحمة وفود دولية… وعون يتعمّد تأخير الاستشارات

كتب يحي جابر في "الشرق": زحمة وفود دولية… وعون يتعمّد تأخير الاستشارات

حل وكيل وزارة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى، ديڤيد هيل ضيفا على لبنان في زيارة ليومين، تقاطعت مع زيارة وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف، في سياق تقاطر الوفود الاجنبية، الدولية والاقليمية على هذا البلد، حاملة في جعبها رزما من النصائح والارشادات، بل والتعليمات في ما يجب ان تصير اليه الاوضاع في لبنان، البلد الذي يرزح تحت وطأة ازمات داخلية، متعددة العناوين والمضامين، هي الاخطر في حياته، كما وتحت ضغوط دولية وحصارات وعقوبات، على ما قال الرئيس نبيه بري، لافتا الى انه ليس امام اللبنانيين سوى العمل على لملمة أشلاء هذا الوطن وإعادة بنائه وطنا للجميع ودولة مدنية يتساوون فيه في الحقوق والواجبات…عديدون يرمون مسؤولية عدم البدء بـالاستشارات النيابية الملزمة على رئيس الجمهورية، وهي من أبرز صلاحياته، وهو يتصرف وكأن شيئا لم يكن، منتظرا كلمة السر… وهو يتطلع بعد استقالة الحكومة، الى استعادة ما خسره من صلاحيات… جاهدا على التأليف قبل التكليف. وليس في المعطيات المتوافرة ما يؤشر الى ان هذه الاستشارات ستبدأ قريبا، وأن قبيل اواخر الشهر، بالتقاطع مع عودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان، مطلع ايلول المقبل… في حين يتبارز الافرقاء السياسيون في تقديم الصيغ الحكومية، الموزعة بين حكومة وحدة وطنية وأخرى لم الشمل وثالثة حيادية او تكنوقراط، وما الى ذلك…؟! يتجنب متابعون عن كثب للاتصالات واللقاءات والمشاورات، الحديث عن نتائج محسومة… خصوصا وأن العصي الاميركية في دواليب حكومة يشارك فيها حزب الله، الى ازدياد… مع تأكيد مرجعيات نافذة، على ان المدخل الرئيسي للتفكير بوسائل الخلاص، او اقله وضع البلد على طريق الخلاص، هو الرئيس سعد الحريري، القادر على لم الشمل… وهو، اي الحريري، يلتزم الصمت، وقد نقل عنه تأكيده على ان شروطه معروفة ولم تتغير… وهي ليست شروط سعد الحريري، بل ما يحتاجه لبنان للانقاذ… بعيدا عن تقاسم الحصص وتوزيع الحقائب والمحسوبيات… من دون ان يعني ذلك قطع التواصل مع بيت الوسطً، والانظار الى لاهاي، في ١٨ الجاري، لإصدار الحكمً النهائي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.…

هيل يبدي انطباعات إيجابية حيال تكليف الحريري

أفادت "النهار" بأن تحرك وكيل وزارة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل بعد إجرائه سلسلة من اللقاءات الكثيفة والمتعاقبة مع المسؤولين الرسميين والسياسيين والتي يستكملها اليوم قبل مغادرته الى قبرص ابرزت في حصيلتها ملامح الموقف الأميركي من الاستحقاق الحكومي بما يعكس تشددا غير مسبوق حيال الازمات الإصلاح التي باتت الممر الأول والاساسي لاي دعم دولي او غطاء دولي للحكومة خصوصا بعد انفجار المرفأ.

ففي المعلومات التي توافرت لـ"النهار" من مصادر جهات عدة شاركت في اللقاءات مع هيل ان التحرك الأميركي يأتي استكمالا لتحرك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وان الكثير من الطروحات الأميركية والفرنسية تكاد تصبح موحدة حيال النظرة الى المعالجات اللازمة للوضع في لبنان سياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا.

ولفتت "الأخبار" إلى أن التركيز الأساسي لهيل تمحور حول ضرورة تغيير النهج السابق المعتمد في الحكومات الماضية، مشيراً الى أنه بالنسبة إلى ذلك النهج: Game is over.

وكشفت مصادر "النهار" ان هيل لم يتحدث امام الذين التقاهم عن حكومة وحدة وطنية بل أوحى ان بلاده لا تؤيد إعادة تجربة هذا النوع من الحكومات، بل شدد على ان ما يحتاج اليه لبنان بقوة هو حكومة مستقلة تضم أشخاصا خبراء ومحترفين وذوي تأثير حقيقي في القطاعات التي يتولونها، كما شدد على نقطة جوهرية هي ان ترضي الحكومة اللبنانيين والشارع المنتفض كما الراي العام الخارجي لتتمكن من الحصول على الدعمين الداخلي والخارجي الضروريين.

وقالت مصادر "النهار" ان هيل لم يأت في لقاءاته العديدة على اشتراط عدم مشاركة "حزب الله " في الحكومة المقبلة لانه كان يردد ضرورة ان تكون الحكومة من المستقلين أي من خارج الأحزاب ولو بدعم من القوى الداخلية.

وأفادت معلومات "النهار" ان هيل ابدى انطباعات إيجابية حيال تكليف الرئيس سعد الحريري شرط تشكيل حكومة بهذه المواصفات وعدم تكرار التجارب الحكومية السابقة. وكشفت ان المفارقة برزت لدى تلمس هيل من الحريري لدى اجتماعهما امس في بيت الوسط تشددا مماثلا لدى الحريري في عدم القبول بتكليفه ما لم يضمن مواصفات حكومة قوية ومستقلة وقادرة فعلا على اجتراح حلول للازمات المصيرية التي تحاصر البلاد.

ورأت "الأخبار" أنه من الصعب فهم كلام هيل في ما خصّ شعبية رئيس الحكومة سوى أنه إشارة إيجابية باتجاه الرئيس الحريري "أو من يدعمه الحريري"، بحسب أحد الذين التقوا المسؤول الأميركي.

وزعمت "الأخبار" أن الفيتو السعودي على اسم الحريري ما زال قائماً، إذ تعتبر المملكة أن الأخير بات ملتصقا بحزب الله. لكن الضوء الأخضر الأميركي، إن توافر في الفترة المقبلة، فسيطيح حكماً هذا الفيتو، على حد تعبير "الأخبار".

وأشارت الصحف إلى أن جولة هيل ترافقه السفيرة دوروثي شيا شملت امس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والرئيس سعد الحريري وزار بعد الظهر بكركي والتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موضحا انه ناقش معه المساعدات الإنسانية والأوضاع الراهنة في لبنان.

وقالت أوساط بارزة لـ"النهار" ان الحديث بين هيل ورئيس الجمهورية تناول "حكومة تحكم" أي تكون قادرة على إعادة انتاج النظام الاقتصادي للبنان وتنفيذ خطة إصلاحية وان تكون منتجة وفاعلة فلا تكتفي بالوعود في بيانها الوزاري وتتولى رفع خسائر الانفجار وتنظيم المساعدات. وشدد هيل على حكومة تنال ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي. واكد الرئيس عون لهيل انه ماض في الإصلاح الى اليوم الأخير وان على الحكومة المقبلة ان تكون منسجمة وان تمضي بخطة إصلاحية سياسية واقتصادية ومالية. وعرض لهيل ان التحقيق جار في الانفجار وليس في مسبباته فقط وصولا الى إظهار الحقائق ومحاسبة المسؤولين. ورحب بالمساعدة الأميركية والفرنسية وغيرها بما يسرع التحقيق.

وكان لافتاً لـ"الجمهورية" انّ ملف ترسيم الحدود، جرى التداول فيه حصراً بين هيل والرئيس بري، حيث أكد المسؤول الاميركي للرئيس بري "على التقدم الحاصل على مسار ترسيم الحدود البحرية، وانه فرصة يحتاجها لبنان كما المنطقة". وفي هذا الاطار الايجابي تحدثت معلومات عن زيارة قريبة للمسؤول الاميركي عن ملف الترسيم دايفيد شينكر الى بيروت.

وفي الجانب الآخر من النقاش شرح الرئيس بري للسفير هيل "رؤيته للاصلاح المنشود وما سبق أن عرضه في جلسة مجلس النواب أمس الاول"، مشدداً على "ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الاعمار والاصلاح، وان تتقدّم بنهج مختلف عن سابقاتها لتكتسب ثقة الشعب اللبناني".

وبعد لقاء هيل بالرئيس الحريري، أشارت أوساط بيت الوسط لـ"الجمهورية" و"الشرق الأوسط" الى انّ التركيز في الاجتماع كان على الحاجة الى اعادة إعمار ما دمّره الانفجار في بيروت بسرعة قصوى، وإقامة برنامج طوارىء لمواجهة آثاره والاصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار تمهيداً لإخراج لبنان من الازمة الاقتصادية. كذلك تمّ التركيز على مدى استعداد الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي للمساعدة والمساهمة مالياً واقتصادياً في هذين المجهودين الضرورين. ولفتت الاوساط الى "انّ الاجتماع كان ايجابياً، واتفق على مواصلة المشاورات حول هذين الموضوعين لتأمين فرَص النجاح للمساعي الدولية الجارية حالياً".

وأجمل هيل على الأثر حصيلة الاجتماعات التي عقدها فقال:

• شدّدت على الحاجة الملحّة، التي اسمعها من الشعب اللبناني، للاستجابة لمطالبه من خلال تبني أجندة إصلاح واسعة النطاق والانتشار.

• أرى أن هناك حاجة إلى قدر كبير من العمل لتحقيق الأهداف والغايات التي دافع عنها الشعب اللبناني منذ فترة طويلة، جهد متضافر لاقتلاع الفساد، والقيام بالإصلاحات المالية والاقتصادية.

• العمل على التغيير في المؤسسات اللبنانية، قضايا، كبسط سيطرة الدولة على الموانئ والحدود، وإصلاح شبكة الكهرباء، والبحث من جديد في شبكة الأمان الاجتماعي.

• إن دفع المسار الى الامام لا يمكن، بالطبع، أن يتمّ إلا من خلال اللبنانيين.

• إن أميركا والمجتمع الدولي يعملان على تقديم الدعم الإنساني للشعب اللبناني من أجل تلبية الاحتياجات الملحّة.

• إنما، على المدى الطويل، لا يمكننا قبول المزيد من الوعود الفارغة والمزيد من الحكم غير الفعال.

• إنني أستمع إلى مطالب حول إصلاح حقيقي يتسم بالشفافية والمساءلة.

• إن أميركا مستعدّة لدعم حكومة لبنانية تعكس إرادة الشعب وتستجيب لها، وتلتزم بصدق وتعمل من أجل تغيير حقيقي.

ومساء زار هيل ترافقه شيا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو وتناولا العشاء الى مائدته.

"اللواء": الحلّ لن يكون إلا بتسوية دوليّة شاملة

كتب انطوان صعب في "اللواء": الحلّ لن يكون إلا بتسوية دوليّة شاملة

تشير المعلومات إلى أن كل الأطراف ‏والأفرقاء السياسيين سيسهّلون ولادة الحكومة العتيدة، لأن الناس ابتعدت عنهم وبات هناك هوة ‏عميقة بين الطبقة السياسية واللبنانيين ومن كل الطوائف والمذاهب، وبناءً عليه فإن المعلومات ‏أيضاً تؤكد أن هناك اتصالات حثيثة تجري في الداخل والخارج لهذه الأهداف، لأن وضع البلد لا ‏يحتمل انتظاراً وترقباً أو ترفاً أمام زلزال بيروت وحالات الفقر التي تحيط بالغالية العظمى من ‏اللبنانيين.‏ وحيال هذه الأجواء، فإن حركة الموفدين اللبنانيين لن تقتصر على الزيارات التي حصلت ‏في الساعات الماضية من وزيري خارجية مصر والأردن أو الزيارة المرتقبة لمساعد وزير ‏الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل، بل ثمة معلومات عن توالي هذه الزيارات ‏من دول عربية وغربية من مبعوثين وموفدين رئاسيين، لأن لبنان بات في العناية الفائقة ‏وبإشراف ودعم دولي لإنقاذه، وعلى هذا الأساس فإن الأطراف اللبنانيين وصلوا إلى مكان لم يعد ‏بمقدورهم أن يناوروا كما كان يحصل في مراحل سابقة أو أن يفرض هذا الطرف وذاك شروطه ‏خلال تشكيل هذه الحكومة وتلك أو الدخول في لعبة المحاصصة والاستئثار والمكابرة بعدما وصل ‏لبنان إلى ما لا يُحسد عليه. وعلى هذه الخلفية فإن الحلول الدولية في لمساتها الأخيرة بعدما فوّض ‏المجتمع الدولي فرنسا لإيجاد الحلول الناجعة للملف اللبناني، وذلك ما سيكون في عهدة الرئيس ‏ماكرون خلال زيارته الثانية في الأول من أيلول المقبل إلى بيروت، وحيث اتصالاته مستمرة مع ‏واشنطن وعواصم القرار وعلى أكثر من محور للإسراع في إيجاد الصيغة أو المخرج الذي ‏سيؤدي إلى إنقاذ البلد مما هو عليه اليوم من أزمات سياسية واقتصادية كارثية.

"نداء الوطن": من فيليب حبيب إلى ديفيد هيل

كتبت سناء الجاك في "نداء الوطن": من فيليب حبيب إلى ديفيد هيل

يُذكّرنا الواقع الحالي مع زيارة ديفيد هيل، بمرحلة اجتياح إسرائيل لبنان عام 1982، والجولات المكّوكية التفاوضية التي قام بها فيليب حبيب، بالرغم من اختلاف المعطيات بين منظّمة التحرير الفلسطينية وإيران، التي كانت قد بدأت التخريب في لبنان الذي كان ورقة وساحة، ولا يزال... وهيل، الخبير بقماشة أهل المنظومة السياسية عندنا، يسعى للتفاوض مع إيران بورقة لبنان، ويُدعِّم سعيه بالإبتزاز اللازم لـ"حزب الله"، الذي يعرف مُشغّله بدوره، من أين تؤكل كتف الكيان اللبناني. الا أنّ المراهنة على إضعاف "حزب الله" من خلال التضييق عليه لإبتزاز إيران قد تُحدث نتائج عكسية. فـ"الحزب" الذي يسيطر على لبنان، بعدما فخّخه أمنياً واقتصادياً وسياسياً لا يزال حاضراً لقلب الطاولة. إذ لا يُمكن لإيران ان تُفرّط بورقة لبنان، لأنّها الأغلى والأثمن، بالمقارنة مع بغداد وصنعاء ودمشق. وليس مُستبعداً أن نشهد بداية، تعقيداً لتشكيل الحكومة العتيدة، مع إصرارٍ على إبقاء دياب في السراي الى أن يشاء المِحور الإيراني عكس ذلك. وربّما يُخطئ الأميركيون اذا اعتبروا أنّهم قاب قوسين أو أدنى من الوصول الى غايتهم من إيران المُتأّزم وضعها، والتي قد تتساهل وتتنازل في الساحة اللبنانية لترفع رصيد ترامب في الإنتخابات المقبلة، أو أنّها ستواصل العضّ على جراح إستهدافها في داخل أراضيها، بالإضافة الى ضرب مراكزها في سوريا. وقد تُصيب هيل ورؤساءه خيبة أمل، اذا ما واجهت جمهورية الولي الفقيه الإبتزاز بإبتزاز عنيف آخر على حساب لبنان... ويبقى السؤال: أين الكيان الصهيوني من كل هذه الحماوة الإقليمية؟ بكل أسف، لا شيء يحول دون إستغلال إسرائيل هذه الحماوة والفوضى المُرافقة لها، كعادتها، لتقوم بضربة جديدة على لبنان حتى تحشر"حزب الله"، وتجعلنا ننسى فظاعة النموذج الدموي لتفجير المرفأ. فالواضح أنّ الأهداف لا تزال على حالها منذ فيليب حبيب الى ديفيد هيل، حتى لو تغيّر التكتيك.

"النهار": هل يكمل ماكرون الاطار الاميركي ؟

كتبت روزانا بو منصف في "النهار": هل يكمل ماكرون الاطار الاميركي ؟

قد يكون مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل اقل الديبلوماسيين الاميركيين الذي يمكن ان تثير زيارتهم للبنان توترا لدى محور 8 آذار على خلفية مفاخرة افرقاء في هذا المحور ان هيل ساهم قبل اعوام قليلة في اقناع الافرقاء اللبنانيين بانتخاب العماد ميشال عون للرئاسة الاولى فيما انهم كانوا سعداء جدا بما يعتبرون ان مباركة اميركية حصلت من اجل ايصال حكومة حسان دياب في كانون الاول الماضي. وتاليا هو يعد من الاكثر تفهما للواقع الداخلي بعيدا من التعاطف المباشر الذي يرمى به الاميركيون تلقائيا الى جانب قوى 14 آذار سابقا. يشعر هذا الفريق بالتحدي الاميركي ولكن لا يقفل الباب على انفتاح على الجانب الاميركي من خلال السفير هيل الذي يعتبرونه متوازنا في مواقفه ويمكن ان يلاقي الاخرين في منتصف الطريق سيما وان التعويل عليه كبير من جانب الثنائي الشيعي في داخل الادارة الاميركية الحالية في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل. ولكن لا شعور ان مطرقة اميركية تناقض جدا ما ذهب اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ربما باستثناء موضوع الحكومة العتيدة الذي بات واضحا انه لا يحتمل العودة الى حكومات الوفاق الوطني واعادة الوجوه نفسها الى الحكومة كما قال الرئيس الفرنسي بل حكومة تكنوقراط بقيادة يجب ان تكون سياسية لئلا يتم تضييع الوقت الذي ليس متاحا في بناء علاقات او درس ملفات ولا تعيد تكرار التجارب السابقة التعطيلية اذ ان البلد لم يعد يحتمل والفرصة المتاحة راهنا لانقاذ اقتصادي مالي قد لا تتكرر. اللعب فوق الطاولة مع حزب الله وتحتها مع الاميركيين بات مكشوفا ولا يحتمل المراوغة من رئيس التيار العوني الذي لوحظ عدم اجتماع ديفيد هيل به . اذ ابلغ من التقاهم الديبلوماسي الاميركي ان اي مسعى سياسي جدي للانقاذ عبر حكومة جديدة سيبوء بالفشل في ظل استمرار هذا العهد والتحالف الذي يقيمه مع الحزب. ولذلك قد يجد الحزب نفسه مضطرا الى البحث عن حلفاء جدد بحيث ستتبين اتجاهاته في رئاسة الحكومة العتيدة وامكان تسهيلها من عدمه.

"الشرق الاوسط": هيل: المساعدات للبنان مرتبطة بتشكيل حكومة حيادية

كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": هيل: المساعدات للبنان مرتبطة بتشكيل حكومة حيادية

حذر وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل من التداعيات السلبية المترتبة على التفريط بالاهتمام الدولي بلبنان الذي تجلى في تقديم مساعدات إنسانية فورية للذين تضرروا من النكبة التي حلت بلبنان من جراء الانفجار المدمر الذي أصاب بيروت، داعياً إلى الإفادة من الفرصة التي توافرت له وتوظيفها للنهوض من أزماته المالية والاقتصادية وهذا لن يتحقق - كما نقل عنه عدد من النواب الذين التقوه فور وصوله إلى بيروت - ما لم تشكل حكومة حيادية مستقلة من التكنوقراط. وأكد الذين التقوه لـ"الشرق الأوسط" أن الكارثة التي ألحقها الانفجار في بيروت أعادت الاهتمام الدولي بلبنان، وقالوا إن المساعدات الاقتصادية والمالية مرتبطة بتشكيل حكومة حيادية - بحسب قوله - وإنما يجب أن لا تكون على شاكلة حكومة حسان دياب التي اضطرت للاستقالة من دون أن تخطو أي خطوة لفتح الباب أمام المفاوضات الجدية مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدات لدعم خطة التعافي المالي. ولاحظ الذين التقوا هيل من نواب حاليين وسابقين وشخصيات سياسية، أن ما طرحه هيل يتطابق كلياً مع الأفكار التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خلال زيارته لبيروت، وقالوا إنه نُقل عن الأخير بأنه لم يطرح تشكيل حكومة وحدة وطنية وإنما طرح قيام حكومة حيادية مستقلة تستجيب لطروحات الشعب اللبناني في تحقيق الإصلاح والتغيير. وأوضح هؤلاء أن هيل أبلغهم بأن ما قصده ماكرون بدعوته للتفاهم على عقد سياسي جديد، لا يتناول اتفاق الطائف أو تعديله، وإنما هناك ضرورة ملحة للتفاهم على جميع القضايا المطروحة لتسهيل الطريق أمام حكومة مستقلة لتلبية تطلعات الشعب اللبناني. ورأى هيل - بحسب هؤلاء - أن مجرد التفكير بتعويم الصيغ السابقة التي كانت معتمدة لتشكيل الحكومات سيدفع المجتمع الدولي إلى حجب المساعدات المالية والاقتصادية التي من دونها سيتدحرج نحو قعر الهاوية. وفي المقابل، كشف هؤلاء أن هيل لمح إلى إمكانية فرض عقوبات على عدد من الشخصيات اللبنانية الحليفة لـحزب الله، وقال إنها ما زالت مطروحة.

"الانوار": حكومةٌ جديدةٌ بعد دمارِ بيروت عنوانها: الاستقامةُ.. الاصلاحُ.."نظافةُ الكفِ".. ومحايدةٌ..

كتبت الهام فريحة في "الانوار": حكومةٌ جديدةٌ بعد دمارِ بيروت عنوانها: الاستقامةُ.. الاصلاحُ.."نظافةُ الكفِ".. ومحايدةٌ..

في أجندة هيل دعم تشكيل ‏حكومةٍ تمثّل اللبنانيين الاوادم الشرفاء اصحاب الايادي النظيفة ذات الخبرات العالية، وتلتزم التزاماً حقيقياً الإصلاح وتعمل له. وفي الأجندة أيضاً الحاجة الملحّة لإرساء الإصلاح الاقتصادي والمالي، وإنهاء الفساد المستشري، ‏وتحقيق المساءلة والشفافية، وإدخال سيطرة الدولة على نطاق واسع من خلال المؤسسات ‏العاملة. ويبدو أن هيل مهتم بموضوع الحياد الذي طرحه البطريرك الراعي، ولهذا فإنه سيلتقيه في بكركي، وقد دعا الراعي عدداً من السياسيين الذين عملوا معه على مبدأ الحياد لمناقشة دايفيد هيل فيه .‏ وطالما أن هيل يهتم بما سيقوله وما سيطرحه الرأي العام، وبما أن الصحافة هي جزءٌ أساسيٌ من الرأي العام ، فإننا نطالب العالم بأسره الذي هرول الى بيروت المدمرة: إرفعوا الغطاء السياسي والسريةَ المصرفيةَ عن هذه الطبقةِ السياسية الفاسدة. وضعوا ايديكم بايدي الشرفاء من شعب لبنان الحضاري ممن انتفضوا في 17 تشرين تعبيراً عن المطالبة بأدنى حقوقهم الوطنية،ناقشوا معهم طروحاتهم وخياراتهم واجعلوهم يشعرون ان بإمكانهم التحرك من اجل لبنان الجديد النظيف بعدما عاش ربعَ قرنٍ هدراً وفساداً ودماراً وصولاً الى افلاس الدولة. الشعبُ الحضاريُ الذي انتفض وثار وقمعوه يعرف ماذا يريد، وبعد تلاحق الخيبات ، ها هو اليوم بدأ ينظم نفسه بعدما تأكد من أن صوته أصبح مسموعاً لدى المجتمع الدولي. وقد صرح دايفيد هيل في بيروت انه بطلب من الحكومة المستقيلة ان FBI ستكون من عداد المحققين في كارثة مرفأ بيروت،تستحق حكومة د. دياب الشكر على مبادرتها الوحيدة. هذه المرة لن يكون بمقدور احدٍ الا السير بعزمٍ وقوةٍ وتصميمٍ وصمودِ الاوادم من شعبه نحو لبنان الجديد ولو اخذ وقتاً...

"النهار": "لا" مرجحة عند الحريري لرئاسة الحكومة

كتب رضوان عقيل في "النهار": "لا" مرجحة عند الحريري لرئاسة الحكومة

يسأل الحريري في حضور حلقة ضيقة من شخصيات مقربة منه: " هل يعجبكم ما يحصل والى أين وصلت الامور؟". ويرد عليه وزير طرابلسي سابق: "يا شيخ سعد عليك ان تعلم انك تلقيت هدية ثمينة من الله وعليك ان تحمده لعدم وجودك في السرايا في هذا التوقيت". ويقصد بهذا الكلام ان مصلحة "تيار المستقبل" في عدم وجوده في صدر السلطة، ولا سيما ان لبنان يتجه نجو المزيد من الانهيارات وسوء الاوضاع الاقتصادية والمعيشية. وفي خضم كل هذه الازمات التي سقطت على رؤوس سائر اللبنانيين الذين لم يكن ينقصهم الا تفجير مرفأ بيروت وسط حمام من الدماء والدمار الأمر الذي زاد من صعوبات الجميع. وبعد استقالة دياب لم يعد في الامكان الاتيان بشخصية مماثلة له من ابناء الطائفة، ولم يعد من مفر امام الاكثرية النيابية دون الرجوع الى قرار من يمسك بزمام هذه الطائفة ولا سيما الحريري. يناقش رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا على تسلم مفاتيح السرايا ما آلت اليه الامور وهم ينفون مقاربة الاحداث بمنظار مذهبي وان كان الجو الغالب في الطائفة لا يغفر للحريري كيف سار في "مغامرة " التسوية الرئاسية مع العماد ميشال عون وساعد في إيصاله الى قصر بعبدا وأرتكب الدكتور سمير جعجع الخطأ نفسه حيث باع عون الاثنين جبلاً من الاوهام وان تحالف الحريري وجعجع – تحكم الشخصانية علاقتهما- كان قائماً على خيوط رفيعة وغير متينة سرعان ما انقطعت على عكس تحالف عون والسيد حسن نصرالله القائم على جملة من الثوابت. وبعد كل التطورات التي حصلت منذ بدايه عهد عون في الرئاسة الى اليوم بات من الواضح ان لعبة تأليف الحكومة لم تعد داخلية فقط. وفي اعتقاد المناوئين لسياسات "حزب الله" من بكركي الى الشريحة الاوسع من زعماء السنة هو ان دخول الحزب في سياسة المحاور لا ينفع لبنان بل انه جلب له المزيد من العقوبات . وان الحريري الاسم الابرز والمؤهل لتولي رئاسة الحكومة يعي جيداً خطورة اقدامه على مثل هذه الخطوة ولو حصل على ضمانات خارجية ومحلية تسهل له هذه المحاولة وعمل على اختيار اعضاء حكومته في ظل ضوء أخضر سعودي. ويرجح البعض انه قد ينتهي الى رفض العرض لأن النجاح بات مسألة معقدة والشارع قد يرفضه لأن شرائح كبرى من المواطنين لم تعد تؤمن بهذه التركيبة.

" الجمهورية": باريس كانت مع سعد وواشنطن مع نواف؟!

كتب جورج شاهين في" الجمهورية": باريس كانت مع سعد وواشنطن مع نواف؟!

بات واضحاً انّ الرئيس ايمانويل ماكرون كان متحمّساً لعودة الرئيس سعد الحريري عبر حكومة سمّاها وحدة وطنية»ولكن بمفهوم غير ذلك السلبي لبنانيّاً. حتى هذه اللحظة لا يمكن القول انّ الفرنسيين حسموا أمرهم خصوصاً انّ للأميركيين، وكما تسرّب قبل وصول ديفيد هيل الى لبنان، رأي في الحكومة المطلوبة. وهي حكومة حيادية ومستقلة خالية من أي تمثيل لـحزب الله وبرئيس متحرّر من الحساسيات الداخلية اللبنانية، مثل نواف سلام، وإن توقف المراقبون امام تصريحات ظريف في بيروت، فإنها لا تؤشّر الى تحوّل مهم يُسهّل الطريق امام المبادرة الفرنسية، والتي قيل انها اقتربت في الشق الحكومي من النظرة الأميركية، فكانت مع الحريري لحكومة أقطاب أو توافق وطني، ولم تعد تُمانع بنواف سلام على رأس حكومة محايدة. وتَصلّب حزب الله لا يحرّر رئيس الجمهورية ولا رئيس مجلس النواب والآخرين من شروطه، خصوصاً بعد ان تمّ تعطيل الخطوات الآيلة الى تقصير ولاية المجلس النيابي وإجراء انتخابات مبكرة، واكتفَت بالتضحية بحكومة حسان دياب من دون أفق واضح الى اليوم. فسيّان لديه بين كونها حكومة كاملة المواصفات الدستورية او لـ»تصريف الاعمال»، فما طُلب منها في الوقت الضائع قد نُفّذ، وما عليها وعلى رئيسها سوى انتظار المراحل اللاحقة. واستناداً الى ما تقدّم، هناك من يعترف بأنّ طهران لن تقول كلمتها في بيروت، ولن تسجّل على نفسها تراجعاً بهذا الحجم من العاصمة اللبنانية. والى أن يعود وزيرها الى بلاده وتُستعاد الإتصالات بين باريس وطهران وما بينهما واشنطن، يمكن ان يتوافر الخبر اليقين. وهو ما يحتاج الى بعض وقت لا تحدّه سوى دعوة رئيس الجمهورية الى الاستشارات النيابية إيذاناً بنضوج الطبخة الحكومية ومعها ما سيليها.

تهميش أميركي لباسيل

بدا لافتا للصحف ان وكيل وزارة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل لم يلتق خلال لقاءاته الوزير السابق جبران باسيل.

وفيما فسر مصدر سياسي لـ"النهار" بان باسيل اخرج من القيادات السياسية اللبنانية المعترف بها دولياً، قالت مصادر لبنانية لـ"نداء الوطن" أن عدم لقاء باسيل رسالة أميركية إلى العهد العوني بأنّ "أوان الاختيار قد حان بين الشرعية واللاشرعية في لبنان"، موضحةً أنّ حرص المسؤول الأميركي على التصريح من بكركي وليس من بعبدا "يؤكد أنّ واشنطن باتت تعتبر أنّ الموقع المسيحي الأول في البلد الذي يحاكي هواجس المسيحيين ويجسد حقيقة موقفهم هو في الصرح البطريركي من خلال نداءات البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي المتكررة لاستعادة هوية لبنان وتحريرها من قيود المحاور والصراعات الخارجية".

ولفتت المصادر في هذا المجال إلى أنّ تشديد هيل على أنّ واشنطن لم تعد تقبل "بالمزيد من الوعود الفارغة بعد اليوم والمزيد من الحكم غير الفعال" بدا من خلاله "عون وباسيل أكثر المعنيين به بوصفهما الجهة التي تمثل الحكم والتي لطالما تحدثت أمام المجتمع الدولي وفي كواليس اللقاءات الديبلوماسية مع الأميركيين عن وعود إصلاحية وشعارات سيادية سرعان ما تبيّن أنّ تطبيقاتها أتت مغايرة على أرض الواقع، حيث ساد وتعزز أكثر فأكثر نهج الفساد في الدولة وتسارعت وتيرة بسط "حزب الله" سطوته على مفاصل المؤسسات الرسمية خلال العهد العوني"، مشيرةً إلى أنّ الإدارة الأميركية ومعها المجتمع الدولي باتت في مرحلة "تقييم الأفعال وليس الأقوال وتنتظر ترجمات عملية سريعة للإصلاح والتغيير الحقيقي في إدارة الدولة دون مزيد من المناورات والشعارات"، وتوقعت من هذا المنطلق "أن تتبلور الرسالة الأميركية بوضوح أكبر اليوم خلال اللقاء الذي سيجمع المسؤول الأميركي بمجموعات من المجتمع المدني والناشطين لناحية التشديد على ضرورة إحداث التغيير الجاد الذي يستجيب مطالب الشعب اللبناني".

"نداء الوطن": زيارة هيل إستطلاعية والمشاورات الحكومية الجدية لم تنطلق بعد

كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": زيارة هيل إستطلاعية والمشاورات الحكومية الجدية لم تنطلق بعد

يؤكد المطلعون ان زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هيل لم تحمل معها أي معطى محدد عن الحكومة وان الموفد الأميركي حضر في زيارة إستطلاعية عنوانها ساعدوا أنفسكم لنساعدكم، وهو غير مخول لبحث موضوع ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان ولم يقدم أي معطى إضافي. وخلال زياراته الى المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم لم يتطرق الى اي مبادرة او صيغة معينة بل كان حديثه في العموميات. وهو تقصد بناء على تعليمة من بلاده بأن يستثني من زياراته رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل كرسالة ضغط اميركية على حلفاء "حزب الله"، لا سيما ان حلفاء الاميركيين في لبنان كانوا إشتكوا من اللقاءات المتكررة له ولغيره من المسؤولين الأميركيين مع باسيل. حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاول عبر السفير الفرنسي تصحيح مسار ما قاله، وأرسل عبر البريد الإلكتروني رسالة الى رئيس "الحزب الإشتراكي" وليد جنبلاط يوضح فيه انه لم يطرح حكومة وحدة وطنية وأن بلاده لا تمانع انتخابات بعد سنة. في وقت عبرت بعض شخصيات المجتمع المدني عن استيائها من طروحات ماكرون ولقائه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، وأرسلت رسائل إحتجاج بهذا المعنى الى شخصيات في البرلمان الفرنسي! كل الفرقاء السياسيين كانوا في انتظار ما سيحمله الموفد الاميركي وعما اذا كانت زيارته منسقة مع الفرنسيين. الجميع باتوا في حيرة من أمرهم نتيجة التراجع الفرنسي عن طرح حكومة الوحدة ليتبين لاحقاً أنه حتى الإتفاق على إسم الرئيس سعد الحريري لم يكن نهائياً من ناحية المجتمع الدولي، الذي آثر عدم طرح أي إسم بالمباشر. واقع لم يكن مريحاً للحريري الذي باتت تحيط عملية ترشيحه لرئاسة الحكومة عقبات من بينها عدم حماسة رئيس الجمهورية ميشال عون لتكرار تجربة التعاون مع حكومة برئاسته، وعدم إدلاء المملكة السعودية بدلوها بعد ولو كثر المبادرون الى إقناعها ومن بينهم مصر، وعدم حسم "القوات اللبنانية" قرارها بترشيحه.

ظريف ينتقد فرنسا وأميركا من بيروت

لاحظت "النهار" أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وخلال جولته على المسؤولين اللبنانيين كان يوجه سهام الانتقادات الى التحركات الفرنسية والأميركية فاعتبر ان "لبنان وحده حكومة وشعبا من يقرر في شأن الحكومة ويجب الا يستغل احد الظروف لفرض إملاءاته على لبنان وليس إنسانيا ان يستغل المرء هذا الوضع المأسوي لفرض إملاءاته". وقال ان لبنان "كبلد مستقل يجب ان يضطلع بالتحقيقات في حادث المرفأ ". وإذ أشار الى ان الدول الأوروبية تقوم بمبادرات كثيرة قال ان "الإدارة الأميركية اثبتت انها اعجز من فهم حقيقة الوضع في المنطقة ولبنان وفلسطين".

"النهار": إيران تقصف مبادرة ماكرون!

كتب راجح الخوري في "النهار": إيران تقصف مبادرة ماكرون!

كان واضحاً تماماً ان ماكرون عندما ذكّر يوم الأربعاء الماضي، في اتصال هاتفي مع حسن روحاني"بضرورة ان تتجنب كل القوى المعنية أي تصعيد للتوتر، وكذلك أي تدخل خارجي، ودعم تشكيل حكومة مهمتها إدارة الأزمة الطارئة"، كان يسعى الى خلق بيئة ملائمة لتشكيل حكومة محايدة تتولى أربع مهمات مستعجلة: أولاً - الاهتمام بلملمة الوضع الحياتي والإجتماعي بعد كارثة المرفأ وما خلفته من المأسي، وان تضع آلية تنسق المساعدات وعمليات الإغاثة والأعمار، وثانياً -الاهتمام بخلق نوع من التفاهم السياسي الداخلي الضروري جداً، لتجاوز ما خلفته الأزمة الكبيرة، وثالثاً - البدء ببرنامج ناشط لمحاربة الفساد وبدء عملية إصلاح جادة وشاملة وبعيدة المدى، ورابعاً - الإنطلاق في مرحلة جديدة من المفاوصات المسؤولية مع صندوق النقد الدولي تمهيدا للحصل على المساعدات، وإحياء للمساعدات التي سبق واقرها "مؤتمر سيدر". الآن لست أدري إذا كان ماكرون سيذهب الى إيران كما قيل، وخصوصاً بعد هبوط محمد جواد ظريف في بيروت، حيث أطلق نيراناً حامية على مبادرة ماكرون رغم حاجة الإيرانيين الى موقف فرنسي يساعدهم في وجه عقوبات دونالد ترمب، فالواضح ان إيران وضعت سريعاً العصي في دواليب أي محاولة لتشكيل حكومة حيادية. ولأن الكثيرين يعتبرون ان حكومة اللون الواحد المستقيلة هي صناعة "حزب الله"، وبعد دعوة ماكرون روحاني الى وقف التدخل في لبنان، بدا وكأن ظريف جاء ليرد عليه من داخل حلبة الملاكمة الدولية اللبنانية، وفي وجود مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيلايضأ حيث قال ظريف : "ان لبنان بحكومته وشعبه هو من يقرر في شأن الحكومة ويجب ان لا يستغلّ أحد الظروف لفرض إملاءآته على لبنان". لكن ماكرون لا يفرض شروطاً، بل يبحث عن مخرج لسحب جثة الدولة اللبنانية الممزقة من تحت هذا الركام السياسي الإفلاسي الثقيل!

طباخون خارجون يحاولون انضاج الطبخة.. وداخل منقسم على نفسه

لاحظت "الجمهورية" انّ الصورة الجامدة حالياً على خط الاستشارات الملزمة، قد تكون قابلة لأن تتبدّل خلال اليومين، اذا ما حدثت على خط المشاورات الخارجية مفاجأة إيجابية بالاعلان عن "تفاهم ما على شخصية ما"، يسحب نفسه تلقائياً على الداخل اللبناني، بما يُطلق الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة، في موعد لا يتعدى منتصف الاسبوع المقبل، الّا اذا تعذّر بلوغ هذا التفاهم. ومعنى ذلك انّ موعد الاستشارات سيتعرّض لتأخير إضافي، ربما لا يكون سقفه الاسبوع المقبل فقط.

وعلمت "الجمهورية" انّ حركة المشاورات الخارجية التي تجري بوتيرة سريعة وبحماسة فرنسية لافتة، ويحاول فيها "الطبّاخ الخارجي" إنضاج الطبخة واستجماع عناصرها الفرنسيّة والاميركية والسعودية وكذلك الايرانية، تتواكَب في الداخل مع حركة مكثّفة بعيداً عن الاضواء لـ"تليين المواقف"، تقوم بها "جهات مسؤولة" تزكّي تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، في اتجاه "بيت الوسط"، وكذلك في اتجاه جهات سياسية يشوب موقفها لبس أو غموض حيال هذه التسمية.

وبحسب معلومات "الجمهورية"، فإنّ الاشارات الخارجية التي ترد الى المستويات السياسية في لبنان، تشير الى انّ النقاش الجاري يتمحور حول أمرين:

الأول، مساعدة اللبنانيين على تجاوز المحنة التي يمرّون فيها، وكذلك مساعدتهم على إنجاز الملف الحكومي، وتشكيل حكومة جديدة تحظى بأوسع توافق لبناني عليها، في أسرع وقت ممكن، تتولى مهمة احتواء آثار الانفجار الرهيب الذي حصل في مرفأ بيروت، وتوفير المعالجات اللازمة للأزمة الاقتصادية والمالية في هذا البلد، وإجراء الاصلاحات العميقة التي تتطلّبها مختلف القطاعات والمرافق في الدولة، وفي مقدمها مكافحة الفساد، بما يلبّي تطلعات ومطالبات مختلف فئات الشعب اللبناني.

الثاني، مساعدة اللبنانيين، على أن تكون على رأس الحكومة الجديدة، شخصية توافقية، لها حضورها وثقلها.

وبحسب تلك الاشارات، فإنه حتى الآن لم يحسم اسم تلك الشخصية، فالنقاش الجاري حول هذا الامر محصور بعدد محدود جداً من الأسماء، ولكن لا يمكن إدراجها كلّها في خانة الجدية.

الّا انّ ما تلفت اليه تلك الاشارات، وآخرها ورد قبل وقت قصير جداً، هو انّ اسم الرئيس سعد الحريري ما زال يتصدّر هذه الاسماء - كأفضلية - بوَصفه الشخصية الأكثر ملاءمة من سائر المرشحين المفترضين لتشكيل حكومة في هذه المرحلة، أيّاً كان شكل الحكومة: حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها كل الاطراف، او حكومة وحدة وطنية بأوسع تمثيل فيها، او حكومة مختلطة تكنوسياسية، أو حكومة اختصاصيين، او اي حكومة يتم التوافق على شكلها ومضمونها بين القوى السياسية اللبنانية، بالاستفادة من التجارب الحكومية السابقة، بحيث يُستفاد من السلبيات ونقاط الفشل والإخفاق، وتُبنى على الايجابيات المقاربات الجديّة للأزمة اللبنانية، بالحلول والعلاجات المطلوبة، وفي مقدمها الاصلاحات التي صارت أمراً حتمياً، وفرضَتها تطورات الازمة في لبنان، القاعدة الاساس للعمل ونقطة الارتكاز لأي حكومة مقبلة.

والبارز في تلك الاشارات، كما تؤكد لـ"الجمهورية" مصادر سياسية معنية بها، هو انّ المشاورات الخارجية ليست محكومة لزمن مفتوح، بل انّ الطبّاخين الخارجيين للحكومة، ووفق ما تبلّغت جهات لبنانية رفيعة المستوى، يُسابقون الوقت من جهتهم، ويغلّبون المنحى الايجابي على تلك المشاورات، وربطاً بهذه الايجابية، فهم يجزمون بأنّ مهمتهم ستخلص في وقت ليس ببعيد الى حسم اسم شخصية تحظى بتوافق اللبنانيين عليها، والمسألة مسألة ايام قليلة، خصوصاً انّ أجندة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وفريق عمله محصورة حالياً ببند أساسي هو لبنان، وانه وضع كل ثقله وهيبته في هذا الملف، لِحسمه قبل زيارته الى بيروت مطلع ايلول المقبل، ذلك انّ عدم حسم التكليف على الاقل، قبل هذه الزيارة، سيشكّل ضربة معنوية كبرى للرئيس الفرنسي وهيبته، ومن شأن ذلك، إذا حصل، أن يدفع بالملف الحكومي برمّته الى تعقيد كبير لن يكون من السهل إعادة التقاطه وفَكفكة عقده، وهذا معناه المزيد من الانتظار، وفترة طويلة من تصريف الاعمال في ظل حكومة مستقيلة، والنتيجة الاكيدة لهذا الاخفاق، المزيد من السلبيات في الازمة الاقتصادية والمالية التي يعانيها لبنان».

واذا كان الداخل السياسي بشكل عام ينتظر تصاعد الدخان الابيض من «مطبخ الخارجي» وحَسم اسم «الرئيس المكلّف»، والذي يعدّ اشارة الانطلاق في الاستشارات الملزمة بطريقة انسيابية تتجاوز أي تحفّظ قد يُبديه اي طرف على اسم الشخصية المتوافق عليها، الّا انّ هذا الداخل منقسم على نفسه، وليس مجتمعاً على اسم واحد، بل يبدو انّ لكل طرف مرشحه:

• تيار "المستقبل"، يتصرّف حيال الاستحقاق الحكومي من منطلق «العايز والمِستغني»، إذ انه لم يُبد ممانعة في عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، كما لم يُبد موافقة صريحة على ذلك، كما لم يرشّح أحداً غير الحريري. وبالتأكيد انه لن يرشّح احداً غير رئيسه، التزاماً بما أعلنه الحريري قبل فترة قصيرة من انه لن يغطي أحداً قريباً منه لرئاسة الحكومة. وكتأكيدٍ على ترشيحه للحريري، قرنَ حركة المشاورات الجارية في الداخل والخارج بالاعلان عن انّ عودة الحريري الى رئاسة الحكومة مرهونة بجملة شروط سبق أن اعلن عنها، وخلاصتها إطلاق يده في الحكم على رأس حكومة اختصاصيين، ومن دون اي عرقلة، والتي قال انه كان يتعرّض لها من قبل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ومن هم خلفه.

• الثنائي الشيعي، فقد اتخذا موقفاً منذ لحظة تقديم الرئيس حسان دياب استقالة حكومته، بعدم الدخول في بازار الاسماء، وحسما موقفيهما لناحية دعم ترشيح الرئيس سعد الحريري.

• «التيار الوطني الحر»، فعلى الرغم من عدم ورود إشارات اعتراضية من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على عودة الحريري الى رئاسة الحكومة، كتلك التي كانت تتوالى في الفترة السابقة للانفجار الرهيب في مرفأ بيروت، واستقالة حكومة دياب التي أعقبته، فإنه، أي التيار، لم يبدِ موقفاً واضحاً مؤيداً او رافضاً لعودة الحريري، بل يتجاذبه رأيين:

الأول، يقول بالذهاب الى دعم ترشيح الحريري، بمعزل عن الخلاف العميق معه، والذي تصاعد بشكل كبير جداً بعد استقالة حكومته، ووضعها في متراسين متقابلين لطالما تبادلا الهجومات القاسية بين الحريري ومن خلفه تيار «المستقبل» مع حلفائه، وبين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ومِن خلفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحلفاء العهد.

الثاني، ما زال يبدي تصلباً حيال الحريري، ويرفض عودته، ذلك انّ التجربة معه كانت فاشلة، وتكرارها معناه الفشل من جديد، وعدم الانسجام معه خلال ترؤسه الحكومة، فضلاً عن انّ الاشارات التي تُرسل من قبله مباشرة او عبر المحيطين به ليست مطمئنة، اذ انها تنطوي على شروط تعجيزية لا يمكن القبول بها، كمثل تشكيل حكومة يتفرّد بقرارها.

• «الحزب التقدمي الاشتراكي»، موقفه رمادي وغير واضح حتى الآن، وإن كان رئيسه وليد جنبلاط قد أيّد، بعد لقائه الاخير مع الرئيس نبيه بري قبل يومين، الذهاب الى حكومة طوارىء، الّا انه في عمق الموقف لم يعطِ إشارة يُفهم منها انه يؤيّد عودة الحريري الى رئاسة الحكومة، علماً انه لم يخفِ منذ استقالة حكومة سعد الحريري، تأييده ترشيح السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، وكان له موقف سلبي جداً من «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» لعدم تسمية نواف سلام في استشارات التكليف السابقة، واتهمهما بخذلانه.

• «القوات اللبنانية»، المصابة بخيبة أمل من تيار «المستقبل» و»الحزب التقدمي الاشتراكي»، لعدم تقديمهما الاستقالة من المجلس النيابي، فإنها لم تُبد حماسة لحكومة على شاكِلة الحكومات السابقة، ورئيسها سمير جعجع آثر الّا يبيع موقفاً مؤيّداً للحريري، بل أوحى بعكس ذلك، حينما سُئل بعد اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» في معراب قبل يومين عن إعادة تسمية الرئيس سعد الحريري، حيث قال: «نحن مع حكومة جديدة، ومستقلة تماماً، وحيادية تماماً، ولسنا مع طرح حكومات الوحدة الوطنية».

مَن يشوّش؟

وفي سياق ما تقدّم، تحدثت معلومات لـ"الجمهورية" عن انّ جهات لبنانية مصنّفة في خانة الحليفة للحريري، تحاول ان تدخل على خط المشاورات الخارجية، عبر قنوات سياسية وديبلوماسية، لقطع الطريق امام الحريري وتزكية أسماء بديلة منه.

وأكد مرجع سياسي معني هذه المعلومات، وقال لـ"الجمهورية": "مع الأسف، هناك جهات لبنانية مصرّة على ان تعمل لغير مصلحة لبنان ولا تكترث للبنان، وللحال الذي وصل إليها. لقد حلّت فينا كارثة كبرى فوق الكارثة الاقتصادية والمالية التي نعانيها، ومع ذلك يأتي من يحاول التشويش لمنع التوافق، وقطع الطريق على تشكيل حكومة تلمّ البلد، وتُعيد جمع شمل كل اللبنانيين. إنّ مصلحة لبنان هي في تشكيل الحكومة في أقرب وقت، ومصلحة لبنان ايضاً هي في أن يترأسها الحريري".

وعلمت "اللواء" ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أبلغ بعض زوّاره انه لن يسمي الرئيس الحريري لترؤس الحكومة الجديدة، وكذلك لم يسمه النائب وليد جنبلاط.

"النهار": كيف ينظر "ثلاثي السلطة" إلى وضع الحريري وإمكان عودته إلى الرئاسة الثالثة؟

كتب ابراهيم بيرم في "النهار": كيف ينظر "ثلاثي السلطة" إلى وضع الحريري وإمكان عودته إلى الرئاسة الثالثة؟

من أبرز المعطيات التي فاجأت الكثيرين وقدمت كشاهد على "ضعف الحالة الحريرية" هي أن الحليف الأقرب لهذه الحالة، وهو وليد جنبلاط بادر فور استقالة حكومة دياب الى زيارة مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وخرج من لقائه مع الرئيس نبيه بري ليعلن ان لا مرشح حصريا لديه لتأليف الحكومة، ولا شروط مسبقة له، فأدرج ثلاثي السلطة هذا السلوك الجنبلاطي كعلامة على ان رئاسة السلطة الثالثة ليست معقودة تماما للرئيس الحريري. في الوقت نفسه، فإن الثلاثي عينه، تبلغ بشكل متواتر بأن الهم الأساسي للرئيس الفرنسي ماكرون، الذي قدم نفسه للقوى الثمانية الاساسية في البلاد، على انه الوصي على مستقبل الوضع اللبناني، بتأييد من واشنطن ورضا أوروبا، هو حكومة تأخذ جديا على عاتقها مهمة السير قدما في إصلاح حقيقي من شأنه ان يكون عامل جذب للدعم الخارجي للبنان. وقد فسرت أوساط الثلاثي هذا التوجه الفرنسي على ان الحريري ليس بالضرورة جديرا بأداء هذا الدور، أو التصدي لهذه المهمة التي وعد بها سابقا، وحالت ظروف وعوائق عدة دون الوفاء بمندرجاتها، وآخر محطات ذلك، هو مقررات مؤتمر "سيدر" الذي رعته وأخرجته باريس، بهدف أساس وهو تمكين الحريري من أداء دور استثنائي مميز وانقاذي، ولا سيما بعد قضية "الاحتجاز" القسري في الرياض، وما نجم عنها من تداعيات. وفي كل الاحوال، ثمة في وسط الثلاثي في الحكم إياه، من بدأ يتحدث عن موجة تعقل وتروٍ، قد فعلت فعلها في رأس الحريري، وبالتالي أقنعته بعدم المضي بعيدا في "الزعم" بأنه مرشح حصري للرئاسة الثالثة، وأن هذا المنصب من "حقه الشرعي" نزولا عند المسلمة القديمة حكم الاقوياء في طوائفهم، وهذا الامر لم يكن ضمن سلوكه السابق. وواقع الحال هذا هو بالنسبة للثلاثي إياه: تعبير عن أن الحريري قد عرف حجم قوته وقدراته على أداء استثنائي من طبيعة انقاذية فاختار أن يسير الهوينا. دليل على ان الرجل تيقن أن مرتكزات الدعم والاسناد الغربية والعربية له على حد سواء، لم تعد بالزخم عينه، وتجربة الحريري في حكومته الاخيرة وانسداد أبواب عواصم عربية أمامه شاهدة حية على ذلك. وبالاجمال فإن هذا الثلاثي عينه، يقدر أن الحريري لم يعد بمقدوره ان يحتمل خروجا قسريا ثالثا من سدة الحكومة، لذا اختار التأني والتمهل وربما التواضع وفتح الباب أمام خيارات أوسع تكون مريحة للجميع. ومع كل ذلك، فإن السبل لم تسد تماما أمام عودة الحريري الى السرايا الكبيرة، ولكنه ليس بالضرورة المرشح الحصري لهذا المنصب كما في السابق.

"النهار": "ألو بيروت" فرنسيّة... وهاتف المعارضة على الخطّ

كتب مجد بو مجاهد في "النهار": "ألو بيروت" فرنسيّة... وهاتف المعارضة على الخطّ

"ألو بيروت" فرنسيّة أكّدت الخلاصة الأولى المتمثّلة بقناعة راسخة لدى شرائح مجتمعيّة وأحزاب سياسيّة بارزة بأنّ "سنترال" المكالمات بين البلدين يصبّ في خانة الاهتمام الباريسيّ بلبنان والذي برز جليّاً في زيارة الرئيس الفرنسيّ قبل أيام. وتؤكّد معطيات أكثر من فريق سياسي معارض بأنّ الرئيس الفرنسي طلب من الأقطاب المعارِضة فرملة خيار الاستقالة من المجلس النيابي باعتبار أنه يتحرك لإيجاد حلّ للأزمة اللبنانية ولا يعارض فكرة تقصير ولاية المجلس النيابي؛ ونظراً لأن البرلمان الحاليّ سيساهم في تسمية رئيس الحكومة المكلّف المقبل ومنح الثقة لأي حكومة مرتقبة. ولمست المعارضة أن خطوة الاستقالة من المجلس النيابي لن تساعد في تغيير النمط القائم في الداخل، وهي إذا لم تساهم في انتخابات مبكرة قد تؤدي إلى انهيار المؤسسات والى فوضى ولا تخدم الهدف المتوخّى منها. وتلفت معلومات المعارضة إلى أن حكومة "تفاهم وطني" هو المصطلح الجائز استخدامه في توصيف شكل النموذج الحكوميّ المحبّذ وليس حكومة "وحدة وطنية"، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي لمّح إلى اسم الرئيس سعد الحريري؛ ولكن السؤال المطروح داخلياً هو ما إذا كانت قوى الممانعة تقبل بشروط "بيت الوسط". في سياق آخر، عاد محور "حزب الله" إلى اعتماد طريقة ترهيبيّة معتادة من القمصان السود في إيصال رسائل التهديد الى المعارضة مع التلويح مجدّداً بتوجيه السلاح غير الشرعي إلى رؤوس اللبنانيين مذكّراً بحقبة أيار 2008 التي احتلّ فيها بيروت. أحزاب المعارضة مصرّة على المواجهة السياسية. لا مكان للترهيب في القلوب أو النفوس. ردّد عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب أكرم شهيب في مجالسه خلال الساعات الأخيرة بأن "ليس لدينا صواريخهم لكن لدينا إرادة البقاء والكلمة الحرّة والقضاء. في غضون ذلك، تفيد المعلومات بأن "القوات اللبنانية" بدأت تنشر عناصر في بيروت من أبناء المنطقة يتحرّكون في الشوارع ليلاً سيراً على الأقدام، خوفاً من أعمال ملتبسة ومحاذير أمنية أو من سرقات. ويبدو بحسب المراقبين أن "القوات" توجّه رسائل إلى من يعنيهم الأمر بأنه لا يمكن تجاوز المسيحيين أو دفعهم إلى الهجرة من لبنان. وتشير أجواء "القوات" الى أنها ستواجه أيّ مخاطر مهما كلّف الأمر وبكلّ الوسائل المتاحة ولا مجال للمهادنة بعد اليوم. كما وأنه لا يمكن القبول بأي قانون انتخابيّ يساهم في تغيير الثوابت المؤسِّسة للكيان اللبنانيّ.

"الاخبار": هل يكون خالد قبّاني رئيساً لحكومة حيادية؟

كتب نقولا ناصيف في "الاخبار": هل يكون خالد قبّاني رئيساً لحكومة حيادية؟

بات الاسم المحسوم لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية التي أصرّ عليها الاجتماع، هو الرئيس سعد الحريري. بيد أن التواصل الفرنسي - الاميركي، غداة زيارة بيروت، استمراراً للتنسيق بين الدولتين الكبريين حيال لبنان، أفضى الى تعديل في موقف باريس على نحو حملها على التخلي عن المناداة بحكومة وحدة وطنية، ودعم وجهة النظر الاميركية بحكومة حيادية رئيساً واعضاء. ترجمت التوجه الجديد، المكالمات الهاتفية التي اجراها ماكرون في 12 آب بشخصيات لبنانية، كان التقاها في قصر الصنوبر، داعياً الى ضرورة الاخذ في الاعتبار المضي في حكومة حيادية. عنى ذلك استبعاد الحريري عن السرايا مجدداً. بعض المعلومات عزا هذا التحوّل الى تنسيق اميركي - سعودي تلاقى، بالنسبة الى كليهما وإن بمبررات مختلفة، على صرف النظر عن حكومة الوحدة الوطنية، فلا تتحتّم عندئذ عودة الحريري، بل يخرج حزب الله من الحكومة، وهو ما يريدانه.

عند الاميركيين، عودة الحريري الى رئاسة الحكومة تبقي الاحتجاج في الشارع، وتناوئ ارادته، فضلاً عن أن الحريري لا يسعه اولاً حمل وزر المرحلة الجديدة، ولأنه ثانياً جزء لا يتجزأ من الطبقة الحاكمة المغضوب عليهاـ تصيبه شبهات الفساد وتقويض اقتصاد البلاد وإفقارها ما تصيبها. اما عند السعوديين، فذريعة الاستبعاد مختلفة تماماً: لا تزال الابواب موصدة كلياً في وجه الرئيس السابق للحكومة، اذ لم يعد الرجل حليفهم، ولا حتماً ما كانوا يدعونه ووالده الرئيس رفيق الحريري منذ ايام الملك فهد ولدنا. في الايام الاخيرة، في دوائر مغلقة وخاصة، طُرِح اسم الوزير السابق الدكتور خالد قباني رئيساً محتملاً للحكومة الحيادية، نظراً الى السمعة المهنية النظيفة والكفايات التي يتمتع بها كقانوني بارز، فضلاً عن عدم تورّطه في النزاعات السياسية وملفات الفساد والشبهات، وإن وُزّر ثلاث مرات في حكومات الرئيسين نجيب ميقاتي (2005) وفؤاد السنيورة (2005 و2008) من حصة تيار المستقبل. ما يبدو معلناً حتى الآن على الاقل، أن التيار الوطني الحر وثنائي حزب الله وحركة أمل، وهو الفريق الذي يتصرّف على انه اول المعنيين والممسك بالغالبية النيابية، لم يهضما تماماً فكرة حكومة حيادية مهمتها وفق المواصفات الاميركية.

"نداء الوطن": الإنفجار والمؤامرة على "سيّد نفسه"

كتب طوني فرنسيس في "نداء الوطن": الإنفجار والمؤامرة على "سيّد نفسه"

لم تستهدف المؤامرة مرفأ بيروت وسكّانها، بل المجلس النيابي أفراداً وسرايا وفصائل. وفي المجلس الذي دُعي الى الاجتماع في المقلب البيروتي الآخر، بعيداً من ساحة الجريمة، روعِيَ تقليد الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الضحايا الذين قارب عددهم المئتين، وأُضيف اليهم النائب السابق أحمد كرامي الذي لو كان حياً لاستشاط غضباً من هذا الإحترام الإستلحاقي. إكتشف أنّ المؤامرة بدأها حسّان دياب عندما طرح الإستجابة لمطلب الإنتخابات المبكرة، ما يعني حلّ "سيّد نفسه" لنفسه تمهيداً لإجراء انتخابات جديدة. وحلّت اللعنة على دياب لسبب آخر، هو عدم قدرة المسؤولين عنه الإستمرار به كحصان في الشوط الجديد، فتمّت إقالته في شكل استقالة، الا أنّ حديثه عن الإنتخابات اعتُبِرَ مسّاً بالذات "النيابية"، وجاء "شحمةً" على فطيرة المؤامرة. ثم تبيّن أنّ لتلك المؤامرة أصولاً وفروعاً، فسمير جعجع أمضى أياماً بلياليها وهو يحاول "تطبيق" سعد الحريري ووليد جنبلاط بترك المجلس لأصحابه، ولم ينجح في مهمّته، فانحصر المتآمرون بنواب الكتائب ونعمة فرام وبولا يعقوبيان وميشال معوض، وهنا ظهر التآمر في أبهى حِلله، إبن رينيه معوض يُهدّد المؤسّسة، يُسانده إبن جورج فرام، أحد الأعمدة التي يتّكل عليها لبنان وألوف اللبنانيين في أمنهم الإجتماعي واستمرار عيشهم، ويحوطهما سامي الجميل، الصوت الصارخ من جهة، وبولا يعقوبيان التي استقالت من منصب آخر في حياتها العملية، كما فعلت سابقاً في تلفزيون "المستقبل" وقبله قناة "الحرّة "...إنكشفت المؤامرة إذاً، وتمّ إفشالها، فهدف تفجير بيروت كان حلّ المجلس، وقد تمّ احتواء هذا الإعتداء الخطير، عبر الإسراع في طرد المُتآمرين لضمان سلامة التشريع والرقابة، وصدّ المؤامرات اللاحقة التي لا بدّ من حصولها. امّا آلاف الضحايا ومئات آلاف المُتضرّرين في منازلهم وأملاكهم، فلم يكونوا سوى أضرار جانبية في استهداف السيّد "سيّد نفسه"!

"نداء الوطن": باريس في بيروت: كثير من الضبابية يؤخّر التكليف والتأليف

كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": باريس في بيروت: كثير من الضبابية يؤخّر التكليف والتأليف

يقول المواكبون للحركة الفرنسية إنّ التجارب بيّنت أنّ الإدارة الفرنسية تعلم جيداً الخطوط الحمراء التي ترسمها واشنطن حول أي ملف دولي، وهي بالتالي تحاذر القفز فوق هذه الخطوط، كونها تعرف حدود المتاح وغير المتاح. ولذا يعتقد هؤلاء أنّ هناك تنسيقاً بالعناوين العريضة بين ما تقدم عليه باريس وبين ما تقبل به واشنطن بدليل مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصياً يوم الأحد الماضي في مؤتمر دعم لبنان عبر تقنية الفيديو. وهي خطوة تحمل إشارة إيجابية يمكن البناء عليها اذا لم تواجه بفرملة سريعة. وراح المعنيون بالملف الحكومي يقتفون آثار الموقف الأميركي من كل ما قاله الرئيس الفرنسي في بيروت لا سيما في ما خصّ كلامه عن حكومة وحدة وطنية التي سرعان ما سحبت من التداول الفرنسي الرسمي، ما رفع من منسوب الشكوك في أذهان القوى اللبنانية حول غياب التنسيق بين باريس وواشنطن، وزاد من احتمال أن تكون المبادرة الفرنسية ذاتية وغير محصنة أميركياً، ما قد يعرضها للضرب في أي لحظة. أما المسألة الثانية التي شكلت ثغرة في المبادرة الفرنسية فتتصل برئاسة الحكومة. كان الاعتقاد سائداً أنّ باريس تؤيد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، وهو كلام نقل إلى أكثر من فريق لبناني منذ مدة، لكنه لم يلق آذاناً صاغية من "حزب الله" تحديداً لعدم رغبته في تلك الفترة بتطيير حكومة حسان دياب. وحين طرح ماكرون فكرة حكومة وطنية، ظنّ مستمعوه أنّه يزكّي الحريري للعودة إلى السراي. ولكن سرعان ما تبيّن وفق المعنيين بالملف الحكومي أنّ باريس غير متمسكة برئيس "تيار المستقبل". بناء عليه، يقول المتابعون للشأن الحكومي إنّ الصورة لا تزال ضبابية. ولا بدّ أولاً من انتظار انتهاء مراسم وداع كبار الضيوف والزوار قبل انطلاق حركة المشاورات الداخلية بحثاً عن صيغ مشتركة تساعد على فكفكة عقد التكليف والتأليف، خصوصاً وأنّ المعنيين يتموضعون حتى اللحظة على نحو سلبي بمنطق الفيتوات لا المبادرات الايجابية. تفيد الخلاصة، أنّه ليس هناك من دلائل حسية حتى الآن، تثبت أنّ الادارة الأميركية تؤيد بالمطلق المبادرة الفرنسية، أو ترفضها برمتها. جلّ ما تحاول باريس القيام به هو توسيع دائرة حراكها اللبناني بعد اقناع الادارة الأميركية أنّ استراتيجيتها لم تكن فعالة.

"الشرق":لا حكومة قريباً بانتظار زيارة ماكرون لتكريس تسوية سياسية بضوء أخضر أميركي

كتبت تيريز قسيس صعب في "الشرق":لا حكومة قريباً بانتظار زيارة ماكرون لتكريس تسوية سياسية بضوء أخضر أميركي

بحسب متابعين فإن الاتصالات الجارية على خط تشكيل الحكومة، والمشاورات المتواصلة تتم بهدوء في انتظار تبلور صورة اوضح قبل الاستشارات النيابية الملزمة. وقالت ان العمل منصب اكثر على مهمات هذه الحكومة والمسؤوليات المطلوبة منها، وطبيعة عملها. وأكدت أن المطلوب من الحكومة الجديدة العمل على ملفين أساسيين هما: الاصلاح ومكافحة الفساد. واعتبرت ان هذا الامر هو مطلب المجتمع الدولي ايضا، سيما وان الحكومة يجب ان تتمتع بالتمثيل من أجل القيام بهذه المهمة، مهما كان شكلها تكنوقراط، اقطاب، وحدة وطنية….

وقالت المعلومات أن الاتصالات الجارية تتم بعيدا من الإعلام لتأمين الحد الأدنى من التوافق بين الاطراف السياسيين حول مهمة الحكومة، واولوياتها، وطبيعتها. ومن هذا المنطلق، توقفت المصادر عند كلام الرئيس ميشال عون أمام زواره من الموفدين الدوليين حول ضرورة إجراء الاصلاحات ومكافحة الفساد. واشارت الى ان عون يقود الاتصالات بعيدا من الاضواء، ولعل اللقاء المرتقب مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والمتوقع الاسبوع المقبل، يندرج في إطار هذه المشاورات، وأن الموضوع الحكومي سيبحث من ضمن مواضيع عدة قد يتم طرحها. المراجع المواكبة استبعدت تشكيل حكومة في المنظور القريب، لكنها في الوقت عينه رات ان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بداية ايلول المقبل الى لبنان، ستكرس الاتفاق السياسي الذي يتم العمل عليه الان، وفق ما أعلنه ماكرون خلال زيارته الأخيرة الى بيروت. وقالت ان حركة الموفدين الدوليين الى لبنان تصب في هذا الاتجاه، وأن الولايات المتحدة الاميركية قد أعطت الضوء الأخضر للام الحنون، بهدف المساعدة على تسوية الازمة اللبنانية، وتشكيل حكومة قادرة على انقاذ الوضع، ومعاودة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، عبر اجراء الاصلاحات المطلوبة.

"الشرق الاوسط": نكبة بيروت: الدولة ركام والمسؤولون حطام!

كتب راجح الخوري في "الشرق الاوسط": نكبة بيروت: الدولة ركام والمسؤولون حطام!

بعد مضي أسبوع على الثلاثاء الأسود، كان من الفاضح جداً أن يعلن الخبراء الفرنسيون والهولنديون الذي يساعدون في البحث عن المفقودين في المرفأ، أنهم اكتشفوا 20 حاوية من المواد المتفجرة الشديدة الخطورة، ما يعني غياب الدولة منذ أسبوع عن التدقيق في مسرح الانفجار، وإضافة إلى ذلك تبين أن هناك في شركة كهرباء الزوق ثلاثة أطنان من المواد التي قال وزير الطاقة ريمون غجر إنها ليست خطرة ولا متفجرة، في حين طلب النائب العام بعد ساعات إزالتها لأنها شديدة الخطورة، ولكن حين رفض أهالي منطقة كفرذبيان أن يتم تفجيرها في عيون السيمان، ورفض أهالي الشمال إرسالها لتحرق في معامل شكا، عادت الشاحنة إلى الزوق، في انتظار قرار من الدولة الهمايونية، وفي وقت فرغت فيه المناطق المحيطة من السكان خوفاً... ويا للعيب! بثت المحطات التلفزيونية في اليومين الماضيين، مقابلات وتصريحات للأهالي المنكوبين والمدمرة منازلهم في الإحياء التراثية التاريخية في مناطق محيطة بالمرفأ، مثل حي السراسقة والجميزة وغيرها، تقول إن هناك من يجول على أصحاب هذه المنازل المتضررة، عارضاً شراءها وبمبالغ مغرية، فبدا الأمر نوعاً من الرقص على جروح الناس من المتمولين المتوحشين، ومحاولة لتوسيع الوجود المذهبي، وهم بالتأكيد من الذين نهبوا الدولة وأفلسوا البلاد، ويريدون حتى الاستثمار في مآسي الناس، ولهذا قرر الأهالي هناك عدم بيع أي منزل مهما كانت المغريات الرخيصة التي تقدم لهم. والسؤال المؤلم: ماذا بقي في لبنان الذي تديره الدويلة؟ لا شيء تقريباً، فالانفجار المروع دمر المرفأ ونصف العاصمة بيروت، والدولة، والحكومة، ومجلس النواب الصامت عن الهول، فلا يستقيل النواب حياءً، وأين الأخلاق عند أولئك الذين يريدون الاستثمار في دماء الناس، في بلد يعاني من حشرجة الموت وهامشية المسؤولين؟

"الجمهورية": الديموقراطية العددية بديلاً من تغيير النظام؟

كتبت راكيل عتيق في "الجمهورية": الديموقراطية العددية بديلاً من تغيير النظام؟

تقول مصادر سياسية مسيحية، على أثر تعبير كتل نيابية عن ضرورة الإستقالة من مجلس النواب للذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، تعيد انتاج السلطة، وتصحيح الخلل التمثيلي الذي اعترى هذا المجلس بفعل الثورة وتبدّل مزاج الناس، عاد البعض الى طروحات قديمة بالكلام عن الديموقراطية العددية، اعتقاداً منها بأنّ هذه الطروحات تؤدي الى تخويف الآخرين، فيتراجعون عن موضوع الإستقالة من مجلس النواب. وفي كل الحالات، إنّ هذه الطروحات لن تمرّ، وإلّا لن يعود لبنان نموذجاً للحكم التوافقي. وبعد طرح بري هذا، تقول مصادر القوات: نرفض أي طروحات لها علاقة بالديموقراطية العددية، ونتمسّك بالديموقراطية التوافقية في لبنان الرسالة وبالدستور والميثاق اللبناني. وفي حين أنّ طرح بري يتماهى مع مطلب بعض المجتمع المدني وثوار 17 تشرين، تشير مصادر سياسية مسيحية الى أنّ المجتمع المدني ليس موحّداً حول طرحٍ واحد، وهو جمعيات وجماعات، ولا يملك رؤية وطنية واحدة، معتبرةً أنّ مصدر هذا الطرح مهم جداً، فأن يأتي من المنتفضين شيء، وأن يأتي من فريق سياسي أو طائفة محدّدة شيء آخر. وتوضح، أنّ «الذهاب الى انتخابات نيابية على أساس لبنان دائرة واحدة، واعتماد الديموقراطية العددية، يُمكّنان طائفة واحدة من أن تتحكّم بالقرار السياسي في لبنان من دون تغيير النظام، فبدلاً من تغيير النظام تُمسك بالقرار. وتعتبر القوى المسيحية، أنّ الحلّ الأنجح، منعاً للوصول الى نوع من الفدرالية أو التقسيم، هو اعتماد اللامركزية الإدارية الموسعة وليس السياسية، والتي ينصّ عليها الدستور، وبدلاً من أن تُعتمد خلال الثلاثين عاماً السابقة، عُزّزت مركزية الدولة في ظلّ سياسة إدارية فاسدة وغير رشيدة أو شفافة، وغياب الإنماء المتوازن والحوكمة والمكننة أقلّه، ما أحبط قيام الدولة وعرقل إنتاجية النظام القائم. وبالتالي لا يجب الذهاب الى الحكم العددي تحت حجة فشل النظام، بل تفعيل هذا النظام من خلال التطبيق الكامل للدستور وللإتفاقات بين اللبنانيين، واعتماد الحياد أو سياسة النأي بالنفس أقلّه.

"الجمهورية": بين كارثة القرن وحكومة القرن!

كتب طارق ترشيشي في "الجمهورية": بين كارثة القرن وحكومة القرن!

يقول معنيون بالملف الحكومي انّ الاتصالات الداخلية المشفوعة بالاتصالات التي تجريها الادارة الفرنسية عالمياً، تركز على البحث في الصيَغ الأمثل للحكومة العتيدة من حيث الشخصية التي ستكلّف تأليفها ونوعية أعضائها وحجمها والمهمات المُلقاة على عاتقها بما يمهّد الطريق لولادة حكومية سلسة، وتجنّب بقاء البلاد في ظل حكومة تصريف أعمال، بينما المطلوب حكومة دستورية كاملة الاوصاف وفاعلة قادرة على تحمّل المسؤوليات لانتشال البلاد من الهاوية السحيقة التي وقعت فيها سياسياً واقتصادياً ومالياً، وجاء تفجير مرفأ بيروت ليطفح به كيل الانهيار اذا جاز التعبير. والافكار المتداولة حول الحكومة العتيدة حجماً وشكلاً قليلة، وهي تراوح بين ان تكون حكومة أقطاب مصغرة او متوسطة الحجم لا يتعدى عدد اعضائها الـ10 الى 16 وزيراً حداً أقصى. امّا الشخصية التي ستكلّف تشكيلها فإنها لم تُحسَم بعد، وإن كان الحديث يدور حول إمكان ان يكون الرئيس سعد الحريري. لكنّ الرجل لديه شروطه المعروفة، وهي أن يترأس حكومة حياديين، وبين إمكان اختيار شخصية نيابية سياسية تكنوقراطية لديها مواصفات وعلاقات دولية من شأنها ان تترأس حكومة تكنوسياسية او تكنوقراط. لكنّ هناك من يقول انّ تبلور الحكومة العتيدة، برئيسها ونوعية أعضائها وحجمها، ينتظر نتائج الاتصالات الجارية بين العواصم الكبرى وبعض العواصم الاقليمية، ويلعب الجانب الفرنسي الدور الاساسي فيها، وهذه الاتصالات تشمل بالدرجة الاولى المملكة العربية السعودية وعواصم خليجية أخرى وايران، خصوصاً أنّ هذه العواصم لم يصدر عنها أي رد فعل بعد او أي تعليق ملحوظ حول المبادرة الفرنسية وطبيعة الحكومة العتيدة. الحراك ربما سيعوق الولادة الحكومة أكثر فأكثر، وربما يدفع القوى المؤثرة الى فتح ملفات الفساد لحلفائها والخصوم، خصوصاً انّ بعض وسائل الاعلام العربية والدولية بدأت تتحدث عن شيء من هذا القبيل، وتشير الى تورّط هذه الجهة او تلك في لبنان بالفساد، وقد بدأ بعض المعنيين يقول انّ المهمة الاساسية الجديدة ستكون إجراء الاصلاحات المطلوبة دوليّاً ومكافحة الفساد، حتى اذا نجحت بذلك تستحق عندئذ لقب حكومة القرن...

نصرالله: لعدم تضييع الوقت في الحديث عن حكومة حيادية

لاحظت "نداء الوطن" أن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله أطل ليلاً في ذكرى "انتصار تموز" ليوجّه خطاباً تصعيدياً مدججاً برسائل تحذيرية مباشرة وغير مباشرة برسم من يعنيهم الأمر داخلياً وخارجياً، بدءاً من تأكيده على ديمومة سلاح المقاومة باعتبارها "شرطاً وجودياً" وضامناً للاستقرار والهدوء في البلد، مروراً بتهديده كل من يحاول إسقاط العهد العوني والمجلس النيابي بملاقاة مصير مشابه لسيناريو 7 أيار 2008 عبر دعوته جمهوره إلى المحافظة على غضبهم لأنه قد يحتاجه "يوماً ما"، وصولاً إلى فرض شروطه الحكومية على القوى السياسية التي دعاها إلى "عدم تضييع الوقت" في الحديث عن حكومة حيادية والشروع فوراً إلى تأليف حكومة "محمية سياسياً" سواءً كانت "حكومة وحدة وطنية أو ذات أوسع تمثيل سياسي ممكن"... ومن يرفض هذا الموضوع ما عليه سوى "الخروج من الحياة السياسية" في البلد.

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ"نداء الوطن" أن نصرالله بدا بمثابة "وضع الإصبع على الزناد" في مواجهة الداخل والخارج مهدداً بتفجير "صاعق الغضب" لإعادة بسط سطوة الحزب دون منازع على المشهد اللبناني.

"الشرق": نصرالله يرفض حياد لبنان

كتب عوني الكعكي في "الشرق": نصرالله يرفض حياد لبنان

حاول السيّد نصرالله إبعاد تهمة معرفة الحزب العظيم بالمواد المخزنة في مرفأ بيروت، فنفى أي علم للحزب بما يوجد في المرفأ، وقال بأنّ الحزب العظيم ليس الجهة التي تقوم بالتحقيق… ونسأل: أيعقل ألا يكون للحزب علم بما يدخل المرفأ والمطار من مواد، وهو القابض على مفاصل المعابر البرية والبحرية والجوية..؟ وقضية المعابر غير الشرعية، حتى والشرعية منها خير دليل على معرفته التامة، والتحكم بما يجري من أمور في هذه المعابر وحتى بالتفاصيل الممل يؤكد الامين العام ان المقاومة هي الهواء الذي نتنفّسه للبقاء على قيد الحياة. وهنا نقول: عن أي هواء يتحدث السيّد؟ وهل بقي في لبنان هواء نقي يمكن أن نستنشقه، أو يصلح للإستنشاق؟ فكل شيء بات ملوّثاً، حتى جاء الانفجار الكبير في المرفأ، فزوّد هواءنا بسموم نيترات الأمونيوم التي باتت تشكل خطراً على حياة كل لبناني كان يحلم يوماً بالحياة.يقول السيّد: إنّ المعادلة التي تحمي لبنان، ليست جامعة الدول العربية ولا القرارات الدولية، بل هي معادلة توازن الرعب.. وهنا نقول أيضاً وأيضاً: لماذا نتباكى أمام الدول العربية لمدنا بالمساعدات، ولماذا ننتظر الدعم من دول العالم لسد عجز الكهرباء التي سببها أشخاص هم متحالفون مع الحزب العظيم حتى صار دين الكهرباء 47 مليار دولار… ولماذا تبكون اليوم يا حضرة السيّد على أطلال مؤتمر سيدر وأمواله، وتلهثون للحصول عليها.أما حديثه عن الحكومة الحيادية فهو خداع لتجاوز التمثيل السياسي، ولا يوجد في لبنان حياد فالجميع لهم أهواء سياسية – حسب قول السيّد -. صحيح هذا القول بأنّ هناك آراء مختلفة، ولكن لا يهمنا أن تحب إيران أو تكرهها ولكن مصلحة لبنان كي يعيش أن يكون حيادياً. لا نريد منعك مما تعطيه لك إيران من أموال وأسلحة ولكن نسأل: ما الأهداف التي تريد إيران تحقيقها؟ هل نسيت سماحتك ما يردده المرشد الأعلى آية الله خامنئي انهم يسيطرون على أربع عواصم عربية؟ نحن لا نقول إننا سنكون ضد إيران ولكن نريد أن نكون مع مصلحة لبنان، أما بالنسبة للحكومة الحيادية فمنذ «الطائف» وحتى الحكومة المستقيلة التي شكلتموها وحدكم فسقطت وكانت أفشل حكومة في تاريخ لبنان، ألا تشعر يا سماحة السيّد بأنّ الحكومة الحيادية هي الحكومة الوحيدة الصالحة للبنان؟ تاسعاً: ما يلفت فعلاً أنّ السيّد شكر الرئيس حسان دياب الذي تحمّل مسؤولية كبيرة ونوّه بشجاعته رغم كل الظروف. أنا لا ألوم السيّد لأنّ الحكومة حكومته فعلى الأقل كان من الواجب أن يشكر نفسه.

"نداء الوطن": "الحيادية" في مواصفات رئيس الجمهورية!

كتب محمد نمر في "نداء الوطن": "الحيادية" في مواصفات رئيس الجمهورية!

وقع انفجار بيروت وعاد الشارع يتحرك من جديد، لكن مقارنة بانطلاق ثورة "17 تشرين" يمكن تسجيل غياب الثورة في الساحات (طرابلس، صيدا، سعدنايل، النبطية، بعلبك)، بل تمركزت التحركات في بيروت في أعداد لم تبلغ الحد الأدنى من تحركات "17 تشرين" في الساحات. أقيل دياب، وهدأ الشارع مجدداً، ولم يكمل طريقه نحو بعبدا، بل لم يتم تسجيل أي تحرك على طريق القصر الجمهوري منذ وقوع الانفجار، علماً أن الرئيس عون اعترف بنفسه بأنه كان على علم بوجود النيترات، وهو مسؤول أول مع "حزب الله" عن ايصال البلاد إلى هذه الحال. إذاً نشهد حالياً على أيام هادئة في الشارع، إلا اذا اخترقتها تحركات خجولة عددياً في وسط بيروت. وفي كلا الحالتين إن الثورة تكرر الخطأ نفسه بعدم متابعتها على الجميع من رئاسة الجمهورية إلى أصغر مسؤول. فالمعادلة القائمة على اللعب بموقع رئاسة الحكومة وتحييد رئيسي الجمهورية ومجلس النواب تعني أن للثورة حسابات سياسية أو طائفية. ويكون على الثوّار الإختيار بين أمرين: إما الضغط لاقالة الرئاستين الأولى والثانية والمطالبة بعدها بثلاثة رؤساء حياديين لا يرتبطون بالقوى السياسية والأحزاب ووضع مواصفات لهم، خصوصاً أن تجربة عون "الحزبية" فشلت لعدم قيامه بدور الحكم والمحافظة على الدستور، او عدم فرض مواصفات على الحكومة ورئاستها. يبقى ان الحيادية كما هي وجهة نظر و"حمالة أوجه"، فهي أيضا تلهج بعكسها تماماً رؤوس حامية، وآخرها طرح السيد حسن نصرالله الذي لا يتورع عن إشهار عدم إيمانه بالحياد "متعكزاً" على نظرية "الإنسان حيوان ناطق سياسي"، ليسقط بالتالي كل مندرجاته بما فيها الحكومة الحيادية... على قاعدة أنها تنافي الغريزة بالبقاء السياسي والعسكري.

"النهار": لبنان القديم مات... لبنان الجديد لم يولد بعد

كتب علي حماده في "النهار": لبنان القديم مات... لبنان الجديد لم يولد بعد

صحيح ان "حزب الله" لا يريد تغييرا في العمق، ولا يريد تنازلات في مرحلة الوقت الضائع حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية (تبعا لمصالح ايران) ، لكنه يقبل بمظهر تغيير سطحي، و يطالب علنا بسعد الحريري رئيسا لحكومة تكونو- حزبية، لكي يبقي على حالة "الستاتيكو" السابقة لحكومة حسان دياب. هذا الموقف يلاقيه بشكل او بآخر ميشال عون (اذا ما استثنينا عقدة تعويم جبران باسيل مع الحريري) طارحا فكرة مضحكة حقا:"حكومة اقطاب"، في الوقت الذي يشكو الرأي العام اللبناني برمته من القيادات، والأقطاب، والأحزاب وما جلبوه للبنان من مآس. و بالرغم من ان الرأي العام المصاب بالغثيان من القوى المذكورة لم ينظم صفوفه لطرح بدائل قابلة للانطلاق للعب دور في الساحة السياسية بدل القوى التي يجب ان نعترف انها صارت من الماضي فاننا امام معادلة تقول الآتي: لبنان القديم مات، ولبنان الجديد لم يولد بعد. نحن في مرحلة انتقالية بين لبنانين. سنشهد فوضى، وربما دماء، و لكن لبنان كما كان انتهى، وانتهت معه الأحزاب التقليدية على الرغم من مظاهر القوة التي لا تزال تمتلكها، فضلا عن القدرات التي تحوزها. لكن لبنان جديدا سيولد بعد هذا المخاض المؤلم الذي نعيشه. لنعد الى اللعبة السياسية الراهنة. كل القوى الفاعلة راهنا في حالة انتظار. انتظار الخارج من اجل تلمس المرحلة الإقليمية. "حزب الله" المعروف بتمسكه بما اسميناه "ستاتيكو"، سيواجه ضغطا كبيرا يتجاوز رغبة الرئيس الفرنسي ماكرون في التاليف بين موقفي واشنطن و طهران، في اتجاه تشكيل حكومة جديدة لا حزبية مستقلة لا تشبه أيا من الحكومات السابقة. لا يزال الموقف غامضا الى ابعد الحدود. ماذا يريد الأميركي؟ ماذا يريد الإيراني؟ واين ترسو "سفينة " لبنان؟ بالنسبة الى رئيس الجمهورية، وهو الذي سبق ان قيمنا عهده بسلبية متناهية، يمكن القول ان الاحداث سبقته، وان الرأي العام الذي يستند اليه (المسيحي) هو في طور الانقلاب عليه، حيث ان عهد عون سيوصف مسيحيا بأنه عهد "نكبة" لا عهد "قوة". هنا التحول الكبير الذي يشهده شارع استند اليه "حزب الله منذ عام 2006" لفك عزلته الوطنية، لضرب الخصوم، واستكمال وضع اليد على لبنان على مراحل.

"النهار": إعمار لا يستأذن نصرالله

كتب احمد عياش في "النهار": إعمار لا يستأذن نصرالله

بذل حزب الله جهده وفق معلومات "النهار" أن تبقى الحكومة فلا تستقيل. وبقي رئيس وحدة التنسيق والارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا مثابرا حتى آخر لحظة يوم الاثنين الماضي كي لا ترحل الحكومة، فالتقى لهذه الغاية الرئيس حسان دياب في السرايا قبل الجلسة الاخيرة للحكومة بعدما أجرى سلسلة إتصالات من اجل إحتواء موجة الاستقالات التي بدأت مع إستقالة وزيرة الاعلام منال عبد الصمد، والتعامل مع هذه الاستقالة كما تمّ التعامل مع إستقالة وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي الذي جرى إستبداله سريعا بشربل وهبه في الثاني من آب. وكشف ديبلوماسي عربي صديق للوزير حتي ان الاخير أبلغه ان صفا زاره عشية إستقالته لإقناعه بالبقاء واعدا أياه بالتدخل في حال كانت هناك ضغوط عليه من فريق رئيس الجمهورية، لكن حتي أبلغ صفا انه لم يعد قادرا على الاستمرار في منصبه لإعتبارات عامة وخاصة. ومثل حتي، أصرّ وزير البيئة دميانوس قطّار على إستقالته على رغم العلاقة الخاصة التي تربطه بالرئيس دياب. وتردد ان الوزير قطّار أبلغ متصلين به قبل آخر جلسة للحكومة، ان عائلته تضغط عليه بقوّة كي يستقيل، خصوصا ان هناك أقرباء كانوا في عداد ضحايا انفجار الرابع من آب. ما يصدر عن اوساط اعلامية قريبة من "حزب الله" انه لن يتنازل عن المشاركة في الحكومة الجديدة، ولو بالطريقة التي جرى فيها تمثيله بالحكومة المستقيلة، أي عبر وزيريّ الصحة والصناعة حمد حسن وعماد حب الله. في المقابل، لم تعد فكرة تأليف حكومة لا يتمثّل فيها الحزب ضربا من الخيال. بل على العكس تماما، صارت مطلبا عربيا ودوليا، حتى عند الفرنسيين، بشهادة وسيلة إعلامية وثيقة الصلة بالحزب. تقول اوساط سياسية قريبة من الاتصالات لتأليف الحكومة، ان "حزب الله" لديه اوراق قوة تمنحه القدرة على تعطيل أي محاولة لتشكيل حكومة لا يتمثل فيها، وأهم هذه الاوراق، رئيس الجمهورية ميشال عون الذي فعلها عندما جرى تكليف دياب ومن ثم قيام الاخير بتأليف حكومة على مقاس طلبات الحزب، ولا شئ يحول دون تكراره تلك السابقة نزولا عند ما أراده الامين العام للحزب حسن نصرالله. ماذا عن مئات الالوف من الضحايا والمصابين والمتضررين وخسائر بمليارات الدولارات نتيجة الانفجار الزلزال؟ في المعلومات أن ورشة اعمار كبرى ستنطلق من دون إستئذان نصرالله.

التحقيق في جريمة المرفأ: الادعاء على 25 شخصاً

أشارت الصحف إلى أن المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان تسلّم ادّعاء النائب العام لدى المجلس العدلي القاضي غسان عويدات مع محاضر التحقيقات الاولية، وباشَر في دراستها تمهيداً للبدء بإجراء استجواباته الاثنين المقبل.

وشملت ورقة الطلب التي أعدّها القاضي عويدات، الادعاء على 25 شخصاً في جريمة انفجار مرفأ بيروت بينهم 19 موقوفاً، أبرزهم مدير مرفأ بيروت المهندس حسن قريطم، مدير عام الجمارك بدري ضاهر والمدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي، وعلى كل من يُظهره التحقيق فاعلاً أو شريكاً أو متدخلاً أو مقصّراً، بجرائم الإهمال والتقصير والتسبّب بوفاة أكثر من 177 شخصاً، وجرح الآلاف وإصابة عدد كبير من الجرحى بأضرار وأعطال وتشوهات جسدية وحالات عجز دائمة، إضافة إلى تدمير مرفأ بيروت ومنشآته بالكامل، ومنازل المواطنين وممتلكات عامة وخاصة، وطلب استجواب هؤلاء وإصدار مذكرات التوقيف اللازمة بحقهم سنداً لمواد الادعاء ولمعطيات التحقيق.

"الاخبار": التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت: القانون لا يحقق العدالة!

كتب رضوان مرتضى في "الاخبار": التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت: القانون لا يحقق العدالة!

اعتذر رئيس محكمة الجنايات في بيروت القاضي طارق بيطار عن عدم قبول تكليفه محققاً عدلياً في جريمة تفجير مرفأ بيروت. لم يُعلن السبب، إلا أنّ ما تداوله قضاة يتحدث عن سببين؛ الأوّل شخصي لعدم رغبة عائلته في وضعه في دائرة النار الإعلامية والسياسية والشعبية. والثاني إجرائي، إذ يرفض القاضي أن يسير في ملف سيُلزم فيه بتطبيق القانون بدلاً من تحقيق العدالة لعائلات الضحايا، ولا سيما أنّ أيّ عدالة لن تكون ممكنة إلا إذا كانت هناك محاسبة سياسية تبدأ من رأس الهرم لتحاكم الرؤساء والوزراء، على أن تطال قادة الأجهزة الأمنية المسؤولة، والقضاة الذين يثبت تقصيرهم، والمسؤولين المدنيين والعسكريين عن المرفأ الذين كانوا يعلمون ولديهم القدرة والصلاحية على الحؤول دون وقوع ما حصل، لكنهم تقاعسوا استهتاراً. لكل هذا، اختار القاضي الاعتذار. لم يشأ أن يكون شاهد زور ينتهي تحقيقه بخلاصة مفادها أنّ ما حصل إهمالٌ وظيفي وتقصير من دون وجود نيّة قصدية تسببت في ما حصل، لأن النصوص القانونية، وفي حال لم يكن هناك من مشتبه فيه بإضرام النيران عمداً، تحصر القضية بالتقصير والمخالفات. وبناءً على ذلك، رأى القاضي بيطار أنه سيكون عاجزاً عن إحقاق العدالة، ولم يكد القاضي فادي صوّان يتسلّم ملف تفجير مرفأ بيروت حتى أُلغيت الجلسة المقررة للاستماع إلى الوزراء الذين تسلموا حقيبة الأشغال منذ العام 2013. الذريعة كانت أنّ الملف بات في يد المحقق العدلي حيث يُصبح لزاماً أن تُكفّ يد النيابة العامة التمييزية المشرفة على التحقيق. غير أنّ نقاشاً انفتح في أروقة قصر العدل. فقد اعتبر قضاة أنّ المحقق العدلي لن يتمكن من استدعاء الرؤساء والوزراء الحاليين. كما قالوا إنّه لن يتمكن المحقق العدلي من التحقيق مع رؤساء ونواب ووزراء سابقين، سوى بصفتهم شهوداً، على اعتبار أنّه يُسائلهم عن فعل حصل أثناء توليهم لوظيفتهم المشمولة بالحصانة، معتبرين أنّ هؤلاء سيُحالون على المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء في حال كانوا مشتبهاً فيهم. وبالتالي، سيعود الملف إلى النقطة الصفر ليقف أمام حائط مسدود.

"نداء الوطن": العونيون يُعرقلون التحقيق... ويحمون من دمّر المناطق المسيحيّة

كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": العونيون يُعرقلون التحقيق... ويحمون من دمّر المناطق المسيحيّة

العهد وفريقه يبذلان أقصى الجهود لضياع الحقيقة في قضية إنفجار المرفأ، الذي أصابت شظاياه المناطق المسيحية في العاصمة وضواحيها ودمرتها، وكأن هذا الشعار سقط لسببين حسبما يقول الأهالي: السبب الأول لأن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يريد ذلك وما على العهد العوني إلا التنفيذ، لذلك أتى رفض عون سريعاً للجنة تحقيق دولية، أما السبب الثاني فهو أن العهد متورّط بقضية تفجير المرفأ إما إهمالاً أو تقصيراً، علماً أن المدير العام لأمن الدولة العميد طوني صليبا قد أبلغ عون في تموز الماضي بوجود نيترات الأمونيوم وتشكيلها خطراً كبيراً، لكنّ عون لم يتحرّك، واعترف أمام الإعلاميين بأنه كان على علم بوجود هذه المادة ولكن ليس من صلاحياته التحرّك في المرفأ. وما يزيد من غضب الأهالي أكثر ويدفعهم إلى الظن أن العهد وأدواته يريدون طمس الحقيقة، هو تصرفات وزيرة العدل المستقيلة ماري كلود نجم التي كانت ترفض بشدّة الإستقالة من الحكومة لأنها تريد أن تتابع مجريات التحقيق، وظهر الأمر كأن هناك شيئاً ما يرغبون بإخفائه أو حرفه عن مساره، لكن ما عزّز الشكوك أكثر هو السجال الذي حصل والأخذ والردّ في تعيين محقّق عدلي، حيث أصرّت نجم على قاضٍ من خطّهم، في حين رفض مجلس القضاء الأعلى هذا الأمر وأصرّ على أن يكون القاضي موثوقاً. وأمام هذه الوقائع، وفي ظل الفشل في حسن سير التحقيق الداخلي ورفض التحقيق الدولي الكامل والإكتفاء بالإستعانة بالخبرات الدولية، فإن العهد والسلطة و"حزب الله" يريدون تمييع التحقيق، وسط إستفاقة اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً على هول النكبة، وتوالي الإتهامات المسيحية بأن العهد و"التيار الوطني" يريدان إخفاء الحقيقة ويخافان من التحقيق الدولي ويساهمان في تجهيل من دمّر المرفأ والجوار، وبالتالي سقطت كل الشعارات باستعادة الحقوق المسيحية.

"الديار": بسبب حُكم المَحكمة وتحقيقات إنفجار المرفأ وتشكيل الحُكومة لبنان على موعد مع أكثر من قُـطــوع خـطير الأسبوع المُقبل !!

كتب حسن سلامه في "الديار": بسبب حُكم المَحكمة وتحقيقات إنفجار المرفأ وتشكيل الحُكومة لبنان على موعد مع أكثر من قُـطــوع خـطير الأسبوع المُقبل !!

لفت مصدر نيابي مُطلع مَحسوب على قوى 8 آذار السابقة، إلى أنّه بموازاة التدخلات والضُغوط الدَوليّة، التي ستتصاعد في الأسابيع الآتية، يُنتظر أن تتضح خلال الأيّام القليلة المُقبلة أولى الخيوط في أسباب إنفجار مرفأ بيروت الكارثي، الأمر الذي سيضع أكثر من جهة في حرج شديد، وسيتسبّب بموجة غضب إضافيّة في صُفوف الرأي العام. وكشف أنّ المَعلومات الأوّليّة بشأن التحقيقات تدلّ على فساد ما بعده فساد وراء كارثة المرفأ، مُتمنيًا أن لا يتمّ تغطية أي طرف مسؤول عمّا حدث. وتابع المصدر نفسه أنّ الصُورة السوداويّة التي يمرّ بها لبنان حاليًا، ستكتمل مع صُدور حُكم المَحكمة الدَوليّة الخاصة بجريمة إغتيال رئيس الحُكومة الراحل رفيق الحريري، حيث يُنتظر أن يتمّ إستغلال الحُكم من قبل أكثر من طرف خارجي يسعى حاليًا لإضعاف الموقف اللبناني الرسمي ولإخضاعه، في مُحاولة لشلّ قُدرته على الإعتراض على ما يجري تمريره من مشاريع كُبرى لمنطقة الشرق الأوسط ككل، ومن مُحاولات تطبيع مع العدوّ. وختم المصدر النيابي أنّ القيادات الرسميّة والحزبيّة واعية لما يجري، مُؤكّدًا أنّ الساحة اللبنانيّة ليست متروكة للتدخلات الأميركيّة والفرنسية وغيرها، ومُعتبرًا أنّ زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبيروت تصبّ في خانة إيجاد التوازن المَطلوب في إطار الكباش الدائر في المنطقة. وتوقّع أنّ تستمرّ عمليّة شد الحبال في المدى المَنظور، مُتمنيًا أن يعبر لبنان بأقلّ خضّات مُمكنة، سلسلة المطبّات التي تنتظره في الأيّام القليلة المُقبلة.

"اللواء": تفجير مرفأ بيروت مخطط خبيث للعبث بالتركيبة الديموغرافية وإضعاف دور لبنان الاقتصادي

كتب معروف الداعوق في "اللواء": تفجير مرفأ بيروت مخطط خبيث للعبث بالتركيبة الديموغرافية وإضعاف دور لبنان الاقتصادي

إذا تبين ان التفجير الكارثي لمرفأ بيروت هو عمل مخطط له عن سابق قصد وتصميم، وهذا لن يتبين بشكل قاطع في ظل الانقسام السياسي وانعدام أهلية الطاقم الحاكم من رأس الهرم حتى ادناه بالرغم من المحاولات الدؤوبة لبعض المخلصين في الطاقم القضائي للامساك بهذا الملف الحسّاس ومتابعته حتى النهاية بعد انكشاف ثغرات مفضوحة لا يمكن تجاهلها، فإن ما جرى لا يمكن فصله عن مخطط بعيد المدى لتغيير دور بيروت ولبنان عامة في المنظومة الاقتصادية التي يحضر لها مستقبلاً على مستوى المنطقة كلها، وتهميش دور مرفأ بيروت قياساً على ما هو عليه وتحوله لصالح مرافئ أخرى مجاورة تقع ضمن منظومة التحالفات المستحدثة ولا سيما منها مرفأ اللاذقية الذي تمّ توقيع عقد تشغيله واستثماره من قبل النظام السوري لصالح إيران على مدى خمسين عاماً. وتظهر النتائج على الأرض والتداعيات الخطيرة، تصديق سيناريو التفجير المتعمد والمحضر سلفاً لاحداث التغييرات الديمغرافية والاقتصادية والسعي لتبديل الأدوار الاقتصادية على مستوى المنطقة وافراغ مرتكزات النظام الاقتصادي اللبناني من مقوماته ومراكز قواه الأساسية لتحويله باتجاه النظام الاقتصادي الموجه وضمه قسراً الى دول مغايرة لهذا النظام. الاحاطة الفرنسية والأميركية والدولية والعربية للبنان اللافتة بعد كارثة التفجير المأسوية، أظهرت بوضوح حرص هذه الدول على لبنان ورفضها كل المخططات الخبيثة للعبث بتركيبته الفريدة أو أي محاولة لتغيير نظامه ودوره الاقتصادي في المنطقة، وهذا عامل مهم لقطع الطريق وإفشال هذه المحاولات والخطط المرسومة في حين تبقى المسؤولية الأهم ملقاة على عاتق كل اللبنانيين لاستيعاب خطورة ما يخبئه هذا التفجير الكارثي لبلدهم، ويعملوا لملاقاة مساعدات الأشقاء والأصدقاء لتعطيل مفاعيل ما حصل، والتكاتف معاً لتجاوز تداعيات ما حصل والمباشرة بإعادة الاعمار. ويبقى أن التفجير المدمر لبيروت والمتزامن بالتوقيت مع موعد صدور حكم المحكمة الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حرَفَ الانتباه والاهتمام بتداعيات ومآسي هذه الجريمة الجديدة جزئياً، ولكنه لم يلغِ مضمون الحكم في الكشف عمن ارتكب جريمة الاغتيال والجهات الداعمة له، ولن يلغي المفاعيل والإنعكاسات السلبية لهذه الجريمة الإرهابية على مرتكبيها.

"الشرق": أسئلة حائرة

كتب خليل الخوري في "الشرق": أسئلة حائرة

الكارثة التي حلّت بلبنان هي على قدرٍ خطِر من المأساة والفجيعة خصوصاً وقد صُنّفت الثالثة في التاريخ الحديث منذ قنبُلتَي هيروشيما وناكازاكي، من حيث الأضرار والإصابات وشمولية المدى الواسع الذي امتدت إليه آثار إنفجار المرفأ، وأيضاً قياساً إلى عدد سكان لبنان، بالنسبة إلى سكان اليابان حيث فُجّرت القنبلتان النوويتان… وهذا يستدعي، من دون أدنى شكّ، إهتماماً دولياً على نطاق عالمي كما يحصل عندنا. ولكن ثمّة أسئلة تطرح ذاتها بقوّة: أولاً- لبنان الذي كان مَنسياً في المرحلة الأخيرة، وكثيراً ما قالوا لنا إنّ ملفّه سُحِب عن طاولة الإهتمام في العواصم الفاعلة، هل استَقطَب فجأة هذا الحشد من الإهتمام السياسي والإنساني على حدّ سواء فقط لأنه وقع فيه شهداء ومصابون وأضرار ضخمة؟ ثانياً- هل ثمّة سباق دولي على الإهتمام بهذا البلد الصغير لأنّ هناك مطامع في ثرواته الطبيعية التي يختزنها البرّ في الداخل كما المياه الإقتصادية في الأعماق تحت البحر؟ ثالثاً- هل أنّ هذه الفورة (المشكورة بالتأكيد) ستنتهي ما إن يتمّ تضميد الجراح أو أنّ عين العناية الدولية ستستمرّ على الوطن الصغير المعذّب؟ رابعاً- هل سيكون التنسيق القائم على الأرض بين المؤسسات الإنسانية التابعة لمجموعات الدول، رغم التضارب الإستراتيجي في ما بينها، مستمراً بالتواصل على الصعيد الأمني، أو أنّ كلّ طرف خارجي سيفتح على حسابه؟ خامساً- هل ستكون الدولة اللبنانية مرجعيّة فعليّة أو أنه سيتمّ تجاهلها وتغييبها؟ سادساً- أخيراً وليس آخراً، هل أنّ الخدمات الإنسانية المشكورة جداً تحتاج إلى هذا القدر من البوارج والطائرات والضباط والعناصر و… رجال المخابرات؟

الخبراء سيركزون على "نيترات الامونيوم" وفرضيات التفجير

أشارت "الجمهورية" إلى انّ التعويل الاساس للمنكوبين من انفجار المرفأ ليس على السلطة ووعدها بكشف الحقائق في غضون ايام معدودة ولم تفعل، بل على ما سيستخلصه الخبراء الفرنسيون والاتراك والروس، والذين سينضم اليهم بعد ظهر غد الأحد فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالية "اف بي آي"، من استنتاجات ودلائل من مسرح الكارثة.

وبحسب معلومات "الجمهورية"، فإنّ خبراء التحقيق الاجانب يركزون في تحقيقاتهم على مجموعة أمور:

• أولاً، مسار سفينة نيترات الامونيوم، وكيف وصلت الى بيروت؟ ولماذا وصلت؟ ومن أوصلها؟ وكذلك لماذا تم إفراغها؟

• ثانياً، كيف تم تخزين هذه المواد؟ وهل روعِيت معايير السلامة والحماية التي تتطلّبها مثل هذه المواد الخطيرة؟ وهل تمّ تخزينها وحدها، أم انّ مواد أخرى قد خزّنت معها؟ ومن أوعَز بتخزين هذه المواد؟ ولماذا؟

• ثالثاً، فرضية التفجير غير المقصود الناجم عن إهمال وسوء ادارة وتقدير.

• رابعاً، فرضية التفجير المقصود بعامل داخلي. ومن هنا يُجري المحققون عمليات تنقيب عن أدلة وقرائن، ولا سيما بعض الآثار لمواد متفجرة غير نيترات الامونيوم. (مصادر مواكبة للتحقيق تشير الى انّ هذا التحقيق يسير بتقنية وسريّة مطلقة، وخبراء التحقيق الاجانب لم يوحوا حتى الآن بأنهم وصلوا الى ما يؤكّد فرضية التفجير المقصود من الداخل).

• خامساً، فرضية التفجير المقصود بعامل خارجي، بصاروخ او ما شابه. ومن هنا، تتحدث المصادر عن استعانة فريق المحققين الاجانب بصور جوية لمسرح الجريمة، قبل الانفجار، وأثناءه، وبعده. ولم يكشف التحقيق حتى الآن ما اذا كان قد وصل الى خيوط تؤكد هذه الفرضية او تنفيها، علماً انّ هناك حديثاً عن تقرير شبه نهائي، أعدّته دوائر عسكرية ومخابراتية أوروبية، بالاستناد الى صوَر جوّية ثابتة ومتحرّكة لموقع الانفجار، تستبعد فرضية العامل الخارجية بنسبة تزيد عن 90 في المئة.

"الاخبار": المحققون الأميركيون في لبنان: ماذا أنجزوا سابقاً؟

كتب رضوان مرتضى في "الاخبار": المحققون الأميركيون في لبنان: ماذا أنجزوا سابقاً؟

بالتزامن مع انتقال فريق من محققي فرع المعلومات إلى قبرص للاستماع إلى إفادة مالك السفينة روسوس التي نقلت نيترات الأمونيوم إلى بيروت عام 2013، دخل محققون من مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي FBI على خط تفجير مرفأ بيروت. وكشفت مصادر أمنية أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون طلب من نائب وزير الخارجية الأميركي دايفيد هايل أن يشارك فريق من FBI في التحقيقات، إلا أنّ مصادر قضائية أكّدت أنّه لم يرد أي طلب من الأميركيين للمشاركة ضمن فريق المحققين. وكشفت المصادر أنّ فريقاً فرنسياً مؤلفاً من 32 شخصاً يعمل في جمع الأدلة وفي البحث عن المفقودين أيضاَ، بناءً على طلب المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات. وذكرت المصادر أنّ الفرق الأجنبية الموجودة على الأرض هي فرق تركية وروسية ومغربية وقطرية وفرنسية وأميركية، علماً بأنّهم جميعهم، باستثناء الفرنسيين، لم يتّصلوا بالقضاء، بل حضروا بتنسيق مع الجيش اللبناني للمساعدة في البحث عن مفقودين. اللافت أنّ المحققين الأميركيين شاركوا مع فرق التحقيق اللبنانية في معظم التفجيرات التي هزّت لبنان منذ العام 2005، وصولاً إلى عملية اغتيال الوزير محمد شطح، إلا أنّهم لم يسهموا في أيٍّ منها في تقديم أي إضافة على ما توصّل إليه المحققون، سواء لدى فرع المعلومات أم استخبارات الجيش.

"الشرق الاوسط": فشل القوى الحاكمة اقتصادياً وأمنياً يدفع الساحة اللبنانية باتجاه التدويل

كتبت بولا أسطيح في "الشرق الاوسط": فشل القوى الحاكمة اقتصادياً وأمنياً يدفع الساحة اللبنانية باتجاه التدويل

يشير مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية، الدكتور سامي نادر، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، إلى أن فشل سياسات حزب الله بضمان استقرار لبنان كشفته اقتصادياً وأمنياً على حد سواء الحزب مسيطر على المرفأ، وأياً كان السيناريو الذي حصل، فهو يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية. أما من الناحية الاقتصادية، فرعايته لمنظومة الفساد التي كانت تشكل له الغطاء، وكان أصلاً جزءاً منها، أوصلتنا للانهيار الاقتصادي المالي، وأصبح الخيار الوحيد المتاح الذهاب إلى صندوق النقد، فالإصلاحات -على ضرورتها القصوى- لم تعد كافية لأن لبنان اليوم بأمس الحاجة لضخ سيولة في اقتصاده لتفادي الانهيار الكامل. ويرى نادر أن السؤال الأساسي اليوم هو: كيف سيتعامل (حزب الله) مع التدويل؟ فهل ستحاول من خلاله إيران أن تؤسس لقواعد اشتباك جديدة، مستفيدة من انتهاء العزلة التي كانت مفروضة على لبنان بعد التدويل الحاصل لمد قنوات تواصل مع الغرب، ما يؤدي لسيرها بصفقة جديدة، أم أن الحزب سيخيفه ويقلقه ما يحصل، خاصة أن من شأنه تغيير موازين القوى، ما سيستدعي أن تطلب طهران منه أن يقاوم حتى الانتخابات الأميركية، وبالتالي التضحية بكل ما تبقى من الكيان اللبناني؟!. من جهته، يعد رياض قهوجي، رئيس مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - إنيجما، أن هول انفجار مرفأ بيروت، والصدمة التي أحدثها لدى الرأي العام الدولي، جعلا الساحة اللبنانية مشرعة دولياً، كما جعلا الأحزاب الحاكمة في موقع مكشوف ضعيف، ومن ضمنهم (حزب الله). فالكل اليوم، دون استثناء، في قفص الاتهام لافتاً إلى أنه بعد فقدان المجتمع الدولية الثقة بأي جهة رسمية لبنانية، قرر التحرك لحل مشكلة لبنان، وهي ذات بعد إقليمي، ومساعدة الشعب اللبناني.

ويشير قهوجي، في حديثه لـلشرق الأوسط، إلى أن السكوت المريب للسلطة عما كان يجري في المرفأ، ووجود مناطق ممنوع الدخول إليها لأنها تابعة لقوى حزبية، كشف حجم تورط الحزب في المرفأ، ولذلك يرفض التحقيق الدولي الذي بات أشبه بسيف مسلط على رقاب القوى اللبنانية، كونه سيكشف أموراً كثيرة متورطة فيها جهات كثيرة.

قانونيون لـ"الجمهورية": الثقل المعنوي يبدأ من الإستقالات الكبيرة

كتب رولان خاطر في "الجمهورية": قانونيون : الثقل المعنوي يبدأ من الإستقالات الكبيرة

يقول الخبير القانوني حسان الرفاعي لـ الجمهورية ان الاستقالات الفردية التي حصلت أخيراً لا تغيّر بالواقع السياسي بشيء، ولا يمكن أن تسهم في تمهيد الطريق للوصول إلى انتخابات مبكرة، وحتى لو كان العدد أكبر من الذين استقالوا. فالانتخابات المبكّرة تتطلب قانوناً يصدر من مجلس النواب نفسه، يقصّر فيه ولايته لإجراء هذه الانتخابات. ويؤكّد الرفاعي أنّ الاستقالات التي حصلت اليوم في المجلس، حتى لو تضاعفت لن تؤثر بشيء. الثقل المعنوي يبدأ من خلال الاستقالات الكبيرة، اي استقالة كتل نيابية كبيرة، وهذا يؤثر بطبيعة الحال على مسار عمل المجلس. من جهته، يقول الخبير القانوني الأستاذ سعيد مالك لـ الجمهورية: في ما يتعلق بإمكانية سقوط المجلس: الحل الأول يكون باستقالة كتل عدة، التي يمكن ان يشكّل غيابها غياباً للميثاقية، ميثاقية المذاهب والطوائف. فكتلة المستقبل على سبيل المثال تشكّل الميثاقية السنّية واللقاء الديمقراطي يمثل الميثاقية الدرزية، وغيابهما معاً يؤدي الى اسقاط الميثاقية لمجلس النواب، عملاً بأحكام الفقرة ي من أحكام الدستور، حيث يمكن اعتبار المجلس غير شرعي، لكنه يبقى قانونياً، لكن يؤدي الى سقوطه وحلّه لاحقاً. والحلّ الثاني، عوض ان يذهب النواب الى استقالات فردية غير مجدية، كان الأفضل ان يبقوا داخل المجلس ويشكّلوا قوة لتأمين توقيع 65 نائباً على اقتراح قانون لتقصير مجلس النواب الحالي. فلو أنّ النواب الـ 8 انضموا إلى القوات والمستقبل واللقاء الديموقراطي لاستطاعوا تأمين عدد كبير من الاستقالات، وينقصهم عدد قليل ليتمكنوا عندها من الذهاب الى مشروع قانون معجّل مكرّر يقضي بتقصير مهملة مجلس النواب والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكّرة.

"الديار": المَخرج بإستقالة كتلتي الحريري وجنبلاط لفقدان ميثاقيّة المجلس !!

كتبت صونيا رزق في "الديار": المَخرج بإستقالة كتلتي الحريري وجنبلاط لفقدان ميثاقيّة المجلس !!

اشار مصدر قانوني الى ان النواب المستقيلين ظنّوا انهم فتحوا الباب امام إستقالات اخرى، إلا ان حساباتهم لم تكن صائبة، لان لا شيء من هذا حدث، ومهما تكاثرت أعداد هؤلاء، فإن ذلك لا يؤدي الى حل المجلس، الامر الذي يستحيل حدوثه مع إنقسام الافرقاء كالعادة بين مؤيد ومعارض للطرح، لكن استقالة الكتل الكبرى المعارضة، كانت ستحدث خللاً من نوع آخر في المجلس النيابي، وهو الخلل الطائفي والمذهبي، عبر فقدان ميثاقية المجلس أي إستقالة كتلة نيابية من طائفة محدّدة ، ككتلة تيار المستقبل التي يرأسها سعد الحريري الممثل الاكبر للطائفة السنيّة، وكتلة اللقاء الديموقراطي برئاسة وليد جنبلاط الممثل الاكبر لطائفة الموّحدين الدروز، وهذا يعني تطبيق الفقرة ي من مقدمة الدستور التي تنص على ان لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك. إنطلاقاً من هنا، لا بدّ من الاشارة الى انّ إستقالة كتلة القوات اللبنانية لم تكن لتفيد لانها لا تسقط الميثاقية، بسبب وجود كتلة مسيحية اخرى كبيرة بعددها هي كتلة لبنان القوي التابعة للتيار الوطني الحر. مع التذكير بأن كتلة القوات اكدت بأنها ستستقيل حين ترى في ذلك ما يفيد خارطة الطريق، وفضلّت تقديم اقتراح قانون لتقصير ولاية المجلس، وصولاً الى إجراء انتخابات نيابية لاحقاً.

"الجمهورية": "مرقلي تمرقلك"...

كتب فادي عبود في "الجمهورية": "مرقلي تمرقلك"...

هل الاتجاه نحو حكومة وطنية ناتج من انّ المأساة التي اتت فوق مصائبنا، تطاول عدداً كبيراً من المسؤولين من مختلف الاتجاهات السياسية، ويحق للمواطن بالتالي ان ينظر اليها كحكومة "مرقلي تمرقلك"، كما واننا نعيش في حالة من الاتهامات المتبادلة، منها غير منطقية، ولكننا نتفرج لأننا لا نعلم اين الحقائق؟ الطريق الوحيدة لحكومة تحوز ثقة المواطن، هو ان تلتزم الشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة، واعتماد حكومة مفتوحة تكون اعمالها كلها مكشوفة للرأي العام. الشفافية تحمي الحكومة من نفسها، وتجعلها تدخل في شراكة حقيقية مع المواطن اللبناني، الذي بات يمتلك وعياً كاملاً حول اهمية المعلومات كما خطورة اخفائها والتستر عليها. لقد دفع اللبناني من دمه وماله ضريبة انعدام الشفافية وتمرير الصفقات تحت جنح الظلام وتحت الطاولة، حيث بات يشعر انّه تتمّ خيانته في كل لحظة، في ظل منظومة تتقاذفها المصالح الشخصية والمحسوبيات والصراع حول قطعة الجبنة. ملاحظة اخيرة، اعرف انّ الخسارة والالم كبيران امام حجم المأساة، ولكن هذه الخسارة يجب ان لا تنسينا المأساة الاقتصادية التي نواجهها، والتي نصرّ ان نعرف من المسؤول عنها، هذه المأساة التي تستهدف الشعب اللبناني كله، وبالتالي يجب ان لا تتوقف المطالبة بنشر التقارير المالية للشركات التي دققت في حسابات مصرف لبنان لسنوات، يجب نشر التقارير حتى قبل ان تتسلّم شركة جديدة التدقيق، هذه التقارير هي حق للشعب اللبناني.

"النهار": لخريطة طريق اصلاحية بسرعة وبرنامج زمني محدد مع مواكبة خارجية

ناصيف حتي لـ"النهار": لخريطة طريق اصلاحية بسرعة وبرنامج زمني محدد مع مواكبة خارجية

يقول وزير الخارجية السابق ناصيف حتي لـ"النهار" ان البلد بات محكوما بعد كارثة المرفأ بشرطين اساسيين هما خريطة طريق للاصلاح وبرنامج زمني محدد لتنفيذها مع مواكبة خارجية في ظل توافق داخلي انما بعيدا من حكومات تبويس لحى . ويرى في التحرك الفرنسي قوة توفر مظلة دولية مع اصراره على استغلال الفرصة لاعادة ترميم العلاقات العربية لان خطف لبنان الى مكان معين كما انهياره ليس في مصلحة احد.. ولفت الى ان هناك ازمة كاشفة تبرز ضرورة الاصلاح وليست ازمة تستطيع الطبقة السياسية في ظل العطف الدولي ان تهرب من مسؤولياتها". كيف الذهاب الى حكومة تكنوقراط او حيادية في ظل نموذج الحكومة السابقة علما ان سمير جعجع استشهد بك كمثال لتسمية سياسية انما تمتعك بهامش دفعك الى الاستقالة؟ "كان يجب ان تذهب الحكومة الى المخاطرة بالصدام مع طبقة سياسية معارضة عابرة لكل الاحزاب ولا تدخل في اللعبة السياسيوية. حكومة وفاق وطني تعني حكومة شلل وطني. واذا اردنا حكومة تكنوقراط يجب ان نطلق يدها وهذا شرط اساسي وان يكون لديها القناعة ان تخاطر.. هل تساهم المبادرة الفرنسية في تعويم الطبقة السياسية ؟ "الموقف الفرنسي كان واضحا جدا. جاءت دول عدة عربية وغير عربية لكي تساعدنا انسانيا. المسؤولون الفرنسيون اكدوا اكثر من مرة ان هذا يفترض ان يسرع في عملية الاصلاح وليس بديلا منه نظرا للانشغال بالكارثة التي حلت بها . الاصلاح اصبح ضرورة اكثر وبسرعة اكبر. نحن على مفترق طرق . فلنكن واقعيين. المراهم الاصلاحية لم تعد تجدي والطبقة السياسية يجب ان تتجدد في لبنان والرأي العام اللبناني واع وذكي. انا احيي الدور الفرنسي واعول الكثير عليه وارى ان فرنسا هي القوة الوحيدة التي لها اتصالات مع كافة الاطراف والقادرة على توفير المظلة الدولية". وختم : "لا يتوهمن احد ان المساعدات الانسانية من الاخوة العرب تعني انه عفا الله عما مضى . هناك حوار جدي ورصين واعادة رأب الصدع مطلوبين مع العديد من الدول العربية. المطلوب اعادة التموضع. حاولت ان اعمل في هذا الاتجاه ليس للانتقال من محور الى اخر ومطلوب اليوم عمل سريع وشبكة الامان ومن يقوم بها يجب ان يدرك منطق انني لا انقذك لكي تذهب ضدي انما ان يكون موقع لبنان وسطيا غير مقلق للدول العربية في المنطقة. انا لا ارضى باطراف في حكومة تشتم دولا صديقة للبنان. الحد الادنى من الحياد الايجابي هو الامتناع عن التهجم على اصدقاء لبنان".

"النهار": بعض الباحثين في أميركا "تفكيرهم أمنياتي"!

كتب سركيس نعوم في "النهار": بعض الباحثين في أميركا "تفكيرهم أمنياتي"!

هل يمكن أن يشهد لبنان تدهوراً أمنياً بعد المجزرة الدموية الأخيرة وقبلها الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي والمصرفي؟ يجيب باحثون تقرير مركز الأبحاث الأميركي أن التهديدات الأمنية تضع لبنان على مشارف صراع أهلي عنيف آخر، وتمتلك إمكانية فتح الباب أمام إصلاحات سياسية. إذ قد يُجبر الغضب الشعبي العارم بعد مجزرة بيروت ومرفئها مزيداً من المسؤولين الأقوياء على الاستقالة، ومنهم أعضاء في مجلس النواب ورؤساء أحزاب وذلك بعد تمكين الغضب الشعبي وثورة تشرين 2019 من استعادة وحدتها وقوّتها ومن التحرّك بحماسة يرافقها بعض العنف، ومن إيقاظ العناصر المجتمعية المؤمنة بالإصلاح ولكن النائمة أو الساكتة لأسباب متنوّعة. علماً أن ذلك سيزيد من الفراغات في الدولة ومؤسساتها. فضلاً عن أن الصدامات بين العلمانيين والسلطات الدينية واشتراك أحزابهما فيها قد تدفع في اتجاه تسويات سياسية تجنباً لحربٍ أهلية تبدو داهمة. أما الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل فغير ممكنة لكنها تبقى احتمالاً وارداً. وهي قد تدمّر قسماً كبيراً من لبنان بما في ذلك عاصمته بيروت. كما أن اغتيال واحد أو أكثر من الشخصيات المهمة يمكن أن يطلق تغييراً سياسياً ملموساً وهاماً. وهذا ما حصل بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. طبعاً يمكن أن يحرّض الغضب جرّاء مجزرة بيروت "الأشرار" أو الميّالين الى العنف والممارسين له على التفكير بالخيار العنفي لإجبار الحكومة على التحرك أو على الانتقام. ما مدى واقعية الأخطار الواردة في التقرير المشار اليه لمركز الأبحاث الأميركي نفسه؟ لا شك في أن فيها واقعية وتدل على معرفة بلبنان لكن فيها أيضاً نوعاً من الـ Wishful Thinking أي الفكر الأمنياتي ولا سيما في مجالين اثنين. الأول الاقتناع بأن الصدام بين العلمانيين والسلطات الدينية عبر أحزابهما لا بد أن يؤدي الى تسويات تلافياً لنشوب حرب أهلية. وغير الواقعي في هذا الكلام هو أن العلمانيين في لبنان ليسوا أقوياء ولا كثيري العدد وغير منضوين في أحزاب، ربما باستثناء واحد. لكن علمانيته لم تمنعه من أن يكون حليفاً لحزب ديني إسلامي مذهبي سياسي. فضلاً عن أن رجال الدين في طوائف ومذاهب أخرى ليس لهم أحزاب خاصة بهم. أما المجال الثاني فهو توقّع استقالة نواب ومسؤولين كبار تحت الضغط. وقد ثبت ذلك أخيراً إذ استقال ثمانية أعضاء من مجلس النواب عدد أعضائه 128 رغم الفقر وانهيار العملة وضياع مدخرات الفقراء والأغنياء وفوق ذلك مجزرة بيروت.

"اللواء": سماحة مفتي الوحدة الوطنية الشيخ عبد اللطيف دريان

كتب احمد الغز في "اللواء": سماحة مفتي الوحدة الوطنية الشيخ عبد اللطيف دريان

مبادرة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في إعادة بناء عدد من البيوت المهدمة في الصيفي والكرنتينا والأشرفية والمدور من صندوق الزكاة تجاوزت بمعناها وأهميتها الكثير من المبادرات الدولية والعربية والإقليمية للوقوف مع أبناء لبنان  الذين فقدوا بيوتهم وأهلهم وأبناءهم وتشردوا في وطنهم، وتقدمت أيضاً على الكثير من المبادرات الفردية والإنسانية التي تقاطرت للتبرع عبر الجمعيات والهيئات المستحدثة لإعادة الإعمار والمؤازرة. نجح سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية أن يلاقي أبناء الأشرفية والمدور والصيفي والجميزة الذين تقاطروا الى جوار مسجد محمد الأمين بعد فاجعة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ليضيئوا الشموع ومعهم الراهبات والرهبان، تلك الفاجعة التي تجاوزها لبنان بوحدة أبنائه بعيدا عن الاصطفافات المذهبية والطائفية البغضاء، تلك الأيام الوطنية التي جعلت من جديد  ساحة الشهداء ومحيط مسجد محمد الأمين وكاتدرائية مار جرجس مساحة للوحدة الوطنية والحرية والثورة والتغيير والتعبير عن الذات حيث يرقد الشهداء الكبار ويقاومون تجار الفتنة الفوضى في لبنان. استطاع مفتي الجمهورية اللبنانية أن يقدم أمثولة بالوفاء لجمهور شهداء الاستقلال الثاني سمير قصير وجورج حاوي وجبران التويني وبيار الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم ووسام عيد ووسام الحسن ومحمد شطح وعشرات الأبرياء والشهداء الأحياء الصديق الكبير مروان حمادة وإلياس المر ومي شدياق، واستحق سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان بشجاعته وإيمانه وبمواساته عائلات المئات من شهداء كل لبنان في تفجير مرفأ بيروت أن يكون مفتي الوحدة الوطنية بكل إيمان ووفاء وكبرياء .

"النهار": انتهت "زوبعة" بهاء الحريري

كتب غسان حجار في "النهار": انتهت "زوبعة" بهاء الحريري

اذا كان الرئيس سعد الحريري أراد أن يتعامل بحزم مع الحكم القضائي المنتظر منذ 15 سنة، من دون تساهل ولا تسامح، لاسباب عائلية وانسانية وشخصية، وايضا سياسية داخلية وخارجية، إلا أن التقارير الأمنية التي عرضت على مجلس الوزراء، أفادت آنذاك، بأن السيد بهاء الحريري أعد لانطلاقته السياسية، وضرب لها موعداً في 7 آب، عبر تحركات في الشارع في مناطق عدة في بيروت وعكار وسعدنايل – البقاع، وكان يترصّد الموقف "الضعيف" لشقيقه ليتوثّب عليه وعلى "تيار المستقبل" متهماً إياهما بالتواطؤ ضمناً، والتخاذل، والخضوع لـ"حزب الله"، والرضوخ لمشيئة الرئيس نبيه بري، بعد التسوية الرئاسية مع العماد ميشال عون وصهره الوزير السابق جبران باسيل. الانفجار الكارثي والذي أرجأ الحكم، أصاب بهاء الحريري وحركته في الصميم، وجعلهما "زوبعة في فنجان" كما وصفتها في مقالة سابقة، فقد أدى الانفجار الى تغيّر عميق في الرأي العام اللبناني، وبات يرفض بشكل كلّي صراع الأخوة على الانقاض، وتحويل الشعب وقوداً في ذلك الصراع. ذلك أن أهالي الشمال والبقاع هبّوا لنجدة أخوتهم في المواطنة في بيروت من دون حسابات سياسية، وأدى سقوط حكومة الرئيس حسان دياب الى التطلّع مجدداً الى الرئيس سعد الحريري كبادرة أمل لإصلاح ما تهدّم، خصوصاً متى ربط اللبنانيون مشروع إعمار وسط بيروت بآل الحريري دون غيرهم. أضف الى ذلك كله أن المملكة العربية السعودية التي غابت عن بيت الوسط، لم تجد بديلاً تراهن عليه، ولا بهاء الذي يتخوف البعض من ارتباطاته باحلاف مناوئة للمملكة، لتعود وتردم الهوّة مع الحريري، وإن بخطوات بطيئة ومدروسة، وبالتالي فإن حركة بهاء الحريري ستتدحرج لا لتتحول كرة ثلج، بل لتنقاد الى المهوار. سيصدر الحكم الثلثاء المقبل في أجواء حزينة، وسيهلّل له كثيرون، لكن وقعه سيكون أقل من المتوقّع خصوصاً إذا ما أصاب أفراداً فقط، صاروا في عداد الموتى، ولن يكون سهلاً استغلال القرار لغايات مشبوهة، إلا إذا أراد الرئيس سعد الحريري ذلك، وهو حتما لا يريد.

أسرار وكواليس

 اعلم النائب والوزير السابق مروان حماده رئيسة المحكمة الدولية والمدعي العام ووحدة الضحايا في المحكمة في لاهاي، باقدام المدير العام لامن الدولة على سحب عناصر حمايته وذلك قبل تلاوة استقالته في المجلس النيابي، ومن دون الاخذ في الاعتبار الوضع الامني الخاص بحماده، باعتباره احد الضحايا المثارة قضيتهم في المحكمة والذين يتمتعون بخصوصية الحماية.

 زاد سعر طن الترابة بعد الانفجار الكارثي الى ما يزيد على 800 الف ليرة بحيث بات يتعذر على الناس ترميم بيوتهم نظرا لارتفاع التكلفة وخصوصا سعر الزجاج في غياب تام لوزارة الاقتصاد لحماية المستهلكين.

 عُلم أنّ مرشّحين كثيرين للحراك الشعبي للندوة النيابية باتوا في جهوزية تامة استعداداً لأي مفاجأة أو تطور او اعلان سريع عن انتخابات فرعية تتهيأ لها احزاب السلطة.

 تجري حركة اتصالات مفتوحة بين قوى مارونية سياسية وحزبية ومستقلة للتوصل إلى أكبر مطالبة مسيحية ومارونية تحديداً باستقالة الرئيس ميشال عون.

 علّق قطب سياسي على إستقالات بعض النواب وقال: إنه يوم المنى، «ارتاحوا وريّحوا».

 حصل نقاش حاد داخل إحدى الكتل النيابية، حول من سيتمثل من أعضائها في الحكومة الجديدة.

 سخرت أوساط سياسية من عدم إحترام الدستور عند الذين يُفترض أن يكونوا مؤتمنين عليه وقالت إن هذا الإستخفاف أوصل البلد إلى هذه الحال المأسوية.

 بعتقد دبلوماسي مخضرم أن التمديد للطوارئ، على نحو لا يغيّر من طبيعة عملها، مرتبط بالحاجة إلى استقرار يسبق استحقاقات دولية وإقليمية كبيرة..

 نصح بعض الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، بالتريث في نقل أوراقهم وأغراضهم الخاصة، من الوزارات التي أسندت إليهم، نظراً لإحتمال طول فترة التصريف!

 على الرغم من الإقبال الدبلوماسي منقطع النظير على زيارة لبنان، فإن مخاوف جدّية، من تطورات ذات تأثيرات سلبية على الاستقرار؟

 عُلم أنّ أكثر من جهاز أمني أنهى تقريره الأمني في ما خص انفجار المرفأ وتمّ تسليم التقارير الى السلطات القضائية المختصة.

 يتردّد أن الرئيس ايمانويل ماكرون أبلغ المسؤولين اللبنانيين حماسته لاستعانة السلطات اللبنانية بخبرات دولية يمكن أن تحل مكان "التحقيق الدولي".

 يحاول فريق العهد و"حزب الله" إدخال حاكمية مصرف لبنان ضمن التسوية الجديدة التي يعمل على إبرامها مع المجتمع الدولي.

إعداد: هيئة شؤون الإعلام

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 آب 2020 08:59